الأحد، 20 أبريل 2014

الحاجة الى فقه سياسي جديد





يثبت الخلاف الخليجي- الخليجي, الذي نحن بصدده الآن بأننا لانزال كمجتمعات عربيه اسلاميه أسرى للغه , أكثر من قدرتنا على العمل, لعل أكثر ما لفت نظري من تداعيات هذا الخلاف هو ردود الاوساط الاجتماعيه من خلال وسائل الاتصال الجماهيري على أنباء قرب التوصل الى حل. وعلى الرغم من ادراكي أن هناك قطاع كبير من المثقفين لم يتعاطى مع الخلاف من خلال هذه الوسائل الا أن حجم المشاركين لايمكن إغفاله,. الجميع يرفض مجرد سماع كلمة "تنازل" وكل طرف شعبى قبل الرسمي يصر على أنه لاتنازلات من طرفه البته. طبعا كلمة تنازل مرتبطه في ذهنية العربي بالإعتراف بالهزيمة, نتيجة لتجربتة التاريخيه. ولم يدرك ان كل إتفاق يتم هو عبارة عن تنازلات بين الاطراف, لكن غياب الوعي السياسي , وغيابه عن صناعة القرار, جعله يعيش سياسيا على ميكانيزم العصبيه والفزعه , وهذا أمر مشهود في جميع المجتمعات التى لم تزل ماقبل الثقافه السياسيه, ولقد كنا نلاحظ سابقا , كيف يتعصب بعض الايرانيون الذين يشتغلون في البيوت قديما"صبيان" حين انتقاد محمد رضا بهلوي شاهنشاه ايران في ذلك الوقت, رغم أنهم مبعدون الا انهم لايقبلون مساس "الشاهنشاه" بأي كلمه. وبعضهم كان يرفض العمل وهو رزقه الوحيد جراء ذلك, هنا يظهر عدم وضوح الفرق بين ما يعنيه الوطن وما يعنيه النظام حتى لو كان تسلطي وغير ديمقراطي, فالعصبيه مفهوم كلي غير سياسي وهي مرتبطه بمفهوم آخر هو مفهوم "الأبديه" وهذا الاخر مفهوم لايرتبط بالانسان , فكل شىء قابل للتحول والتغير , هناك أبديه أخلاقيه نسبيه هي أقرب للعصبية من غيرها , فإذا كان كلام الله عز وجل يحتمل الظرفيه كما يحتمل الابديه , فمن الاحرى أن يكون كلام الانسان كله لايحتمل سوى الظرفيه. فلذلك أصبح التراجع عن الخطأ فضيله في الدين وفي الاخلاق.الانظمه العربيه تتعامل مع شعوبها مع الاسف من منطلق الابديه وليس الظرفيه, لذلك هي تتخذ القرارات بعيدا عن ادراك هذه الشعوب, فالمجتمع المتأهب دوما , حالة من حالات الاستلاب السياسي وخلق قضايا خارجيه للاستهلاك المحلي , كقضية سحب السفراء من آليات السلطة الأبديه, ولاتدرك هذه الانظمه ميزه سياسيه كبرى للتعامل مع السياسه من أوسع ابوابها وللتخلص من مآزقها بالرجوع الى شعوبها فيما يسمى بالاستفتاء حول قضية او موضوع معين . نحن بحاجة الى فقه سياسي جديد يربط بين اللغة السياسه والعمل السياسي ,إبقاء اللغه للشعوب والعمل السياسي للسلطه , يجعل من الدفاع عن العمل إفراغ للغه وللشعوب مجرد كورس يردد بلا وعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق