الأربعاء، 23 أبريل 2014

لم ينتهي الخلاف بعد: الحل الثقافوي لاينهي الخلاف

أستقر الأمر على أن الخلاف القطري –السعودي-البحريني- الاماراتي قد زال او في طريقة الى الزوال. وانبرى الاعلاميون والصحقيون والمغردون في تويتر والفيس بوك في سرد اسباب زواله , ولم يقدم لنا أحدا حتى الآن اسبابا مقنعه لإستمرار وتكرارالخلافات الخلجيه والعربيه عموما, فهي ما أن تنتهي حتى تعود. لم يدر ببال أحد ربما , عندما تحين مشكلة ما معاصره فردية كانت أم جماعيه , نهرع الى التاريخ , فنذكر مثلا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعمل كذا وكذا في مثل هذه الحاله, أو أن ابابكر رضي الله عنه تصرف بهذه الطريقه في مثل هذا الموقف, هذه الحلول الثقافويه"المجتزه من الثقافه" لاتمثل حلولا معاصره شافيه لسبب بسيط هو أن عمر أو أبا بكر لن يعودا, وأن الوقت قد تغير , هي حلول آنيه تشبع النهم الثقافي وتريح الضمير لبعض الوقت لكنها لاتقدم آليه حقيقيه فاعله في مشاكل اليوم , بالضبط هكذا تعاملنا مع الخلاف الخليجي – الخليجي القائم اليوم والخلافات المماثله السابقه, الجميع يتكلم عن شعب واحد وعادات وتقاليد مشتركه ودين واحد وقبله واحده وعوائل بينها صلة واواصر قربي , كل هذا ثقافه وعند التلويح بها في انهاء الخلاف تصبح حلا ثقافويا , يأخذ بالثقافه المثلى لأزمة قائمة اليوم تقوم على نسبية الظروف وتقاطع المصالح, كما نستخدم حلولا من العصر الاول المثالي للاسلام وشخوصة في خطبنا ودروسنا لايجاد حلولا لمشاكل المسلم اليوم الذي يهيم بين تكنولوجيا متطوره يستخدمها واسواق كبرى تسطو على ماتبقى من رزق في جيبه ومدن عظمي يكاد ازدحامها يجثم على صدره.المشكله الخليجيه إنتهت ثقافيا , لكنها لم تنتهي عمليا , وستعاود الظهور بشكل أو بآخر. لأن حلها ليس ثقافويا , ولكن عمليا براجماتيا. يمكن للحل الثقافوي أن يردم الفجوه مؤقتا لكنه لايستطيع أن يحلها إلا اذا تحول الى معاصره , وعندئذ يصبح حلا واقعيا يتعامل مع الظروف الماثله أمامه ويحدد اشكاليتها بصوره أدق ,, اللقاءت والسلامات والتصافح وحب الخشوم والعزائم كلها من ابجديات الحل الثقافوي ردمت لنا فجوات لكنها لم تعبد لنا الطريق , بعد. للإنتقال الى الحل العملي لابد من استشعار كلمة الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم"أنتم أدرى بشئون دنياكم", الدرايه بشئون دنيانيا اليوم والتي يفطن بها الصغير قبل الكبير تتطلب مشاركة شعبيه ورقابة دستوريه , وايمانا حقيقيا بالإنسان وبالمواطنه , وحرصا على الاموال العامه .وغيرها من اساسيات قيام الدول اليوم, لا يجب ان نضع حلولا ثقافيه جاهزه , ولكن المهم أن نصنع ثقافة الحل. الحل الثقافوي الجاهز يفترض وجود سلطه سابقه عليه أوأعلى منه فهو بالتالي حل يناسب السلطه وتبحث عنه لكي تستمر , بينما ثقافة الحل تفترض ان السلطه جزءا من الحل وتقع داخل متغيراته. اللجوء للحل الثقافوي افلاس دنيوي ومثاليه يكاد لايحتملها العصر, تعجب عندما يقول أحد منهم مثلا, عن اسباب انتهاء الأزمه مثلا"ذلك أمرٌ طبيعي حيث اننا شعب واحد عاداتنا وتقاليدنا وطبائعنا واحده" هذا التبرير الثقافوي المريح للعقليه المأزومه الذي لايرى الفواصل ولاالتفاصيل. وآخر يقول لو أن هذا الزعيم أو ذاك كان حيا لما حصل الخلاف أصلا , حلولا ثقافويه لشعوب مأزومه, تعمق من أزمتها وتدفع بها الى السرمديه.

