الأربعاء، 6 يونيو 2012

سقوط جدار الخوف الخليجى



خوفى على دولنا الخليجيه كبير,  لأن الخوف وهو السائد هنا كشعور  يوهب الحياه قد بدأ يتلاشى, تكتشف الشعوب العربيه يوميا  معنى آخر للحياه  يتمثل فى الترفع عن حياه الخوف  بنفيها وبالاستعاضة عنها بحياة الكرامه أو النهايه الكريمه , كل هذا ولايزال هناك من الانظمه من يتلكأ ويتأخر فى إجراء الاصلاحات الديمقراطيه اللازمه, الأمر الذى  قد يؤدى الى مالا تحمد عقباه, المتغير الكبير والجلل الذى يبدو واضحا لكل  ذى بصيره هو  سقوط جدار الخوف الذى  خيم على المنطقه لعقود طويله , إخترقته التكنولوجيا ووسائل الاتصال فساد الشعور الجمعى  وإنزوى الشعور الفردى الخائف المنعزل. ما يجرى فى سوريا يحكى قصة تلاشى الخوف وإضمحلاله, كل قطرة دم تسيل يأتى معها أملا جديدا بدل خوف قد تلاشى وزال. الاستبداد أصلا هو خوف متمكن  وإنكسار نفسى  يولده هذا الخوف , العالم اليوم يمر  بمرحله جديده  وخليجنالا يعيش خارج هذا العالم, أنا أومن بأن  الاصلاح  من الافضل أن يبدأ من الداخل  مكرسا الشعب كمصدر للسلطات ولو تدريجيا هذه هى لغة العصر السائده والتى لايمكن معها حولا, من يبادر ويستبق الاحداث  يكون فى مأمن, اليوم دول الخليج  لم تعد كما كانت فى السابق معزوله أصبحت حلقه من حلقات مترابطه إقتصاديا وعسكريا وإجتماعيا , أكثر ما يثير القلق الحزام الدينى المشتعل  بسبب الاستقطاب بين أكبر دولتين دينيتين أو تمثلان أكبر المذاهب الدينيه الاسلاميه , السنه والشيعه وهما السعوديه وإيران, مثل هذا الاستقطاب  قد يفسد أو يبطل التقدم قدما فى مجال التحول الديمقراطى  ويجعل من الانظمه المعنيه أكثر حذرا  وإنفتاحا حوله.نعم لسقوط جدار الخوف من أجل الدول المدنيه  , دولة الدستور الديمقراطى, دولة المواطنه ,  ولكن أن يسقط من أجل  سيادة مذهب دينى أو غيره أو إستجابة لرغبه خارجيه أو لإرتباط مذهبى أو عرقى خارج الوطن  فهنا تكمن المشكله والمعضله, المناداه بالحريه والكرامه والمساواه والديمقراطيه  تؤخذ بشكل إنسانى , أخشى ما أخشاه أن يتمكن الاستقطاب الدينى فى المنطقه من تحويلها  إلى بؤرة صراع مذهبى وهو ما يلوح فى الافق فلا نستفيد من كسر حاجز الخوف لأنه  سيكون كسرا سلبيا ونتائجه سلبيه بل وكارثيه  وسيتحول الخلاص منه وإزالته الى  وحشيه عارمه  نتمنى معها لو أنه لايزال قائما. ومع ذلك لابد لأنظمة دولنا الخليجيه مواكبة العصر والتحرك سريعا فى مجال تجديد دماءها السياسيه  خوفا من تكرر المشهد السوفياتى حينما إنهار الاتحاد السوفيتى لهرم هياكله السياسيه والاقتصاديه. نعم بعد مانشهده من أحداث , لقد سقط جدار الخوف  ويبقى   أن يكون هذا السقوط من اجل وطن الجميع ومجتمع المواطنه , هنا مكمن الايجابيه ومن هنا فقط تبدأ المواكبه التى أرجو أن تكون أقل تكلفه مما حصل  فى بعض أرجاء الربيع العربى المستمر.

هناك تعليق واحد:

  1. من المؤكد ان من سيبادر ويستبق الاحداث هو في مأمن ، ولكن من سيبادر ؟

    ردحذف