الخميس، 9 يونيو 2011

القطرى الجديد



ثمة فرق بين القطرى الجديد والقطرى المتجدد. الدوله تحتاج إلى قطرى جديد, فى حين يحتاج المجتمع إلى قطرى متجدد. الدوله تحتاج إلى قطرى جديد يصحو من نومه و يواكبها, لا يهمها أن يدرك اليوم سيدرك غدا , والمجتمع يحتاج إلى قطرى يصنع تجدده ومواكبته وتأثيره. المواكبه ليست فعلا أصيلا, إلا بقدر ماتكون عمليه واعيه, إنها إ لتحاق أو إلحاق ,بينما التجدد فعل  ذاتى إرادى. تتجدد الدوله بتجدد مواطنيها. قطر التجدد بحاجه الى القطرى المجدد, قطر الجزيره وشعارها بحاجه إلى قطرى الرأى الآخر, قطر التغيير , تحتاج لأن تمتلك التغيير وإرادته أولا.  العالم من حولنا يتغير بسرعه والدوله تتغير معه, التقارير تقول أن قطر أحد صناع روشتة التغيير فى المنطقه, المجتمع يحاول أن يواكب , يشعر بالهوه بين أن يكون جديدا  وبين أن يكون متجددا مشمولا بأجندة التغيير, روشتة الإصلاح أغرب روشته فى التاريخ لأن من يكتبها ليس طبيبا, يكتبها النظام من أجل صحته  ولكنها لاتصرف إلا فى صيدلية الشعب  وبموافقته, بل هو من يقرؤها لأنه من سيتناولها, فهى روشته  لاتبدأ من طاولة الطبيب  ولكن من الشارع. بعضهم لدغته الأفاعى حيث وصف حكمه كا لرقص مع أو على رؤوس الأفاعى, و بعضهم أصابته لعنة الفراعنه, أما البعض الآخر فهو بين  فهم متأخر لما يريده شعبه وبين تمسكه بأثم العزه حتى على حساب الدم المهدور.  كل نظام يأتى, يأتى   بوعد التجديد معه لكنه وعد مؤجل , التجديد اليوم بيد الشعوب هى من تصنعه. لدى قطر ميزه فريده لايمتلكها الآخرون ليست هى ندرة السكان ولكن  فى وفاؤهم وإخلاصهم, يختلط الحابل بالنابل فى وطنه لكن نظرته لماضيه وأجداده وتاريخ بلاده أيام الشظف والمعاناه لاتغيب عن باله, تحكمه العلاقه ويحترم التاريخ ,  لايعرف كيف يتعامل مع طوفان البشر الآتى لخيرات بلاده, يقف متفرجا, يريد أن يتجدد من خلال إسداء المشوره والمشاركه فى صنع مستقبله وحفظ مقدرات بلده, ينتظر على الرصيف حيث لاحافله تمر, يستمع إلى المذياع حيث لاخبر يذاع, يتشوق لنشرة الجزيره فإذا هى تأتى بالبعيد على حساب القريب, يقرأ صحف الصباح فلايجد  سوى أخبار الأمس المنقضى.بهرب إلى قنوات الغير حيث تتحدث عن دور بلده, يشعر أنه كبير لكنه بالكاد يجد أقرانه, الكثيرو الكثير إلى الدرجه التى تبدو فيها ميزته أو تميزه أقرب إلى السذاجه التاريخيه.التى تعيش التاريخ لكن لاتعيه.

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

التضخم الإجتماعى السلبى"حفلات الزواج وكتب الأنساب"



من يلاحظ مجتمعنا القطرى  عن قرب يجد أنه يعانى من إختناقات  إجتماعيه لافته, تتضخم فيها الذات الإجتماعيه دون أى مبرر  أوإنجاز, تبحث فى الهامش لتحقيق ذلك بعيدا عن الفاعليه المجتمعيه البناءه. ما أشكال هذه الإختناقات وما أسبابها وما طرق علاجها وتوجيهها الى   الوجهه البناءه التى تعود بالخير على المجتمع ككل.   
  
