الجمعة، 4 ديسمبر 2015

المدخل الثقافي اللازم للوقوف في وجهة الحملة على مونديال 2022




أتكلم هنا عن مدخل وليس عن الاجراءات أوالوسائل بالتفصيل المعنيه بها اللجنة المنظمه ومؤسسات الدوله
فازت دولة قطر بشرف تنظيم مونديال 2022 في الدوحه, بعد جهد عظيم ومنافسة قويه , لست مهني هنا بكيف تحقق ذلك , فالأمر أصبح من الماضي , حيث إحتفلنا قبل يومين بالذكرى الخامسه على إنجاز ذلك. ومن ذلك الوقت والدوله تتعرض لحملة شرسه وإبتزاز سافر وتهديد بسحب الملف , من قبل الصحافة العالميه وبعض مؤسسات الرأي العام وبعض المؤسسات الحقوقيه كذلك, ولاتزال هذه الهجمه مستمره , ولايزال الاتهام بقصور الاعلام القطري عن مواجهة ذلك ومحدوديته في تناول ذلك وبأنه إعلام يتكلم مع نفسه لا مع الآخرين , يحاول الاخوه الاعلاميين والصحفيين القطريين الدفاع بكل السبل عن احقية قطر في ذلك , وبان هذا المونديال هو مونديال العرب كما أشار سمو الامير المفدى غير مرة, إلا ان ذلك كله ينصب في دائرة الدفاع السياسي المشروع عن إنجاز تحقق بمعجزه وليس بموضوعيه جغرافيه ديمغرافيه رياضيه. من هنا تصبح المقاربه السياسيه قاصره عن الدفاع , لان المعجزه تحتاج إلى إيمان بها وليس إلى خطوات عمليه لشرح كيف تحققت , لانه لوكان ذلك واضحا لما اصبحت معجزه ولما انكرها الغير أو إستكثرها على صاحبها.
قضية الإيمان بإستضافة دولة قطر لمونديال 2022 هو المدخل الثقافي الذي يمكن لو تمت مقاربتة بشكل أكبر وأوضح لأمكن تحقيق نتائج افضل بكثير على الصعيد الخارجي, قضية الايمان بذلك هي الجبهة الداخليه الضروريه لمواجهة الهجوم الخارجي بكل ثقة وإعتزاز وصلابه . الآن إستضافة المونديال مرت بمرحلتين , مرحلة ماقبل الاستضافه , إحتاجب بالضروره إلى إ يمان حقيقي من طرف القياده وقد كان ذلك واضحا وملموسا , كان هناك قصور في تحقق إيمان المجتمع به كذلك , إلا أنه بعد الفوز بشرف الاستضافه , أصبح الأمر واقعا ولامفر منه ومن مواجهة تبعاته , المرحلة الثانيه وهي مايهمني حقيقة وهي مرحلة الايمان بالدفاع عنه بعد أن اصبح كما ذكرت حقيقة ملموسه , وهنا لايمكن الاستغناء أو تجاهل إيمان المجتمع بذلك , هناك قصور واضح من قبل الجهات المسؤوله في التنبه الى ذلك , بل لايمكن الاعتماد على الجهد الاعلامي الموجهه للخارج دونما وجود إيمان حقيقي في المجتمع للدفاع عن أحقية الدوله في إستضافة هذا الحدث, لاأتكلم هنا عن الاجماع فليس هناك خطه في العالم إتخذتها حكومة ما جرى الاجماع عليها من طرف المجتمع, لكن الذي لمسته ولاحظته حقيقة أن الأمر أكبر من ذلك , لدرجة أن هناك هشتاقات كامله تدعو الى عدم الترحيب بالمونديال وتعليقات تويتريه واضحه من كتاب واعلاميين ومهنيين تدعو إلى عدم الترحيب به, ولاحظنا ذلك بوضوح مؤخرا بعد الحديث عن تقليص الموازنه وتأثيرات هبوط سوق النفط , الآن في هذه المرحلة الحرجه وهي لم تعد مرحلة الاستضافه وإنما الدفاع عن هذه الاستضافة والدوله في منتصف الطريق لتحقيق ذلك, وفي الوقت ذاته هناك تجاهل من الجانب التنظيمي للداخل مما يضعف مواجهته للخارج ويبدو وكأنه يغرد لوحده ويقف على أرض من الرمال المتحركه الأمر الذي يمثل إختراقا لجبهته الداخليه.
قضية الايمان , قضية يرتبط فيها الحاضر بالمستقبل, وهي قضية إقتناع وليست قضية إقناع , كيف يمكن أن يقتنع المجتمع بأن المونديال سيكون خيرا عليه ؟ هذه مهمة اللجنة المنظمه ومؤسسات الدوله.
كيف يقتنع المجتمع أن ذلك لن يؤثر على ثقافته وتراثه وعلى وجوده ومستقبله؟طمأنة المجتمع هي المقدمة للمدخل الثقافي , فالمجتمع كائن ثقافي
كيف يقتنع المجتمع بأن قضية كقضية المونديال التي ترتهن عقدا ويزيد من تاريخ المجتمع ومنجزاته ووقته وسعته وراحته وتعرضه للندره والزحمه كيف يقتنع أن في ذلك خيرا سيجنيه لاحقا؟
كيف يقتنع المجتمع أن زيادة السكان ستكون في صالحه؟
كيف يقتنع المجتمع بكل هذا وليس هناك من يقاربه إعلاميا ولا إجتماعيا حول ذلك ويبث الطمأنينة والثقة ويجرده من رداء التردد, خاصة وأن إسطوانات الفساد تتكرر على مسامعة بشكل دائم حتى أن النيابة العامة أصدرت بوسترات يجدها أينما إالتفت أو نظر.
كيف يقتنع المجتمع أن ذلك لايؤثر على مستوى حياته الاجتماعيه والصحيه وقد عزَ سرير المستشفى؟ , وأختفت قدرته على الاستثمار وأصبح يكافح من أجل مجرد العيش؟ أسئلة كثيره على اللجنه المنظمه ومؤسسات الدولة الاعلاميه ا الاجابه عليها عن طريق مقاربتها وعقد البرامج والمنتديات , الاتجاه الى الداخل في إعتقادي هو الطريق لمواجهة الخارج بسهولة وبثقة .
نحن لانزال نتعامل مع قضية المونديال وكأنها لاتزال في مرحلة الحصول على شرف التمثيل الذي لزم فقط إيمان القيادة به , بينما نحن اليوم في مرحلة أخطر وهي مرحلة الدفاع عن ذلك الانجاز كما وقلت وهذة المرحلة تتطلب بعدا ثقافيا وليس برنامجا سياسيا نستضيف فيه صحفيا أو مسؤولا نرد من خلاله على صحيفة هنا أو هناك .
أنا شخصيا أدعو للوقوف الآن مع ما قد تحقق وأصبح واقعا ولكن بشرط أن لايكون على حساب المواطن وثقته بنفسه لذلك أدعو الى الاتجاه للداخل أكثر في هذه المرحلة المتبقيه , حتى يقف المجتمع كله خلف قضيته . الجميع يحب قطر , الجميع يقف مع القياده , تاريخ اهل قطر يؤهلهم لمناقشة جميع ما يخص حياتهم ومستقبلهم بكل جرأة إيمانا منهم بذلك.
أدعو الاخوة في اللجنة المنظمة ولجنة الأرث ووسائل الاعلام وجميع الاخوه الاعلاميين والصحفيين إعطاء حجم أكبر للداخل وضمه وتحريكه واستنهاضه , لمواجهة الهجمات الاعلاميه الخارجيه التي تتعرض لها الدولة بسبب استضافتها لمونديال 2022 .
مهمة الثقافة أن تردم الهوه بين مصدر القرار ومستقبل القرار , إذا فشلت في ذلك لن يصبح القرار صائبا ولو حقق مكاسب ماديه لأنه سيأتي على حساب المعنى , لذلك المقاربة السياسيه الاعلامية التي أراها هي جزء من القرار وثقل على كاهل مستقبل القرار, من هنا تأتي مقاومته للتعبير عن الانسحاق الذي يعاني منه. إذاأردنا أن نحقق مونديالا عظيما ونقضي على الفساد معا لابد من إقتناع المجتمع أن القضية قضيتة أولا حتى قبل أن تكون قضية العرب.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

