الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

لدينا"سلطه" وليس لدينا "إداره"



عندما تسيطر ممارسة السلطه بوصفها قوه على  جوانب الاداره الاخرى التنظيميه والقانونيه لايعود هناك اداره بالمفهوم العلمى. السلطه احدى  فعاليات الموقع الادارى الى جوانب فعاليات اخرى كالتنظيم وخطوط الاتصال المنظمه للامر الادارى والتراتيبيه , فالسلطه الاداريه اذا غير مستقله ولا تستخدم بمعزل عن  الاطار الادارى الحاكم لها. استخدامها السياسى فى الاداره  يفسد الاداره بل ينفيها. فى مجتمعات السلطه الابويه ابتداء من قمة الهرم الى قاعدته , لايمكن للإداره  أن تتأصل بشكل فاعل  لسيطره مفهوم السلطه سياسيا  على الوضع, فترى المنصب الادارى عباره عن سلطه آمره أعلى الى أسفل من دون تغذيه اداريه راجعه ولاتنظيم ادارى فاعل. يأتى المدير أو المسؤول  وفى ذهنه ممارسة السلطه  وليس ممارسة الاداره, تتكون بالتالى ووفقا لذلك هوامش السلطه من المنتفعين والمصفقين , وتصبح الاداره أو الوزاره مسرحا لتجليات المسؤول وسلطته , يفرق هنا فقط مستوى وعى المسؤول ودرجة  ثقافته وهما محددان ذاتيان  لايمكن الركون اليهما دائما, أما النظام الادارى فهو منتهك  وحبرا على ورق, نتساءل لماذا لاتتطور الاداره لدينا , لسبب بسيط لانها تمارس كسلطه  مغتنمه أو كغنيمه, لذلك لانعجب بأن نرى افواج المهنئين  لدى سماع اى تغيير كبير او تشكيل وزارى جديد, حتى قبل  ان يصل الوزير الى مكتبه, يعتبره المجتمع غانما  وفائزا ومرضيا عنه. لايهم كيف تكون ادارته اوكفاءته  فلديه السلطه التى هى فى عقل المجتمع  الباطن تعنى  الاداره بإمتياز. فك الارتباط  ممارسة السلطه سياسيا وبين ممارستها اداريا هو بيت القصيد ويشترك المجتمع بثقافته فى تحديد ذلك من خلال سن القوانين والتشريعات اللازمه فى هذا الحقل. السلطه السياسه تحولت الى إداره اليوم , الادارات هى من يقود العالم وليس الكاريزما الشخصيه  أو السلطه المفروضه, السياسه تحولت الى اداره  وتنظيمات إداريه  كما فى العديد من الدول المجزأه عرقيا وثقافيا وهى انجح الانظمه كالنظامالسويسرى مثلا وغيره . طريقنا للتقدم  هو فى تحويل السياسه الى إداره ونزع طابع القوه الزائد والاجتماعى المصدر المختزن فى جوانبها الذاتيه. فى عالمنا نسمع عن  نظام سياسى ولانسمع عن إداره سياسيه وهنا مكمن الفرق, النظام يعنى القوه , فعندما يوصف اى حكم بأنه نظام فلك أن  تستدعى القوه الى الذهن, ولكن هناك الاداره الأمريكيه  ولاتستطيع أن تسمى  الحكم فى بريطانيا بالنظام البريطانى مثلا فهى مملكه دستوريه  فالدستور هو التنظيم الادارى الاشمل, فى حين لك ان تعدد انظمتنا  بلا حرج ولاتستطيع أن تطلق على أى منها صفة الاداره بتاتا, هل النظام السورى او المصرى او حتى الخليجى  إدارات سياسيه. فلذلك يحمَل مثل هذا النظام  تبعاته  للمستوى الادارى الرئيسى والمنظم  للحياه ابتداء من  الوزراء حتى اصغر الادارات , فتنشأ إداره سلطويه وليست تنظيميه , فكل تغييرفى السلطه هو تغيير بنيوى فى الاداره  وبالتالى فى التنظيم الادارى فيحدث الخلل وعدم التراكم   الادارى  المرجو و المطلوب لعمليه التنميه, وهو مايشاهد اليوم , تعجب عندما تزور أحد المسؤولين الاجانب لترى صور سابقيه فى مكتبه , تاريخ طويا ,يفتخر به, فى حين أن المسؤول لدينا أول عمل وربما الاخير له هو إزالة كل ما يتعلق بسابقه على الكرسى من جماد وإنسان, ومع ذلك هو لايتحرك بعيدا عن ثقافته التى جعلت من الكرسى سلطه فقط ومن المنصب غنيمه  فنل حظك منه قبل فوت الأوان.

