السبت، 17 سبتمبر 2011

التعميم للجميع والشخصنه بتوجيه


المنصب ومن يعتليه  والوظيفه ومن يمثلها كذلك اشكاليه فى مجتمعات  النظره التملكيه  الشموليه. اذا اردت واجبات المنصب أصبت  من يعتليه وأذا إنتقدت اداء الوظيفه  ظفرت بغضب وسخط من يمثلها. فلذلك ترى الخطاب فى هذا المجتمع مبنى للمجهول   والاشاره    عامه كلُ يؤلها حسب يشاء,لابد وان يعمل المجتمع بما فيه السلطه على  تأكيد  الاحساس الطارىء بالمنصب والوظيفه لدى الافراد, للفصل بين المنصب والوظيفه وشاغلها  لابد من تخليصها  من البعد الاجتماعى لحاملها "مسماه, عائلته, ثروته , مكانته" واعتباره  احد أركان العقد القانونى للوظيفه فقط, فينتقد فيه هنا الاخلال بواجباتها او التقصير فى ادائها, وليس شخصه  كفلان من الناس. تقرأ الصحف فتجد نقدا  مطلقا فى الهواء, وتجد فى وسائل التواصل الاجتماعى اشارات  لمتقلدى المناصب بدون ذكر اسماء , هذه الظاهره من النقد السلبى لاتفيد لاالناقد ولا المنتَقد ولا المجتمع فى الاخير. قضية التحمل الاجتماعى قضيه مهمه وحاسمه لتطور المجتمعات على المجتمع بما فيه السلطه العمل على بنائها, تقرأ فى صحف الكويت وتسمع وترى فى محطاتهم نقدا موجها بالاسم لشاغل المنصب والوظيفه من رئيس الوزراء حتى اصغر موظف  وتلاحظ من خلال التويتر" والفيس بوك كذلك  كلاما مباشرا للمسؤولين هناك وبدرجات اقل فى الدول الاخرى إلا  فى قطر, تقرأ ماينتج  قطريا فى هذه المواقع فتجد شموليه غير محدده لاتؤتى بثمارها,   السلطه التنفيذيه فى أى مجتمع هى موضع المساءله والنقد لأنها من ينفذ ويعمل  فأصحابها بالتالى  قبلة للنقد وليس فى هذا تقليل أو إشكال, طبيعة عملهم تحدد ذلك, يبقى خوف المجتمع من الحامل الإجتماعى للفرد عندما يتحدث عن وظيفته أو منصبه الذى يعتليه .لايلام المجتمع من خلال مؤسساته المدنيه إن وجدت الابقدر عدم مبادرته ,  لماذا  هذا  مهم لتطوير رقابة المجتمع لسبب بسيط وهو دوره فى  ايجاد العقليه الناقده  ومن ثم العقليه الايديولوجيه التى سينعكس وجودهما على الصحافه ودورها فى المجتمع وتطور فيصبح هناك حس  وميل   واضح  بل وتوجه واضح لكل صيحفه بعد تَكون العقليه الايديولوجيه فى المجتمع التى تختلف فى نظرتها للاصلاح والتطور من نظره الى اخرى وبالتالى من صحيفه لاخرى. عدم وجود مثل هذا الأمر الهام جعل من الصحافه القطريه  صحافة خبر  وهى وظيفه  لم تعد حكرا على الصحف اساسا, وليست صحافة رأى  وان وجد بعضُ من الرأى  فهو رأى التيار السائد وليس الناقد , بل إن وجدت اشاره  مباشره ونقد مباشر  بالاسم لمعتلى المنصب أو الوظيفه الكبيره بالذات  تهاتف القوم لاشعوريا:ثمة توجيه قد تم, لأن مثل هذا الامر لايزال فى طور  الخروج عن القاعده فالمجتمع لايزال لايفرق بين  الشخص وما يمثله رسميا, فأن خلع جلباب أوثوب  مايمثله رسميا لم يعد  هدفا لتمثل الصالح العام. من المهم التوجيه بأن تبؤأ المنصب والوظيفه الحكوميه له تبعات  فى مقدمتها الملاحظه والنقد والتوجيه من خلال المجتمع وادواته, من الضروره ادراك ان الوظيفه لاتتحمل العبء الاجتماعى لصاحبها  فهى عامه وملك لأفراد المجتمع, وهو مواطن له كل الإحترام  , التوازن بين حقوقه وحقوق الوظيفه مسؤوليته حتى يتركها ويظفر بحقه العام من المجتمع من احترام وتقدير.

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

المجتمع الخليجى وشروطه :المواطن والمقيم من التخصص الى الزبائنيه


يعود الطالب فرحا بشهادته العلميه وبتخصصه  الفنى او الادبى  ممنيا النفس  باسنثمار ماتعلمه فى خدمة مجتمعه و يأتى بحماس نادر وبشوق عامر  لتبؤأ مكانه  بعد ان كلف الدوله الكثير من المال فى سبيل تعليمه و يأتى ليرد الجميل لدولته ولمجتمعه. على الجانب الآخر يأتى الآخر سواء كان عربيا او أجنبيا ,  يأتى بتخصصه النادر أو المطلوب سواء طبيبا أو مهندسا أو ادرايا على مستوى عال , يأتى ليخدم مقابل أجر متفق عليه وإمتيازات  منصوص عليها كذلك. ينغمس الإثنان فى ميكانزمات المجتمع المسيره له. يحاولان  الإثنان  الاتفاق مع شهادتيهما العلميه ماأمكن, وحيادية العلم  أمام الوظيفه. بعد فتره , يصبحان أما موقف  محير, أما التأقلم مع  ميكانزمات المجتمع المسيره له وأما التقوقع  والجمود للمواطن  أو  عدم  الاستفاده القصوى  التى تفوق مانصت عليه العقود أمام المقيم  القادم للعمل. إذا كانت ميكانزمات المجتمع المحركه له ولمواقعه الاجتماعيه  غير حساسه  للتعليم كضروره لبناء المجتمع وهى خاصيه واضحه فى مجتمعات الريع,  واذا كانت المعايير غير موضوعيه بل خاصه كل الخصوصيه , يتألم المواطن  المؤهل ,وسيفرح المقيم القادم على الأغلب خاصة اذا كانت لديه القدره على التأقلم السريع  مع  الوضع الجديد, رأيت أطباء نسوا الطب وألتحقوا بموائد الكبار , زادت أوزانهم وترهلت أجسامهم, رأيت بعضهم يسأل عن أسم المريض أولا  وعن منصبه  حتى يكشف عليه, لقنه المجتمع آلياته فتخلى عن مهنيته , فى جميع المجالات وليس الأمر مقصورا على الطب , بل رأيت وسمعت عن مواطنين مؤهلين منهم المهندس ومنهم الادارى والاقتصادى إنخرطوا فى نشاطات   تتطلبتها ميكانزمات المجتمع الريعى  وموائد الثراء السريع كرياضه وتربية الأبل ونشاطها , أو التجاره السريعه  كوسطاء  وعلاقات عامه إذا كان ذلك سيقربهم من صانع الميكانزم  أوالآليه المسيطره فى المجتمع . ليس حرجا أن يعمل الفرد على تطوير ذاته وإمكانياته, بل الحرج على المجتمع الذى يجعله  فى تصادم مع  قناعاته وتوجهاته ويجبره على مسايرته  لكى لايبدو شاذا عن  الوضع العام,  قد لايكون ذلك كبيرا على المقيم المغادر بعد إنتهاء عقده وبعضهم لايرحل حتى وان كان على حساب تخصصه ومهنيته لأنه وجد البديل , بعضهم  فك ارتباطه مع مؤسسته فى بلده كمعار ليبقى الى  الأبد هنا فالأمر مغر  فلا يتطلب سوى التوافق  مع آليات المجتمع ومعرفة  مفاصله والتقرب لهم أولا كمتخصص وبعد ذلك ربما كشريك  أو موظف  له مواصفات لاتتوافر فى المواطن"ارجو ان لاأعمم هنا , فهناك الشريف والمهنى والمتخصص المسؤول ولكنه السمت العام الملاحظ على  فتره ليست بقصيره" يبدو الأمر حرجا بصوره اوضح للمواطن  إن استمر على مهنيته  لم يخسر ذاته ولكنه أقل حظا وحراكا  من الآخر المتأقلم  ولاننسى هنا أن الأمر قد يتطلب منه تحريك  وظيفته بشكل  يجعلها مسخره بصوره فئويه وليست وطنيه  لكى يستمر ويزدهر بمعنى  اخراجها من طابعها المهنى  وابعاد  شبح شهادته العلميه عن تصرفه . هناك من يتأقلم ولكن هناك العديد كذلك يتألم . شروط المجتمع الخليجى المختطف  تاريخيا بمعنى انه يسير عكس  تياره , تتطلب نزولك فى نهر العلم المتدفق بشرط أن لاتبتل به  وإلا نزعت السحر  عن شطه  وفضحت أسرار بقاءه ومنعته.

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

عن مجتمع الوسواس القهرى



الوسواس القهرى , باختصار هو سيطرة مجموعه من الأ فكار على عقل الشخص بشكل لا انفكاك منه بحيث تشكل حلقه دائريه لاتبتعد حتى تعود ومصادر هذه الافكار مختلفه ومتعدده.   يجب التفريق بين حالة الوسواس القهرى الفرديه المرضيه وبينه عندما يصبح حاله اجتماعيه بمعنى  عندما يكون عباره عن تصورات  تسيطر على المجتمع بشكل ضاغط  وتعمل على مقاومة التغيير  والتطور لديمومتها فى الذهن واحتلالها وسيطرتها   على الضمير  ذاته بحيث تصبح مخالفتها   تأنيبا للضمير  , والمعروف ان الضمير الانسانى يتكون من مصادر عده منها البيئى  والدينى والاجتماعى  . تسيطر هذه المصادر على المجتمع بشكل تمنع معها فضيلة الفرز فيتضخم الدين ويتراكم الاجتماعى  وتتعقم البيئه بشكل يصبح  الاقتراب منها خطيئه تستحق العقاب. مجتمع الوسواس القهرى لايتطور لانه يعيد انتاج نفسه, مجتمع الوسواس القهرى  ينتج الماضى ليعيش فيه حاضره, مجتمع الوسواس القهرى  مجتمع رموز وتماثيل وآلهه, لايعرف النقد ويعيش بين  الجحيم والجنه أما لهذه او لتلك بحساباته التى  يحتمها وسواسه القهرى. مجتمع الوسواس القهرى مجتمع شكوك , الجميع يشك فى الجميع, الشعور بالنقص وعدم الكمال فضيله لكنها فى مجتمع الوسواس القهرى عذاب لانها بحث عن طوبائيه غير متحققه وبذلك ليس هناك انجاز مهما تم  بل استمرار فى جلد الذات والتأنيب, تتحول الافعال فيه الى قمسين, افعال  المجتمع وافعال  ومكونات الوسواس القهرى ذاته سواء الدينيه "التاريخ الدينى بكل محتواه وشخوصه او الاجتماعيه كالزعماء والرؤساء وآلهة الارض,  فتمجد الشخوص وتعظم النفوس وتتحول الحقوق الى مكرمات وفضائل  فيزداد ضغط الوسواس القهرى على المجتمع فيأتى التشكيك فى موت القائد وبأنه لم يمت وانما انتقل وروحه باقية بيننا  ولابد من اكمال المسيره  وهكذا.
يحاول افراد المجتمع الخروج من هذه الحاله"حالة الوسواس القهرى المجتمعى"  بعد تشخيصهم لها ولدورها السلبى  عليهم وعلى مجتمعهم  عن طريق وسيلتين أما   عن طريق الدروشه والانعزال وعدم المشاركه  فى صنع مستقبلهم  وحاضرهم وأما عن طريق الانقلاب التام الراديكالى على اسس المجتمع ككل  والبحث عن نموذج آخر من بيئه اخرى. وكلا السبيلين  لايؤدى الى نجاة حقيقيه.مجتمع الوسواس القهرى يحتاج الى مراجعه تاريخيه  لماضيه وتموضع جديد  لفكرة الانسان فيه وعزلها التام عن فكرة المقدس ولرؤيه جديده للدين  تجعل منه  روشته علاج تتطور بتطور المجتمع بل هى وضعت من اجل انسان يتطور  واحوال تتبدل.

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

انظمه فى حالة "توتر"



تعرف الاشكاليه بأنها  نظريه فى حالة "توتر" بمعنى لم تستقر بعد. حالة التوتر تمثل إستعدادا لأمر "ما"  فأما أن يتوجه إيجابيا وأما  أن ينطلق سلبيا. فهى حاله  غير مستقره ولكنها  ايجابيه اذا ما قورنت بالسكون التام واللاحركه. أنظمتنا العربيه منها  ما دخل ضمن حالة التوتر هذه  وكينونتها  , ومنها لايزال يعايشها , بمعنى آخر الجميع ترك حالة السكون التام  سكون المستنقع الآسن. الآن بالنسبه للأنظمه المتوتره  بالفعل فهى فى مرحلة  المخاض علَها  تخرج من إلى مرحله  اشمل  يصبح بعدها التوتر  مجتمعى نحو المستقبل  ولايقتصر على توتر النظام نحو اهدافه ومصالحه الخاصه. بالنسبه لمجتمعاتنا الخليجيه هى فى مرحلة توتر واضح ولكنه توتر"بالقوه" أى ان امكانيه التوتر قائمه ولكن لم تصل الى مرحلة التوتر"بالفعل" فيما عدا البحرين بشكل خاص , يمكننى أن اشير الى  بعض اشكال التوتر "بالقوه" التى  ذكرتها فى مجتمعاتنا الخليجيه.
أولا: إنغلاق الأفق  أمام الانظمه عند مرحلة إنتقال السلطه  فهى مرحلة توتر واضحه والخوف عندما تنتقل من توتر "القوه" الى مرحلة توتر "الفعل" والصراع
ثانيا: نمط الإقتصاد حاله من توتر "القوه" بمعنى أنه منحاز لفئه دون غيرها خاصة وانه ريعى الطابع هذه الحاله من التوتر  قد تنقله الى مرحلة التوتر "بالفعل" اى المرحله التى تعايشها المجتمعات العربيه فى كل من مصر وليبيا و سوريا.
ثالثا: ظهور الطبقيه الإجتماعيه بشكل واضح داخل هذه المجتمعات حاله كذلك من التوتر الكامن  توتر "القوه" كماذكرت, قد ينتقل فى  أى لحظه  الى توتر "الفعل"
رابعا: العلاج فى منع إنتقال حالة التوتر هذه من توتر  القوه الى توتر الفعل وذلك أولا عن  إدراك هذه الحاله  اساسا  من قبل الطرفين  النظام والمجتمع, لانه يظهر عدم ادراك لها من قبل الطرفين  ولخطورتها فالجانب الشعبى  قد يكون عاجز عن  فهم طبيعة التوتر اصلا ويعتبره حاله  من  الصلابه بجيث لايمكن تجاوزها الا بنسفها كما حاصل فى المجتمعات العربيه التى ذكرت , فى حين أن مجتمعات الخليج فيها ولديها من الفرص ما يمكنها  من استغلال  وضع التوتر  القائم حاليا بشكل   لاتحتاج الى مرحلة ما بعده. والانظمه لاشك تدرك ذلك والدليل الزيادات الماليه وبعض الاصلاحات هنا وهناك .

خامسا: يجب عدم الدفع الى مرحلة توتر"الفعل" من قبل الطرفين , وهذا كما اشرت يتطلب ادراك تام من الجانبين. لانها مرحله لايمكن التعرف او معرفة نهايتها عندما تبدأ ومجتمعاتنا  وحتى انظمتنا قد لاتحتمل تبعاتها لاسباب كثيره منها هشاشة الدوله  فيها   وهشاشة اقتصادها  وندرة السكان فيها  بالاضافه الى مأزق الموقع الجغرافى الذى يمتلك ثروات العالم  الاقتصاديه والروحيه كذلك

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

قطرى بين ثقافة"المجلس" وثقافة "التحول"



 المجلس فى قطر  ثقافه, أبناء قطر جميعا خريجوا  مدرسة المجلس حتى قبل أن  يلتحقوا بالتعليم النظامى بل وبعد أن يتخرجوا من الجامعات, رغم جميع التحولات الاجتماعيه لايزال للمجلس بريقه وجاذبيته التى يأنسها  أهل قطر جميعا ولا يجدون دونها ولابعدها بديلا. المجلس فى قطر مستودع  للتقاليد  القطريه الاصليه ولإخلاقياتها الرفيعه, ويمكن معرفة صاحب المجلس من الآخر  من أخلاقيات المجلس ذاتها ولياقتها الادبيه والإجتماعيه. دور المجلس كبير فى الحفاظ على التماسك الاجتماعى لأفراد المجتمع.  المجلس القطرى التقليدى على مدار الاسبوع وليس كما نرى فى بعض دول الخليج  يوما فى الاسبوع كمجلس الثلاثاء أو الاحد , المجلس التقليدى فى قطر عام وليس مسيس  ولايمثل  توجها معينا كما فى الكويت مثلا , من الممكن أن يعطيك المجلس فى قطر إنطباعا عاما عن  الوضع ولكنه لايختص بالتفاصيل  ومناقشتها, بمعنى شمولى , المجلس فى قطر أنتجه التراث  ويقوم على المحافظه  فهو عامل من عوامل الاستقرار وتعبير واضح  عن الشخصيه القطريه وطبيعتها الاستاتيكيه المسالمه . هل طرأ تغيير على  ثقافة المجلس فى قطر؟ نعم هناك تغيير واضح  بعد دخول العالم فى عصر التقنيات التواصليه الحديثه باشكالها المتعدده,  إنفتح المجلس  وأهله بالطبع على العالم بشكل  كبير  فأختلفت المواضيع وبدأت تتشكل التوجهات بشكل أوضح  فى النقاشات الشياسيه  أو الاجتماعيه أو حتى الدينيه بمعنى أصبح المجلس أكثر قربا من الديوانيات فى الكويت  بشكل محدود ونسبى  حتى الآن. أثرت ثقافة التحول التى تجتاح العالم فى شكله ومضمونه بلاشك مع إحتفاظه  بتقاليد الاسره القطريه فى خصوصيات الأدب الإجتماعى وسلوكيات المجتمع, الآن للعائله مجلس كما للقبيله مجلس ,  فكرة المجلس أساسا فكره ديمقراطيه  فالمجالس النيابيه ومجالس الشورى أشكال للمجلس التقليدى وإنما متحوله ومتجاوزه  لمكونات المجتمع الفرديه إلى المجتمع ككل. بمعنى أن ثقافة التحول التاريخيه   التى فرضتها الظروف التاريخيه"  جعلت من المجلس صوره عن المجتمع وليس فقط عن أفراده, وأوجدت  فكرة التمثيل  بدلا عن التجسيد  وهى فكره ضروريه للتحول الديمقراطى إنتقال المجلس من التجسيد     إلى  التمثيل هى ثقافة التحول التى تجتاح المجالس اليوم  حتى فى دول الخليج  وإن بدت تمشى الهوينا إلا أنها المئآل والمنتهى , فالفكره الديمقراطيه متأصله فى قطر كما فى دول الخليج الاخرى بلاشك , ألا تجتمع الاسره للتباحث شأنها, ألا تجتمع القبيله لشأن قد يحدد مصيرها  فبالتالى ألا يجتمع الوطن ليحدد مساراته ومستقبله, الوطن أقصد تمثيلا وليس تجسيدا , علينا أن نبقى ونحافظ على المجلس القطرى  كتجسيد للشخصيه القطريه ونستجيب كذلك  تمشيا مع التطور الذى نراه ماديا  مجسدا الى فكرة التمثيل, بمعنى الإرتقاء بمفهوم المجلس الى فكرة التمثيل, تمثيل المجتمع , حينئذ سيكون المجلس القطرى التقليدى المجسد "بمعنى كل يمثل نفسه"  رافدا أساسيا للمجلس  الوطنى او النيابى التمثيلى  وهو أنصع برهان على إكتساب ثقافة التحول  فكريا بعد أن تم هضمها تماما ماديا.

الأحد، 11 سبتمبر 2011

أكتب من أجل "حمد" 2



  تأتى الكتابه إلى القارى بما تحويه من أفكار لتخرج بعد إنتهاءه منها  بأفكار أخرى أو بإنطباع آخر فى ذهنه ربما يكون مغايرا تماما  لقصد كاتبها, وحول هذا الموضوع أثير الكثير من الرؤى والنظريات . تصبح بعد كتابتها ملكا لتصورات وذهنية من يقرؤها. يُسقط البعد الاجتماعى  للمجتمع ككل بظلاله عليها, كما  يُسقط الحكم المسبق والتصور  الأولى عن الكاتب  بشكوكه عليها. وبالتالى يأتى الحكم عليها  بعيدا عن الموضوعيه إرضاء لتشوهات مَلكة الحكم المفقوده بشكل كبير فى مجتمعاتنا العربيه بشكل عام, حيث المواقف الايديولوجيه الجامده سيدة الموقف. فى مقالتى السابقه تحت نفس العنوان, "أكتب من أجل "حمد"  على الرغم من مباشرتها الواضحه من خلال عنوانها إلا أنها أو القصد منها "الرمزيه" التى يمثلها سمو الامير, لذلك العديد أخذها  بعيدا عن مقاصدها الرمزيه التى أردت  أن أوضحها من خلال شخصية سموه.  لذلك لى أن أوضح بعض الملاحظات هنا.
أولا: الدعوه للكتابه من أجل حمد المقصود بها  المشاركه الفاعله فالمساحه المتاحه حتى الآن لم تستغل بعد فكيف يمكن المطالبه بالكثير ونحن   لم نستغل حتى المتوفر والممكن.
ثانيا: الكتابه من أجل "حمد" كتابه من أجل الوطن والجميع بشكل أو بآخر يكتب فى النهايه من أجل الوطن فليس هناك تدخلا فى خيارات الناس أو إملاء على خياراتهم,
ثالثا: قناعتى الثابته  بين شعوب المنطقه  بحاجه  إلى الاصلاح الداخلى  ولايزال الوقت مؤات ,  ومتاح تجنبا لما هو أسوأ, فالتركيبه السكانيه  والنسيج الاجتماعى المتماثل والقيادات المترابطه عضويا  وإجتماعيا مع شعوبها , عوامل مساعده وهامه جدا فى تطوير العلاقه السياسيه بما يخدم الطرفين الحاكم والمحكوم.
 رابعا: الكتابه من أجل "حمد" تعنى الخروج عن نمطية القصيده النبطيه التىتختزل الشخصيه فى إطارها الثابت,  فالرمزيه لعصر حمد كما أشرت فى مقالى السابق تعنى التحرك  والتغير المستمر , كما أن ممارسة النقد الذاتى كان واضحا, داخليا وخارجيا كما أشرت فى المقال السابق. وفى أكثر من لقاء مع معالى رئيس الوزراء كان يمارس نوعا من النقد الذاتى لم  يُعهد كذلك من قبل. هذا هو المشهد العام.
خامسا:  التغير السريع الذى تمر به الدوله فى جميع المجالات فلا أقل من المشاركة فيه  من خلال  تدوال مراحل تنفيذه على الأقل بعين ناقده ومسديه للنصيحه ومشيره للخطأ لتجاوزه وعدم تكراره.
سادسا: البديل الوحيد   المتاح لدولنا الخليجيه سياسيا هو فى التطور السياسى  الذاتى من خلال إدخال الاصلاحات الضروريه ولايتم ذلك بعيدا عن الثقافه. والكتابه الصادقه من أدواتها الرئيسيه.
سابعا: المفارقه أن النظام فى قطر الاسرع  والاكثر مواكبة من غيره فى المنطقه إلا أن الجانب الثقافى فى الدول فى المؤخره  والدليل القنوات  الخليجيه وكثرة الحوارات الداخليه  وكثافتها فى الكويت والسعوديه والامارات والبحرين وبدرجه تقترب من الصفر فى قطر. فأين الخلل؟

ثامنا: فالدعوه للكتابه من أجل "حمد" إذا دعوه لرمزية "حمد" أولا وما يمثله, فالكتابه هنا أساسا من أجلنا جميعا أى من أجل المجتمع ككل. فالجوانب الايجابيه  والحمدلله هى السائده وهى ما يؤمل عليه ويرتجى خيره , حيث لامجال لإكتمال نظام سياسى مهما حاول أن يكون مثاليا.
الارتفاع بحس القارىء الى إدراك الكتابه الرمزيه أمر مهم, لتوسيع مداركه  ونظرته للأمور  ويقول العرب دائما" لاتمدحنى فى وجهى" المدح فى الوجه هو أشبه بالكتابه المباشره وهو ماتمتلىء به  الصحف والمجلات.  فى حين ان الكتابه الرمزيه كذلك لها شروط وهى وجود الرمز أولا والاتفاق عليه  والإيمان  والأمل الدائم والمستمر فى خيريته. هذا هو أساسا دافع الكتابه من أجل "حمد"

