الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

قصور الدوله لااكتمال الكتله



رغم ما لمفهوم الكتله التاريخيه  من جاذبيه وبريق فى الخروج من مأزق الامه وما يعانيه من انسداد  الا اننى اعتقد انه  يمثل تعويضا  مؤقتا وكاذبا ربما عن تاريخ لابد للامه من  المرور به لاكتمال وخروج الدوله العربيه  من  قصورها الجينى . فالاصل فى المشكله هو قصور الدوله الجينى الولادى فالدوله العربيه  رغم اكتمالها الشكلى الا انه ينقصها الكثير  فى بنية قيامها فوجودها اليوم اشبه بالوجود الهش الذى يعانى  من هشاشه العظام وفقر الدم الذاتى  فتستعيض عن ذلك  بالبطش والتسلط وممارسة العنف , الامر الذى يجعل من قيام حتى الكتله فى حالة قيامها حلا مؤقتا  للخروج من عنق الزجاجه لااكثر . لقد كانت هناك كتل  فى اجزاء كثيره من عالمنا العربى  ساعد تشكلها وقيامها فى طرد المستعمر بل كانت  هذه الكتل هى صاحبة اليد الطولى  فى تحقق الاستقلال ثم ماذا بعد؟  سقطت  فى فجوة قصور الدوله الذاتى وتحولت هى فى ذاتها الى انسداد يحتاج الى كتله او كتل اخرى  . انا اعتقد ان بناء الدوله فى الغرب  جعل من مفهوم الكتله فاعلا ومؤثرا  ويمكن البناء عليه لاسباب عديده منها  ان الدوله  كانت تكتمل النمو  بوجود جميع  عناصرها الداخليه كالمجتمع المدنى والطبقه البرجوازيه  والقاعده الانتاجيه  فلذلك لم تكن الكتل  مجرد  تجمع ايديولوجيات  وانما تجمع مصالح كذلك  . هذه الامور مفتقده   تقريبا  بشكل كلى فى مجتمعاتنا  زد على ذلك  الاقتصاد الريعى   واستخدام الدين  الذى لن تخرج اى كتله مهما قامت  من حضوره بقوه وبعلو جزئى وشمولى على غيره فى باقى اجزاء  الكتله  لو قامت . كل هذه الامور  يجعل من الاهميه بمكان الى  الاشاره  الى ان اسباب الازمه هى اسباب تاريخيه  تتمثل فى قصور  ولادة الدوله العربيه او عدم اكتمال مرورها بجميع مراحل النمو  للدوله الحاضنه  وليس للدوله النتوء  عن بقيه  مكوناتها. طبعا الامر محزن  لانه لايمكن اعادة التاريخ  خاصه وان العصر اليوم والعولمه غيرا من شكل الدوله  وتحالفاتها وارتباطها  وجعل  من المصالح  خيوط متشابكه بحيث يعتمد احدهما على الاخر ويحمى احدهما الاخر .   ادى القفز على  مرحلتى تكوين المجتمع المدنى الحر وقيام برجوازيه وطنيه   , او طمس  وجودهما  الى استبداد الدوله  الامر الذى جعل  من قيام كتله تاريخيه فاعله  امرا  صعبا  وربما مستحيلا , حضور الدوله اليوم لايمكن تجاوزه بعد قيامها تحت اى شكل كانت لذلك الاتجاه السائد اليوم والوحيد هو المطالبه بالحقوق من داخلها  فقط  فلربما يكون مفهوم الكتله هنا  قائما  ومؤثرا وبعيدا عن الاستقطاب الذى تستعمله الدول  ببراعه كبيره.   ما اود الاشارة اليه ان مجتمعاتنا الخليجيه كانت تستخدم بشكل او باخر مفهوم الكتله  داخليا وبنجاح كبير عندما ترى خطرا يهدد المجتمع ويضر بأفراده وذلك عن تشكل مجموعه من الوجهاء  نيابة عن المجتمع لمخاطبة المسؤولين   ومطالبتهم  بايجاد حلول   كذلك لمشاكلهم وقضاياهم . لارجوع عن الدوله والحل الوحيد والممكن هو التحسين من شروط بقاءها  واعادة توازانتها الداخليه  عن طريق الطلب الداخلى الملح