أولا: ثمة علاقه واضحه بين الذات الإنسانيه  ومحيطها  بقدر تأثيرها فيه بقدر ما تكون فاعله ومنتجه   ولاتعانى من التضخم المرضى شريطه أن لاتكون العلاقه بين الطرفين إستيلابيه بمعنى أن لاتمتلك الذات محيطها وإنما تخضع لمبدأ المساءله
ثانيا: عندما  يفقد الأنسان قدرته فى التأثير فى محيطه  المعااش أو يعيش على هامشه  يلجأ الى التعويض عن ذلك بإستحضار الماضى له و لطائفته أو قبيلته أو التورم الإجتماعى ويعيش فى داخله فينتج المجتمع ثقافه  لفظيه  قرائيه زائفه  وتقاتليه خاصة فى منطقه  عاشت التاريخ قبليا  روايات وقصص.
ثالثا: لايمكن للإنسان أن يعيش فى فراغ فكرى,  بمعنى أن ثمة ما يشغله  لتأكيد ذاته ووجوده.  الصحه النفسيه فى إيجاد التوازن بين  الجانبين الفكرى والوجودى المعاش بمعنى أن يتسع الوجود لمخرجات الفكر كفكر وليس كعنف. عندما لايكون كذلك  قد يتحول الفكر الى نشاط إجتماعى سلبى مظهرى لا أكثر من خلال بعض التصورات الماضويه الفئويه على حساب الثقافه الوطنيه للمجتمع
رابعا:  قد ينفصل الجانب الإجتماعى نتيجة الإهمال أو شعوره بعدم التأثير ليشكل تضخما مرضيا   وتبدو مظاهره مكلفه على حساب الفرد والمجتمع , وقد بدا لى ذلك واضحا من خلال سبر تطور المجتمع القطرى, عندما كان تأثير المجتمع ورجالاته قويا كانت مسأله البذخ اللامبررفى الشكليات غير موجوده  لأن المجتمع ليس بحاجه الى التعويض حيث يشعر بوجوده وفاعليته وعندما قل هذا التأثير وأندثر رأينا  كيف يتم التركيز على هوامش  ومظاهر هى فى الأصل  لاتعطى مؤشرا لا على الجاه ولا حتى الثروه ولا المكانه ولا الفاعليه ولكن المجتمع وجد نفسه مضطرا  لتحقيق ذاته ولو إنتفاخا أو ورما فى غياب شحمه وفاعليته الحقيقيه.
خامسا:  حفلات الأعراس المكلفه جدا  والمزايده فيها  وكتب البحث عن الأصول والتاريخ وشجرة العائله  كل هذه  من إفراز التضخم السلبى للجانب الإجتماعى وعدم شعوره بدوره الحقيقى التنموى. حكى لى أحدهم أنه يملك قرص كمبيوتر بأسماء أهل قطر كلهم ليدعوهم ليس فى ذلك عيب ولكن المناسبه لاتحتمل وفاعليتها محدوده وقصيره وهى فى الأساس عائليه  وليست تجمعا  حقيقيا, ناهيك عن شاشات العرض والفيديو كل هذا التضخم فى الجانب  الإجتماعى السلبى.   
سادسا: تقوم علاقات إجتماعيه فى هذا الجانب الإجتماعى الذى وصفته بالسلبى  مقارنة فقط بالجانب الآخر له وهو  التشاركى البناء المفقود الى حد ما. تقوم علاقات ولكنها ليست علاقات تشابكيه بناءه  صاقله للذات الفرديه والمجتمعيه وإنما هى شكليه ومظهريه إلى حد بعيد .
سابعا: يفتقد المجتمع مع إستمرار هذه الظاهره الإجتماعيه حيويته ونشاطه ويصبح عاله وتشيع اللامبلاه والقنوط والتذمر حيث الشكلانيه الإجتماعيه مسدودة الأفق وقصيرة الأمد ويفتقد المجتمع مع إستمراها   الكفاءات وإندامجهاو تراكمها والصف  الثاني  البديل  لعملية التنميه.

ثامنا: الحل فى إدخال الأوساط الإجتماعيه فى دائره التأثير السياسى  بمنهجيه  مدروسه, لم تقدم الإنتخابات البلديه مع الأسف البديل المشجع فأصبحت هى ذاتها فى الجانب الإجتماعى السلبى  التظاهرى للمجتمع, فى حين كنا نعتقد بأنها ستكون قاطره الدخول فى مجال  المجتمع التشاركى الإيجابى .

تاسعا: لايوجد مجتمع فى العالم لايمتهن السياسه ولايشارك فى نشاطاتها, هى المجال العام ,إخلاء المجتمع منها  يحوله إلى  مجموع بلاهدف ويضعف العلاقات البناءه داخله  ويدفع به الى إثبات وجوده من خلال نشاطات "إيجابيه" كا لشكلانيه المظهريه أو التاريخيه القبليه أو الى نشاطات "سلبيه" كالتطرف".

عاشرا: كما أشرت   لا يمكن الفصل بين فكر المجتمع وبحثه الدائم لإثبات وجوده .يندفع المجتمع لاشعوريا نحو التضخم الإجتماعى السلبى والمنفصل عن دائرة الإنتاج والتأثير لأن الفكر لايعيش حالة الفراغ  ولكن إستمرار ذلك صعب ومكلف  على المجتمع  ومفيد  ومربح للغير والدليل وجود صناعه حقيقيه لإقامه الأعراس  وخيامها والقائمين عليها , تبدو جيده فى الظاهر  ويحتاجها المجتمع ولكن ليس كبديل عن وجوده الإجتماعى الإيجابى المتمثل فى رأيه وليس فى شكله أو صورته التى تنشر فى اليوم التالى ليحتفظ بها فى أرشيفه  كدليلا على وجوده ونشاطه ومشاركته.