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

إشكالية المفهوم المنتج محليا" المًكرمه" مثالا


أثارنى مقال الاخ  العزيز أبو هلال حول مفهوم "المكرمه" كما أثارنى كذلك رده على التعليق الذى  لصق بذهنه  من بين التعليقات الاخرى ليفرد ردا عليه فى المدونه , وفعل الاثاره يعنى  استفزنى للكتابه وهو فعل حسن بلاشك, والحقيقه أننى صاحب ذلك التعليق  الذى أردت من خلاله تسليط الضوء على البعد الاجتماعى للمفهوم وليس فقط على دلالته اللفظيه ولى هنا بعض الملاحظات:
أولا: لم أذكر اسمى فى التعليق المشار اليه  لادراكى ان ذلك سيترك مساحه وحريه اكبر للرد عليه, خاصة واننى اردت من وراءه  المسكوت عنه او المخبأ وهو النسق الاجتماعى.
ثانيا:  النسق الاجتماعى أو جزء منه الذى يتعامل مباشره  مع وسائل الاعلام  هو من أطلق  كلمة " مكرمه" حيث أن مصدرها لم يقل بذلك كما اشار اخى بوهلال. والملاحظ ان كل من يصل الى هذا المستوى"وسائل الاعلام" يراعى او يحابى النسق الاجتماعى لاعتماد المجتمع على مفهوم آخر وهو مفهوم الكتله الإجتماعيه وليس  الانفراديه أو أحترام الفرد كرأى  حتى وأن كان مخالفا أكثر من اى شى آخر  الا البعض النادر.
ثالثا: أذا كان المفهوم نتاجا  للنسق الاجتماعى ذاته فلا ينفع  التعامل معه بمعزل عن ذلك, بمعنى ان تنقد المفهوم وتستكين للنسق واشكاله المتعدده. فالرد كان ضمن هذا الاطار , لم يكن  نقدا لما كتبه اخى بوهلال. الذى تعامل معه منطقيا بودى لو أشارالى البعد الاجتماعى  كذلك, فبالتالى كان تعليقى اضافه . ,لفظه ليس باستطاعتك ايتيانها " فى التعليق تدل دلاله مباشره على النسق الاجتماعى  اللافاعل هنا.فلاشاره هنا واضحه لموطن العجز وليست شخصيه.
 رابعا: من ينتقد النسق بأكمله قليلون جدا , وفى حالات هم غير موضوعيون, ولايبحثون عن حلول  بقدر ما يبحثون عن "خلاص" يأتى من أى مكان ربما من السماء.
خامسا:  التعامل مع المفهوم الاجتماعى المنتج محليا بالذات يختلف عن تعاملنا مع المصطلحات أو المفاهيم المستورده كالديمقراطيه او العلمانيه او غيرها بمعنى لايمكن فصلها ورميها بالحجاره والعوده سالما, يمكن فقط رفضه أو الاشمئزاز منه  لأنه يوقظ الضمير  ويكشف الواقع المختبى  فى اللاوعى  ولكن تغييره  او العمل على ذلك  هو الاساس  وهى عمليه صعبه   ولايمكن فصلها عن بعض  بسهوله الا انها ليست مستحيله, والدلاله كما اشرت سابقا, بأنه يمكن فقط الاشاره للمجتمع بفعل معين ليقوم   بعد ذلك بانتاجه مفاهيميا ضمن نسقه القائم , فتتحول الحقوق الى مكرمات, وتتحول الواجبات الى اعمال خارقه. وبذلك حتى  الوظيفه  العامه كانت حتى وقت قريب لابد لها وان تُعتمد مباشره من الأمير مهما كانت صغيره حيث لاوسيط مدنى  او مستوى مدنى فاصل يدل على وجود مجتمع  فهى  بهذه الطريق نسقيا يمكن كذلك إعتبارها مكرمه.
سادسا: يشعر المجتمع بالامان عن طريق مثل هذا النسق, اذا لم يوجد البديل, فهى اذن عمليه طبيعيه أن يؤول المجتمع الافعال ضمن نسقه  الاجتماعى  الذى يشعر معه بالامان إذا لم ينتج البديل بعد, خاصة اذا لم يكن له سيطره على النظام التعليمى  الذى يؤكدها ويرسخها اجتماعيا, لذلك يبدأ الحل عن طريق  هذين النظامين والبدايه هى فى" الهيمنه" عليهما, ولك ان تتصور ذلك تاريخيا ومرحليا.