أكتب من أجل "حمد"


يغيب عن بال البعض حقيقه هامه عندما يتناولون الشأن المحلى فيظهرون شيئا ويخفون شيئا آخر, ويتكلمون بلغه  ويهمسون بأخرى. مثل هؤلاء يغيب عن بالهم  وعن رشدهم أن طبيعة النظام فى قطر  طبيعه ناقده وأن عصر الشيخ حمد عصر متميز فى طبيعته عن السكونيه المعهوده  والجمود الآسن ,  مثل هؤلاء يعيشون فى الماضى  خائفون فى زمن اللاخوف , يبصمون فى زمن التساؤل  ومشروعيته , يزايدون فى زمن الفرز , يمدحون  بلا إقتناع, مثل هؤلاء تناسوا أو نسوا  أن عصر الشيخ حمد وولى عهده تميم,  هو عصر الفرز  والنقد وقول الحقائق, تناسوا كيف إنتقد سمو الأمير التواطؤ العربى إبان  الحرب على غزه, تناسوا و كيف إنتقد سموه الجامعه العربيه إبان  الأزمه الليبيه وتقاعسها عن القيام بدورها, نسوا  أن التغيير  يمر من خلال حمد  فى معظم ماتعايشه أمتنا العربيه اليوم  سواء كان إعلاميا  أو سياسيا , تناسوا دور الجزيره,  ودور الحكومه فى مساندة الشعوب الطامحه للحريه. هؤلاء الخائفون من النقد وممن يمارسه  يعتقدون بأنهم يجارون النظام بنفاقهم  ولايدركون كما قلت طبيعته الناقده أساسا, فلذلك كل من يكتب  ناقدا بصدق هو من طبيعة هذا النظام , النقد أصلا  هو أساس الإصلاح , والنقد المنهجى ليس هو النقد  المطلق إذا شئنا المقاربه من مفهوم "الشك"  فالناقد المنهجى هو من يمارس النقد تحت سقف النظام لإصلاح الإعوجاج  وترميم البناء وتقوية أركانه. أطالب الجميع بالإرتقاء الى مستوى عصر"حمد" وممارسة أدوارهم  بنفس مستوى طموحه. قطر اليوم قبلة  الدول والتوجهات  وسمو الأمير اليوم  زعيم أممى  ودور قطر بضخامة طموح قيادتها , فلا ينبغى التقاعس عن أداء الجميع لأدوراهم بما ويتناسب  وهذا العهد  فى جميع المجالات , هل سمعتم سموه وهو يتكلم عن الإنتخابات الإيرانيه وينتقد الوضع العربى  الذى لم يصل إلى مستوى تلك الانتخابات بالرغم وما عليها من تحفظات   كان ذلك أبان الانتخابات الايرانيه قبل حوالى عامين, مثل هذه القياده , هل تخاف من النقد البناء , مثل هذه القياده هل تمتعض  أن يشاركها ابناء الوطن الإدلاء بآرائهم  سواء كتابة أو قولا  وتعبيرا. الحقيقه أن القياده فى قطر متقدمه على شعبها  ومجتمعها , لذلك يجب على الجميع إدراك ذلك والعمل على المواكبه وأول الخطوات  هى الشعور  بالثقه بالنفس  وبالقياده وبمسؤليتها  وبالعمل على مساعدتها سواء  بالإنجاز أو بالتعريض لمن يتوانى عن الإنجاز  ويخون الثقه  والأمانه. والإبتعاد عن النفاق الفاضح فالقياده على إدراك تام بتربة هذا الوطن وبنباته  وبجذور  أبنائه المخلصين  الذين إلتحموا به جمرة مشتعله وبيداء قاحله قبل أن يتحول إلى ظلال    وواحات وارفه .ايها الساده أكتبوا من أجل "حمد"  وما يمثله  ولاتنسوا بأننا بشر ستجدون  حينئذ للكتابه طعم آخر.