الأحد، 5 يونيو 2011

الخروج على الحاكم"أى حاكم لأى عصر



بالمفهوم المعاصر ليس هناك خروج على الحاكم, هناك آليات لإستبداله . ثم من هو الحاكم بالمفهوم العصرى المعاش؟ هو إما  رئيس حزب فائز فى إنتخابات عامه أو زعيم تكتل يحظى بأغلبيه شعبيه تمكنه من الحكم.ثم ماهو الحكم بالمعنى المعاصر أيضا؟ هو مده زمنيه محدده  تنتهى فى موعدها وقد تمدد لمدد محدوده يجرى الإتفاق عليها  من خلال الإستفتاء الشعبى وما ينص عليه الدستور.
هذا هو منطق العصر الذى نجاوره ولم نندمج فيه بعد.  ليس هناك حاكما يُخرج عليه اليوم  من يدعى ذلك فهو ليس بحاكم  أصلا لأن الأصل رضا وإيجاب وقبول المحكومين,تراثنا فى معظمه منقول وليس معمول , يتعامل مع مفاهيم مغلقه  لايمكن الخروج منها إلا بإستعادتها والرضوح لها, السياسه فى تاريخنا للحاكم  هومن ينتجها ويفصلها , وما عدا ذلك خروج عنها ودخول فى دائرة الفتنه, بمعنى إزالته فتنه, والصبر عليه جزاءه الجنه. فى الأصل  االسياسه  هى خطاب العامه وليست من وساوس الشيطان. نسمع اليوم بين حين وآخر من يردد أن الخروج على الحاكم مهما كان لايجوز مخافة الفتنه  وذهاب الأمن والإستقرار ولايدرك هؤلاء أنه لاأمن مع الإستبداد والظلم  ولا إستقرار مع العبث بمقدرات البلاد وإن بدا ذلك اليوم لكن المستقبل ينبىء عن شر مستطير. شعوبنا اليوم ثقافيا هى بين مفهومى "الفتنه" والسياسه" خروجا من الأولى دخولا فى رحاب الثانيه . ليس الدخول فى عالم السياسه المعاصره بالأمر السهل إذيتطلب تضحيات ورؤيه شموليه وإيثار وتقديم للمستقبل على الحاضر وإبعاد للماضى إلا من العيره والموعظة الحسنه. كل مانشاهده وسنشاهده من اليوم حتى يستكين الوضع هو عباره عن إنفصال مؤلم متأخرمن عقلية الفتنه والمخافة منها إلى رحاب السياسه بما أنها فن الممكن والتوافقات. فلا يخاف المرء على دينه ولايعرض المجتمع نفسه للشعور بالذنب عندما  يتحسس من مفاهيم الفتنه وأضاليها كالخروج على الحاكم  أو عدم إتباع أوامر ولى الأمر  بالمفهوم السياسى, لماذا لايكون لدى الآخرين وليا للأمر , لأن الأمر بأيديهم , لماذا لايكون لدى الآخرون  أبا أو والدا للجميع ؟ لأن الحاكم هناك ليس أبا لأحد سوى أولاده الشرعيين ,لماذا لايكون للآخرون ربا للعائله الكبيره التى هى  الشعب وممتلكاته؟ هذه هى  عقلية الفتنه  ونحن نستنسخها حتى اليوم. فلما تدخل فى السياسه تبطل أثرها الفعال فى العمل والتغيير وتعطل آلياتها فى ذلك, فكيف يمكن أو يصح تغيير ولى الأمر أو والد الجميع  وما إلى ذلك  كما رأينا فى الثورات العربيه القائمه اليوم. الشعوب فى طريقها للإنفكاك من مفهوم الفتنه الدينى التراثى ليست على مستوى واحد هناك نقطه معينه هى الفاصل أو القطع االذى قد تصله الشعوب ويتمظهر فى شكل ثوره وهو ما وصل به الحال فى كل من تونس ومصر وليبيا واليمن والجزائر. ليس يعنى ذلك أن الآخرين فى منأى  عن ذلك ولكنهم فى نقطة ما على الطريق لأن الحكم أو المُلك لايزال يمثل فى أذهاننا فتنه  وليس برنامج سياسى يُصوت عليه ويقوم عليه رجلا منتخب يبدأ بشعبيه وينتهى بتضآءلها وتآكلها شيئا فشيئا ليأتى البديل الجديد بأفكار جديد, نشاط إنسانى سوى . علينا أن نسرع فى إدخال السياسه كمفاهيم وفكر لنستبعد الفتن  والسحر والأحلام والرؤى الليله وتفسيراتها  التى حكمت على الأمه بالتأخر والهزال وعلى تاريخها بالشقاق بل وعلى دينها بالخروج عن المنطق والعقل.