سابعا: النسق الاجتماعى المعزول  ينتج فقط  التجاوب السلبى بمعنى ردات الفعل  فقط ولاينتج الفعل ذاته حيث لايشارك فى صنعه اساسا, فالمفاهيم التى يفرزها من هذا القبيل  اما الاحتفاء المتضخم أو السكون حتى الموت.
ثامنا: سبق وان كتبت منذ سنوات عن مفهوم سلبى آخر وهو "الفداوى" ولم اتعرض له كمفهوم او صفه كانت سائده ولها شأنها فى مرحله ما بل    ركزت على بنيته الاجتماعيه الفارزه له, وذكرت اننا جميعا ذلك الفداوى المعاصر اليوم بعد كل هذه الجامعات.

اخى بوهلال على حق فيما ذهب اليه وتعليقى وما اكتبه هنا زياده حول الموضوع وتسليط الضوء عليه من ناحيه أخرى.  

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

إنسان"المول"والإحتفاء بالفرجه


 قبل عدة سنوات لم يكن فى  الدوحه "مولات" سوى القديم  الذى انشىء على مايبدو فى اواخر السبعينات   وكان حدثا كبيرا  فى مجتمع لم يعتد على  كل هذا التجمع فى مكان محدود الى جوار تنظيم واضح للسلع وللمطاعم أو الكفتريات داخله.  سمعت ساعتها  عن زوار من المملكه العربيه السعوديه للتبضع فيه والتسوق فى أرجائه  واستمر الحال على ذلك مدة طويله , حتى عهد قريب حينما انتشرت المولات  وتكاثرت بشكل مشهود فى ارجاء  قطر , لايهمنى كيف انشأت ولمن  وهل هى فعلا  إمتدادا لاقتصاد حقيقى ام  مشتقات وغسيلا لاموال من هنا وهناك مجهولة المصدر. ما يهمنى أثرها الاجتماعى على  المجتمع وهنا لى بعض الملاحظات لعلى ابديها.
أولا: المولات تندرج تحت مايسمى باقتصاديات الحجم واقتصاد الحجم  يحتمل التبضع والفرجه  بل ان الفرجه  والتعود على مكانها نوع من التسويق  السايكلوجى للفرد فتنطبع الاشياء فى ذاكرته ليعود فيشتريها  فى وقت ما.لذلك اصبح هناك مايشار اليه بانسان المول بحيث اذا ذكرت  مول" معين  تبادر الى ذهنك تواجده
 ثانيا:  لست ادرى اذا كان لها اثر على قضاء الفرد فى بيته  نسبة اقل من الساعات كما كان قبل وجودها ولكن المؤشرات تدل على ذلك, فبالتالى لها تأثير غير مباشر على الاسره.
ثالثا: تبدو مكان لرؤيه مؤشرات اجتماعيه هامه فى المجتمع منها الزى  واللبس  فيمكن مثلا معرفة الموضه السائده للعبايات  النسائيه من خلال التجوال فى المول , كذلك ممكن من خلالها الاتيان بانطباع عن نسبه الاجانب وجنسياتهم فى البلد .
رابعا: يمكن ملاحظة العديد من السلوكيات الجديده وربما الغريبه على المجتمع  من زيارة المول أو عدد من المولات, مثل  البشاعه فى المظهر  بشكل ملفت  او التطرف فى استخدام الموضه, او ايجابيا ممارسة رياضه المشى المكيف   للعديد من الناس خاصة فى الطقس الحار.
خامسا: ظهور الشلليه الاجتماعيه بصوره اكبر  فدائما تجد مجموعه من الاصدقاء فى مكان معين فى وقت معين من الاسبوع,  ولكنها عفويه  وبلا طبعا برامج , مقارنة بما عرف عن بعض المقاهى فى بعض الدول  من كونها  اشبه بتجمع ثقافى فلسفى بين شيخ ومريديه.
سادسا: تبقى الفرجه هى النشاط المشترك للجميع , بل يبدو وجود او كثرة هذه المولات فى بلد صغير كقطر  ضغطا على الفرد وعلى الاسره لانه من السهوله بمكان التحول من نشاط الفرجه  الى التسوق اللامبرر او الزائد عن الحاجه .
سابعا: هى اشبه باجهزة الصراف الالى المتوفره فى كل مكان والتى تدعوك للسحب  بينما كان الشيك سابقا له وقت محدد لصرفه ولحاجته, بمعنى انها نمط استهلاكى مغر  يصعب مقاومته.
ثامنا:   تحل المولات شيئا فشيئا محل ثقافة  "الفريج" المندثره فاهل  كل منطقه عادة مايأتون الى الاقرب منها اليهم  ولكن ليس بشروطهم كما  الحال فى "الفريج" وانما بشروطها"المولات"  فتحدث التغيير فيهم ولايستطيعون التغيير فى نمطها او اسلوب الخدمة فيها سواء تسوقا او تجولا وحركة.

تاسعا: اذا زاد عدد المولات بالتناسب مع عدد السكان اختل الجانب  التقليدى "التقاليد" والطابع الاجتماعى المميز للبلد والمجتمع, حيث قد تشكل الكتل  الموجوده داخل هذه المولات انماطا سلوكيا  لاعلاقه لها بالمجتمع  تفرض مع الوقت وجودها وحضورها.
عاشرا: انسان المول غير نشط كانسان الاسواق السابقه "الشبرات مثلا"  الذى كان ياتى مباشره ليشترى  ويذهب ادراجه , فانسان المول  يمعن النظر ساعات  فى كل شى  حوله من بشر ومن حجر قبل ان يمد يده ليشترى الحاجه التى اتى لشرائها.
احد عشر: كنت اتمنى ان يكون التحول  انتاجيا  قبل ان يكون استهلاكيا  بمعنى انشاء قاعده انتاجيه تستوعب انسان المول  ولاتستهلكه  كنت اتمنى ان يكون  اداة انتاجيه لا بعدا استهلاكيا, انسان المول" يمثل جميع شرائح المجتمع  من الجنسين كنت اتمنى تنمية  تستثمره فى جميع مراحل حياته  قبل الشروع فى وضعه فى قفص الاستهلاك الذهبى الدائرى المريح     .
اثنا عشر:
كثير من مرتادى المولات من المثقفين  بودى لو كانت هناك مولات ثقافيه  دائمه   تنفق على مستهلكها  ثقافيا  كمؤسسات المجتمع المدنى باشكالها  لعل ذلك هو الحل الوحيد لجذب انسان المول  ذو البذره الثقافيه وما اكثرهم من  طاولة الفرجه فى احد مقاهى المول" الى جمعيه ثقافيه مرخصه  تقلل من استهلاكه المادى وتزيد من دافعيته الانتاجيه فى المجتمع  وبذلك لايقع فريسة للتاجر المادى وهو التاجر الثقافى الذى يحمل مخزونا ثقافيا ربما يزيد ثروة عن الاخر المادى.
 على كل حال:المول  مكان لاغنى عنه اليوم للتسوق هذا صحيح  ولكنه فى نفس الوقت يمكن المساعده فى فرز المتسوقين والاستفاده من طاقاتهم  فبين متسوق الحاجه ومتسوق الفرجه بون شاسع فالاول  جاءت به الحاجه أما الثانى فجاء به الفراغ والتقاعد المبكر وقصور المجتمع الثقافى.

