الخميس، 15 يونيو 2023

التجديد لا التدوير

عندما يهب المجتمع فاقداً الثقة في نخب تبؤات يوماً زمام المسؤولية صارخاً "الجديد" وليس القديم أو التجديد لاالتدوير, عندما يفقد المجتمع ثقته في مؤسسات كانت تمثل له أملاً في مستقبل قادم, عندما يشعر المجتمع أن هؤلاء الذين كانوا يوماً في موقع المسؤولية لم يحققوا انجازاً واضحاً للمواطن بل خيبوا ظنه وتوقعاته, واستغلوا مناصبهم لمصالحهم الخاصة وبالتالي سيحولون تدويرهم سيفقر المجتمع وسيقضي على أمل الاجيال اليانعة قد يبدو مثل هذا الخطاب صيحة او صحوة من أجل المستقبل أوجدنا نُخب بلا مؤسسات فسقطت في بحرالعسل, لذلك ردة الفعل المتوقعة هي الاعتراض على اعادة تدويرمن ثبت فشله ولم يقدم ما يستحق استمراره لا أن الخطاب الشعبوي التي يملأ اعلامنا الغير رسمي اليوم ظاهرة طبيعية نتيجة لممارسات خاطئة فهو يحاول الخروج من أسر استيلاء الماضي على الحاضر وهو لايملك سوى الزمن ليقيس عليه نظراً لغياب المؤسسات محاولاً الوقوف أمام اغراء الريع السياسي والاجتماعي الذي يعتقد ان من حقه الوصول اليه كذلك عدم شبع بل و نهم هذة النخب الماضوية فا لشعبوية هنا صرخة وليست ظاهرة سياسية حيث لامجتمع مدني ولامؤسسات يمكن قياسهما عليه , يندفع هذا الخطاب من الاعماق مباشرة كما نسمع ونرى لا كبيرة لهذا المرشح او ذاك المرشح لانه لم يخدم المرجعية الاولى واليوم يريد منه أن ترشحة من جديد هنا يقف الخطاب الشعبوي شاهراً سيفه في وجهه. فنحن أمام تجربة ديمقراطية تحمل في أحشائها شعبوية ويلتحم الاثنان على أمل أن تنتصر الديمقراطية مؤسسياً وهذا هو وليس خطاباً فوقياً فقط يخفي تحت الرماد بركاناً من الجمر لايزال يشتعل.

الأربعاء، 14 يونيو 2023

عن جيلنا الذي لايعرف الكراهية

جيلنا لم يعرف الكراهية , لم يعرف الفرز , نتعامل بالأسماء , نتفاهم بالمشاعر العربية الواحده بعيدا عن أي هوية ضيقة أخرى أذكر أنه في الفصل الدراسي لشهادة الثانويه لعام73-74 م في مدرسة الاستقلال الثانوية في فصلنا عدد من الاخوة الافاضل من اصحاب الديانة المسيحيه كانوا من أعز أصدقائي وأكثر الطلبة مرحا وسرورا وابتهاجا داخل الفصل وخارجه , لاأذكر أن أحدنا قط قد خاطبهم ولوجا من ديانتهم , لم أستشعر ديانتهم كمحدد للعلاقة معهم اطلاقا بالاضافة كان هناك إخوة لنا من الطائفة الشيعيه لم يكن ذلك أمرا ننتبه إليه , ولم نكن نعلم ولانبحث عن ذلك قبل سريان حمى الكراهية التي إجتاحت المنطقة بلا هوادة, أذكر ان الاخوة المسيحيين كانوا معفيين من حضورة حصة الدين , وكان ذلك أمرا عاديا لم ينتبه اليه حد بحكم الشعور الانساني السائد والشعور القومي العربي الذي كان محددا أكثر ثبوتا من غير من اشكال المرجعيات الصغرى الآخرى.لم يعرف جيلنا الكراهية كما يستهلكها يوميا جيل اليوم بشكل يدعو الى التقزز والنفور, في تلك الاثناء كانت حرب إكتوبر 73 حيث كنا نلتئم حول المذياع نتناقل أخبار الحرب على الجبهتين السورية والمصريه ونردد الله أكبر بما في ذلك الاخوة العرب أصحاب الديانة المسيحيه الاديان لاتعرف الكراهية إلا حين يجهل طبيعتها أبناءها كان نظامنا التعليمي إنعكاسا لتطلعات الأمة وأمالها وتطلعاتها, لاأعرف أين ذهب هؤلاء الزملاء بعد ذلك , لكنني على يقين أنهم عاشوا معنا عصرا جميلا من التآخي يصعب اليوم إعادته .فاللاخوة المسيحين العرب عبر التاريخ دور مجيد في تاريخ العرب والاسلام بل أن الكثير منهم قد آمن بالإسلام كهوية جامعة لعروبته ومسيحيته. هناك قول لأحد أكبر المنظرين المسيحيين العرب الحزبين عن الاسلام يؤكد روح التالف ونبذ الكراهية التي كانت سائدة’ حيث يقول"’"’ إن حركة الاسلام المتمثله في حياة الرسول الكريم هي الهزة الحيويه التي تحرك كامن القوى في الأمة فتفيض على الامم الاخرى فكرا وعملا"" نحن اليوم مع الاسف نعيش بين كراهيتين , كراهية داخل الدين الواحد وكراهية مع الآخر المختلف دينيا, وبدأت أجيال الكراهية تتناسل حاملة داءها في ردائها أرجو أن نتبه لذلك قبل فوات الأوان