الثلاثاء، 8 فبراير 2011

عن الأنظمه التى لاتخجل

عن الأنظمه التى لاتخجل


السياسه بين الحاكم والمحكوم فى عالمنا العربى لا تقوم على عقد إجتماعى  حقيقى يحفظ للجانبين  حقوقهما, بشكل  حضارى, رغم اشكال التعاقد الاجتماعى القائم  اليوم  مع إختلاف طرق صياغته بين الطرفين تاريخيا إلا انه لم يكن يوما عقدا بين متعادلين أو متكافئين.  الرقابه فى النظام السياسى الديمقراطى تقوم على مراقبة القيم فى أداء النظام, القيم فى شكل أرقام  وإنجاز . ما تخوضه شعوب الأمه من صراع مع أنظمتها  اليوم سواء كان حيا معاشا كما هو واضح فى تونس ومصر أوما يعتمل تحت الرماد فى اليمن  والاردن أ وما هو مؤجل  لحينه فى البقية الباقيه , يمكن  ايجازه فى  الآتى:

أولا: قامت الشعوب  وتحركت عندما ادركت بأن هذه الانظمه لاتخجل, لقد وصلت السكين حتى العظم. المراهنه على القيم وحدها دون رقابه لم يعد ممكنا والإعتماد على الصلاح الفردى "نموذج الخلافه الراشده" لم يعد  ممكنا اليوم
ثانيا: تكدس الثروات يحول الأمر الى ثورات . فالثروات الخياليه لمرتكبى السلطه فى أنظمتها صادمه لأى شعور إنسانى محتمل لدى الشعوب  يتحول معه الأإنسان الى شىء  حيث لايمكن للذات الانسانيه أن تقبله أو تقبلها أى الثروه كأرقام فى ظل  ما يعايشه الفرد من حطام  حوله وبين ارجاء معيشته.
ثالثا: الشعور بالخجل  صفه انسانيه مترفعه  ليس بألامكان إدركها بسهوله وإنما تتطلب تجردا ذاتيا وسموا أخلاقيا  كبيرا ,أن يأخذ النظام بيد الشعب و أن  يقوده لاينفصل عنه  أولا يستعبده أو يستجيره. الامثله هنا قليله , ربما يمكن تصور الشيخ عبدالله السالم ضمن ذلك حينما وضع  دستورا ديمقراطيا تفخر به الكويت وتتمايز به عن غيرها  حتى اليوم , يمكن كذلك إدراج سوار الذهب الذى وعد وأنجز فى السودان ,ولد الفال  كذلك فى موريتانيا.

رابعا: عندما لايخجل النظام يسلم رقاب الناس لمن لايخجل  من مسؤولين  فيأتونه بالتقارير المزوره  والبراهين المدسوسه  ورأينا اليوم كيف تتكشف الحقائق وكلٌ يلقى بالتهمة على الآخر

خامسا: عندما لايخجل النظام ينشىء إقتصادا بديلا  يقوم على الخدماتيه والوساطه  والوكاله  حيث لاحاجه له بالاقتصاد القومى , فالهدف تقويه النظام فقط

سادسا: عندما لايخجل النظام يقوم بإدراج فكرة الحلوليه الصوفيه على  قائده وعلى نظامه فيما بعد فيصبح فذا  غير البشر  فيه تتحرك الاراده الالهيه, فيكتسب بالتالى صفتى  الابديه والنقاء الالهيتين   

سابعا: عندما لايخجل النظام  تصبح الإستفتاءات والإنتخابات  دليلا ملموسا على ذلك بأرقامها ونسبها  المبستره التى تتجافى مع الواقع المشاهد والمعاش لكل ذى بصيره أو نظر.

ثامنا: عندما لايخجل النظام  لايعترف بالزمن ولا بالعمر ولا بالمرض وربما ولا بالموت فيبحث عن وريث  والمرأة التى تلده ويتوج قبل يومه  لأن الشعب يخجل أن يقول غير ذلك.

تاسعا: عندما لايخجل النظام يتصور من الشعب والمجتمع  اعتمادالخجل  فى ممارساته مع النظام,  لا بل ويراهن على ذلك وهنا تمام المفارقه, لابد أن يخجل الشعب أمام إنجازات الرئيس  والنظام, وعطاياه ,وكراماته وهباته , وحقه الالهى فى الحكم كقدر من الله.

إن المواجهه اليوم فى ميدان التحرير ومدن مصركلها تأتى  لكى تضع حدا بين الإيمان والسياسه , لايكفى الإيمان متمثلا فى قيَمه ومعانيه  وفى مقدمتها الخجل والخوف من الله  وغيرهما أن ينشىء نظاما,مستمرا ومتواترا,  وذلك لإختلاف الأوعيه التى تنساب داخلها هذه القيم وتلك المعانى  من النفوس لابد من السياسه والرقابة وصوت الشعب وعينه وربما سوطه كذلك, وهو ماتحاول هذه الجموع أن  تضعه اليوم على أجندة السياسه والحكم فى عالمنا العربى. لايمكن بعد اليوم لنظام أن يتوقع من الشعوب أن تخجل منه  فى حين يقوم بإغتصاب حقها فى الوجود والعيش الكريم بلا خجل وبكل صفاقه.

هناك تعليق واحد:

  1. لا تخجل الانظمه ومن متى تخجل او تملك ضميرا او شعورا ؟ تخرج ملايين وتعتصم وتعود ولا احد يهتم يمكن حصني مبارك يقول : خليهم يتسلوا ! ومالو ؟ لكن انا سعيد ومرتاح ان مبارك غير المبارك ما اعتزل اللعب لان مبارك مب العله الرئيسيه ولكن بقاءه يخلي الاحتجاجات والامور ومولعه والا مبارك فرد والنظام اخطبوط متشربك في الاقتصاد والسياسه والجيش ومربط مع امريكا واسرائيل . ما افهم في السياسه لكن المفروض ان الثوره ما تكون اعتصام لكن قوه تفرض مب تطلب من الظالم انه يخجل ويستحي على دمه يعني ما اتقى ولا خاف الله بيخاف من دماء وارواح ازهقت ؟ يعني وين ضميره 30 سنه وهو يخرب البلاد وينهبها ويفسد في الارض ما اصبر اهل مصر على الفراعنه

    ردحذف