الفريج"كذاكرة مواطن


الفريج هو "الحىً" أو الحاره" عند أخواننا العرب الآخرين, ترجم  مره بغباء الى "فريق" وشتان بين  المعنيين., ثقافة الفريج هى ثقافة وطن  فى الخليج حيث الوطن عباره عن "فرجان"  حيث البيوت المتلاصقه والقريبه من بعض  والسكك الضيقه . فى الفريج" كانت تسكن ذائقه الوطن وإحساسه , الفريج له رائحة ساكنيه . قطر لاتمتلك شوارع ماتملكه سوى طرقات , مفهوم الشارع الحقيقى كان فى الفرجان حيث جلوس الافراد على القهاوى والدكاكين حيث الماره الرائح منهم والغادى مثل شوارع الحارات البلديه فى الدول العربيه الاخرى  هذا اساسا هو الشارع , مانستعمله  اليوم وما  نراه على سعته وتنظيمه ليس شارعا بالمفهوم الاجتماعى هى طريق, فى هذه الشوارع الضيقه  تكونت ذاكرة الاجيال السابقه , بل اصبحت انعكاس للفريج , الصديق القريب هو"ولد الفريج" وليس من عرفته من خلال الإنترنت أو الفيس بوك أو توتر, العلاقه مباشره ومحدده  وبلا تفاصيل كثيره  أو مناطق غموض, مانعانيه اليوم كجيل سابق هو فى إختفاء هذه الفرجان , نحن مثلا فى الريان حيث هناك العديد من الفرجان  وكل فريج فيه عدد من العائلات القطريه  وعدد  من المجالس  المعروفه تشكل بؤر تواصل إجتماعى وثقافى للنشْ الصغير حينذاك, مفردات الفريج هى الكرم والفزعه والمشاركه  والتحاب والايثار , عندما أزيل الريان  اصبح يسكن أصحابه  ومن عاش فيه بعد أن كان يسكن الجغرافيا  والبيوت, يلقاك صاحبك وأول ما يذكرك بأنك من أهل الريان, بقي المعنى بعد أن ذهب المبنى  , التمدن ضريبة العصر بلا شك  لكن الانسان يعيش نداء الماضى بشراسه اكثر من صوت الحاضر المسموع, هل من سبيل لإبقاء ثقافة الفريج بعد غيابه عيانا  أم ثمة ارتباط بين المبنى  وجغرافيته وماينتجه من ثقافه , بلاشك هناك ارتباط,  الذاكره فى الخليج لم تتغير من داخلها تلقائيا, ذاكرة الكفاف وذاكرة الندره االسكانيه  والصفاء الذهنى  والتضامن العضوى  نتيجة للتشابه بين الافراد التى كانت  حاضره  إنتقلت بسبب النفط  والعنف فى استخدام عوائده  أحيانا الى  استئصال  لتلك الذاكره من خلال الإزاله التامه  لجغرافيته وما يبقى منه كذاكره. فكرة سوق واقف جيده حبذا لو عممت فى اجزاء اخرى من الوطن مع المحافظه على البيوت القديمه باسماء اصحابها  وابتعدت  عن اشكال التشويه التى نراها هناك . التعامل مع التاريخ الاجتماعى بشفافيه هو سبيل التطور  والرؤى السياسيه  المختلفه وربما المتحيزه يجب  أن لاتطمس التاريخ  أو تخفيه , التلقائيه التى قامت عليها الفرجان لاتعوض بأى تحديث  مهما كان , كثير من المدن تحتفظ باحيائها القديمه جيدا  وتنفق الدوله الكثير لابقاءها على شكلها القديم, من المهم جدا  عدم قطع الذاكره   عن الاجيال بحيث لايدرك القادم كيف كان يعيش  الماضى, لوبقيت الفرجان  كما كانت ما أمكن ما مات أصحابها , لأن الذكر للانسان عمرُ ثان أذا رأيت الفريج أو البيوت تذكرت أو ذكرت أهلها. بودى لوكان التطوير عمليه جراحيه دقيقه تبقى القديم  وتأتى بالحديث الى جانبه ما أمكن  فيكبر الولدان مع الماضى وفى جنباته  ويمتد العمر بالاموات ذكرا الى الحاضر. أتذكر أننى كمن فقد نصف ذاكرته بعد إزالة الريان القديم  ولم أكن أتوقع الا أخيرا إزالة الجامعه التى درست بها ومنها تخرجت فلم تبقى لدى شواهد تدل على وجودى الاجتماعى سوى صورة اللحم والدم.