الخميس، 17 مايو 2012

"المناظره" والغلبه" صراع بين ثقافتين


   

 دخلت الأمه العربيه عصرا سياسيا جديدا بمفاهيم جديده مع المناظره التى جرت بين مرشحى الرئاسه فى مصر السيد عمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.  مهم جدا أن تدشن السياسه العربيه بفضل ثورات الربيع العربى  ثقافه سياسيه جديده, ثقافه تقوم على البعد الانسانى وعلى الارضيه الدنيويه  وعلى الاشخاص بعيدا عن العصمه وإعتمادا على البرامج وشعبيته ولن أناقش هنا مادار فى المناظره وانما سأتحدث عن المناظره كفكره وكمفهوم سياسى.

أولا: هذه النقله النوعيه تحسب وبلاشك لحركة الشارع العربى  التى فككت يقينيات تاريخيه هرمه ومتآكله  واودت بخيرات البلاد والعباد.
ثانيا: إعتماد المناظره كمدخل للمنصب الرئاسى يعنى إنتقال الثقل للشعب ورأيه وصوته  وبذلك يتحول منصب الرئئيس من  مخدوم من قبل الشعب الى خادم للشعب بناء على نتائج الانتخابات التى تعمل فيها المناظره دورا حاسما.

ثالثا: المناظره قوه ولكنها ناعمه هى حجه  ولكن بالاقناع والاقتناع فى مقابل قوة" الغلبه" والبطش التى سادت تاريخه حتى اليوم.

رابعا: المناظره أساسا  تتويج لبرنامج حزب عن طريق مرشحه فهى برنامج  يعبر عنه أفضل الموجدين والمتبنين له ولفكره.
خامسا:  عقم حياتنا العربيه السياسيه أو إصطناعية وهشاشة احزابها  جعل من المناظره كبدايه أصعب كثيرا من مثيلاتها فى الدول الديمقراطيه الاخرى, لذلك ستبدو البدايه صعبه وربما شخصانيه .

سادسا: جمهور الناخبين كذلك سيبدو مرتبكا وسيحكم على المرشحين  بالاحكام المسبقه التى كونتها ذاكرته حولهم كأفراد  وليس على برامجهم  أو كمرشحى أحزاب.
سابعا: مع الوقت ستجرد المناظره الاشخاص من هيبتهم الاجتماعيه او الدينيه التى تعود الزعماء والرؤساء والحكام اسباغها على أنفسهم  
ثامنا: تعميم وتأميم  منصب الرئاسه من  فوائد المناظرات السياسيه حيث  سيتمكن من  يملك الحجه وفى المستقبل الحزب صاحب البرنامج  من الفوز بالمنصب .

تاسعا: المناظره كسر لتابهات سيطرة على المجتمع العربى وحبست السياسه ضمن إطارها من هذه التابوهات التوريث والخلافه والسلاله.

عاشرا: هذا يحدث فى مصر اليوم وفى تونس  وقريبا قى اليمن وسوريا مستقبلا, لكن كيف يمكن تصور ذلك فى دول الخليج مستقبلا وهى لم تتأثر بالربيع العربى تأثرا كبير أو فى الاصح تقاوم هذا التأثر بالالتفاف عليه, يبدو أن حدثا كهذا فى دول الخليج قد يبدو بعيدا لقدرة النسق الاجتماعى على امتصاص كثير من الصدمات نظرا لوجود السيوله وقلة عدد السكان وفقر المجتمع السياسى حتى الآن من أنتاج مفاهيم جديده تتعدى القبيله والطائفه والعزوه وثقافة"أنا وإبن عمى"