الجمعة، 16 سبتمبر 2011

المجتمع الخليجى وشروطه :المواطن والمقيم من التخصص الى الزبائنيه


يعود الطالب فرحا بشهادته العلميه وبتخصصه  الفنى او الادبى  ممنيا النفس  باسنثمار ماتعلمه فى خدمة مجتمعه و يأتى بحماس نادر وبشوق عامر  لتبؤأ مكانه  بعد ان كلف الدوله الكثير من المال فى سبيل تعليمه و يأتى ليرد الجميل لدولته ولمجتمعه. على الجانب الآخر يأتى الآخر سواء كان عربيا او أجنبيا ,  يأتى بتخصصه النادر أو المطلوب سواء طبيبا أو مهندسا أو ادرايا على مستوى عال , يأتى ليخدم مقابل أجر متفق عليه وإمتيازات  منصوص عليها كذلك. ينغمس الإثنان فى ميكانزمات المجتمع المسيره له. يحاولان  الإثنان  الاتفاق مع شهادتيهما العلميه ماأمكن, وحيادية العلم  أمام الوظيفه. بعد فتره , يصبحان أما موقف  محير, أما التأقلم مع  ميكانزمات المجتمع المسيره له وأما التقوقع  والجمود للمواطن  أو  عدم  الاستفاده القصوى  التى تفوق مانصت عليه العقود أمام المقيم  القادم للعمل. إذا كانت ميكانزمات المجتمع المحركه له ولمواقعه الاجتماعيه  غير حساسه  للتعليم كضروره لبناء المجتمع وهى خاصيه واضحه فى مجتمعات الريع,  واذا كانت المعايير غير موضوعيه بل خاصه كل الخصوصيه , يتألم المواطن  المؤهل ,وسيفرح المقيم القادم على الأغلب خاصة اذا كانت لديه القدره على التأقلم السريع  مع  الوضع الجديد, رأيت أطباء نسوا الطب وألتحقوا بموائد الكبار , زادت أوزانهم وترهلت أجسامهم, رأيت بعضهم يسأل عن أسم المريض أولا  وعن منصبه  حتى يكشف عليه, لقنه المجتمع آلياته فتخلى عن مهنيته , فى جميع المجالات وليس الأمر مقصورا على الطب , بل رأيت وسمعت عن مواطنين مؤهلين منهم المهندس ومنهم الادارى والاقتصادى إنخرطوا فى نشاطات   تتطلبتها ميكانزمات المجتمع الريعى  وموائد الثراء السريع كرياضه وتربية الأبل ونشاطها , أو التجاره السريعه  كوسطاء  وعلاقات عامه إذا كان ذلك سيقربهم من صانع الميكانزم  أوالآليه المسيطره فى المجتمع . ليس حرجا أن يعمل الفرد على تطوير ذاته وإمكانياته, بل الحرج على المجتمع الذى يجعله  فى تصادم مع  قناعاته وتوجهاته ويجبره على مسايرته  لكى لايبدو شاذا عن  الوضع العام,  قد لايكون ذلك كبيرا على المقيم المغادر بعد إنتهاء عقده وبعضهم لايرحل حتى وان كان على حساب تخصصه ومهنيته لأنه وجد البديل , بعضهم  فك ارتباطه مع مؤسسته فى بلده كمعار ليبقى الى  الأبد هنا فالأمر مغر  فلا يتطلب سوى التوافق  مع آليات المجتمع ومعرفة  مفاصله والتقرب لهم أولا كمتخصص وبعد ذلك ربما كشريك  أو موظف  له مواصفات لاتتوافر فى المواطن"ارجو ان لاأعمم هنا , فهناك الشريف والمهنى والمتخصص المسؤول ولكنه السمت العام الملاحظ على  فتره ليست بقصيره" يبدو الأمر حرجا بصوره اوضح للمواطن  إن استمر على مهنيته  لم يخسر ذاته ولكنه أقل حظا وحراكا  من الآخر المتأقلم  ولاننسى هنا أن الأمر قد يتطلب منه تحريك  وظيفته بشكل  يجعلها مسخره بصوره فئويه وليست وطنيه  لكى يستمر ويزدهر بمعنى  اخراجها من طابعها المهنى  وابعاد  شبح شهادته العلميه عن تصرفه . هناك من يتأقلم ولكن هناك العديد كذلك يتألم . شروط المجتمع الخليجى المختطف  تاريخيا بمعنى انه يسير عكس  تياره , تتطلب نزولك فى نهر العلم المتدفق بشرط أن لاتبتل به  وإلا نزعت السحر  عن شطه  وفضحت أسرار بقاءه ومنعته.

هناك 7 تعليقات:

  1. بومحمد يعطيك العافيه وقد تذكرت عامل البداله الذي تحول الى مدير تحرير بين يوم وليله وغيره كثيرون لانريد ان نستعرض القائمه كثر مانريد ان يكون التنصيب في المكان المناسب لكل شخص ولك مني اجمل واطيب الاماني

    ابراهيم المهندي

    ردحذف
  2. هل الفكرة الرئيسية في المقال (مكيانيزم المجتمع الريعي)، بأنه ليس حساسا للتعليم كضرورة لبناء المجتمع، بمعنى أنه لا يحترم العلم إلا بما يخدم الريع؟ و لذلك يفقد المتخصصون مهنيتهم و يسعون للثراء السريع و الالتصاق بمن يؤمن استمراريتهم.. طالما أن "المهنية" ليست ضرورية في المجتع و ليست المعيار الذي بنظر إليه؟ فيفسد معظم الناس كمثال الطبيب.

    ردحذف
  3. مقال متميز ومقاربة جديدة..فعلا في المجتمع الريعي التخصص يصبح مجردأداة والعمل يصبح مجرد سبوبة.لكن كيف نفسر نفس الظاهرة في مجتمعات مثل المجتمع المصري أو السوري ؟

    ردحذف
  4. الزبائنيه صفه للنظام الريعى السياسى كذلك بمعنى الغير منتخب لكى يستمر ويتمدد كما هو حاصل فى الدول العربيه الاخرى التى تجهضها الثورات اليوم

    ردحذف
  5. في المجتمع السوري و المصري الوصول للثروة و أصحاب السعادة ليس سهلا لكثافة السكان و وجود منافسة شرسة ضارية،،لذا أحيانا تكون المهنية الطريق الوحيد للنجاح و جمع الثروة، فترى المحامي و الطبيب و المهندس يعمل في مجاله التخصصي - و حتى المستوى العلمي المتواضع- همه أن يثبت نفسه مهنيا كي لا يقال: حمار و ما بيفهم
    لكن يتقارب الوضع مع المجتمع الريعي كلمااقتربنا من وظائف الحكومة و الوظائف المفتعلة كهيئات الجامعة العربية و مكتب مقاطعة اسرائيل و المؤسسات الحكومية المهترئة حيث المحسوبية كل شيء..

    ردحذف
  6. ما ممكن بالدول العربية موظف بدالة يصير رئيس تحرير،،لأن في مئة ألف واحد ممكن يفرموه قبل ما يحلم أنه يوصل..لكن ممكن لواحد عنده واسطه و علاقات و بنفس مستوى موظف البدالة يصير وزير

    ردحذف
  7. الاخ غير معروف في اخر رد ممكن نعرف التناقض الذي انت عايش فيه لابد ان تذكر ممكن او غير ممكن وليس الجوابين متبعين مع بعض ذكرتني بالفلسفه الله يهديك وتذكر كلام عادل امام يا ابيض يا اسود مافي رمادي الله يهديك وينور بصيرتك وارجو ان تفهم ماتكتب حتلى لاتجعل نفسك مكان لايحسد عليه اي انسان

    ردحذف