الثلاثاء، 7 يونيو 2011

التضخم الإجتماعى السلبى"حفلات الزواج وكتب الأنساب"



من يلاحظ مجتمعنا القطرى  عن قرب يجد أنه يعانى من إختناقات  إجتماعيه لافته, تتضخم فيها الذات الإجتماعيه دون أى مبرر  أوإنجاز, تبحث فى الهامش لتحقيق ذلك بعيدا عن الفاعليه المجتمعيه البناءه. ما أشكال هذه الإختناقات وما أسبابها وما طرق علاجها وتوجيهها الى   الوجهه البناءه التى تعود بالخير على المجتمع ككل.   
  
أولا: ثمة علاقه واضحه بين الذات الإنسانيه  ومحيطها  بقدر تأثيرها فيه بقدر ما تكون فاعله ومنتجه   ولاتعانى من التضخم المرضى شريطه أن لاتكون العلاقه بين الطرفين إستيلابيه بمعنى أن لاتمتلك الذات محيطها وإنما تخضع لمبدأ المساءله
ثانيا: عندما  يفقد الأنسان قدرته فى التأثير فى محيطه  المعااش أو يعيش على هامشه  يلجأ الى التعويض عن ذلك بإستحضار الماضى له و لطائفته أو قبيلته أو التورم الإجتماعى ويعيش فى داخله فينتج المجتمع ثقافه  لفظيه  قرائيه زائفه  وتقاتليه خاصة فى منطقه  عاشت التاريخ قبليا  روايات وقصص.
ثالثا: لايمكن للإنسان أن يعيش فى فراغ فكرى,  بمعنى أن ثمة ما يشغله  لتأكيد ذاته ووجوده.  الصحه النفسيه فى إيجاد التوازن بين  الجانبين الفكرى والوجودى المعاش بمعنى أن يتسع الوجود لمخرجات الفكر كفكر وليس كعنف. عندما لايكون كذلك  قد يتحول الفكر الى نشاط إجتماعى سلبى مظهرى لا أكثر من خلال بعض التصورات الماضويه الفئويه على حساب الثقافه الوطنيه للمجتمع
رابعا:  قد ينفصل الجانب الإجتماعى نتيجة الإهمال أو شعوره بعدم التأثير ليشكل تضخما مرضيا   وتبدو مظاهره مكلفه على حساب الفرد والمجتمع , وقد بدا لى ذلك واضحا من خلال سبر تطور المجتمع القطرى, عندما كان تأثير المجتمع ورجالاته قويا كانت مسأله البذخ اللامبررفى الشكليات غير موجوده  لأن المجتمع ليس بحاجه الى التعويض حيث يشعر بوجوده وفاعليته وعندما قل هذا التأثير وأندثر رأينا  كيف يتم التركيز على هوامش  ومظاهر هى فى الأصل  لاتعطى مؤشرا لا على الجاه ولا حتى الثروه ولا المكانه ولا الفاعليه ولكن المجتمع وجد نفسه مضطرا  لتحقيق ذاته ولو إنتفاخا أو ورما فى غياب شحمه وفاعليته الحقيقيه.
خامسا:  حفلات الأعراس المكلفه جدا  والمزايده فيها  وكتب البحث عن الأصول والتاريخ وشجرة العائله  كل هذه  من إفراز التضخم السلبى للجانب الإجتماعى وعدم شعوره بدوره الحقيقى التنموى. حكى لى أحدهم أنه يملك قرص كمبيوتر بأسماء أهل قطر كلهم ليدعوهم ليس فى ذلك عيب ولكن المناسبه لاتحتمل وفاعليتها محدوده وقصيره وهى فى الأساس عائليه  وليست تجمعا  حقيقيا, ناهيك عن شاشات العرض والفيديو كل هذا التضخم فى الجانب  الإجتماعى السلبى.   
سادسا: تقوم علاقات إجتماعيه فى هذا الجانب الإجتماعى الذى وصفته بالسلبى  مقارنة فقط بالجانب الآخر له وهو  التشاركى البناء المفقود الى حد ما. تقوم علاقات ولكنها ليست علاقات تشابكيه بناءه  صاقله للذات الفرديه والمجتمعيه وإنما هى شكليه ومظهريه إلى حد بعيد .
سابعا: يفتقد المجتمع مع إستمرار هذه الظاهره الإجتماعيه حيويته ونشاطه ويصبح عاله وتشيع اللامبلاه والقنوط والتذمر حيث الشكلانيه الإجتماعيه مسدودة الأفق وقصيرة الأمد ويفتقد المجتمع مع إستمراها   الكفاءات وإندامجهاو تراكمها والصف  الثاني  البديل  لعملية التنميه.

ثامنا: الحل فى إدخال الأوساط الإجتماعيه فى دائره التأثير السياسى  بمنهجيه  مدروسه, لم تقدم الإنتخابات البلديه مع الأسف البديل المشجع فأصبحت هى ذاتها فى الجانب الإجتماعى السلبى  التظاهرى للمجتمع, فى حين كنا نعتقد بأنها ستكون قاطره الدخول فى مجال  المجتمع التشاركى الإيجابى .

تاسعا: لايوجد مجتمع فى العالم لايمتهن السياسه ولايشارك فى نشاطاتها, هى المجال العام ,إخلاء المجتمع منها  يحوله إلى  مجموع بلاهدف ويضعف العلاقات البناءه داخله  ويدفع به الى إثبات وجوده من خلال نشاطات "إيجابيه" كا لشكلانيه المظهريه أو التاريخيه القبليه أو الى نشاطات "سلبيه" كالتطرف".

عاشرا: كما أشرت   لا يمكن الفصل بين فكر المجتمع وبحثه الدائم لإثبات وجوده .يندفع المجتمع لاشعوريا نحو التضخم الإجتماعى السلبى والمنفصل عن دائرة الإنتاج والتأثير لأن الفكر لايعيش حالة الفراغ  ولكن إستمرار ذلك صعب ومكلف  على المجتمع  ومفيد  ومربح للغير والدليل وجود صناعه حقيقيه لإقامه الأعراس  وخيامها والقائمين عليها , تبدو جيده فى الظاهر  ويحتاجها المجتمع ولكن ليس كبديل عن وجوده الإجتماعى الإيجابى المتمثل فى رأيه وليس فى شكله أو صورته التى تنشر فى اليوم التالى ليحتفظ بها فى أرشيفه  كدليلا على وجوده ونشاطه ومشاركته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق