السبت، 15 أغسطس 2015

آل مفتاح .... تجارة العلاقه الانسانيه

بدأت التجاره في قطر على أساس متين من العلاقه الانسانيه التي تربط بين التجار والمجتمع في قطر, خرجت التجاره من رحم هذه العلاقه , لم تأخذ التجاره بعد شكلها التنظيمي المؤسسي بعد , لم يصل التجار ورجال الاعمال الى مكاتبهم الفخمه المزوده بسكرتاريه كبيره لايمكن اختراقها بسهوله , حدثني الاباء عن صور كثيره للعديد من تجار قطر كان الاتصال بهم يتم بالتلفون أو بإرسال السائق مع ورقه الى التاجر حتى يتم بالتالي قضاء حاجته , كانت تجارة تعتمد على مخزون العلاقات الانسانيه التي تميز أهل قطر عمن سواهم , وأساسها الثقه الكبيره التي تملء قلب التاجر في تعامله معهم رغم عسر الوقت وشدة الظروف . من المشاهد التي لاتزال تعج بها ذاكرتي متجر آل مفتاح الكرام "مفتاح وجاسم" في أحد مداخل سوق واقف والسيارات تزدحم حوله طلبا لمواد التموين الغذائيه وحسن التعامل والبساطه والثقه التي كان يتمتعان بهما هؤلاء الكرام في تعاملهم مع الناس , ولعل خصوصيتهما أنهما يتاجران في أهم مايحتاجه الناس وهو المواد الغذائيه من عيش وسكر وخلافه من المواد التموينيه الضروريه لكل أسره , ما يهمني هنا هي طريقة التعامل , كانا في منتهى اللطف على شدة الطلب ,لازلت أذكر والدي يرحمه الله عندما يحتاج شيئا فيتصل قائلا" الاخ مفتاح بيجيك السائق عطه كذا وكذا وكذا" كان هذا كافيا لتمرير صفقه دونما حاجة لأي إثبات آخر و تكفي الكلمه من الرجل لديهم , لذلك إكتسبا سمعة طيبة عند أهل قطر وكانا أهل للمكرمه والاحتفاء بهما أنما حلا ونزلا. كان الطلب على المواد التموينيه الغذائيه كبيرا , وكانت الحاله الماديه لكثير من أهل قطر معسره وقد لاتساعد على الوفاء بالدين في وقته ومع ذلك لم يشكل عسر الزمان مشكلة أمام الثقه المتبادله والراسخه بين أبناء المجتمع الواحد تجارا كانوا أم مستهلكين, إحتفظ ال مفتاح بسمعة طيبه لما كانا يحملان من أخلاق تسبق التجاره ومن حس معاملة في البيع والتجاره بعد ذلك . ذهبت مرارا الى متجرهم في ذلك الوقت بصحبة الوالد رحمه الله وكنا نلتقي بالعديد من أهل قطر أمام متجرهم , الكل يتبضع تموينيا بكل سهوله ويسر , لم أرى عملية محاسبه بقدر ماكنت أرى تحميل مواد في السياره وانطلاقها بعد ذلك , البيع والشراء كعمليه حسابيه سواء الآنيه أو المؤجله إنضوت داخل نسق العلاقه الانسانيه وأختفت في ثناياها , سمعت كثيرا عن تجار آخريين من أهل قطر ومن غيرهم لايقلون ثقة ولا شهامة عن آل مفتاح ولكن ما كان يميز آل مفتاح الكرام أن التعامل معهم شبه دائم ومستمر ولايكاد ينقطع نظرا للطبيعه التموينيه التي يتميز بها البيت القطري صاحب المجلس والتواجد المستمر للضيوف , ومن حسن الطالع أن تتفق طبيعة تجارتهم مع طيب معدنهم ومستوى انسانيتهم , رحمهما الله وبارك الله لاولادهم الذين هم على درب آبائهم سائرون.

هناك تعليق واحد:

  1. أشكرك أخي العزيز عبدالعزيز الخاطر على مقالك هذا ، وكما عودتنا دائما فإن مقالاتك تلامس مشاعر وأحاسيس أهل قطر كلهم . شهادتك وشهادة أهل قطر وسام نعلقه على صدورنا وتاج نضعه على رؤوسنا نحن عائلة المفتاح، وهذا يكفينا فخرا بآبائنا وبالأخص الوالد جاسم والوالد مفتاح والوالد مبارك رحمة الله عليهم وباقي أخوانهم. هل تعلم يا أخي الكريم رغم أن من أشرت إليهم أرواحهم في البرزخ وأجسادهم تحت ثرى مقبرة الوكرة، وتجارتهم توقفت بسبب ظهور الأسواق الحديثة ، إلا أن هناك أناس مديونين حتى اليوم للذين قضى نحبهم منذ سنين بعيدة ، ومازالوا يماطلون بتسوية مستحقاتهم، حتى أن بعض الناس قد أُعفوا من سداد ديونهم لضيق ذات أيديهم.
    شكرًا لك أخي الكريم مرة أخرى ، ومازلنا نحن عائلة المفتاح أكثر من أخوان مع عائلتكم الكريمة والمعروفة بحسن أخلاقها وكريم خصالها، ويدا واحدة في السراء والضراء
    حفظكم الله/ عبدالله عبدالرحمن المفتاح

    ردحذف