الخميس، 22 ديسمبر 2016

ناصر بن عبدالله بن حمد العطية


 

تاثرت بالغ التأثر بخبر وفاة الأخ ناصر بن عبدالله بن حمد العطية, ليس لإستبعاد قدر الموت وهو قدر كل إنسان ومآل كل حي, ولكن لأن الاخ ناصر كان يعيش الدنيا بقدر وإيمان الآخرة, لم أرى يوما في وجهة بهجة الدنيا الباذخه  بقدر ما كنت أرى في قسمات وجهة سمات الإتعاض  وهو شاب يافع لايزال, تأثري شديد للمعنى الذي كان يمثله الاخ ناصر رحمة الله,كلما إزدادت الحياة مادية أجده يزداد روحانية,  عقله كان أكبر من سنين عمره , كان يرى النهايات  وحقيقة المآل  والمصير, أينما تجد وفاة تجده معزيا , أينما يكون هناك قبرا تجده قائما مشمرا عن ساعديه طلبا لأجر ومساواة لصديق  وإدراكا لمصير جميعنا سائر إليه لامحالة, ناصر من جيل متأخر , كان من الممكن أن يعيش الدنيا والوضع الاجتماعي المميز بكثير من الدنيوية المادية التي يتسابق إليها الناس ,ويتقاتل عليها البعيد قبل القريب, لن أنسى لك ياناصر قدومك باكر إثر وفاة والدي  رحمه الله لتقوم بتغسيله بما أتاك الله به من يقين وثبات  وأنت الشاب الصغير في حينه , ومثل والدي العشرات من أهل قطر الذين شاركت في  توديعهم الى المثوى الاخير  بعد ان قمت بكل  مايتطلبه الدين  وما يتطلبه حق الميت على الحي , لم تنظر  الى الدنيا من منظار ضيق , كنت ترى الدنيا بعين اليقين , اليوم تغسلك الملائكة وأرواح كل من قمت بالواجب نحوهم , اليوم تدعو لك أرواح كل من قمت بتغسيله والصلاة علية  والمشاركة في دفنه , حزني عليك عميق لأنك في أعماقي  تقيم كمعنى , في حين نعيش حياتنا كلفظ يخرج من الأفواه بكل بساطة تخالطه كثيرا أهواء ورغبات , أخر مرة رأيتك وقد أخذ بك المرض اللعين كل مأخذ  مستبشرا  بقرب عملية زرع الكلى , استبشار المؤمن الموقن بأن الخير فيما يختاره الله له.   , نحن جميعا ضيوف على الدنيا ,  القيمة الحقيقة للإنسان أن يكون إضافة إلى الدنيا,لاعبئا عليها, عشت قليلا ولكنك تركت أثرا كبيرا في نفوس من عرفك  إختزلت الدنيا في إدراك حقيقتها  عملا  كنت تكشف طبيعتها أمام الناس في هرولتك لمواساة مصاب  أو عيادة مريض .لعل هناك  من يتفكر  ويتعظ .

لم يكن إدراكك وتقواك  وزهدك المبكر ياتيان من فراغ , فجدك ناصر بن عبدالله العطيه رجل التقوى والدين كان مضربا للمثل في تدينه وزهده وتقواه, فقد كنت إسما على مسمى,

رحمك الله ياأخي الصغير, فقد عشت الدنيا بقلب موقن وبرضى المؤمن وبمحبة الخير لكل الناس  , لقد عشت حقيقة الحياة بإختصار وتركت زيف الاعمار وطول السنين, ونقشت  في قلوب أحبابك وأصحابك الكثير من المعاني في الزهد والايثار ومحبة الناس ومشاركتهم ,أسأل الله لك الرحمة ولأهلك وذويك ولعائلة العطية الكريمة جميعا الصبر والسلوان

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

متى تقول "قطر لبيه" لفئة من ابنائها؟


  لست وزيرا للداخلية  ولا أُملي على الحكومة ما يجب أن تفعله , ولا أضع جدول أعمال  لأي لجنة من لجانها ,لكنني أكتب من منطلق  إنساني بحت  وصل بي إلى حدوده القصوى ليلة الاحتفال المفترض  بعيدنا  الوطني  هذا العام الذي إتخذ شكلا وأبعادا إنسانية يسجلها التاريخ  لأمير قطر ولدولة قطر في وقفتها المشرفة  تحت شعار "حلب  لبيه" . كانت تلك الليلة ليلة رائعة بكل المقاييس  لانها تعالت  فيها قطر إلى فضاء الانسانية الرحب , إلى فضاء العطاء والتسابق لفعل الخير, الملاحظة التي تهمني هي أن لو احدا غير الدكتور عبدالرحمن الحرمي وزميله عقيل الجناحي  لما ارتفع مستوى التفاعل  الوجداني  والعاطفي إلى ما وصل إليه, إمتزج   الدكتور عبدالرحمن الحرمي بالموقف حتى أصبح هو الموقف ذاته, عاش الوقفة القطرية بكل تفاصيلها  حتى اصبح جزءا لايتجزأ منها , عاش البذل والعطاء الذي عُرف عن أهل قطر كنبات لايخرج إلا من تربة قطر وبيئتها, هذا التلقائية المباشرة  التي تتعالى  على الشكوى  وتعيش الموقف إنسانيا بعيد عن الرسميات  وملف الجنسيات لاتخرج إلا من مواطن أحب هذه الارض وألتصق بها ,هناك من يُمنح الجنسيه , وهناك من تمنحة الجنسية ذاتها  لأنه عاشها حالة إنسانية قبل أن يعيشها حالة رسمية قانونية, ومثل  عبدالرحمن وعقيل كثيرون ممن ولد وترعرع وعاش في قطر محبا لها  مخلصا لقيادتها   لكن لاصوت لهم  ولايستطيعون إيصال شكواهم  للمسؤولين , يعيشون التناقض  والانقسام الداخلي بين مشاعرهم واحاسيسهم ووضعهم القانوني المحرج لهم ولعوائلهم وأبناءهم ,هذه الفئة الصادقة التي تعيش على هامش الوطن  لابد لها من وقفة  مع ضمير المجتمع, وإرادة المسؤوليين  , لم أرى صدقا كصدق الدكتور الحرمي وعقيل الجناحي  الذي تجلى بوضوح تلك الليلة , تعودنا أن نستجلب المذيعين المشهورين من الخارج لاحياء المناسبات الهامة فإذا بهم أصوات تخرج من الأفواه ولاتصل إلى القلوب  رغم تكلفة الاستضافه إلا أن المشاعر الصادقه تولد ولا تتصنع , هذه الليلة احياها  أبناء قطر  الذين في  يسكنون الظل  فكانوا عنوانا للصدق  وللأمانة وللإخلاص فوصلت الرسالة الى قلب المجتمع ووجدانه , هم قالوا "قطر لبيه" قبل أن ينطقوا  بشعار الحملة "حلب لبيه" ,  قالوا قطر لبيه " قبل أن يأتي الربيع العربي بإفرازاته وتقيحاته ,   قالوا "قطر لبيه"  عبر السنين منذ ولادتهم وإخلاصهم  رغم قصور موقفهم القانوني وظلم المجتمع  , قالوها بصمت  وإخلاص  وأحيانا بألم وشعور بالإحراج ,حيث ما يشعرون به  من حب تجاه الارض والوطن لا يواجة بالتقدير  المستحق , يبقى أن نشعر  بالتقصير تجاههم  فضمير الانسانية معهم  واصالة المجتمع  وجنسيته في وجدانهم  لأنها إنتماء وشعور بالولاء تلقائي  لاتزيده الوثيقة إلا تأكيدا  في حين أنها عجزت أن تقيمه في  وجدان الكثيرين ممن  قالوا قطر  ولكن "لبيه" إختفت  أو توارت  في مكان ما آخر.

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

نحو يوم وطني جامع






المشروع الوطني الجامع  هو هدف كل دولة تريد أن تحفظ أمنها وإستقلالها  ونظامها من كل متربص وباغ , وبم أننا نحتفل هذه الايام بيوم الدولة الوطني  أود ان أضع بعض النقاط الهامة التي أرجو الانتباه إليها في سبيل تحقيق  مشروع وطني  حقيقي  وفاء لذكرى المؤسس  طيب الله ثراه

أولا:الابتعاد عن المركزيات سواء القبلية أو الطائفية , لأن العقلية المركزية تنطلق من شعور بالتفوق والخيريه والصواب المطلق وبالتالي يصاحبها شعور  بإحتقار المخالف أو المختلف.

