الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

الدكتوره زكيه والوصفه الدوائيه الجاهزه


مقال الدكتوره زكيه مال الله الذي نشر في يوم الجمعه الموافق14-8-2015 بعنوان "إيران دوله اسلاميه عظمى" أثار في ذهني أمورا كنت أعتقد أننا تجاوزناها وفي مقدمتها الحياديه الموضوعيه لدى المثقف بعيدا عن العاطفه وضيق الايديولوجيا التي يميل اليها , عندي هنا بعض النقاط أد لو أذكرها:
أولا:تكتلت الدكتوره وراء العنوان الذي وضعت بشكل لافت وواضح , فإيران دوله اسلاميه عظمى وبها المراكز العلميه والثقافيه وعلينا نحن العرب الاستفاده من ذلك.علميا وحضاريا ولها الحق في امتلاك الاسلحه النوويه دون الاعتبار لمخاوف جيرانها بل ليس هناك داع للمقاربه السياسية معها في هذا المجال , لقد قضي الأمر .
ثانيا: هذا التكتل الكثيف في تعارض تام مع مهنة الدكتوره زكيه كصيدلانيه أو طبيبه التي تدرك مدى أهمية التفاعل والامتزاج بين مكونات الدواء ونسبه وكثافة وفاعلية هذا الدواء, وخطورة الاخلال بهذا التوازن , وكذلك في تعارض مع مهنتها الثانيه ككاتبه صحفيه لها تاريخ طويل في الكتابه الصحفيه , كان ينبغي منها الفرز وإيضاح وجهة نظر الطرف الآخر الذي هاجمته أو إنتقدت مواقفه.
ثالثا: خلطت الدكتوره بين السياسه وبين التاريخ , بين سياسة النظام الإيراني وبين وجود إيران. ورأت أن نأخذ بضرورة التوافق والانصياع لوجود إيران مهما كانت سياسة النظام فيها من منطلق أنها أمة عظمى فبدا مقالها عقائديا أكثر منه رأيا صحفيا.
رابعا: لم تذكر الدكتوره ولو سطرا وهي القطريه عن مبررات ومخاوف من هاجمتهم من الكتاب أوإعلامي القنوات الفضائيه , وكذلك الاخبار التي تتوالى يوميا من تدخل النظام الايراني في العديد من الدول الخليجيه والتي يؤكدها تصريحات العديد من مسؤولي النظام الايراني.والاحداث اليوميه في الكويت والبحرين التي تثبت بإعتراف المتهمين من تدخلات وتهريب للاسلحه للمساس بإستقرار المنطقه, يقف النظام الايراني خلفها
خامسا: تطرقت الدكتوره الى الموضوع من جانب واحده دون أن تعطى إشارة للجانب الآخر , بمعنى أنه غير ذي تأثير أو أنه في حكم الغائب تماما, فإيران إسلاميه وكأن دول الخليج غير ذلك, إيران دوله عظمى وكأن الدول العربيه لاتاريخ لها. السلاح النووي وحده مصدرا للعظمه وتناست أن باكستان دوله نوويه أولى في المنطقه, الحضاره الفارسيه نتعلم منهاوتناست كم نهلت الحضاره الفارسيه من الحضاره العربيه الاسلاميه وكذلك إمتزاج الحضارتين وتفاعلهما .
سادسا:ينبغي من الدكتوره أن تكون أكثر حياديه في تناولها لموضوع كهذا بحكم تجربتها ومهنتها وأن لا تصدر لنا كتله أو دواء بغير تركيب دقيق أو مكونات جلية وواضحه, فإذا إعتنق الصيدلاني والطبيب التفكير المطلق مات المريض وإن كان صحفيا أصيب القارىء في مقتل .
سابعا:أعتقد أن الدكتوره لم تستخرج الموضوع من درج مكتبها العلمي وإنما جاءت به من "دحل" التاريخ " والعاطفه. فهو وصفه مسبقه مهما كانت حالة المرضى أو الزمن أو المكان.
ثامنا: الخوف من أن ماتمر به المنطقه من حالات عدم استقرار وجنون , أن تستمر حالات "العقل المطلق" في التزايد وتنتقل من الاشخاص العاديين البسطاء الى المثقفين والكتاب وهو مستنقع يعج بالمرجعيات الأولى القاتله ,حينئذ سيختفي الأفق وتدنو الشمس من الرؤوس.

هناك تعليق واحد: