الأحد، 8 يوليو 2012

"تويتر" في مجتمعنا العربى ....الأمل والخيبه

 
تتعدد مشارب من يستعملون وسائل الاتصال الاجتماعى على الأخص "تويتر" , وتتعدد مرجعياتهم كذلك , يلقون بآرائهم "وتغريداتهم" وسط محتوى واسع وفسيح. فإذا ادركنا أن هذه الوسائل هى نتيجه أساسا لعالم مفتوح ومجتمعات منفتحه, , فمهمتها فى مجتمعاتها الأصل تأكيدى, بينما مهمتها فى مجتمعاتنا التى تستقبلها وتتعامل معها كمفرزات استهلاكيه , من المفروض أن تكون مهمه"تدشينيه" ولى هنا بعض الملاحظات:
1- إذا إستبعدنا إسلوب المحادثه ,فإن مايلقى فى تويتر من كميه كلاميه فكريه وآراء مختلفه تنزع الى مرجعيات متعدده وربما متضاربه أحيانا قد تحيل إلى إمكانيه إيجاد مرجعيات وسطى , لم يستطيع المجتمع إيجادها فعليا فوجدت إفتراضيا نظرا لهذا التنوع الكبير والاختلاف الواسع بعيدا عن المواجهه الفجه التى قد تؤدى الى الاصطدام.
2-أعتقد ان الفكر مع تويتر سينتقل الى المستوى الأفقى مع الوقت ولن يعتمد مستقبلا على المستوى الرأسى المشتق مباشره من الاصول والمرجعيات نظرا لوجود "المطبخ" الذى تختزل فيه الافكار فى بوتقه واحده فتؤثر وتتأثر .
3- ماقد تحققه هذه الوسائل "تويتر والفيسبوك" لمجتمعاتنا بعد ثورات الربيع العربى هو إعادة توزيع القوه داخل المجتمع , فيصبح للمجتمع وصوته قوه لم تتحقق له من قبل وهذا أمر فى منتهى الأهميه لأن فساد الأمه سابقا كان فى تمركز القوه فى نقطه واحده وجهه وحيده.
4-هناك حسابات بأسماء شخصيات كبيره وحكام بعضها حقيقى وبعضها الآخر مفتعل , هنا المجتمع يجرى عمليه تطهير ذاتيه فيتقمص الشخصيه حبا أو كرها ليظهر إفرازتها ودورها وتأثيرها السلبى والايجابى فى المجتمع. مثل هذه المواجهات لم تكن لتتم حقيقة وواقعية نظرا لطبيعة السلطه العربيه ولكن أمكن إيجادها إفتراضيا وهو بدايه لإمكانيةتحقق الفرض عمليا مستقبلا.
5- العالم المتقدم إنتقل من الواقع الفعلى إلى الواقع الافتراضى فهو يقيم حروبا إفتراضيه ويدشن عصرا من اللايقينيات الثابته, عالمنا يتجه بالعكس من العالم الافتراضى الى واقعه المرير أملا فى تغييره والارتقاء به الى مستوى اليقين الانسانى.
6- المجتمع العربى مجتمع يعيش على الزيف وضرورة التماثل لتكسب الحمد حتى بدون إقتناع, هذه الوسائل إلى حد ما تثير الغثيان لدى البعض عندما يكتشف حقيقة الآخر الفكريه وهويته الثقافيه , هنا قد نخلق مجتمعا مدنيا إفتراضيا كمرحله اولى لتدشينه واقعيا. لمست شخصيا تغير فكر البعض إيجابيا بعد دخوله عالم تويتر وأجوائه, يبقى أن نشير أن هناك كذلك نفس آخر شديد التطرف فى التعبير عن رأيه فيستخدم من الالفاظ أشدها ومن الكلام أمره ويلقى التهم يمنة ويسره وفى الحقيقه لايدين إلا نفسه وأسمه المستعار الدال على زيف ما يقول وخوفه أصلا مما يدعى. فهو فى حالة "نزق" شديد لخوفه من الحريه.
7- يبقى أن ضرورة تكيف المجتمع الواقعى مع المجتمع الافتراضى , المغردون اليوم أنتزعوا السلطه من الكُتاب وبعضهم أصدر كتبا من تغريداته.
8- استطاع تويتر والفيس بوك زعزعة كيان الدوله البوليسيه الحديديه فهاهى التغريدات مباشره الى الرؤساء والحكام تطالبهم بحقوق الشعوب عليهم وهاهم رؤساء الول يتسابقون على فتح حسابات لهم آخرهم الرئيس المصرى المزاح محمد مرسى.
9- أسقطت تكنولوجيا الاتصال العقيدة الدكتاتوريه أيا كان نوعها ومصدرها , وجعلت من الفكر والرأى قيمه إنسانيه وسطى ,تقبل التجاور والتحاور والابدال والظرفيه.
عاشرا: في ظل غياب الشفافيه وبعد الشعوب عن مصدر صنع القرار يصبح تويتر مطية للنوايا ومصدرا للشكوك والاتهامات ويتحول من مصدر إتصال جماعي الى مصدر عداء اجتماعي فيكثر فيه الفضولييون ناهيك عن مباحث أمن الدوله ,ومن على شكالتهم