ثانيا:الابتعاد عن الذاكرة الانتقائية وهي إنتقاء وقائع واحداث وشخصيات من التاريخ  وطمس وقائع وأحداث وشخصيات أخرى, الذاكرة الانتقائيه خطر على الوطن , لأنها تعمل في المقابل على إفتعال ضدها  فيقع الخلاف والصراع وتؤجج بالتالي الاحقاد وتشتعل الكراهيات .

ثالثا:الابتعاد عن التزكية لأحد دون الآخر ,وعدم المساس بالتراتيبية التاريخية والاجتماعيه  التي نشأ عليها المجتمع , وعدم القفز على التاريخ  مع إحتضان الجميع  فالوطن  قابل للتجدد بإستمرار لكن التاريخ ليس قابلا  للإعادة والكتابة من جديد .

رابعا: إعتماد الثقة والابتعاد عن قياس المماثلة  أي قياس الحاضر دائما على الماض  ولاقياس الماضي انطلاقا  من الرغبة في بناء حاضر رغائبي  مختلف  بحيث لايصبح كل جديد مشكوك فية ولاكل قديم  معصوم  وليس كل صاحب وجهة نظر خائن  ولاكل مصفق  صادق.

خامسا:عدم إستثمار المستقبل  وإستدراجه قبل أوانه , بمعنى أن نصل إليه قبل أن نبني الحاضر, أشعر بأننا نقفز قفزا الى المستقبل  قبل أن نمر بمنعطفات الحاضر ونصلحها ونمهدنا خوفا من الوقوع في حفرها  وتعثر المستقبل عن المجيء حينما يحين حضوره.

هذه بعض النقاط الفكرية التي أحببت أن أضعها أمامكم في احتفالنا هذا العام بيومنا الوطني  حفظ الله قطر وقيادتها من كل شر ومكروه.


الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

نداء الى القادة :إنقذونا من العودة إلى الصفر




هشاشة تاريخنا تتمثل بقابليته الى العودة الى نقطة الصفر. الدولة في عالمنا العربي صفر مؤكد وأرقام تتراكم من غير تأكيد ولا يقين باستمرارها وثباتها. الصفر التاريخي لا يعني الفراغ وانما يقينيات صفرية لا يمكن تجاوزها الا بالعودة اليها. العسكر كحكم مثالا، المرشد الديني وشيخ القبيلة أمثلة آخرى.

التنمية إذا لم تتعدى هذه اليقينيات الصفرية تبقى معرضة للعودة الى الصفر في أية لحظة. مشاريع الأمة عبر تاريخها لاتتعدى ربط التنمية بهذه اليقينيات الصفرية، تجسد التنمية كبناء فوقي لكنها لا تؤثر فعليا في البناء الصفري وانما تبقى طفيلية تتغذى عليه وعلى توسعه. التنمية اذا لم تحملها طبقة متوسطة لايمكن أن يحملها جهاز آخر، كانت التنمية في العقود السابقة تُربط بقطاع معين من القطاعات وبالأخص الجيوش، إما لمواجهة أخطار خارجية أو لحماية الداخل الصفرى المتمثل في النخب على حساب المجموع، وثمة تنمية آخرى بالمعنى السلبي تقوم على استخدام الدين والفتاوى الديني كمشروع ونسق ثقافي واشعال الفتن بين فصيل وآخر وبين أصحاب دين وآخر؛ فلذلك عندما ينهار الجيش أو يفكك لا يجد المجتمع كتلة تاريخية تحمله ولا مشروع مدني يحميه من الضياع والتآكل. القضاء على   الطبقة الوسطى أو عدم  ايجاد الفرصة  لتبلورها والطبقة البرجوازية التجارية المستقلة  كذلك من أجل حماية الاصفار اليقينية التي ذكرت أو إدخال هذه الاصفار التنمويه من  عسكر او ممن يستغل الدين اوالقبيلة الم في مشاريع التنمية التجارية يحول دون ولوج التنمية أفقيا في المجتمع وانتشارها بشكل يؤثر ايجابيا في بنية المجتمع؛ هل تذكرون مشروع النهر العظيم في ليبيا،  مثلا وغيره من المشاريع العربية العربية التي  لم يبق منها سوى  أوراق  وبقايا ملفات ملقاة هنا وهناك ,نداء الى قادتنا  في الخليج إنقذونا من العودة الى الصفر  , كما هي الحال  في أجزاء عزيزة جدا من عالمنا العربي اليوم , انقذونا من تنمية  فئوية انتقائيه  انقذوا الدين من السياسة وانقذوا الاوطان من الطائفية والقبلية والاصطفائية ,نحن معرضون كدول الى العودة الى الصفر , لسنا أكثر عراقة وتاريخا من العراق أوالشام  ولااغنى واكبر من ليبيا وخيراتها , ولااجمل من لبنان وطبيعته, فكروا في المواطن  وفي مستقبل الاوطان , أنتم لستم الاوطان , انتم جزء من الوطن في حاضره ,هناك المستقبل, وما يخفية ,  لايمكن تأمين المستقبل إنطلاقا من عقلية الاستحواذ  بعيدا عن استشراف المستقبل والمصير المشترك , خليجنا أمانة في أعناقكم, فمنذ إنشاء مجلس التعاون  في مطلع الثمانينيات  من القرن الماضي ,     , لم نبارح  ذلك بعيدا, الوضع اليوم مختلف جدا أنه وضع لايحتمل الاصفار  , أما أن تكون رقما  فاعلا , أو تأخذك هشاشتك بعيدا  عن تيار الحياة و جدول الأرقام.

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

زيارة الملك سلمان وجدلية الأنا والآخر


  تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الى أخية سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد ضمن جولة لجلالته في دول الخليج العربية وحضور القمة الخليجية المرتقبه  يوم الثلاثاء القادم في البحرين الشقيقة, ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أذكرها

أولا: أعتقد أن هناك نية حقيقية لبناء ذات خليجية جديدة , بعد أن اصبح هامش المناورة لكل دولة على حدة ضيق جدا  ويحتمل كثير من المخاطر والمآزق

ثانيا:المؤشرات الاصلاحية  المستمره في دول الخليج العربيه خاصة في المملكة العربية السعودية  وليس آخرها ما تم بالأمس   من إعادة لتشكيل مجلس العلماء ومجلس الشورى  وكثير من الوزارات دل على حراك  تبادر بة السلطة  بإتجاة بناء وحدة  وطنية تحتمل الاخطار القادمة.

ثالثا:التنبة بأن الدولة لم تعد الفاعل الوحيد  , بل ان هناك قوى ما تحت الدولة  لها فاعلية تتزايد يوما بعد آخر مالم  تنتبة هذه الدول  الى ترتيب أوضاعها بشكل  يجعلها محصنة  من  ظهور هذة القوى واختراقها لبناء الدولة مستغلة  اطياف الظلم  والقهر الاجتماعي والديني.

رابعا: العالم تغير بشكل  كبير لم يعد معيار المصلحة وحدة المتحكم في العلاقات , بل حلت الايديولوجيا اليمينية المتطرفه معيارا جديدا يرى فى الاخر تخلفا  ومشروعا للطرد والاحتقار  وعودة الى مركزية الرجل الأبيض أو ثنائية السيد والعبد أو أن التاريخ يبدأ من الشرق لينتهي بالغرب في أوج حضوره وصورته المثلى.

خامسا:  المنطقة مقبلة على وضع جديد  وخطير إقتصاديا  حيث بدأ الاقتصاد الانتاجي يفقد دوره أمام الاقتصاد المالي وحركة رؤوس الاموال , وخطورة ذلك  ان تتحول  هذه الدول الى شركات  أكثر منها دول  ومصانع لتشغيل العماله  وتسكين المهجرين.

سادسا: فئة الشباب تمثل النسبة العظمى من سكان هذه الدول ولاتزال  في معظمها تعاني من التهميش , وعدم المشاركة الفعلية  الا في إطار النشاطات الريعية والرياضية المحدودة

سابعا: غياب الحامل الاجتماعي في جميع دول الخليج ماعدا دولة الكويت وأقصد به "الدستور" الناظم لحركة المجتمع ,العقد بين الحاكم والمحكومين الذي بناء علية تتم عملية تقنين العلاقة  واعطاء القانون الفرصة  لممارسة فاعلة وعادله

ثامنا: ليس هناك خلاف أيا كان شكله  على انظمة الحكم في هذه الدول , لكن المطلوب هو أن تتطور بإتجاه المواطن  والمشاركه  وليس أدل من حب هذه الشعوب  لأنظمتها من محنة احتلال الكويت  وعودة شرعيتها بمطالبة شعبية  كاملة  لم يشذ عنها  فرد واحد من ابناء الشعب الكويتي.

تاسعا: العلاقة الايرانية –الخليجية , أعتقد أن هناك قطع طولي  تاريخي عميق في جدار هذه العلاقة , يصل عمقا حتى حدود المقدس والمدنس ,ولاأعرف كيف يمكن مقاربته , هل يمكن ذلك من قبيل دراسة تاريخ "الذهنيات" أم من قبل دراسة منظومة"العرفان" الذي تتميز بها العقلية الفارسية أمام ذهنية"البيان" التي تسيطر على العقلية العربية. حيث يبدو هناك فشلا كبيرا في مجرد مقاربتها سياسيا كل هذه العقود الماضية, الذي أود أن اشير إليه هو , أن  النية الصادقه في بناء دولة"وطنية" في بلداننا  سيخفف كثير من آثار هذا القطع الطولي العميق  وسيجعل من مرجعية الدولة الوطنية الحاضنة لجميع مواطنيها  أساسا  فارقا عن جميع المرجعيات الاولى  المسيطره الآن والتي تلعب بورقتها إيران أيما لعب.

عاشرا:  قضية التعليم يجب أن تكون ضمن كل اجندات القمم الخليجية لأهميتها , التضارب في مناهج التعليم من رسمي  وخاص وديني  في مجتمعات  أحادية لاتزال , يجعل من هذا التعدد  مثلبة وليس  ميزة ,ثقافة قبول التعدديه شرط أساسي لتعدد مناهج التعليم وليس العكس.
أحد عشر:مرحبا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في وطنه قطر  وفي ضيافة سمو الأمير المفدى الشيخ تميم الذي يستشرف المستقبل دائما بروح الايمان والثقة, قطر كلها  تقول لك ياخادم الحرمين , أنت في القلب منذ أن جعلت من الحزم  سلاحا   أمام كل تردد أو تراجع.




الأحد، 27 نوفمبر 2016

المطر والوطنية والطائفية


 

هناك امثلة تدل على أن المجتمع  يفتقدالى حامل إجتماعي  يمثل او يعبر عن إرادتة, أو وسيط من خلالة يجد سبل للتعامل مع مشكلاتة  أو مايستجد من أمور لنضرب أمثلة على ذلك , في كل عام ومع موسم نزول الامطار يجد المجتمع نفسة  بين الشكر  والشكوى  للشكر لله على هذا الخير العميم والشكوى من"أشغال " لعدم استعدادها الاستعداد الكافي لتلافي  مشكلات تراكم المياة وانسداد الطرق  وإعاقة السير والمرور, كيفية الشكوى رجما  وشتما من وسائل الاتصال الجماهيرى  لهذه الادارة, هذا العام اارتفع منسوب الشكوى الى مستوى التشكيك في وطنية من  يضع صورا عن ماتسبب من أضرار لما لذلك من تشوية لصورة البلد المقبل على حدث عالمي كبير أو ربما ايضا  نقصا في الدين الذي يحث على عدم نشر"الفضائح" المجتمع هنا يتعامل  مباشرة مع الحدث  بشكل مباشر  فج دون وجود اليات يمكن من خلالها التعامل معه بشكل سياسي طبيعي  , تستغل بعض  وسائل الاعلام الخليجيه وبعض المغرضين ذلك  ويشيروا قائلين انظروا ماذا فعل المطر في دولة قطر الفتية الجديدة التي تنفق المليارات على بنيتها التحتية,من المال العام؟ لو أن هناك حاملا إجتماعيا  مدنيا لة قوة الرقابة الشعبية لأختلف الأمر وقالوا أنظر كيف يُحاسب  المفرط  أو المتساهل  أو السارق  في دولة قطر ؟   تماما كما يحدث في إمارة دبي , الناس لاتنظر الى الخلل ولكن تنظر الى العقوبة التي  تطبق علية بإيجابية ,  قضية أخرى هامة  وهي قضية "الاختلاق" نختلق ان هناك حوارا للأديان في قطر , نختلق أن هناك نفسا طائفيا  في قطر  من مجرد صورة  أو تصريح , مع أن تاريخ قطر  لم يعرف  ذلك اطلاقا  ويستثير ذلك ميكانزمات اولية في المجتمع العاجز عن التعبير عن ارادته أو إيصال صوته , فتكون الردود كما ذكرت فجة  وسلبية, يجب التنبة الى حقيقة واضحة أن المجتمع يتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي من منطلق الولاءات الأولية  وليس من منطلق المجتمع المدني الذي لم يوجد بعد , فهو في معظمة "ردة" وليس تطور, أنا أعتقد إذا كنا مخلصين فعلا في تطوير المجتمع  فلابد من إيجاد حامل إجتماعي  يترجم من خلالة المجتمع ارادتة  ولو تدريجيا , بدلا من العلاج بالصدمة والاسقاط بالبراشوت  ثم استخدام  طائرات "الدرون"  الاعلامية  والصحفية للدفاع والنفاق   , قطر تستحق الأفضل من أبنائها ليس تملقا ونفاقا , ولكن رأيا  ونصيحة صادقة  تستشرف المستقبل  وترى النذر والاخطار المحدقة به 

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

دولة شيعية عربية في العراق


 

 

في ملتقى ابوظبي الاستراتيجي الثالث الذي عقدة مركز الامارات للسياسات مؤخرا, أشار أحد المتحدثين وهو صحفي  من العراق إلا أن ألعديد يعتقد بإن إيران تريد دولة شيعية في العراق وقال أن هذا غير صحيح البته ,فإيران تريد دولة شيعية في العراق تدار من خلال المرجعية في "قم" ولاتريد دولة شيعية عربية في العراق مركزيتها في "النجف" العربي, بمعنى آخر أنها تريد الهيمنة على العراق  وإلحاقها  بمشروعها الشيعي الصفوي. تبدو هذه الثنائية  مدار بحث عند البعض  وقد تبدو مخرجا  من المأزق الحالي للعراق  الذي يعيش سيطرة ايرانية واضحة.بمعنى التفكير في إقامة  دولة شيعية عربية في العراق عاصمتها الدينية النجف.وقد اشار العديد من المفكرين منهم علي شريعتي من قبل الى التشيع الصفوي والتشيع العلوي , في إعتقادي أن الميكانيزم الديني سواء كان شيعي  بطرفيه الصفوي أو العلوي أو بالمقابل السني بأطرافه السلفي  أو الجهادي أو غيرهما  لايمكن لها جميعا ان تبني دولة و لان الميكانيزم الديني غير محايد ويبحث دائما عن نقيضة  ليحاربة لكي يستمر لشعوره بإمتلاك الحقيقة المنزله, الحل في  التعالي  نحو ميكانيزم إنساني  يحتوى جميع الميكانيزمات الاجتماعيه بما فيها الدينيه وهو مايبني "الدولة". إشكاليتنا التي يجب ان تُقارب دائما هي بناء "الدولة الوطنيه" كذلك طرح متحدث آخر مشكلة "الحكم" وهو ياتي أيضا ضمن اشكالية بناء الدولة المتعثرة في وطننا العربي, انا اعتقد انه قبل عقود قليلة ماضية كانت أوضاعنا افضل بكثير  , في هجاءنا للتجربة السياسية القومية  في مصر وسوريا والعراق أسقطنا فكرة "القومية" ذاتها التي كان من الممكن ان تكون حامل اجتماعي  نحو دولة وطنية  في المستقبل بل ان الديمقراطية قامت  اساسا  ضمن  الدولة القومية, والاغرب من ذلك بأننا سقطنا الى مادون ذلك نحو الطائفية  وتقسيماتها وتفرعاتها الكثيرة ,  في إعتقادي أن الاصلاح يأتي ضمن النخب الحاكمة  ووعيها بالتاريخ وحركتة بالإضافة الى الاستحابة للطلب المجتمعي المستمر من جانب الشعوب  حتى وإن لم يمتلك الفاعلية بعد  لأن الخطر أكبر من أن تنجو طائفة دون أخرى  طالما اننا نعيش في مستنقع الطائفية الذي تأكل تماسيحة بعضها البعض  ليستمر مستنقعا آسن  يزرع ما يأكلة من أشلاءه

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

إستقالة رئيس تحرير




لاتعنيني  بشكل كبير إستقالة أو إقالة الاخ العزيز جابر الحرمي  رئيس تحرير الشرق من منصبه  وهو الذي اكن له كل إحترام وتقدير و ولاتعنيني "التغريدة"التي قيل انها  كانت سببا لذلك, لكن الذي يعنيني أمرين هامين في هذا الخصوص :

الأول ردة فعل  المجتمع  الذي لحظتها من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي وخاصة "تويتر" حالة السيلان العاطفي التي تعاطى بها المجتمع مع الحدث ,والتي تدل على حالة كبت  "جابر أحد رموز الاعلام القطري .... جابر الحرمي  هرم الصحافة القطرية..... وما إلى ذلك من سيلان عاطفي جارف , وتناسى الجميع اننا لانملك رموزا ولاأهرامات في إعلامنا  الحكومي الموجه , فمن أين لنا  بمثل هذه الاوصاف والنعوت, الرموز والاهرامات كيانات لها شخصياتها  المتفردة  وخطها الاعلامي والصحفي الواضح سواء اتفق معه من إتفق أو إختلف معه من إختلف.

الأمر الثاني:   التسرع  ومحاولة تسجيل سبق "تغريدي أو تطبيل "تويتري""  خاصة ما قد يفسر  أو يستغل بأنه  مساس  بأحد    جوانب العلاقات الخليجية –الخليجية االتي لم تتعافي بشكل جيد حتى الآن , حتى وإن كان  بعفوية بالغة  وأنا على يقين أن الاستاذ جابر لم يكن يقصد ماجرى تأويلة من هدف التغريدة. ولاأعتقد بأن تغريدة ستهز من  بنية علاقة  وطيدة بين شعبين أخوين  ولكن قد تبدو   فرصة مؤاتية  لتجديد ثقة أو إعادة بناء ثقة في هذا الوقت بالذات سبق وإن تعرضت لبعض الاهتزاز
تحتاج العلاقات أحيانا  لفرص  اظهار نوايا  حسنه وتجديدها كإستقالة الأستاذ "مدني" من منصبه بسبب  أنه نطق الياء بدلا من الباء "السيسي" بدلا من "السبسي"  وحاول ان يتدارك ذلك عفويا  فكانت الفرصة لخروجه  من اجل علاقة أفضل.

الاشكالية إذن ليست في استقالة رئيس تحرير  وهذا أمر عادي ويحدث كثيرا بقدر  ماهي إشكالية  صحافة وإعلام  لم ينفطم بعد من الحبل السري للدولة , وصحافة توظيف وليست صحافة رأي , بمعنى أن الحاجة اليها ليس منبعها   وجود الرأي في المجتمع بقدر ماهي توصيل  التوجيه  الية  ومحاولة في بعض الاحيان رصد ردود أفعاله.

من يقرأ مقالات رؤساء التحرير المزركشة بالالوان والصور  والخطوط العريضة يدرك مسبقا أنه ليس رأيا  وإنما رسما  تبحث فيه عن الألوان وإنها ليست موجهه لقراء وإنما لمشاهدين أو متفرجين 


تعاطف المجتمع او بعضه مع الاخ  جابر له مايبرره من حسن اخلاقه  ومهنيته حقيقتة على الاقل في صحافتنا, لكن لايبرر تغريدتة التي لم يكن لها داع  بتاتا , كرئيس تحرير , رئيس التحرير هو آخر من يعلق  لأنه من المفترض أن يمثل إتجاها في المجتمع   نابعا من شعبية صحيفته وانتشارها , رئيس التحرير لايقفز الى تويتر ليغرد إلا إذا كانت هناك حاجة  أو إضافة لموقعة , مالم يكن  موظفا وما أكثرهم. أعتقد أن الأستاذ جابر كان ضحية براءتة  والظروف الغير مؤاتيه أوالتي أخطأت التوقيت

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

دور الجامعة


 

تشكل الجامعة الشريان النابض للمجتمعات, ففي رحابها تنشأ أهم شريحة من شرائح المجتمع متألفه من اساتذه وباحثين وطلاب و يمثل  تطلعات المجتمع وىماله نحو المستقبل , في مدرجاتها تطرح القضايا وتناقش الأمور ويُرسم الطريق الى المستقبل , كما للنخب الجامعية القدره الفائقه على التأثير في حركة المجتمع ورصد أولوياته , كما يتطلب من الاجيال القادمة الى الجامعة أن يكون لديها حد أدنى من الوعي بطبيعة الدراسة في الجامعة,بانها دراسة خارجة عن التنميط والجمود,  لذلك تجد التغيير ياتي من  المجتمعات الطلابيه ومن الجامعة, يجب أن يكون العمل الجامعي بعيداعن الشعارات الجوفاء والايديولوجيات  الرنانة, لذلك نحن بحاجة الى ثقافة تفتح المجال الجامعي للإبداع وليس  لاعادة انتاج ثقافة المجتمع المعاقة, التي نسقطها على الجامعة بتابوهاتها لنعيد انتاجها ثانية موثقة بدرجات علمية جوفاء.كيف يتحصل ذلك ؟ عن طريق عدم الهيمنة على ثقافة المجتمع  وتوجيهها بشكل يخدم فئة او طبقه معينه وتعزيز وتدعيم قيم  تخدم ايديولوجيا  معينه دون غيرها في المجتمع  , أو حصر الثقافة ضمن فهم محدد سواء كان اجتماعي أوديني غير قابل للنقاش او للتداول  بصيغة أخرى تقليل مساحة الخطوط الحمراء ما أمكن  وفصل الاجتماعي عن الديني  بحيث يدخل الطالب الى الجامعة بعقلية  لديها مساحة اكبر للتحاور والنقاش , الهيمنة على ثقافة المجتمع وعدم ترك بذور المجتمع المدني تنمو  لايساعد الجامعة على ادائها لدورها بالشكل الصحيح , الطالب لدينا يدخل الجامعة ليتحصل على شهادة   وليس للبحث لأن مجال البحث في عقليته محدود إن لم يكن مسدود , فهو مزود بثقافة مكتملة جاهزة  من مهده الى لحده ومالجامعة الا وسيلة  كوسيلة ركوب القطار للوصول الى المحطة , لذلك  كل نفس تطلقه الجامعة تخمدة ثقافة المجتمع المقفله, ولو تساءلنا ماذا قدم مثقفينا  الجامعيين سنجد انهم تحولوا الى ناشرين للثقافة السابقة على عصر الجامعة كمفهوم وكدور لانها اصلا أنشأت ضمن  مشروع الهيمنة على المجتمع وبالتالي اصبحت جزءا لايتجزأ من أدواته.  

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

ثقافة التطبيل ...مجتمع معاق

 




 اذا تحول المدح أو الذم الى ثقافه وهما في الاساس موقف فانت امام مجتمع معاق لانه حول الموقف المتغير الى ثقافه ثابته ،على كل حال ،فان طيف الحراك المجتمعى فى دول الخليج يتحرك   على خط أُفقى طرفه الأول الإحتجاج بدرجته القصوى المتمثله فى النزول الى الشارع الى طرفه الآخر  الأقصى المتمثل فى المدح الزائد عن  العاده. ولى هنا بعض الملاحظات على فكرة الاحتجاج  وغرض المديح:

أولا: المجتمع محصلة آراء   أفراده  , بهم  يصبح عددا وبإآرائهم يصبح قيمة  .

ثانيا: المد يح   هو مدح تحول الى" ثقافه"  أو طبقه تسمى "المداحون أو المطبلون"فأصبح مديحا  لايرى سوى الحسن ولو كان  الأمر سوءا وشرا مستطيرا. حتى أن المرء ليُسىء ومع ذلك يمدح على إساءته كما يذكر الشاعر محمود البارودى/ وأعظم شىءُ أن ترى المرء ظالما يُسىء/ ويتلى فى المحافل حمده.

ثالثا: المديح كثقافه هو إحتجاج سالب إنقلب على  صورته الجدليه  المتمثله  من فعل/ إحتجاج/  يمنج من تفاعلهما "حل"   إلى فعل/  عدم قدره على الاحتجاج/ مديح.

رابعا: المجتمع الديمقراطى يقوم على الرأي والرأي الآخر ويستهجن المديح  لأنه يضع العمل فى إطار المسؤوليه  والمسؤوليه  فى إطار القانون.

 خامسا: الرأي الاخر دليل على  حيوية المجتمع  والمديح "الاحتجاج السالب" دليل على  أنه مثير للشفقه.
سادسا: تتأثرجميع أوجه الاحتجاج  عندما يعجز المجتمع  عن بلورته ذاتيا أو نتيجة الخوف وتعرضه للقمع , فيشيع الابتذال فى الثقافه ويتحول النقد البناء  نقدا شخصيا وربما مؤجورا ويصبح الرأى  خادما   للإملاءات  وليس رأيا حرا .

سابعا: إذا شاعت ثقافة المديح "الاحتجاج السالب" أصبح المجتمع مسرحا مهيئا للمؤامره بأشكالها المتعدده  لتعطل الصوره الجدليه  التى تقود الى التغيير  بديناميكيه  وحيويه .

ثامنا: الثبات كثقافه موجوده فى تاريخنا العربى والاسلامى  تستمد قوتها من  فهومات وتفسيرات كثيره منها الدينى ومنها الاجتماعى , فلذلك يبدو الاحتجاج  مقصدا لكثير من  الفتاوى المستهجنة له كخروج عن الطاعه وإجتماعيا كمعصيه  لللثقافه الابويه.

تاسعا:
قيام المجتمعات على مركزية الصوت كما يوصفها "دريدا" يساعد على  تكون" الاحتجاج السالب" الذى ذكرت, مركزية الصوت تتطلب منبرا لايحتله سوى فرد معين  أيا كان شكل هذا المنبر  دينيا أم إجتماعيا,
عاشرا:  يصبح المجتمع  معرض للإنفجار  بصوره أعنف من غيرها  عندما يختفى الاحتجاج الايجابى والصحى ويشيع الاحتجاج السلبى  بصوره ممقوته لأنه سقف مقفل  وكسر لمعادلة التطور وإيقاف لمسيره التاريخ القائم على التغير المستمر..
أحد عشر: عندما تطبل الصحافة, تفقد خاصيتها  التحليلة والنقدية وعندما يطبل رييس التحرير دونما لازم يصبح عضوا في فرقة "حسب الله" الشهيره

الأحد، 6 نوفمبر 2016

الحامل الاجتماعي الذي خسرناه


  

منذ أن تم التصويت على الدستور الدائم لدولة قطر في عام 2004 وحصل على موافقة ومباركة مطلقة جاوزت 96%, تم وضع أساس لحامل إجتماعي للنهضة في دولة قطر, رغم ماقيل عن طبيعة اللجنة المشكلة لاصدارة  ورغم ماقيل عن بعض المواد الذي جاءت فيهو إلا انه كان يشكل كما قلت رافعة أو حامل إجتماعي  نحتاجة في ذلك الوقت ولكان من الممكن تطويره الآن بعد مضي أكثر من عشر سنوات  على إعتماده لو أُعتمد. لكن لم يتم شيئا من ذلك, ففقدت الدولة الحامل الاجتماعي  الذي كان من الممكن أن يُسرع ويُرشد من استؤراتيجياتها المرحلية ورؤيتها الموضوعه لعام 2030, هذه الرؤية الطموحة  التي لايمكن لها أن ترى النور دون تنسيق وتنظيم يحكمه دسنور  مفعل   رقابيا وتشريعيا , ما نسمعه هنا وهناك من اختراقات واختلاسات و استغلال للسلطة في ادارة مشاريع عظمى وتوقف بعضها  وهدر لأموالها من أطراف لاتراعي مصلحة الوطن وإنما همها الربح السريع سواء من أشخاص  أو من شركات كبرى عالمية من الشرق أو من الغرب ,غياب الحامل الاجتماعي  الفعلي لعملية التنمية هو سبب استشراء مثل هذه الافعال  والتصرفات السيئة التي تضر بالمواطن وبخيرات البلد , أذكر عندما خرجنا للتصويت للدستور كنا  في أعلى حالاتنا النفسية ايجابية وقبولا واستبصارا في خدمة هذا الوطن , هناك من يقول أن أهل قطر لايريدون مجلسا منتخبا للشورى , في حين أن   ثلث مواد الدستور كما يقول الدكتور حسن السيد استاذ القانون الدستوري تتكلم عن المجلس ودوره وتنظيمه واسس الترشح ومواصفات المرشح, كيف يصوت 98% من مجموع المصوتين بنعم على هذه  دستور هذه مواده ثم  يبدون عدم رغبة  بوجود مجلس منتخب؟ أنا أعتقد أن رؤية قطر 2030 بل والتنمية بشكل عام  في الدولة كانت ولاتزال تحتاج الى حامل اجتماعي , وضعنا لبناته في عام 2004 إلا أننا لم نكمل البناء عليه, فأقمنا وشرعنا في تنمية دون حامل إجتماعي  تستند علية مشاريع  البلد وفي مقدمتها مونديال 2022 مما سهل على ضعاف الانفس التسلل من الفجوات التي كان من الممكن أن يغطيها وجود هذا الحامل الاجتماعي الدستوري إعلاميا  وقانونيا , مما سهل على منظمات العمل الجائرة  فرصة الاختراق  دونما التوقف أمام وسط  فاعل  يتعامل معها بشكل أكثر قوة وثبات  وبمبادرة وليس ردود أفعال  من خلال الرد الاعلامي الباهت سواء بيانات رسمية  او دعوات تبدو وكأنها إستجداءات.

الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

طلبة الجامعة ضحية من؟


 

الجامعة هي مصدر الحراك في المجتمع , الطلبة هم من يكسر  جمود المجتمعات  ويدفع بها الى تطلعات  تفي بإحتياجاتهم ورؤيتهم  المتجدده, شباب  الجامعات هو من يجدد المجتمعات ,  في العادة ان الجامعات تخلق اجواء  وتفتح آفاقا لطلبتها لرؤية  المستقبل والتنبوء به, لذلك يصبح الوضع السائد هدفا للتغيير, بمعنى أن تصبح المبادرة بيد الطلبة  أو قل الجامعة  , وفي حالات أخرى تصبح الجامعة  مصدرا لمقاومة إيجابية  تبدو فيها  صدا أمام خطرا  يلوح بالمجتمع ايا كان شكلة أو طبيعته. مجتمعنا الطلابي في الجامعة هو ضحية ممارسات الحكومة , الامر الذي جعل منه يشكل مقاومة سلبية , لأنه لايشعر بأن المبادرة  في يده  فتمسك بردود الافعال  ليثبت وجوده, فهو ليس مجتمع طلابي حقيقي  تماما كغياب المجتمع المدني والاستعاضة عنه بمجتمع  مدني تشكله الحكومة , فمالذي يحدث عندما تسمح الحكومة لمظاهر  تتزايد يوما بعد آخر تضغط على  أوصال المجتمع العميق  بموروثة الفكري والثقافي والاجتماعي , كالرقص على الكورنيش مثلا , أو  فتيات الموترسايكل في اللؤلؤة؟ مثل هذه الممارسات تدفع بالطلبة الى حالة من الدفاع  والتكتل  من منطلقات دينيه ونفسية واجتماعيه, فتتحول الجامعة الى وسيلة مقاومة لممارسات الحكومة فتفقد بالتالي دورها في المجتمع  كقاطرة تغيير هادف نحو المستقبل, بالضبط عندما تزداد الاباحية وفي نفس الوقت  نستدعي مزيدا من الدعاة يخاطبون  ضمير المجتمع العميق بالثقافة الدينية , فيبدأ بمحاربة  الاسماء قبل الاستماع الى الاقوال , ويتحول عجزهم عن التغيير الى مقاومة سلبية  تجعل من الجامعة عقبة كؤود أمام   أي تغيير إيجابي قادم, تضغط الحكومة على  ميكانزمات الدفاع  وذلك لسرعتها في طلب التغيير المعنوي ليرافق التغيير المادي الحاصل في البلاد ومن هنا  تحدث خللا كبيرا  في منظومة القيم  والتمثلات  والتصورات التي نشأ عليها المجتمع , بينما في الوضع الطبيعي أن تكون هذه التمثلات والتصورات  السلبية منها هدفا  للجامعة  بحيث تعزز الجيد وتخلص المجتمع من السلبي  لكن الاسراع في طلب التغيير جعل من مجرد المقاومة السبيل الوحيد للبقاء .وجعل من الطلبة أكثر حساسية  وخوفا  حتى من  الظل وليس الصورة, فيتهم عميد بالعلمانية  وتتهم عميدة بالصوفية,  حتى تؤدي الجامعة دورها يجب أن تكون هناك رؤية واضحة متكاملة  من جانب الدولة  ويعود دور الجامعة الريادي  كمنبر للرأي  وليس إنعكاسا لما يحدث في المجتمع بعيدا عن رغبته أو حتى الاستئناس برأيه  في ذلك , أقطاب إصلاح الجامعة ثلاثة ,حكومة  لاتسثير  موروث المجتمع العميق بشكل استفزازي, وسريع  مجلس شوري  يخفف الحمل عن الطلبة بتبني أفكار المجتمع وتطلعاته  التي هي بالتالي تطلعات الطلبة وأفكارهم  , إيمان بدور الجامعة من السلطة العليا ليس لتخريج طلبة وعمالة وإنما لبناء عقول ,  الخطورة ان الجامعة إذا لم تكن ضمن نسق عام من الحريات , ستخرج إستبدادا أشد من الاستبداد الفطري, عندما يكون الحراك السياسي والاجتماعي مقفلا  قد يصبح خريج الجامعة  أداة إستبداديه خطيرة  في يد  السلطة  تستخدمه وميزتة العلمية خداعا  أمام الناس. من حق الطلبة أن يرفضوا الاستماع  لمحاضر , من حق  الطلبة أن يقاطعوا استاذا آخر , هذا كله على المستوى الثقافي مقبول ,  على أن ينبع ذلك من قناعاتهم وليس من ضغوطات المجتمع العميق الذي تزيده بعض ممارسات الحكومة حدة واشتعالا, إذا لم تشعر بأنك خارج ضغوطات المجتمع إذا ما دخلت الجامعة ,بحيث يمكنك  أن تتعامل معها  بحياديه وبدون ضغوط أيا كان شكلها, فانت في إدارة حكومية  لااكثر  وأمامك موظفي  عموم.

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

قطر تستحق الأفضل من أبنائها"



أكمل سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد العبارة الشهيرة التي نمر بها يوميا حيث نتنقل من شارع الى آخر أو من فريج الى فريج آخر داخل وخارج العاصمة"قطر تستحق الأفضل" لطالما أوحت الينا بأن هناك  شىء ما ينقصها , من من تستحق   أن تكون الأفضل؟ جاءت عبارة سمو الأمير كما ذكر  أنه الاصح  أن "قطر تستحق الأفضل من أبنائها"  وهذة جملة  معبرة تمام التعبير عن مسؤولية الأبناء تجاه الوطن , ومسؤولية الوطن تجاه ابناءه كذلك , قطر تستحق من ابناءها البذل والعطاء  والجهد  في   بناءها , وابناؤها يستحقون منها الوفاء والرعاية  والمشاركة , قطر تستحق من أبناءها أن يشاركوا في بناء مستقبلها , وهم يستحقون منها إتاحة الفرصة لهم للمشاركة بكل حب ووفاء للقيادة في صياغة مستقبلها  الذي هو في الأخير مستقبلهم,"قطر تستحق الأفضل" شعار لهيئة الاشغال العامة وضعت حيث إنشاءاتها , يصبح بعد خطاب سمو الأمير  شعارا للدولة, يقيم إلتزاما  مشتركا بين قطر وأبناءها , التاريخ مسؤولية مشتركة ,  إذا كُتب التاريخ منفردا كان نوعا من العنف الرمزي , إضافة سمو الأمير لهذا الشعار , نزعت عنه عنفا رمزيا كان يُخفيه , حيث حددت الطرف الآخر المشارك في هذه الافضلية  , حددت طرفي المسؤولية بوضوح  وهما الدولة وأبناءها  وبتفاعل الطرفان بإيجابية  تحقق الأفضلية . إخواننا المقيمين  والمواطنين  من العرب وغيرهم  ممن يشاركون  في بناء تنمية قطر وازدهارها  يستحقون منا التقدير والحب  كذلك طالما هم شركاء  في بناء وتحقيق هذة الافضلية التي نسعى إليها جميعا , حفظ الله قطر  وحقق لها الأفضلية من  أبناءها  وحقق لهم  من جانبها مزيدا من الرعاية  والعناية  ما  يحفظ لهم شرف  البداية  وأحقية الثناء وأولوية العطاء

الاثنين، 31 أكتوبر 2016

خطاب سمو الأمير يجدد مجلس الشورى


  

يفتتح  صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى غدا  دور الانعقاد الخامس والاربعين لمجلس الشورى,  نصف قرن
إلا بضع سنين مرت عليه منذ   إنشائه , نحن نترقب خطاب صاحب السمو  سنويا في هذه المناسبة  ليكشف لنا الوضع  بكل شفافية , ووضوح , أين نقف  من الداخل ,  إين نقف من الخارج المحيط  الاقليمي والدولي , الوضع الاقتصادي وتداعياته  الوضع العربي المتهالك وانعكاستة و خطط التنمية , التعليم , الصحة  الانفاق الحكومي الى أين يتجه , إلتزامات الدولة , المواطن أين يقف , الديمغرافيا كيف تتحرك . خطاب الامير  في هذه المناسبة جعل منها ذات أهمية كبرى ,  , نحتفل اليوم بإفتتاح الدور الانعقادي  الخامس  والاربعين, كنا نتمنى  لو أنه تم تجديد شباب المجلس برفدة بعقول وطاقات جديدة , قادرة على العطاء  كطبيعة إنسانية  وكما تقول الدراسات أنه بعد أربع أو خمس سنين  من الممارسة العقليه في أي نشاط  يعطي الانسان كل مالديه , بعد ذلك يصبح  الأمر إجترارا  مالم يتجدد  ويعود  من خلال حزبه او تياره , في قطر ليس هناك تيارات ولا أحزاب ولاجمعيات تجدد شباب الانسان  فكريا وعقليا , لذلك يبدو العمل الاداري  كالبطارية الغير قابلة  للشحن مرة اخرى مالم تتغير تماما , سمو الامير الشيخ تميم  من القادة الشباب  وتتطلب رؤيته  فكرا شابا أو قادرا على التجدد  والعطاء, سنستمع لخطاب  سموه بكل إنتباه وشغف  لنعرف كما ذكرت أين نقف  ونجدد الثقة في قيادته , وندعوا لاعضاء المجلس الموقر بالصحة وطول العمر 

الأحد، 30 أكتوبر 2016

خليفة بن حمد والانجاز الخفي


 

 

سالني : الآن وبعد رحيل الامير الأب  ماذا تعتقد أهم سمات عصره

أجبته: في إعتقادي إن اهم ما يتعلق بالانسان في هذا الوطن إبان فترة الأمير الأب لم يعرض له أحدا حتى الآن رغم كثافة ماكتب عنه بعد وفاتة,دعك من البناء المادي وانشاء المصانع  وافتتاح الجامعة وما الى ذلك من انجازات عظيمة بلا شك, إلا أن الجانب الهام هو الجانب الغير مرئي  وإنما  كامن ضمن  روح المجتمع وهو الذي يتعلق بالانسان والعلاقات الانسانية داخل المجتمع والذي  صنعتها المسافة الواحدة التي كان يقفها رحمة الله من جميع  فصائل المجتمع , كان العلاقات الافقيه هي السائدة في المجتمع بشكل  حقق نوع من الاطمئنان النفسي والثبات  الروحي ولم يشهد المجتمع "تهافتا" وسباقا  نحو  إعادة التاكيد على المكانة  من وقت الى آخر,  الجميع يقفون على مسافة واحدة  اجتماعيا  ,  كانت الادارة  تتعامل مع المجتمع من منظور ثابت  وتراتيبية اجتماعيه  موروثه  وحده التاريخ  والحراك الاجتماعي السلس يدفع بها بطمأنينة وثبات دونما إسراع  أو هندسة مقصوده. هذه في اعتقادي أهم ماحققه عصر الأمير الأب  المحافظه على صحة المواطن النفسيه لأن صحته النفسيه هي مصدر عطاءة  وثقته واعتزازه,وهي نتاج لعلاقات مجتمعيه صحية تتميز بالافقيه وبأقل مقدار من العموديه, خطورة العلاقة العموديه  مع السلطه في غير مكان واعتمادها على حساب العلاقات الافقيه يضر بالصحة النفسيه  للمجتمع ويضمر العداء والحقد ويزرع الشكوك, رحم الله الأمير الأب  واسكنه فسيح جنانه

