السبت، 9 يونيو 2012

مجتمعات فى حالة سيوله



ماتمر به أمتنا العربيه من أحداث جسام تعيدها إلى المربع الأةل  فيما يتعلق ببناء الدوله , لم تكن هناك دوله عربيه وكانت هناك فقط أنظمه تختبىء فى رداء الدوله وتخفى أنيابها بين جنباته , الدوله تعنى دستور حقيقى توافقى , الدوله تعنى مؤسسات, الدوله تعنى مجتمع مدنى. كل هذا ليس متحصلا فى عالمنا العربى حتى اللحظه. تونس وهى الأقرب الى مفهوم الدوله لاتزال تتحرك ببطء  وثقل , مصر الكبيره  أتى النظام على الدوله وألتهمها  ولايكاد يلفظها, ليبيا سقطت الدوله الكرتونيه فظهرت الصحراء بتضاريسها, فى اليمن سقطت دولة الرئيس وتجلت الثعابين التى كان يراقصها أو يرقص على رؤوسها, سوريا  النظام  أو جهنم قبل وقتها "لادوله إلا دولة الاسد إلى الأبد." هذه نماذجنا العربيه التى نقدمها للعالم , وهذه هى محصلة تاريخنا الطويل , وهذه خيرات أرضنا ترمى بحممها  على من تربى يحلم بقطافها والاستمتاع بها , هذه حقوق المواطنه التى درسناها . إنكشفت عوراتنا فإذا بنا لانلبس مايسترها, كان سترا شفافا وهشا ونخبويا وإحتكاريا, اليوم مجتمعاتنا فى الحاله الأولى من سلم البشريه مدنيا وهى الحاله السائله و من محاسن هذه الحاله رغم بدايتها أنها تقيم تضامنا آليا بين افراد المجتمع كونهم متشابهين, عندما يشعر المجتمع بتشابه أفراده فى اللحظه والمصير يتحرك ليقدم الضحية تلو الآخر, فشلت ماسميت بالدوله فى عالمنا فى الانتقال بمواطنها الى مرحله أعلى  وأسمى من التضامن  وهو التضامن العضوى الذى يربط المجتمع ببعضه البعض عند شعوره بالحاجة الى ذلك, فشلت بسبب سياساتها الاقتصاديه التى قسمت المجتمع الى طبقات بين من يملك  ومن لايملك , بين من هو متخم وبين من هو جائع, رأسمالية الدوله الاحتكاريه  هى أول من بذر  بذور فناءه,  إقامة مجتمع  وحكومات رجال الاعمال على حساب الكتل البشريه الجائعه والمنهكه, إقامه دولة النخبه والطائفه والعائله على حساب  الشعوب , إحتكار الريع وإحتكار السوق , تحول الدوله إلى تاجر. كل هذا  جعل من إمكانية التضامن القانونى والدستورى  أمرا محال مهما كان له من التهليل والدعايه. اليوم مجتمعاتنا فى حالة سيوله بعد إنعدام وزوال حاجز الخوف, إكتشفت الشعوب أن ما كان يدعى دوله وطنيه ليست إلا دولة الخوف وهاهو الخوف يتلاشى بعد استنفذ بعده الزمن وبعد أن اصبحت الحياه تشبه بل وتتطابق إلى حد كبيرمع الموت.

الأربعاء، 6 يونيو 2012

سقوط جدار الخوف الخليجى



خوفى على دولنا الخليجيه كبير,  لأن الخوف وهو السائد هنا كشعور  يوهب الحياه قد بدأ يتلاشى, تكتشف الشعوب العربيه يوميا  معنى آخر للحياه  يتمثل فى الترفع عن حياه الخوف  بنفيها وبالاستعاضة عنها بحياة الكرامه أو النهايه الكريمه , كل هذا ولايزال هناك من الانظمه من يتلكأ ويتأخر فى إجراء الاصلاحات الديمقراطيه اللازمه, الأمر الذى  قد يؤدى الى مالا تحمد عقباه, المتغير الكبير والجلل الذى يبدو واضحا لكل  ذى بصيره هو  سقوط جدار الخوف الذى  خيم على المنطقه لعقود طويله , إخترقته التكنولوجيا ووسائل الاتصال فساد الشعور الجمعى  وإنزوى الشعور الفردى الخائف المنعزل. ما يجرى فى سوريا يحكى قصة تلاشى الخوف وإضمحلاله, كل قطرة دم تسيل يأتى معها أملا جديدا بدل خوف قد تلاشى وزال. الاستبداد أصلا هو خوف متمكن  وإنكسار نفسى  يولده هذا الخوف , العالم اليوم يمر  بمرحله جديده  وخليجنالا يعيش خارج هذا العالم, أنا أومن بأن  الاصلاح  من الافضل أن يبدأ من الداخل  مكرسا الشعب كمصدر للسلطات ولو تدريجيا هذه هى لغة العصر السائده والتى لايمكن معها حولا, من يبادر ويستبق الاحداث  يكون فى مأمن, اليوم دول الخليج  لم تعد كما كانت فى السابق معزوله أصبحت حلقه من حلقات مترابطه إقتصاديا وعسكريا وإجتماعيا , أكثر ما يثير القلق الحزام الدينى المشتعل  بسبب الاستقطاب بين أكبر دولتين دينيتين أو تمثلان أكبر المذاهب الدينيه الاسلاميه , السنه والشيعه وهما السعوديه وإيران, مثل هذا الاستقطاب  قد يفسد أو يبطل التقدم قدما فى مجال التحول الديمقراطى  ويجعل من الانظمه المعنيه أكثر حذرا  وإنفتاحا حوله.نعم لسقوط جدار الخوف من أجل الدول المدنيه  , دولة الدستور الديمقراطى, دولة المواطنه ,  ولكن أن يسقط من أجل  سيادة مذهب دينى أو غيره أو إستجابة لرغبه خارجيه أو لإرتباط مذهبى أو عرقى خارج الوطن  فهنا تكمن المشكله والمعضله, المناداه بالحريه والكرامه والمساواه والديمقراطيه  تؤخذ بشكل إنسانى , أخشى ما أخشاه أن يتمكن الاستقطاب الدينى فى المنطقه من تحويلها  إلى بؤرة صراع مذهبى وهو ما يلوح فى الافق فلا نستفيد من كسر حاجز الخوف لأنه  سيكون كسرا سلبيا ونتائجه سلبيه بل وكارثيه  وسيتحول الخلاص منه وإزالته الى  وحشيه عارمه  نتمنى معها لو أنه لايزال قائما. ومع ذلك لابد لأنظمة دولنا الخليجيه مواكبة العصر والتحرك سريعا فى مجال تجديد دماءها السياسيه  خوفا من تكرر المشهد السوفياتى حينما إنهار الاتحاد السوفيتى لهرم هياكله السياسيه والاقتصاديه. نعم بعد مانشهده من أحداث , لقد سقط جدار الخوف  ويبقى   أن يكون هذا السقوط من اجل وطن الجميع ومجتمع المواطنه , هنا مكمن الايجابيه ومن هنا فقط تبدأ المواكبه التى أرجو أن تكون أقل تكلفه مما حصل  فى بعض أرجاء الربيع العربى المستمر.

الثلاثاء، 5 يونيو 2012

الموقف الثقافى أو النفاق الإجتماعى






إذا إفتقر  المجتمع من الموقف الثقافى أصبح مرتعا خصبا للنفاق  الاجتماعى والتوريه وتوارى الاقتناع  كدافع لإبداء الرأى  ألى الظل  وشاعت "التقيه",   وأبدى الناس غير الذى يضمرون,  ومدحوا فى النهار من يقذفونه ويسبونه فى الليل. ينساق المجتمع الفاقد  للمواقف الثقافيه  كالقطيع ويخف وزنه  وتتلاعب به السلطه  لأنها فى الاساس لاتتعامل مع النوايا وانما  تحتاج لمن يبصم وان لم يكن مقتنعا. أهمية بناء الموقف الثقافى  هو أول المراحل  لتكوين الرأى العام, مجتمع بلا رأى عام مجتمع يسير فى ليل دامس  وسلطه بدون رأى عام  تتفاعل معه  وتبنى من خلاله استراتيجياتها سُلطه تسير الى  حيث حتفها المنتظر.  نتساءل لماذا  الثوره السوريه أشد الثورات وأعنفها  وأكثرها دمويه وأغزرها تضحيه , السبب  أنها  قامت فى مجتمع قتل فيه  الموقف الثقافى  حتى الوريد , حتى مصر وتونس  وحتى اليمن كذلك  كان فيهم بصيص من المواقف الثقافيه ومتنفس من  تفاعل السلطه معه. قناعات الناس وأرائهم ووجهات نظرهم   فى مجتمعاتهم  وحياتهم  أذا كتمت وصودرت إنقسم المجتمع وتعامل مع الخوف بالنفاق الاجتماعى      والتنزيه   اللامبرر  ليتحول ذلك فيما بعد إلى هجاء مرير.,  ماهى مكونات الموقف الثقافى , حدث  يتطلب موقفا  واضحا  وتفاعلا فرديا معه  لاينفع هنا التفاعل معه بالعقل الجمعى للمجتمع المبنى على خبره سابقه  من الماضى مثلا, يتطلب الأمر رأيا خاصا موضوعيا  فيه بناء على ظروف العصر القائم.  لكى يكتمل  الموقف الثقافى  لابد من الفصل  بين الذات والموضوع  بين الشخص ورأيه  حتى لايحدث التصادم فى المجتمع ماديا بين الافراد  بدلا من حدوثه  ثقاقيا  كما نرى فى مجتمعات الغير المتقدمه أن يتم إحتواء الاشخاص  والتعامل مع أفكارهم  لانبذهم وتهجيرهم وتهديدهم بالقتل  , كم من العقول العربيه الهاربه بسبب الرأى  وصراحتهم فى  مواقفهم الثقافيه . نأتى هنا إلى دور السلطه فى تكوين الموقف الثقافى , دائما ما نرى إحتجاجات على إستقبال مسؤول معين   دعته السلطه   فثار المجتمع على ذلك  يحدث هذا وباستمرار فى الدول المتقدمه,  ثقافة الموقف الثقافى تنمى  الشخصيه الاحتجاجيه  الرافعه للشعار النازله الى الشارع  معبره عن رأيها بسلميه  تامه وليس بتدمير وإرهاب ,زيارة السادات لاسرائيل  موقف ثقافى للأنظمه العربيه فى حينه أكثر منه للشعوب  حيث لم تستفتى  أو على الاقل الشعب المصرى. جميل أن تستجيب السلطه وتتفاعل مع الرأى العام بشكل أن لايكون ذلك إنتقائيا , تطرح ماتشاء  وتفعل ماتشاء  , جميل أن يعبر طلبة الجامعه عن غضبهم لدعوة الكاتبه السعوديه بدريه البشر للمحاضره فى جامعتهم ولكن إستجابة الجامعه  جاءت من قبيل  قتل الموقف الثقافى لا من أجل إثراءه  وتوجيهه والامل فى ديمومته كمؤسسه تربويه. على الرغم من أن التهمه الموجهه للكاتبه من قبيل التهم التى ترمى جزافا  قد يهرع اليها الشارع وليس النخبه من طلبة الجامعه.