الأحد، 24 فبراير 2013

فى وداع التعليم العام

سألنى احد ابنائى مره وكان طالبا فى مدرسه خاصه ذات منهج مزدوج
"يبه" لماذا نكره الامريكان؟
ونقلت لى ابنتى الطالبه فى مدرسه حكوميه سؤال صديقتها لها: مالملائكه؟ وكانت صديقتها طالبه فى مدرسه خاصه ذات منهج اوروبى خاص.

وشكا لى احد اصحابى ان ابنه الطالب فى احدى المدارس الدينيه دائم التساؤل عن الغرب الكافر ومحاولته التغلغل فى مجتمعاتنا
كانت هذه الاسئلة فى فترة التسعينيات
الذاهبة مع بداية تكاثر المدارس الخاصه وتراجع التعليم العام الذى نشأ عليه اجيال الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات.
اختلف التعليم فاختلفت الاسئلة
التعليم السابق كان يطرح اسئله من نوع اخر تتعلق بوجود الامه
السياق المعرفى لتلك المرحله تطلب اجابه على اسئله من نوع خاص بها
فكانت الاجوبه من نوع نحن امه واحده نرتبط بمصير مشترك نرفض الاستعمار والهيمنه الاجنبيه لابد من تملك ثرواتنا بايدينا.


اختلفت المدخلات اليوم فاختلفت المخرجات اى الاسئله فكانت من طبيعة ما طرحه هؤلاء الطلبه
فى غياب الاسئله الكبرى وسياقها المعرفى تملأ الفراغ الاسئله الصغرى التى تعنى بالتفاصيل حيث يعشش الشيطان.


على كل حال ليس الخوف من تعدد المناهج ولكن
على الواقع ان ينتج استعداده وقبوله لهذا التعدد اولا
والا ستتحول الاسئله الى ربما اسلحه عليه اذن" الواقع" اذا لم يحتمل تعدد الاجوبه واصر على ان يكون الجواب واحدا ومحددا سلفا ان يوقف تدفق الاسئله ما امكن او لايستوردها على الاقل رسميا.



- فى حر صيفنا الغائظ وعندما اوى الى فراشى ظهرا للقيلوله استشعر برودة المكيف واستشعر اهميه وجوده واولويته فى هذا الوقت واحيانا و لاشعوريا ادعو لمن ساهم فى ابتكاره بالرحمه ودائما مايأتينى التنبيه من قريب لكنه كافر.


- ادرك ساعتها سهوله ان نستوردالماده وصعوبة بل استحالة ان نستكين لفكر او نظريه مالم ينتجها واقعنا .


- ومالديمقراطية المذبوحة على حدودنا الدموية الا شاهدا على عدمية استيراد المنهج دون الحرث لعله يستنبت استنباتا برائحة ارضنا او نجد له بديلا

- وما التردى  والعجز فى بناء الهويه الوطنيه الجامعه  وشيوع الهويات الصغرى الطائفية منها أو القبليه إلا دليلا واضحا على تفريطنا فى أداء واجب مقدس  تربوى  وتعليمى يحدد مستقبل اجيالنا وهويتهم. فأى يزرع  نرتجى والأرض يحرثها من  لايعرف طبيعتها ولاتاريخها.