الأحد، 22 مايو 2011

إقتناع المجتمع لا إقتناع النظام


يقال ان الهزيمه إقتناع, عندما تعتقد بأنك  لن تنتصر فانت فى طريقك إلى الهزيمه. صالح الرئيس السادات إسرائيل صلحا مهينا , بعد نصر عربى مشهود عسكريا ودبلوماسيا  وإقتصاديا, حيث قطعت جميع دول أفريقيا علاقاتها مع اسرائيل وحيث عبر الجيش المصرى القناه وحيث إستعمل العرب النفط كسلاح إهتز لإثره الاقتصاد الغربى ورغم ذلك ذهب موقعا على إتفاقيه  لاتتفق ابدا وهذه المنجزات,  لإقتناعه بانه لن ينتصر , قناعة الفرد  ليست مشكله ولكن إذا كانت قناعة الامه منضويه فى قناعة الفرد وحده فهنا الكارثه. ويقال أن النصر إراده, المعادله كيف يمكن لأحد الطرفين المتصارعين أن يقنع الطرف الآخر بأنه لن ينتصر؟ هذا الأمر ويظهر الآن فى مايسمى ربيع الثورات العربيه, ربما آخرها حتى الآن  الرئيس اليمنى الذى على مايبدو أنه إقتنع بأنه لن ينتصر على إرادة شعبه  أو أن شعبه قد أقنعه أخيرا بأنه  راحل لامحاله وقبله بن على ومبارك فيما ذهب القذافى إلى الخيار الشمشونى  علىٌ وعلى أعدائى. الآن فيما يتعلق بالداخل وحديث الإصلاح الشائع هنا وهناك لايخرج أيضا عن دائرة االإقتناع,  ولكن المنهج فيما أعتقد معكوس , ليس المهمم أن تعتقد الأنظمه بأهمية الإصلاح بقدر أن يقتنع المجتمع بذلك, نحن ننتظر من الإنظمه ممارسه فعل أو نية الإقتناع , بينما أعتقد باننا كشعوب  أولا من يقوم بذلك. الإقتناع الجمعى يتطلب  تكوين إجتماعى صلب وواع لايمكن اللعب عليه وإجتذابه بعيدا عن  الموضوع العام, فرصة السلطه الكبرى أى سلطه غير شرعيه  هى فى تفتيت وتشتيت تكَون الإقتناع العام  وتركزه فى وعى المجتمع. إقتناع النظام بالإصلاح إقتناع مرحلى وجزئى وهو ملاحظ فى هذا الوقت إيضا بوضوح فى توافق الإصلاحات مع هيجان الشارع  وإحتجاجاته. فهو إصلاح مشروط  ومدفوع الثمن  وليس شاملا أو مرتكزا على قناعه فعليه  ولاينبع من داخل النظام  حيث يعتقد أن إحداث التغير والإصلاح  ليس فى داخله وإنما فى الخارج أى فى المجتمع  ونتائجه ريعيه فى الأساس وليست بنيويه . تلعب الأنظمه على التكوينات الإجتماعيه  وهشاشتها  , مما يعوق تَكَون الإقتناع العام لدى المجتمع الأمر الذى يحقق مرادها وأهدافها .قد يقول قائل ولكن جميع الشعوب العربيه مقتنعه  بسوء حالها وتردى أوضاعها, هذا صحيح ولكن عندما إنصهرت هذه القناعات  بعد تشتت  قامت الثورات, عندما كفت عن  الإقتناع بإصلاح النظام لنفسه ومن داخله, قامت الثورات , عندما أرجعت فكرة الإقتناع  إلى ذاتها ولم تتوسله من النظام إنتصرت, اليوم سينتصر الشعب الليبى  لانه مقتنع بقضيته  ويبدو أن القذافى سيرحل بشكل أوبآخر  حيث لم يعد لديه سوى قياس قوة  ودرجة قناعة الشعب بقضيته وعند نقطه محدده  سينتهى الأمر.    يبقى الإشاره  الى أن الإقتناع فكر وممارسه, تعمل الأنظمه على إبطال  تلازمهما  فلابأس أن يبقى فكرا  ولكن عندما يصبح ممارسه فيحدث تغييرا , فلذلك يشيع فى خليجنا أكتب ماتريد وقُل ما تشاء  ولكن لاتمارس  إلا ما يعتقده النظام ,  وهذا نوع من تزييف الوعى  وتحويل القناعات الى محاوله دائمه لإقناع الآخر بما نعتقد  وهذا هو" أُس "  تخلف الحوار العربى البينى أو حتى مع الآخر فى جميع الميادين بما فيها العقائد .  وعلى أساس أن المجتمع من حيث مصالحه واحد فى مقابلة النظام ومصالحه . . الصرخات المطالبه اليوم بالتحول الديمقراطى  وإنشاء المجالس المنتخبه ليست كما يبدو قناعات فعليه وإلا لتحققت  فعلا  ولا أقول  إستجابة لها الأنظمه , دلاله على أن الاقتناع الفعلى  هو تحقق وإنتصار بالضروره ولكن يبدو أنها قناعات فكريه  من المسموح به , حيث لاتزال قناعة الأنظمه بأن الوقت لم يَحن بعد, والإختلاف بين القناعتين واضح وكبير حيث تبدو قناعةأ الشعبحتى الآن فكريه, فى حين أن قناعة الأنظمه ممارسه , وهو الوضع الذى كان سائدا فى مصر وتونس واليمن وسوريا وليبيا قبل ربيع الثوره العربيه