الاثنين، 6 فبراير 2012

المجتمع القنفذ"الإدعلج"



إذا كانت الطبيعه تعطى كثيرا من خصائصها لساكنيها وقاطنيها سواء من البشر أو من الحيوان أو من النبات كذلك. هذه الخصائص من القوه نظرا لكونها  نابعه  من الوجود ذاته وليست مكتسبه بحيث لاتزول , قد تختفى فى الظاهر لسبب أو لآخر , قد تأتى عليها آثار العوامل السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه  ولكن تبقى  هى خصائص البقاء والاستمرار. المجتمع الخليجى فى معظمه  يتفاعل مع الزمن بخصائص البقاء الصحراويه حتى الآن لماذا؟ لأن  ظروفه السياسيه والاقتصاديه  لم تتجذر بشموليه وعداله  داخل هذه الخصائص بشكل يجعلها تتطور من خصائص بقاء إلى خصائص معايشه وتنوع وقبول لذلك كلما تعسفت الظروف السياسيه خاصة عاد المجتمع الى خصائص البقاء ليحفظ استمراره وبقاءه. يوضح حيوان  من أهم حيوانات البيئه الصحراويه الخليجيه  هذا التقابل  بين خاصية المحافظه على البقاء ومواجهة التغيرات المفروضه وهو حيوان " القنفذ" ونطلق عليه مسمى "الإدعلج" خليجيا. يتكور حول ذاته ليحمى نفسه بأشواكه الظاهره على جسده لايقاوم سوى بهذه الطريقه لايؤثر فى الظروف المحيطه به سوى  بالإنكماش عن مسايرتها.  والغريب فى هذا الحيوان أنه عندما يتكور يصبح وديعا لايؤذى ويمكن للأطفال حمله ولكن أشواكه تحميه من القتل غيله. أسلوب الاحتجاج السلبى المعروف سياسيا هو نوع من هذا, الانسحاب من المشاركه  إحتجاجا عن نظام جائر أومستبد هو نوع من المحافظه على البقاء سواء بقاء النوع أو المبدأ. الذى يحكمه مستوى الحاله الانسانيه القائمه وهل  تتماشى مع  المكون الثقافى للفرد والمجتمع وهل تسمح بالتعدد فى الرأى وفى القناعات ؟ فهى ليست حاله "قنفذيه" إذا كانت كذلك إلا فى الشكل. المجتمع"لدعلج" فى خليجنا العربى  وحالته القنفذيه لاتزال قائمه  ليس كجاله شكليه وإنما كحاله وجوديه  أو كخط دفاع أخير للبقاء . غياب الفعل الثقافى  الفاعل لتحويلها الى حاله شكليه أو لتفعيلها سياسيا للإنتقال من مرحله الوجود إلى مرحلة الشكل أو الوصف كان له أثر كبيرا فى استمرارها , معظم المجتمعات بدأت بالحاله القنفذيه ولكن إندماجها وتفاعلها واصرارها وكفاحها حولها "الحاله" الى رمز يشير إلى تاريخها الذى صنعته فلا نعجب من كثرة الرموز الحيوانيه للدول وللأحزاب فهى  تمثل الطبيعه الأولى ورمز  استمدته من الشعوب والأحزاب إصرارها نحو أنسنة مجتمعاتها  يتمنى"لدعلج" أو القنفذ الخليجى  أن يتحول إلى    معنى إجتماعى سياسى  كما تحول "الحمار أو الفيل" أو الارنب  أو الكنغر إلى رموز بيئيه تحمل معانى إنسانيه ثقافيه كالإحتمال والصبر والسرعه وغيرها  , ميكانزمات الدفاع لدى المجتمعات تنتجها بيئاتها ولكن على المجتمع أن يحولها من ميكانزمات بقاء  واستمرار للنوع إلى  رموز ثقافيه  تدفع به قدما نحو التطور والعلو والإرتقاء.