الجمعة، 10 ديسمبر 2010

اليوم الوطنى... المعنى والدلاله


عندما يختفى المعنى خلف العاده يصبح الامر تكرارا    نمارسه  دون وعى  بدلالاته,   كثيره هى المناسبات وعديده  التى تتكرر  ونحن مشغولون  بطقوسها  اكثر من معانيها ودلالاتها ,  الفرق بين المناسبه كونها عاده, والمناسبه كونها معنى ودلاله كبير,  عندما تصبح عاده  وتكرارا فانها لاتضيف للتاريخ   شيئا بل تغدو مظهرا طقوسيا  يبرز فيه الاكثر زياً وبهرجة, وعندما تكون معنى ودلاله فانها تضيف الى التاريخ بعدا من ابعادها  كنقطقه انصهار  فى لحظه تاريخيه افرزت  تاريخا  وتحولا جديدا, ليس ادل على ذلك من  مناسبة اليوم الوطنى لدى الشعوب فلذلك تحرص جميع الدول بأن تحمل هذه المناسبه  المعنى قبل  الشكل والدلاله قبل  المظهر الاحتفالى.  ونحن نحتفل هذه الايام  بيومنا الوطنى فى دولتنا الحبيبه , يوم تولى الشيخ جاسم  مقاليد الحكم فى البلاد , اود ان اسجل بعض الملاحظات رغبة منى فى ان تكون المناسبه معنى ودلاله, لا مناسبة عابره  او عادة سنويه  كما تسكن فى وعى الكثيرين مع الاسف.
اولا: ان اليوم الوطنى هو لحظه انصهار تاريخى لمكونات المجتمع بحيث يصبح البعد الوطنى هو الغالب على غيره من ابعاد اجتماعيه اخرى. وهوما نستشفه من تاريخ المؤسس الشيخ جاسم الذى استطاع  لم شمل جميع القبائل والاسر القطريه حوله فى بناء الوطن ووضع اولى لبناته.
ثانيا:  ضرورة الوعى  فى هذه المناسبه  بأن مفهوم الوطن  لايستقيم مع مفاهيم اجتماعيه صغرى مثل القبيله او الطائفه على مسافة واحده  بمعنى ان يكون هو الحاضن وان تدخل المفاهيم الاخرى ضمن شموليته  واهدافه كجزء  مع بقية الاجزاء.
ثالثا: ان احترام هذه المناسبه  والبعد عن تمزيق هذا اليوم "اليوم الوطنى" كمعنى  ودلاله هو احترام للدوله ورموزها اساسا.   
رابعا: تراكم الانجازات الوطنيه عاما بعد اخرى هو ما يؤكد ويجسد معنى ودلالة هذا اليوم  فلذلك  على الدوله ان تجعل مع كل ذكرى  متجدده له   دافعا لمزيدا من الانجازات للوطن وللمواطن حيث بدون هذه الانجازات المتواصله  يذبل مفهوم هذه المناسبه رويدا رويدا  خاصة اذا كان هناك  ثمةانجازات تحققها الولاءات الدون وطنيه.
خامسا: قطر اليوم اصبحت بؤرة اهتمام العالم  وتتطلع العديد من المجتمعات اليها  كنموذج لذلك الحاجه كبيره  للانتقال وبسرعه الى مستوى الوطن وتبعاته القانونيه, للدوله دور كبير فى احداث ذلك كما للشعب دور كبير ايضا
سادسا: ابرز مثال  لعصرنه الانصهار التاريخى فى لحظه تاريخيه لشعب ما  ,هو انتقاله الى دولة المؤسسات لان الوطن فى النهايه   مؤسسه  او مجموعة مؤسسات تدرجت تاريخيا منذ لحظة الانصهار التى ارتكز عليها يومها الوطنى.
سابعا: تاريخ الافراد المخلصين  وادوارهم التاريخيه لابد فى النهايه ان تنتقل للوطن  وان  تصبح ملكا لجميع مواطنيه , ما قام به المؤسس  رحمه الله  ومن معه من اهل قطر  ملكا لتاريخ قطر   تفتخر به الاجيال جيلا بعد اخر
ثامنا: الوطن فكره  فى الاخيريملكها الجميع  اى جميع ابناءه  اذا اهتزت هذه الفكره او  جزئت او استأثر بها البعض دون البعض  تسقط عن اليوم  الوطنى دلالاته او معانيه.
هذه بعض الملاحظات التى وددت ان اسجلها ونحن فى خضم احتفالاتنا بعيدنا الوطنى هذا العام  على امل ان يكون احتفالنا هذا العام  اكثر دلالة ومعنى خاصه وهو يقترن بمناسبه فوز قطر باستضافه حدثا عالميا كبيرا فى المستقبل القريب وكل امنياتى لقطر اميرا وحكومة وشعبا  بمزيد من الانجاز الداخلى كما الخارجى  فى سبيل ان تكون  الوطن قبل كل شى  اولا واخيرا.

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

تسريبات"ويكيليكس" الواقع "الفضيحه" ام الفضيحه هى " الواقع"




تدل تسريبات  موقع" ويكيليكس"  والصدى الذى احدثته دلاله تامه على  ان الحقيقه لايمكن التعايش معها وانما اخفاؤها هو السبيل الوحيد للتعايش , ثمه ملاحظات اود ان اشيراليها  فى هذا الخصوص نظرا للارتعاشه الكبيره التى اصابت العالم نتيجه هذه التسريبات من هذا الموقع
اولا :  اختراق سياجات الدول نظرا لتقدم تكنولوجيا الاتصال بالاضافه الى خاصيه"غربيه: اعطت  هذه الاختراقات ميزه  قد لاتتوافر لدى الغير وهى  سلطة القانون وحياديته وانفصاله عن باقى السلطات مما يجعلها اى هذه الاختراقات  تُعامل  معامله قانونيه  وليست عسكريه .
ثانيا:  ان العالم عالم سياسى  وليس  اخلاقى الا بقدر ماتخدم الاخلاق السياسه.
ثالثا: ان الفرد فى العالم الغربى يتمتع بميزه لاتتوفر لدى غيره  وهى قدرته على  صياغة  او اعادة صياغة السياسه عن طريق نقدها او كشف زيفها.
رابعا:  ان الشعوب لاتتلقى حقائق من الانظمه "الغرب" فلذلك تسعى الى البحث عنها  بطرقها الخاصه على اسس الحريه المكفوله قانونيا.
خامسا: مفهوم الحقيقه نفسه اضحى مطابقا لمفهوم الفضيحه بمعنى اخر ان الفضيحه هى الحقيقه فى الاساس وليست كما تسكن الوعى  كونها امر  خارج المتوقع او المعقول.
سادسا: ازمة الايديولوجيات تبدو راهنه خاصة الدينيه منها فى عالم اليوم, وكيف يمكن السير مع القطعيات الدينيه  والعقائديه مع اشكالها فى عالم  تبدو فيه الحقيقه صنوا للفضيحه  المُجَرَمه  .
سابعا: انقسام العالم بين  الحقيقه كونها فضيحه  " العالم الغربى" والفضيحه كونها حقيقه "العالم الثالث" وفى مقدمته عالمنا العربى , ما يجرى فى دولنا اليست فضائح على شكل حقائق ادخلت فى  وعى الشعوب  وبدت وكأنها تاريخ  وامجاد.
تاسعا:  كشف الحقيقه متيسر ومحدود الاثر لانها اصلا صادره عن نظام او سلطه منتخبه  قابله  او مصيرها  التبدل بينما فى مجتمعاتنا كشف الحقيقه مكلف وربما ابدى العقاب  لأزمان السلطه لذلك لاتخرج  الحقائق الا بعد ان تنتهى  صلاحيتها تماما ويصعب بالتالى معالجة اثارها وتبدو وكأنها تؤسس  لفضائح جديده على شكل حقائق او هى كذلك
على كل حال, العالم يتغير  بسرعه والتغير قادم لامحاله  وليس لدينا كأمه شروط  تستطيع   اخضاع هذا التغير لها الا بقدر ما تبقى فضائحنا حقائق او نتعامل معها بالضروره كونها كذلك