الخميس، 7 أغسطس 2014

الدولة ...... أو الطوفان


هل من يؤمن بضرورة المحافظ على الدوله؟ هل من يؤمن بأننا سائرون على نفس طريق سوريا ومن قبلها العراق وفي البدء كانت الصومال؟ بدون الدوله نحن كائنات,نعم لم نتمكن من أنسنة الدوله, لكن من الضروري المحافظه عليها اليوم حتى وإن كانت إنسانيتها ناقصه أو منحازه أو محصوره لفصيل دون غيره , نستطيع أن نعيش ناقصي الهويه الانسانيه التي تضفيها علينا الدوله , لكن لانستطيع أن نتحول كائنات وجب وحق عليها القتل . لم تكن الدوله العربيه دولة مواطنه , لكنها كانت دولة أمن , لم تكن الدوله العربيه ديمقراطيه لكنها كانت دولة إستقرار , لم تكن الدوله العربيه دولة شرعيه , لكنها كانت دولة هويه عربيه. اليوم الأمن مهدد , الإستقرار مفقود, والهويه ضائعه , قتل الدوله هو قتل للمعنى قبل أن يتحقق , كنا نعيش على المعنى على أمل ان يصبح حقيقه , كانت الدوله العربيه تمتلك حق القتل والاعدام والعنف وهذا في حد ذاته وظيفة كبرى ومهمة غاليه ,أصبح اليوم القتل وظيفة فرديه والاعدام حكم شخصى والعنف مطلب ومهمة لكل مجموعه وطائفه.قامت الدوله العربيه بوظيفه ديكوريه , ولم ندرك أهمية ذلك ولا الحاجة إليه إلا بعد أن كشفت الرؤوس وبانت الانياب وأصبح تصوير جز الرؤوس سلاما وطنيا بديلا عن نشيد الدولة الديكوريه. كيف بعد كل هذه العقود من التنميه وبناء الجامعات والكليات , يتخرج طلاب الدوله العربيه بهذه الخبره القتاليه التي تتجه الى الذات لا الى العدو الحقيقي, كيف بعد كل هذه العقود من الشعارات والمؤتمرات والاتحادات الاقليميه, يتحول الصراع مع العدو الاسرائيلي الى صراع بين الدولة ومكوناتها؟ ورغم كل هذا وذاك, يجب أن نعىَ أن هدم الدوله هو بداية الإرهاب المخيف لأنها الحاجز الذي يمكن أن يقام عليه العدل , وجودها يعني إمكانية وجوده , من المفترض أن يحافظ الجميع على بقاء الدوله العربيه اليوم بكل علاتها وأمراضها, فوظيفتها العموميه لايمكن أن يحتلها أحد اليوم والحال كما يبدو ويظهر يعود بنا الى عصر الكائنات التي تبحث عن هويات أخرويه ناجيه دون غيرها. المناداه بتطبيق الشريعه أيضا يحتاج الى دوله , ليس هناك مشروع مجتمعي بلا دوله, وليست هناك دوله بلا حدود, وليست هناك دوله تختار مواطنيها وتصطفيهم إصطفاءا وإلا تحولت الى جنه أو نار , الجنه والنار ليستا دولتين , هما دارين إقامه لعقائد في الصدور لم يطلع عليها سوى الله عز وجل لذلك جعل الحكم مؤجلا وبيده دون غيره من الخلق الزائل.الله لايحتاج منا إلى دوله, القتل والنحر الذي نشاهده سيصل نهايته الى قتل الدوله العربيه القائمه اليوم بكل أمراضها ومشاكلها فبذلك سيتحول التأخر الى قطيعه تامه مع العصر وسنتحول جميعا الى كائنات نتقاتل بأسم الدين , وسنبكي جميعا ماضيا كان مشرقا نسبة الى حاضر بائس ومستقبل مخيف ليس ببعيد ,وقد بدأت نذره بالظهور وملامحه ترتسم ,يوم لاتنفع النذر ولا تجدي النصائح والعبر ...... دعوة مخلصة للدفاع عن الدولة, فالموت على أمل خيرُ ألف مره من موت الأمل ذاته. تنتهي الدوله عندما تصبح القيامه مشروعا دنيويا يملك صكه ويقوم بتنفيذه من إعتقد بأنه رسول يوحى إليه أو ملك إصطفته السماء وتتنزل عليه الرحمات والبركات.