الأحد، 20 أبريل 2014

الحاجة الى فقه سياسي جديد





يثبت الخلاف الخليجي- الخليجي, الذي نحن بصدده الآن بأننا لانزال كمجتمعات عربيه اسلاميه أسرى للغه , أكثر من قدرتنا على العمل, لعل أكثر ما لفت نظري من تداعيات هذا الخلاف هو ردود الاوساط الاجتماعيه من خلال وسائل الاتصال الجماهيري على أنباء قرب التوصل الى حل. وعلى الرغم من ادراكي أن هناك قطاع كبير من المثقفين لم يتعاطى مع الخلاف من خلال هذه الوسائل الا أن حجم المشاركين لايمكن إغفاله,. الجميع يرفض مجرد سماع كلمة "تنازل" وكل طرف شعبى قبل الرسمي يصر على أنه لاتنازلات من طرفه البته. طبعا كلمة تنازل مرتبطه في ذهنية العربي بالإعتراف بالهزيمة, نتيجة لتجربتة التاريخيه. ولم يدرك ان كل إتفاق يتم هو عبارة عن تنازلات بين الاطراف, لكن غياب الوعي السياسي , وغيابه عن صناعة القرار, جعله يعيش سياسيا على ميكانيزم العصبيه والفزعه , وهذا أمر مشهود في جميع المجتمعات التى لم تزل ماقبل الثقافه السياسيه, ولقد كنا نلاحظ سابقا , كيف يتعصب بعض الايرانيون الذين يشتغلون في البيوت قديما"صبيان" حين انتقاد محمد رضا بهلوي شاهنشاه ايران في ذلك الوقت, رغم أنهم مبعدون الا انهم لايقبلون مساس "الشاهنشاه" بأي كلمه. وبعضهم كان يرفض العمل وهو رزقه الوحيد جراء ذلك, هنا يظهر عدم وضوح الفرق بين ما يعنيه الوطن وما يعنيه النظام حتى لو كان تسلطي وغير ديمقراطي, فالعصبيه مفهوم كلي غير سياسي وهي مرتبطه بمفهوم آخر هو مفهوم "الأبديه" وهذا الاخر مفهوم لايرتبط بالانسان , فكل شىء قابل للتحول والتغير , هناك أبديه أخلاقيه نسبيه هي أقرب للعصبية من غيرها , فإذا كان كلام الله عز وجل يحتمل الظرفيه كما يحتمل الابديه , فمن الاحرى أن يكون كلام الانسان كله لايحتمل سوى الظرفيه. فلذلك أصبح التراجع عن الخطأ فضيله في الدين وفي الاخلاق.الانظمه العربيه تتعامل مع شعوبها مع الاسف من منطلق الابديه وليس الظرفيه, لذلك هي تتخذ القرارات بعيدا عن ادراك هذه الشعوب, فالمجتمع المتأهب دوما , حالة من حالات الاستلاب السياسي وخلق قضايا خارجيه للاستهلاك المحلي , كقضية سحب السفراء من آليات السلطة الأبديه, ولاتدرك هذه الانظمه ميزه سياسيه كبرى للتعامل مع السياسه من أوسع ابوابها وللتخلص من مآزقها بالرجوع الى شعوبها فيما يسمى بالاستفتاء حول قضية او موضوع معين . نحن بحاجة الى فقه سياسي جديد يربط بين اللغة السياسه والعمل السياسي ,إبقاء اللغه للشعوب والعمل السياسي للسلطه , يجعل من الدفاع عن العمل إفراغ للغه وللشعوب مجرد كورس يردد بلا وعي