الأحد، 23 أكتوبر 2016

خليفه بن حمد ..... باق في قلب الوطن








 الوطن لايرحل , الموت لايختطفه , الموت لايقترب من الأوطان , وإنما يُخلد ذكرها   ويبقيها في قلوب  أهلها وأبنائها ,إذا كان الراحل   بحجم الوطن , فالموت إستلامٌ للأمانة ليس إلا  , هكذا هي سنة الحياة , رحيلٌ الأمير الأب الشيخ خليفة اليوم , رحيل بالجسد , وليس رحيلا للمعنى  ولا للقيمة ولا للرمز, القصور يعتري الانسان ,الكمال ليس من صفات البشر , الرحيل مصير الخلق , إن رحيل سمو الأمير الأب خليفة  بداية  لقصة يحكيها الزمن , فالتاريخ سردية تُروى    للأجيال  .   خليفة بن حمد  رحمه الله  , باق  لأن البقاء ليس هو   الوجود المادى , إنه الذكرى التي تسكن القلوب إنه الخلود الذي يطاول الزمن ,ذكراه حية متوهجه   ,تجدها في كل مكان  من أرجاء الوطن,  تجدها,حينما أدخل     الوطن في حداثة حافظت على القديم وتبنت الجديد دونما تضادٌ أو تعارض , ذكراه تجدها حينما أعتمدت الدولة   استراتيجة ضخمه للإبتعاث وللدراسة والتحصيل في جميع مجالات العلم,  فإلتحق  العشرات من خريجي الثانويه بالجامعات العربيه والاجنبيه وبشروط ميسره وبمكافئات مغريه,, ذكراه تجدها حينما   أرتبط المنصب بالمواطن وأولويته, ذكرى الشيخ خليفة تجدها حينما أنفقت الدولة على القطاع العسكري بسخاء جم , في بداية عهد الاستقلال, تجدها حينما تبنت الدولة سياسية إحلال وتقطير واسعة مكنت العنصر القطري من تبؤْء أعلى المناصب وإحلاله مكان الوافد من خلال برنامج وطني مدروس تحت إشراف     الامير الوالد الشيخ حمد حفظه الله ولي العهد في ذلك الوقت. ذكراه باقية لاتتحول حينما شهدت الدولة  أول طبقه من أصحاب "الياقات البيضاء" "أو مايسمى بكبارالموظفين الحكوميين"في دولة قطر, ذكرى الشيخ  خليفة ترسخت حينما   تبلورت أول طبقه وسطى تعتاش من جراء عملها وتعبها وعرقها بعيدا عن نظام الزبائنيه وصُورُه الدنيا. ذكراه تجدهاحينما تقلصت الفوارق الظاهره بين الغنى الفاحش والفقر المدقع, تلمس ذكراه كذلك حينما تميزت الدولة بمحورية وسطى بين جميع مكونات المجتمع, نستشعرها كذلك حينما شهد الجميع لقطر بالوسطيه ولخطواتها بالتأني  ولمجتمعها بالمحافظة , بين صرامة الأمير الأب وإنفتاح الأمير الوالد عاش الشعب القطري فترة من أزهى فتراته. في عهده انشىء مجلس الشورى على أسس تجمع بين التقليد والتحديث , في عهده أنشئت جامعة قطر التي بدأت بكليتي تربيه للمعلمين والمعلمات, في عهده افتتح مستشفى حمد العام , وهو المستشفى الثاني العام الذي يفتتح في الدوله بعد مستشفى"الرميله" في عهد المغفور له الشيخ علي بن عبدالله حاكم قطر الاسبق فترة حكم الأمير الأب لاتحتاج الى مرور عابر , لايستطيع تاريخ قطر أن يحكيها سردا دونما التوقف في الكثير من محطاتها وانعطافاتها, فترة حكم الأمير الأب كانت فترة هيكليه انتقاليه أدخلت كثير من التغيرات والتحسينات واضعة في الاعتبار التدرج بما يتناسب ووضعية المجتمع وثقافته الدينيه والاجتماعيه , وللإنصاف فقد كان للأمير الوالد الشيخ حمد أثرا واضحا وملموسا بعد تسلمه لولاية العهد في كثير من ايجابيات تلك الفتره الهامه من تاريخ المجتمع القطري , رحم الله الأمير الأب واسكنه فسيح جنانه ,  وأمد الله في عمر ذريته وألهم أميرنا القائد الشيخ تميم  سبل الرشاد,  تعازينا الحارة لسمو الأمير الوالد ولإخوانه وأنجاله ولأعمامه الكرام  ولآل ثاني  الكرام  ولشعب قطر جميعا
خليفة بن حمد وطنٌ تَمَثَل  في رجُل ,الاوطان لاترحل,قد تغيب عن الانظار لكنها حتما  تسكن الاسماع والافئدة, فليرحل التاريخ ,وليطوى تاريخ الوفاة , فهو باق في ذاكرة الوطن  وفي سمع الزمن.

رحمه الله وتجاوز عن خطاياه.

من يتذكر حملة "صلح وضعك"؟


 

في منتصف الثمانينات  تقريبا من القرن المنصرم شاعت عبارة صلح وضعك  عند مراجعي إدارة الهجرة والجوازات , حتى غدت وكأن هناك حملة  تقودها وزارة الداخلية لإصلاح خلل ما أرتكب فيماسبق, يأتي الزبون بأوراقه الرسميه من جواز وخلافه لتجديده , فيفاجأ بعبارة "صلح وضعك" حتي يمكنك استرداد أوراقك الرسميه. كان هناك استشعارا بأن ظروفا سابقه  أدت الى إخراج وضعا غير قانونيا فيما يتعلق بمنح الجنسية أو بمنح الجواز القطري, أتذكر أن أحد الاخوة في لجنة الجنسية  في ذلك الوقت أسر لي "بأننا نواجه ضغطا كبيرا  للتوسط لإعادة جنسيات بعض من طلب منهم تصليح أو ضاعهم  ممن يتبؤون مناصب    او في القطاع الخاص , فلجأ العديد منهم  لذوي الجاه  في المجتمع مستعينين بشهاداتهم لهم  بما في ذلك حسن السيرة والسلوك, تنبه الدولة بأن هناك وضعا شاذا ليس له أن يستمر أمرا محمودا,  لكن الاهم من ذلك عدم ترك الأمور تسير  حتى يصبح علاجها مؤلما  ويصل الى حالة "صلح وضعك" فوضعك القانوني غير سليم. إستطاعت تلك الحملة أن تؤتي بثمارها  في حينه  لتجاوز الاوضاع الغير قانونية  فيما يتعلق بوضع المواطن داخل مجتمعه, طبعا اليوم الوضع مختلف جدا  واخشى أن يصل الى مرحلة لاتسنطيع معها حتى حملة "صلح وضعك " أن تعمل شيئا إيجابيا أو ان الأمور قد تأخذ شكلا سلبيا معاكسا حيث يصبح على المواطن أن يُصلح هو وضعه  ليتكيف مع الاوضاع الراهنه , فإذاكانت الحملة السابقه  تصب في صالح المواطن عندما استشعرت وزارة الداخليه حينئذ  خطورة تعدد مصادر منح الجنسية أو الجواز القطري أحيانا كثيرة بلا مستندات  ولا أوراق ثبوتيه كافية, فإن الاوضاع الحالية المتفاقمة تستدعي  الحذر من تحول الاقلية المواطنه إلى بكائية كربلائيه, يغذي مشاعرها وضعا لن يعود وفردوسا قد أختطف  ووطنا قد  سُرق .التسارع في زيادة اعداد السكان بوتيرة غير مسبوقه  إن لم يكن مخططا لها  تخطيطا يجعل منها  حالة مؤقته  تعود بعدها الامور الى التنظيم والمشي بخطى مدروسه بما يتناسب  ووضع البلد  جغرافيا وديمغرافيا واقتصاديا, فإننا أمام  مستقبل مجهول  لاتنفع معه سياسة صلح وضعك  حيث يصبح الوضع لايطاق ويلوح في الافق بالتالي هاجس "إنج بنفسك" ولاتنظر خلفك.

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

ماذا خسرنا بغياب الرأي ألاخر؟



 إعجابي بالشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء السابق وهو في خارج السلطة أضعاف إعجابي به وهو في السلطة, لماذا؟

لأنه في السلطة كان يمثل رأي السلطة  وبعد خروجه منها أصبح يمثل الراي الآخر المفتقد في المجتمع , موقفه هذا يحكي قصة غياب مجتمع, إن عالم اليوم  هو عالم الرأي والرأي ألاخر الذي تتبناه الجزيرة منذ عقدين  لكنها عجزت عن  استنباته داخل المجتمعات العربيه ناهيك عن مجتمعها في قطر, سيضطر أي نظام اليوم  إلى  إيجاد رأي آخر  حتى يبرر سبل بقاءه واستمرار حتى  لو تمثل الازدواجيه بأن يصبح هو الرأي والرأي ألاخر, مايأتي على لسان معالي الشيخ حمد بن جاسم منذ خروجه  من السلطة  يمثل الرأي  الآخر في المجتمع  بدرجة أو يإخرى. في محاضرتة الاخيرة في  مدرسة لندن للاقتصاد  قال الكثير كما وصلنا  من ذلك ان ماتمر به المنطقة اليوم هو من اخطاء قياداتها, وأننا ملئنا مواقع كثيرة باشخاص  غير مؤهلين  أو مناسبين, وأن الشعب القطري لايريد برلمان منتخب حسب مايتداول في "المجالس", وإن مراكز الابحاث  تتبع الحكومات  وليست مستقله  وغير ذلك مما سبق وذكره في ندوات سابقه. هل هي مراجعة ذاتيه ؟ أو  هو تبني للرأي الاخرحتى يكتمل حضور النظام , مما جعله من داخله يبلور    رأيا ورأيا آخر. كل ماقاله معالي الشيخ جاسم يقولة المجتمع لكنه أعجز من أن يتبناه كرأي عام  أو آخر فغاب الصوت واستمعنا للصدى   , لايستطيع أي نظام أو مجتمع يعيش  على الرأي الواحد  إلا ويتفكك وينهار مع الزمن , دول الرأي الواحد إنهارت من داخلها ,  قانون الجدل "الديالكتيك" في الحياة يقتضي  وجود الاضداد حتى تتجدد الحياة وتستمر , الحياة الاجتماعية سياقات , السياق الواحد المنفرد لايستمر  الا بمحاذاة سياق آخر يتفاعل معه , الجدل السالب هو مانشهده اليوم في مجتمعنا من غياب الرأي الآخر فأضطر سياق الرأي الواحد أن يوجد رأيا آخر سواء  من داخلة  أو من خارجه كنقد ذاتي ليستمر قانون الجدل ويتحرك المجتمع  ولو بشكل غير ذاتي , لقد خسرنا بغياب الرأي ألاخر أيما خسارة  وبدلا من أن يكون الرأي الآخر  محركا من داخل المجتمع , أصبحنا نستمع اليه  من الخارج وهو يعاتبنا ويقول هذا  رأيكم الخائف المكبوت  قد تطوعنا بالتلفظ به نيابة عنكم  إنكم لاتريدون الانتخابات  هذا من سجلات مجالسكم  ولم تطالبوا بالدستور , ولو أن ثمة انتقائية هنا  إلا أن الحقيقة أنه  من يخفي رأيه ويلتحق بأراء الآخرين  لايعتبر موجودا إلا بما يحفظ له بقاءه المادي فقط في هذه الحياة. أتدرون ماذا خسرنا بغياب الرأي الآخر؟ , لقد خسرنا أحقية الوجود الأصيل

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

مجتمع في طائرة مختطفه



حتى وقت قريب كانت الهويه القطريه تحدد بمعيار : قبيلي , وغير قبيلي.
   اليوم أخشى  من  إدخال البعد الطائفي مستقبلا  نتيجة وإنعكاسا لمؤثرات خارجيه وملامح داخليه كما أن هناك  دور عباده غير المساجد , ومركزا للاديان
 حتى البعد القبلي المحدد الرئيس للهويه القطريه سابقا يتعرض لضغوط كبيره خاصة عند الحديث , عن دور المؤسس في بناء الدوله ,مع عدم التأكيد على ملحمة التاسيس ودور المشاركين فيها, الأمر الذي احدث ثقبا تاريخيا وفجوة في البناء الدرامي للدوله.وأفسح المجال واسعا للاستقطاب.

  عمليات التجنيس أدخلت إطارا جديدا للهويه القطريه , سواء من الاسيويين أو من الاخوان العرب الى جانب المعيار السابق . فهناك مجنسين من الطرفين , تدفع الى الحاجه لتشريعات تنظم هذا الجانب

 كل معيار من هذه المعايير المحدده للهويه القطريه , يتحرك ضمن التحديات التي تواجهه , فالقبيلي , نوستالجي يدافع عن وضعه السابق , بينما غيره , يواجه تحديات وجوديه , لذلك هو يتطلع للمستقبل وإن كان يعاني من نظرة المجتمع واتهاماته من حين لآخر.

 كم أن الماده أفرزت هويه مضاده للتاريخ ومتماسكه أمامه , لذلك لاحظنا كسرا واضحا للتابو الاجتماعي الذي كا ن سائدا قبل عقود والذي كان يفصل تماما بين القبيلي وغيره من حيث المصاهره والتزواج.

وأيضا أعادت الماده تحديد المكانه الاجتماعيه , فلم يعد الجاه والاصل محددان كافيان , وبدت الثروه الماليه تكسب كثيرا من الأرض الاجتماعيه وتحيلها مرتعا لها ولنشاطها.

  بروز ازدواجيه بين المحافظه على الهويه والبروز بالمظهر الغربي , فتم التضحيه في أمثلة عديده بالكفاءه المحليه من اجل المظهر الغربي واستقطاب الاسماء الغربيه .

 يقارن القطري بين وضعه ووضع اخوانه في دول الخليج الاخرى, قد يرى نفسه متفوقا على البعض من ناحيه الرفاه النوعي , في حين يرى نفسه متاخرا عن البعض فيما يتعلق بمسألة بناء المجتمع المدني وملتقيات الثقافه

 التجارب التعليميه التي تنقل خلالها المجتمع خلال العقدين الماضيين , أثرت سلبا على الهويه القطريه , وعدم تحديد حد ادنى من المنهج المشترك لجميع المدارس , أوجد تقابلات دينيه وايديولوجيه متضاده تعيش داخله, في حين خسرت اللغه العربيه مجتمعا عربيا قحا ,أجياله الحاليه تعاني من العاميه والانكليزيه المكسره , ولغات اسيويه تحيط به من كل جانب وهو في وضع ضعيف , مقارنة بالاجيال السابقه.

  أوجد التعليم ماضيا مبسترا خاليا من العيوب , مقدسا في معظمه لايستمع الى الراي الاخر ولايستدعي عقله ولا يبدع كل ما عليه استحضار ما قاله السلف ,دون نقاش ,محتفظا دائما ببطاقة الاتهام دائما في جيبه.

 أوجد التعليم ماضي طوبائي تسعى الأمه لاستعاده دائما بل ان هدف النشء العمل على ذلك, فأوجد نرجسية قاتله لايمكن الفكاك منها او التخلص منها.

 بالرغم اشراك المرأه والدفع بها قدما , لايزال قطاع كبير من المجتمع ومن وسط الشباب ينظر الى ذلك بعدم الارتياح وهذا يدل على أن نظام التعليم متذبذب وغير مؤثر ويحتاج الى مراجعه , نتيجة ل مناهج التعليم المتضاربه , حيث مناهج ترى فيها عوره "تدرس" اليوم ومناهج تدفع بها الى المقدمه والمشاركه قفزا .

  أوجد ذلك صراعا بين القيم في المجتمع , فالمواطن يرى نفسه سيدا مره وخادما مرة أخرى , يرى فى الآخر أخا مره ويرى فيه تحديا جاء على حساب رزقه تارة أخرى , يرى في الثروة نقمة ونعمه , ويرى في الماضي ملاذا من حاضر يتلاشى فيه.

 جعل هذا الوضع القطري في حالة الدفاع دائما , فهو يدافع عن وطنه ممن جاء بارادة حكومته ليعمل فإذا به يستوطن ويستقر ,ويدافع عن دينه وسماحته ممن جاء يعلمه الدين فأصبح عبئا ثقيلا عليه وعلى الدين, ,لسنا مجتمع ضرائبي , ليدفع مقابل اقامته وسكناه, لسنا مجتمع دستوري لنشعر بالامان تجاهه.

 دور الاعلام كان ولايزال سطحيا, يعزز من القيم وازدواجيتها , يريدك حرا ضمن نسق حرية المجتمع المفروضه, يعكس قيم الثقافه الاستهلاكيه من مولات وفنادق ومطاعم , في نفس الوقت يعزز قيم البداوه والعصبيه القبليه من خلال برامج التراث التي تعطى النشء انطباعا غير صحيحا عن موروثاته التي كانت في معظمها نشاطات اقتصاديه بحكم وضع المجتمع انذاك , فالقنص كان نشاطا اقتصاديا, والخويا لهم حق الشراكه  , والفداوي كذلك مهنه , اختفى ذلك النمط الاقتصادي , القائم على محورية الشيخ فيه , بعد ظهور الحكومه , ولكن يبدو أن هناك انزياحا نحوه بالرغم من توجه الدوله كما تعلن نحو المؤسسات وبناءها.

  ليس للاعلام رسالة واضحه , يمكن قياس تقدمه من عدمه على مؤشراتها ,كم عدد البرامج الحواريه في الاعلام , ماذا تقدم ؟ مالقضايا واولوياتها في المجتمع ؟ في حين أن في قطر أكبر قناه حواريه في العالم العربي, وهنا دليل على الازدواجيه بين الشىء ونقيضه تبدو واضحه.

  أرجو ان لايغفل المسؤولين عن الجانب الاجتماعي وهم في حمى الدفع اقتصاديا لتحقيق التزامات الدوله نحو الخارج , فكثيرا ماكان الجانب الاجتماعي المهمل , هو كعب أخيل للحكومات والانظمه , كل ما يتطلبه الوضع هو التنظيم ومواجهة المشاكل ودراستها وعدم جعلها تتراكم , فالهويه الوطنيه تبنى تدريجيا من خلال القوانين والنظم ونظم التعليم المحكمه ووسائل الاعلام الواعيه, ولاتترك للمشافهه وقصائد الشعر.

• اللهم علمنا ماينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علما