الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

إشكالية المفهوم المنتج محليا" المًكرمه" مثالا


أثارنى مقال الاخ  العزيز أبو هلال حول مفهوم "المكرمه" كما أثارنى كذلك رده على التعليق الذى  لصق بذهنه  من بين التعليقات الاخرى ليفرد ردا عليه فى المدونه , وفعل الاثاره يعنى  استفزنى للكتابه وهو فعل حسن بلاشك, والحقيقه أننى صاحب ذلك التعليق  الذى أردت من خلاله تسليط الضوء على البعد الاجتماعى للمفهوم وليس فقط على دلالته اللفظيه ولى هنا بعض الملاحظات:
أولا: لم أذكر اسمى فى التعليق المشار اليه  لادراكى ان ذلك سيترك مساحه وحريه اكبر للرد عليه, خاصة واننى اردت من وراءه  المسكوت عنه او المخبأ وهو النسق الاجتماعى.
ثانيا:  النسق الاجتماعى أو جزء منه الذى يتعامل مباشره  مع وسائل الاعلام  هو من أطلق  كلمة " مكرمه" حيث أن مصدرها لم يقل بذلك كما اشار اخى بوهلال. والملاحظ ان كل من يصل الى هذا المستوى"وسائل الاعلام" يراعى او يحابى النسق الاجتماعى لاعتماد المجتمع على مفهوم آخر وهو مفهوم الكتله الإجتماعيه وليس  الانفراديه أو أحترام الفرد كرأى  حتى وأن كان مخالفا أكثر من اى شى آخر  الا البعض النادر.
ثالثا: أذا كان المفهوم نتاجا  للنسق الاجتماعى ذاته فلا ينفع  التعامل معه بمعزل عن ذلك, بمعنى ان تنقد المفهوم وتستكين للنسق واشكاله المتعدده. فالرد كان ضمن هذا الاطار , لم يكن  نقدا لما كتبه اخى بوهلال. الذى تعامل معه منطقيا بودى لو أشارالى البعد الاجتماعى  كذلك, فبالتالى كان تعليقى اضافه . ,لفظه ليس باستطاعتك ايتيانها " فى التعليق تدل دلاله مباشره على النسق الاجتماعى  اللافاعل هنا.فلاشاره هنا واضحه لموطن العجز وليست شخصيه.
 رابعا: من ينتقد النسق بأكمله قليلون جدا , وفى حالات هم غير موضوعيون, ولايبحثون عن حلول  بقدر ما يبحثون عن "خلاص" يأتى من أى مكان ربما من السماء.
خامسا:  التعامل مع المفهوم الاجتماعى المنتج محليا بالذات يختلف عن تعاملنا مع المصطلحات أو المفاهيم المستورده كالديمقراطيه او العلمانيه او غيرها بمعنى لايمكن فصلها ورميها بالحجاره والعوده سالما, يمكن فقط رفضه أو الاشمئزاز منه  لأنه يوقظ الضمير  ويكشف الواقع المختبى  فى اللاوعى  ولكن تغييره  او العمل على ذلك  هو الاساس  وهى عمليه صعبه   ولايمكن فصلها عن بعض  بسهوله الا انها ليست مستحيله, والدلاله كما اشرت سابقا, بأنه يمكن فقط الاشاره للمجتمع بفعل معين ليقوم   بعد ذلك بانتاجه مفاهيميا ضمن نسقه القائم , فتتحول الحقوق الى مكرمات, وتتحول الواجبات الى اعمال خارقه. وبذلك حتى  الوظيفه  العامه كانت حتى وقت قريب لابد لها وان تُعتمد مباشره من الأمير مهما كانت صغيره حيث لاوسيط مدنى  او مستوى مدنى فاصل يدل على وجود مجتمع  فهى  بهذه الطريق نسقيا يمكن كذلك إعتبارها مكرمه.
سادسا: يشعر المجتمع بالامان عن طريق مثل هذا النسق, اذا لم يوجد البديل, فهى اذن عمليه طبيعيه أن يؤول المجتمع الافعال ضمن نسقه  الاجتماعى  الذى يشعر معه بالامان إذا لم ينتج البديل بعد, خاصة اذا لم يكن له سيطره على النظام التعليمى  الذى يؤكدها ويرسخها اجتماعيا, لذلك يبدأ الحل عن طريق  هذين النظامين والبدايه هى فى" الهيمنه" عليهما, ولك ان تتصور ذلك تاريخيا ومرحليا.

سابعا: النسق الاجتماعى المعزول  ينتج فقط  التجاوب السلبى بمعنى ردات الفعل  فقط ولاينتج الفعل ذاته حيث لايشارك فى صنعه اساسا, فالمفاهيم التى يفرزها من هذا القبيل  اما الاحتفاء المتضخم أو السكون حتى الموت.
ثامنا: سبق وان كتبت منذ سنوات عن مفهوم سلبى آخر وهو "الفداوى" ولم اتعرض له كمفهوم او صفه كانت سائده ولها شأنها فى مرحله ما بل    ركزت على بنيته الاجتماعيه الفارزه له, وذكرت اننا جميعا ذلك الفداوى المعاصر اليوم بعد كل هذه الجامعات.

اخى بوهلال على حق فيما ذهب اليه وتعليقى وما اكتبه هنا زياده حول الموضوع وتسليط الضوء عليه من ناحيه أخرى.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق