الثلاثاء، 20 مارس 2012

خوف المجتمع من التصنيف



التصنيف الثقافى إثراء للمجتمع.المجتمع الشمولى مجتمع يحتقر الثقافه وإن كان لايدعى ذلك,مجتمع التشابه مجتمع أولى  ,ينساق خلف  الكتله فيضيع التميز  ويختفى الاختلاف الطبيعى الذى أوجده الخالق وأثرى به الحياه البشريه.يخاف مجتمعنا من التصنيف الثقافى,الجميع يهرول مسرعا ليدخل ضمن الكتله والجماعه وإن كان غير مقتنع أساسا بما يفعله. ابداء الرأى  إنكشاف ما بعده إنكشاف, أول ضحايا هذه الظاهره هو كاتب "الرأى"   علينا أن نفرق بين رأى المجتمع ورأى الفرد فى مجتمع الكتله, رأى المجتمع هنا زائف لأنه موجه بسيكلوجية الكتله  فمن يكتب فى هذا الاطار لايكتب رأيا  فى الحقيقه أنه يعبر فقط عن  وضع قائم ومستمر ويؤكد بالتالى استمراريته, الرأى الفردى هو المطلوب وهو الذى يساعد على  تفكيك الكتله  الى كتل ثقافيه يستطيع من خلالها المجتمع أن يتطور وينمو. مجتمعنا مع الاسف وبفعل ثقافة الكتله الاجتماعيه يخلط بين التهمه وبين  توجهات الفرد الفكريه والثقافيه فيلصق التهمه الجنائيه ربما  بانتماء الفرد الثقافى الاختيارى المتحرك بفعل قناعات الشخص  , من يسمى ليبراليا فهو متهم, والقومى  اصبح متهما بعد ان تغيرت مكونات الكتله الاجتماعيه فى العقود الاخيره, والاسلامى" اليوم  هو السمه الثقافيه المقبوله اليوم مع اننا جميعا مسلمون, هذا الخلط بين هوية الفرد وبين  توجهه الثقافى وقناعاته المدنيه هو المشكل الحقيقى الذى يعوق التطور الفكر ليس هو الدين , الفكر ماهو سوى   رؤيه للتعايش اساسا إذا أفتقد هذا الشرط سقط فى الدوغمائيه الدينيه وتحول الى عقيده, على الطرفان أن يكونا على وعى تام بذلك , الفرد والكتله, للخروج من ثقافة الكتله علينا بتشجيع إبداء الرأى  هذا هو السبيل الأول  لخلق  أرضيه تتحمل  الاختلاف,إخفاء الاختلاف ضمن حدود الكتله يؤدى إلى إنفجارها لاحقا, أقرب المجتمعات للانفجار هى مجتمعاتنا العربيه حيث تحمل الكتله فى جنباتها بذور فنائها. قدرة المجتمع على إفراز مكوناته  دليل على مدنيته  ونزوعه عن مرجعياته الاولى شيئا فشيئا, نرى اليوم فى الكويت أن أبناء القبائل والطوائف لديهم  توجهات مدنيه فوق قبائلهم وطوائفهم,  رغم  ما تتعرض له المنطقه بأسرها  من ضغوط  طائفيه واثنيه نتيجه الاحداث السياسيه القائمه. مواطن الكتله مواطن ظل,  يتحرك اتوماتيكيا مع تحرك الكتله ,الكتله تنفع   فى إحداث التغيير  , إذا أدركت دورها فقط, لكن لاتستطيع بعد ذلك ادارته سوى من خلال الافراد وهوياتهم الثقافيه