الأحد، 23 أكتوبر 2016

من يتذكر حملة "صلح وضعك"؟


 

في منتصف الثمانينات  تقريبا من القرن المنصرم شاعت عبارة صلح وضعك  عند مراجعي إدارة الهجرة والجوازات , حتى غدت وكأن هناك حملة  تقودها وزارة الداخلية لإصلاح خلل ما أرتكب فيماسبق, يأتي الزبون بأوراقه الرسميه من جواز وخلافه لتجديده , فيفاجأ بعبارة "صلح وضعك" حتي يمكنك استرداد أوراقك الرسميه. كان هناك استشعارا بأن ظروفا سابقه  أدت الى إخراج وضعا غير قانونيا فيما يتعلق بمنح الجنسية أو بمنح الجواز القطري, أتذكر أن أحد الاخوة في لجنة الجنسية  في ذلك الوقت أسر لي "بأننا نواجه ضغطا كبيرا  للتوسط لإعادة جنسيات بعض من طلب منهم تصليح أو ضاعهم  ممن يتبؤون مناصب    او في القطاع الخاص , فلجأ العديد منهم  لذوي الجاه  في المجتمع مستعينين بشهاداتهم لهم  بما في ذلك حسن السيرة والسلوك, تنبه الدولة بأن هناك وضعا شاذا ليس له أن يستمر أمرا محمودا,  لكن الاهم من ذلك عدم ترك الأمور تسير  حتى يصبح علاجها مؤلما  ويصل الى حالة "صلح وضعك" فوضعك القانوني غير سليم. إستطاعت تلك الحملة أن تؤتي بثمارها  في حينه  لتجاوز الاوضاع الغير قانونية  فيما يتعلق بوضع المواطن داخل مجتمعه, طبعا اليوم الوضع مختلف جدا  واخشى أن يصل الى مرحلة لاتسنطيع معها حتى حملة "صلح وضعك " أن تعمل شيئا إيجابيا أو ان الأمور قد تأخذ شكلا سلبيا معاكسا حيث يصبح على المواطن أن يُصلح هو وضعه  ليتكيف مع الاوضاع الراهنه , فإذاكانت الحملة السابقه  تصب في صالح المواطن عندما استشعرت وزارة الداخليه حينئذ  خطورة تعدد مصادر منح الجنسية أو الجواز القطري أحيانا كثيرة بلا مستندات  ولا أوراق ثبوتيه كافية, فإن الاوضاع الحالية المتفاقمة تستدعي  الحذر من تحول الاقلية المواطنه إلى بكائية كربلائيه, يغذي مشاعرها وضعا لن يعود وفردوسا قد أختطف  ووطنا قد  سُرق .التسارع في زيادة اعداد السكان بوتيرة غير مسبوقه  إن لم يكن مخططا لها  تخطيطا يجعل منها  حالة مؤقته  تعود بعدها الامور الى التنظيم والمشي بخطى مدروسه بما يتناسب  ووضع البلد  جغرافيا وديمغرافيا واقتصاديا, فإننا أمام  مستقبل مجهول  لاتنفع معه سياسة صلح وضعك  حيث يصبح الوضع لايطاق ويلوح في الافق بالتالي هاجس "إنج بنفسك" ولاتنظر خلفك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق