الاثنين، 7 أغسطس 2023

العقل الفقهي

تحضع حياتنا منذ الولادة لرؤية فقهية ويخضع كل فرد منا لقراءة فقهية للحياة, يولد الفرد ليتلقى قراءة فقهية مباشرة من والدية , مذهبك الأعلى , قبيلتك ,الأعظم , أصلك الاسمى وهنا تتشكل بذور العقل الفقهي .العقل الفقهي عقل"هوية" وليس عقل "حرية"منذور للدفاع ومستعد دائم ليس فقط للدفاع وانما كذلك للهجوم والاعتداء لايتحدث الا عن الاختلافات بل هدفه في البحث عنها لا للتعايش معها بل للتمايز عنها والاشارة اليها عن بعد كحالة مروق او ابتعاد عن الحق والحقيقة لامجال للتعرف على الآخر , معظم تاريخنا حروب ومعارك بينية نتيجة لمركزية هذا العقل في ثقافتنا , بل ان المحاججة الفقهية هي لها الاولوية على التحصيل العلمي وما اكثر المحاججات في تاريخنا , هوايته صناعة الخصوم , لاإحتواء الاختلاف , امراضنا الاجتماعية بل وحتى النفسية الشخصية هو من اسبابها المباشرة لأنه يحيل الفضاء الاجتماعي بل وحتى الشخصي الى قفص وسجن , مهاترات , عدوات, كراهية, انظر الى مايباع من الكتب في معارضنا السنوية, من مشاهداتي , معظم الكتب التي تباع من داخل ما يعتقده الشخص فقهياً زيادة في التأكيد والاصرار والبعد عن الآخر والتميز عنه., هو عقل تمت برمجته للقتال لا للتفاهم , منذ الولادة ثم يتم احتضانه في المؤسسات الفقهية هنا وهناك في ارجاء عالمنا العربي والاسلامي, في ظل فقر مدقع فيما يتعلق بالعقل العلمي ووسائل تنميته , ولسيطرة العقل الفقهي وقوة جبروته تجد ان كثيراً ممن تم وصفهم بالارهاب يحملون شهادات علمية, طب , هندسة... ولكن الغلبة كانت للعقلية الفقهية التي تلقوها منذ المهد العقل الفقهي يبحث عن الاختلاف لا ليتعايش معه وانما ليتمايز عنه وليس هذا فقط وانما في مراحل متقدمة ليكفره ويزندقه بعد ذلك حيث من ميكانزماته الدفاع والهجوم والتأهب بإستمرار لذلك مسقطاً حكمة الله عز وجل في اهمية الاختلاف واهمية التعايش ومركزية التعارف في هذة الحياة.