الأحد، 16 أغسطس 2015

النادي الاسماعيلي في الدوحه


جاء النادي الاسماعيلي المصري الى الدوحه بعد هزيمة76 ليعلب مباراة مع المنتخب القطري يُرصد ريعها لصالح المجهود الحربي وإإزالة آثار العدوان , ضمن حملة مجتمعيه كبيره شارك فيها جميع أطياف الشعب المصري ومن ضمنها جولة السيده أم كلثوم لاحياء حفلات لصالح المجهود الحربي وإستعدادا لإزالة آثار العدوان . عندما وصل الفريق الاسماعيلي الى الدوحه خرج جميع المجتمع القطري إلى إستاد الدوحه لحضور المباراة المرتقبه بينه وبين المنتخب الوطني القطري الذي كان في أوج نجومه من امثال خالد وطالب بلان ومبارك وليد وسلمان خليفه ومحمد غانم وغيرهم , وكان الاسماعيلي كذلك في عنفوان قوته حيث ضم أبوجريشه وسيد بازوكا وحوده وريعو , اذكر التزاحم على البوابه الغربيه الصغيره , وأذكر كذلك أننا أنا وزميلي رحمه الله لم نكن نملك سوى عشر ريالات نقد قطر ودبي على ماأعتقد , بمعنى أن يدخل أحدنا فقط لحضور المباراه , وكنت أنا الفائز بهذا الخيار وبعد زحام مطبق نفذت من البوابه لأجد صديقي بعد عشر دقائق قادما من فوق الجدار حيث تسلق عمود الكهرباء المجاور لجدار الاستاد , فرصة لاتعوض لابد من الحضور أنه يمثل "مصر" وما أدراك ما مصر في ذلك الوقت رغم الهزيمه.إلا أن مشاعر النصر والكرامه كانت فوق الهزيمة والانكسار, حصل شىء عجيب وبمعايير الدوله القُطريه والنزعه الطائفيه والعرقيه السائده اليوم في مجتمعنا العربي قاطبة اليوم يعتبر "خيانه" وهو تشجيع الجماهير القطريه عن بكرة أبيها للنادي الاسماعيلي على حساب المنتخب الوطني القطري الذي يلعب على أرضه وإفتراضا بين جماهيره. لكن لأن الشعور العربي كان أكبر من الشعور القُطري الضيق , ولأن الصراع كان عربيا –اسرائيليا وليس مذهبيا وطائفيا , ولأن الوجود كان وجود الأمة وليس الطائفه , كان ذلك أمرا طبيعيا ومطلوبا . لعب الفريق الاسماعيلي بين جماهيره وكأنه في مدينته الاسماعليه وتسمع الصيحات , ولعب فريقنا القومي ذو الاسماء الكبيره في تاريخ الكره القطريه ضد صيحات الجماهير المثبطه له ولكنه يعايش الشعور العام لعب وكأنه يؤدي رسالة للأمة وهي تشجيع وابراز مهارة الفريق الاسماعيلي وروح الروح المصريه والعربيه بشكل عام , لازلت أذكر صيحات "قنبله يابازوكا" ابوجريشه ياهندسه , أستر ياستار "عبدالستار حارس مرمى الاسماعيلي " في حين تسمع "وووووووووو" كبيره ومسموعه حينما يبذل منتخبنا جهدا ضائعا لتسجيل هدف. مشاعر مزدحمه أخرجت الشارع القطري بأكمله لحضور مباراة الفريق المصري الضيف , شعور شديد بواجب المشاركه في تعزيز الروح الوطنيه للشعب المصري , كان الفريق الاسماعيلي في وعىَ الجماهير يمثل الأمة وليس مصر , رأيت المسنين الى جانب الشباب يتكدسون أمام ابواب استاد الدوحه وبعضهم لايعرف عن الاسماعيلي شيئا ولا حتى عن كرة القدم. كان يوما تاريخيا من أيام الرياضة في قطر , شهدناه ونحن صغار ولكننا كنا نملك شعورا كبيرا , كانت الأمة كبيرة وكل فرد منها يحملها في داخله نحن اليوم نكبر كهشيم دول ونصغرُ كأمة . كان شعورا جميلا لايعرف الهزيمه لايعرف سوى أن الكرامة فوق كل هزيمة وإنكسار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق