الثلاثاء، 4 يناير 2011

تحريم التصويت"دينيا" وجهة نظر




 لاا درى حقيقةً  مدى مشروعية تحريم التصويت" الذى يعتبر تحديدا لخيارات الناس وتطلعاتهم" دينيا , ومع ذلك احترم كثيرا بيان  الساده العلماء الصادر من المجمع الاسلامى العالمى  برئاسة شيخنا القرضاوى. مع العلم بأنه لايوجد عربى مخلص ولا مسلم شريف يتمنى ان يرى ذلك اليوم الذى ينفصل شمال السودان فيه عن جنوبه و مع انه بات قريبا  ويلوح فى الافق.  الا اننى لا ارى خوفا فى ذلك على انتشار الاسلام وتوسعه فالاسلام كدين ينتشر والارقام والاحصائيات فى العالم اجمع تدل على ذلك  ولكن المشكله  كما اراها فى التسويق للدوله الاسلاميه  واى دوله تقوم على الدين فى هذا العصر.  ارجو ان ابدى ببعض الملاحظات حول هذا الموضوع .
اولا: التصويت حق دستورى للشعب لابداء  رأيه حول موضوع  او قضيه معينه يحكمه فى ذلك تجربته ورؤيته فى تحديد مستقبله  و والقيد الدينى يمكن ان يكون محددا فى ذلك بشكل وازع داخلى وليس بشكل وصايه من احد  سواء فرد او مؤسسه دينيه  او كنيسه  على اساس ان من عوامل التطور السياسى للشعوب ان تخرج من الوصايه الدينيه الى العمل السياسى   خاصه شعوبنا المنقسمه اصلا داخل الدين الواحد.
ثانيا: كلنا يذكر ازمة احتلال الكويت وانقسام الصف الدينى وفقهائه بين مؤيد ومعارض بأسم الدين والطرفان يملكان من الحجج والتأويلات  ما أدى الى انشقاق العقل المسلم  من داخله, كما ان احتمال ان يتكرر  المشهد ذاته وارد فى هذه القضيه او فى غيرها.
ثالثا:   هناك من اهل الشمال فى السودان من يؤيد الانفصال  ويقر بعجز الدوله عن ادارة امه بهذه المساحه ويرى  ان فى انفصال الشمال قوته فلم نضعه فى خيار مع دينه طالما ان الامر  مقتضيات سياسيه ودينيه وواقع معاش , وقد يوجد فى الجنوب من لايؤيد الانفصال وهو مسيحى حسب رؤيته  سواء كانوا افرادا او جماعات فهل يمكن الادعاء باسلامهم وعيا رغم مسيحيتهم مثلا.
رابعا: اعتقد ان الدعوه ستكون اجدى لو  كانت على اساس وطنى  كونهم ابناء وطن واحد  يعيشون فى مساحه متصله واحده ولهم حدود دوليه مع الاخرين والطريق لصيانة وطنهم هو فى المزيد  من  تاكيد مواطنيتهم وتعزيز  مبدأ المواطنه وعدم التفرقه والتمييز بينهم دينيا او عرقيا.
خامسا: الاستبداد فى عالمنا العربى والاسلامى جعل من المشروع الاسلامى السياسى عنصرا طاردا  فلاسلام كدين يُعتنق  اما تسويقه كخيار سياسى  كم أشرت  قلا يمكن ان ينجح والحال كما هى والاشاره بتحريم التصويت اسلاميا بدعوى ان  الغرب والصليبيه وراء المشروع التفتيتى  للسودان  ويجب التصدى لذلك  ممكن لو ان القضيه حادثة للتو ولكنها قضيه مستعره ومزمنه بل وقد شاركت قوى اسلاميه وعربيه فى اذكاء نارها حينا واحيانا حسب مقتضيات السياسه الدوليه.
سادسا: فى عالم اليوم الانفصالات حلول لمشاكل كثيره افرزتها العصور والانظمه السابقه  وكذلك عجز الدوله الكبرى عن ادائها لوظيفتها السابقه, انفصالات الاتحاد السوفيتى, تشييكوسلوفاكيا السابقه , دول البلقان. هذا هو عالم السياسيه .
سابعا: فشلنا السياسى يجب ان لا نعالجه بأحلال الدين مكان السياسه , عدم تطورنا سياسيا وازمتنا مع القيادات الديناصوريه والانظمه الفرعونيه يجب   كشفه دينيا  وليس  احتوائه ومحاولة تبريره, بودى لو ان البيان لم يكتفى بتحميل الانظمه قدر من المسؤوليه فقط بل بالتأكيد بعدم مشروعيتها  وبأبعاد الدين  عنها ما أمكن  ولكن جميعهم موظفون.
ثامنا: الا يمكن ان يبرر الدعوه لمقاطعة الانفصال بأسم الدين , الدعوه للاتحاد وضم اقاليم بأسم الدين ايضا, كما فعل صدام بأسم تقوية العروبه والاسلام.
تاسعا: الاسلام يتقدم والمسلمون يتاخرون  هى قصة نجاح الاسلام كدين وفشل المسلمون كسياسه  فلذلك الاصلاح السياسى هو  القريب العاجل والمؤمل المنتظر قبل ا لقاء اللوم على الغير لادراكه وفهمه للعصر ومقتضياته.
عاشرا: معالجه الخلل الدينى الاسلامى من الداخل  تتطلب  غرس مبدأ التعالى  الى المستوى الانسانى ما أمكن  وهو ما عجزت عنه الامه حتى اليوم  فالمجتمعات منقسمه  جنسا ولونا وعرقا وتعيش على انقساماتها ومن انقساماتها تكتسب  قيمتها المضافه بمزيد من الانقسام والعلاج سياسى و امثلته كثيره ومتعدده , دوله المواطنه, المملكه الدستوريه , الحياه البرلمانيه .. الخ , من امثله تلوح  للافق العربى والاسلامى من كل جانب ولكنه فهم الدين فهما معكوسا جعلنا نعيش من اجله   وليس به  والفرق كبير بين ان يخدمك الدين بتبيان سبل العيش الكريم لك وبين  ان تكون انت  خادما له  وقد تقتنص قدسيته وحرمته فى غفلة من الزمن.ومع ذلك
  كم اتمنى ان لايضرب الله بيننا وبين يوم انقسام السودان موعدا