الخميس، 20 مارس 2014

تصحر النخبه


إذا كان صراع النخب العربيه بعد أن اسقط الربيع العربي الطغاه , أفقد هذا الربيع ميزته والنتائج المتوقعه منه , فإن أزمة سحب السفراء الخليجيه , كشفت عن تصحرا واضحا لهذه النخب في هذه البلدان, وهنا بعض أمثلته:
أولا: لاتملك هذه النخب رصيد سياسي معلوم , لذلك أطلقت للقدره الكلاميه والجداليه العنان الذى إنحدر ببعضها مع الاسف لمرتبه الحضيض من الاسفاف والسباب.
ثانيا: لاتمتلك هذه النخب فضاء او مجال عام خاص بها , فهي مضغوطه بين الطبقه الحاكمه من جهه وبين حالة التكسب المعيشيه كأسلوب , لذلك ساد النفاق والمزايده والتطبيل .
ثالثا:الدين كالعاده هو الوصل الذي يدعيه الجميع , مع أن الازمة كذلك كشفت عن تصحرا مخيفا في فهم البعض له وفي لىٌ اعناق النصوص لتبرير مواقفه السياسيه دينيا, وهو أمر ليس بمستغرب في تاريخنا الاسلامي منذ القدم ز

رابعا: النخبه السياسيه في الدول الثلاث صاحبة الشأن إستخدمت مطلق الدين والعقيده في شأن سياسي يحتمل النسبيه والأخذ والعطا والتداول , فعبارات مثل لاتراجع ولاعوده للسفراء وغيرها , تكشف عن تصحر سياسي كبير, يدل على بلوغ هذه النخب مرحلة الهرم والشيخوخه سياسيا.

خامسا: التركيبه السكانيه للدول الثلاث جعل من النخب فيها ذات توجهات مختلفه نظرا لوجود البعد الطائفي والديني فيها تجاه قضيه سحب السفراء , فهناك تجمعات وتكوينات دينيه سياسيه فيها , تؤيد السياسه القطريه , وهناك من يؤيدها شعورا بالاقصاء والتهميش في حين أن قطر لا تعاني من مثل هذا الأمر كمجتمع لذلك على المدى الطويل قد يعاني موقف تلك الدول من التفكك .
سادسا : وسائل الاتصال الاجتماعي كشفت عن ضحاله واضحه في تداول بعض هذه النخب مع الأزمه , إنحدر بها الى مستوى مواخير البغاء والتجارب الشخصيه للبعض , فالمكان الذي كان بالامس مكانا للتسليه والانبساط أيام الوصل , أصبح ماخور بغاء وعربده أيام الخصام والتشاحن. فكشفت هذه النخب عن أنها لاتختلف كلية عن عامة الناس وغوغائهم.
سابعا: تآكل النخبه السياسي واضح حينما إكتفت ببيان يشرح سبب قرار السحب , ولم يعرض على مجالس اوبرلمانات ولم يتداول شعبيا ولو بشكل رمزي , فكان واضحا أن الهدف منه حماية الانظمه في الاساس , والنخب الثقافيه معظمها أما في السجون أو مكمة الأفواه.
ثامنا: إذا كانت بعض النخب العربيه في ربيع العرب إعتمدت رصيدها التاريخي , فأن النخب الخليجيه استخدمت رصيدها الفضائحي في الأزمة, بشكل لم يحدث من قبل , ومع ذلك وللإنصاف لايمكن لنا أن نقارن بين صفاقة ضاحي خلفان وعقلانية عبد الخالق عبدالله مثلا.
تاسعا: الأزمة في الخليج كما أراها , أزمة دولة شاءت الظروف أن تقام استجابة للعصر وللثروه الكامنه في أرضها , قبل صياغة المجتمع لشكله ولمتطلباته ولحقوقه واشتراطاته, فعندما تسبق الدوله المجتمع تعمل على صياغة والحاقه بها . فعليه بالتالى التضحيه من أجلها عندما يحين الوقت.