في يومنا الوطني ,بأي ثقافة نحتفل؟







تمر المجتمعات عبر تاريخها بتحولات كبرى تجعل من الضروري ومن منطلق العقلانيه أن تعيد النظر في ثقافتها وفي مكونات هذه الثقافه التي عاشت في كنفها عقود طويله, فليس من السهوله تقبل ذلك , وقد يكون التحوط والانكفاء على الذات أحد وسائل الدفاع الذي تتبعه هذه المجتمعات حفاظا على خصوصيتها . ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أطرحها:

أولا: تنشأ مقاومة التغيير من منطلق الخصوصيه الثقافيه لكل مجتمع بالإضافه الى قوى المجتمع المسيطره فيه حفاظا على مصالحها.

ثانيا:لاتوجد ثقافه خارج نطاق المجتمع فهي مرتبطه بقيم وهوية المجتمع وبالتالي تتشكل الرؤى والافكار التي يكونها مجتمع نفسه وعن المجتمعات الاخرى.

ثالثا:ثقافة مسيطره وثقافه مُسيطر عليها : هذا الانقسام الثقافي سائد في مجتمعات ماقبل الحداثه السياسيه بما تحمله من إنخراط المجتمع كله في ثقافه سياسيه واحده , وهو واقع المجتمعات العربيه وغيرها من مجتمعات العالم الثالث.

رابعا: لتتمكن الثقافه المسيطره من إحكام سيطرتها على الثقافه المسيطر عليها تقوم بإعلاء قيم المظلوميه الاجتماعيه التي تنبعث من باطن احشاء الثقافه المسيطر عليها وتسعى لتمجيدهاا كقيمة الصبر وأفضليةالفقر والفقير وأن السياسه من عمل إبليس ومن تمنطق فقد تزندق , أو أن الديمقراطيه في تضاد مع الدين الى آخر هذه المنظومه المظلوميه حتى تتحول هذه الثقافه الى بنية منغلقه تقاوم الى تغيير نظرا لارتباطها بنسق طوبائي لايتحقق في هذه الدنيا.

خامسا: إستحضار التراث دائما ماديا بحيث يبدو قيدا على الحاضر , بينما الهدف الحقيقي من التراث هو توظيفه في الحاضر, لأن استحضار التراث يستلزم استحضار أحكامه المسبقه كذلك , بينما توظيفه يستلزم شروط الحاضر وان الحاضر جزء من هذا التراث.

سادسا: وجود نمطان من الثقافه داخل المجتمع الواحد , يدعو الثقافه المهمين عليها الى التشظي , ممايزيد تماسك الثقافه المهيمنه رسوخا , وننتقل الى ثقافة التابع والمتبوع , حين تتجه الثقافه المهمين عليها الى التركيز على ولاءاتها الأوليه في محاوله عموديه للتواصل مع الثقافه المسيطره .

سابعا: صناعة التراث واختراعه تعد من مهام الثقافه المسيطره وبناء صوره رمزيه رومانسيه عنه بحيث يمكن ان تستوعب من الثقافه المسيطر عليها ماتريد وتتحفظ أو ترفض ما لاتريد.

ثامنا: فاليوم الوطني في هذه المجتمعات هو إحتفاء بالثقافه المسيطره ولايحقق جديدا إلا في حالة توظيفه بلا أحكام مسبقه في الحاضر وإنما كمفاهيم تندرج ضمن الحاضر بشروطه القائمه وفي مقدمتها الشرط الانساني والشرط الدستوري القانوني او مايسمى بشرط المواطنه

Repl