الخميس، 4 أغسطس 2011

قفص الإتهام العربى الجديد

لم يصدق المصريون المشهد,فانتازيا يصعب على أى مخرج  عربى أن يتخليها ناهيك بمن يشاهدها, بعضهم طالب بالحمض النووى  ليتأكد من زائر القفص الجديد والمختلف, ومنهم من طالب بالبصمه   حيث لاتكفى العين وحدها  بعد أن تعدد الاشباه والدوبليرات فى مسرح السياسه العربيه. فى عالمنا العربى قفص الإتهام لايسكنه الرؤساء  ولاعائلاتهم مهما كانت جرائمهم وآثامهم, فى عالمنا العربى أقصى مايمكن أن يمارسه الشعب هو مجرد الدعاء عليهم. الرئيس مبارك يسطر تاريخا غصبا عنه  , إنه يكتب تاريخا جديدا لقفص الإتهام بدخوله إياه مرغما , أبلغ كثيرا من تاريخه  عند تسلمه الرئاسه منذ أكثر من ثلاثين عاما. تاريخه الجديد الذى سطره بالأمس من داخل الزنزانه  سيحفظه الشعب العربى وسيبنى عليه , إنه أكثر بلاغة من دوره فى معركة إكتوبر الذى راهن عليه.حتى وهو يرتكب الأخطاء والآثام ضد شعبه   دوره من داخل الزنزانه أعظم بل بداية تاريخ  جديد للأمه ونهاية لتاريخ الفرد. ينظر حواليه لايكاد يصدق  ما يراه , جميعهم كانوا تحت إمرته ورهن إشارته واليوم يقفون الى جانبه  وأمامه لايكترثون بوجوده ولا بمكانته ولابألقابه, "حاضر يا أفندم"  قالها لرئيس المحكمه هى بداية التاريخ الجديد يقولها الرئيس لممثل القانون والعداله. هنا تكمن البدايه الحقيقيه للشعوب , عندما ينفصل القضاء عن الفرد أيا كانت مكانته ومنصبه. من يشكك بجدوى الثورات العربيه فلينظر مرة أُخرى للقفص , لقد تغير ساكنه  وصار بالإمكان  أن  ينزله اصحاب الفخامه والسمو. لم يعد لأصحاب الياقة الزرقاء  ومن هم على شاكلتهم فقط أهمية قفص مبارك أنه عربى الصنعه والمكونات , ولربما لسوء حظ الرئيس مبارك أنه كذلك , الرئيس صدام حسين جعل منه القفص بطلا  بعد أن كان غير ذلك لأنه لم يكن قفص الخيار العربى أو الشعب العراقى.   لا يصدق الزعماء العرب ما يشاهدون , قليل منهم ربما سيعتبر, يلقون باللائمه على الشعوب كيف تقاوم وترفض قدرها , ممتعظون مما يحصل لزميلهم ومن سيأتى بعده وبعد بن على السابق عليه,    لياليهم لم تعد كما كانت خالية من الكوابيس بعد ماشاهدوه . الرئيس  يدوم  حيث الشعب وحده الذى يتغير, لايخرجه من هذه  الديمومه سوى  عزرائيل حين يزوره بلا موعد أو رصاصة طائشه ظلت طريقها الى رأسه, لايفكر بمحاكمه لايتخيل سجنا, تنصيبه صكا تاريخيا, التقارير الذى تصله تؤكد أن شعبه سعيد كل السعاده بوجوده  حيث هو من يرسم البسمه على محيا الأطفال ويرسل المطر يحى بها المواسم من الجدب.
زنزانة حسنى مبارك تاريخ جديد يسطره الشعب المصرى للأمه   , أفركوا أعينكم جيدا وتأكدوا  من ذلك, كما فعل من هم فى داخل القفص ومن هم فى داخل القاعه نفسها  كذلك حيث الرئيس مسجى حيا يرقب بعينيه ساعة لم يكن أبدا يتوقعها  ولم يكن أبدا يريدها , لقد سلب منه الشعب السلطه  وعاد مواطنا بسيطا كما كان قبل حرب أكتوبر ,   لقد صار قفص الإتهام قابلا كل صورة  ومنصب بعد اليوم كقلب الشيخ الأكبر إبن عربى  وهو يتجاوز الحدود الضيقه للإيمان الى مستوى أشمل وأوسع من الإنسانيه والعداله والمساواه.