السبت، 22 أكتوبر 2011

إشكالية التخلص من الطاغيه




يفرغ الطاغيه الرؤوس من العقول ويمتهن الاجساد  ويعيث  فسادا فى الثروات ويملأ الدنيا جورا وظلما, لايسأل عن خاتمته  كيف تكون ومتى تحين, ينسى أو يتناسى , يعمل حسابا للبعيد ويأتى أمره من القريب, يكبل الشعب  بالحديد, ويتحكم فى خطواتهم  وانفاسهم , ينام مطمئنا وهم فى السجون , يستمتع بأنات الثكالى وصياح اليتامى . هو يربى شهوة الانتقام  داخل النفوس , هو يريد أن يكون الشعب على شاكلته ونحوه, فلا يظلمه التاريخ  . له هنا بعض الملاحظات حوا اشكالية التخلص من الطاغيه:
 أولا:  الشخصيات الاشكاليه فى التاريخ التى وصلت الى خطوط اللارجعه, لايبقى لها سوى طريقة كيف تموت,بالتالى تدفع بإتجاه  رمزية الموت دائما  .
ثانيا: التخلص منها بعد القبض عليها طبعا  يحتمل أمران  نظرا لتاريخها الاشكالى  , سرعة  انجاز ذلك وبغموض احيانا  وبدون تفاصيل كثيره لطى الصفحه بأسرع ما يكون, أو تقديمها للمحاكمه   إذا كانت قدرة المجتمع وفاعليته واضحه وحوله إتفاق عام.

ثالثا: التخلص من  بن لادن كان سريعا وغامضا  نظرا وخوفا من تشعب الارضيه الاسلاميه وتعدد  تفسيراتها , التخلص من القذافى جاء على نفس الشاكله ربما ولكن  أرضيته المراد عدم تصارعها هى الارضيه القبليه الجهويه أو سرعة الحفاظ على الأمن السلمى بين أطراف الشعب القبلى, صرح أحد الشباب بأنه من  قتل القذافى  برصاصه فى رأسه لما عرف أن ثوار  مصراته سينقلونه اليها
رابعا: فى التخلص من الطاغيه  لابد وأن يكون الهدف واضحا للجميع فلا يصبح  طريقة التخلص منه  مكسبا لجهه على أخرى  أو ميزه لطائفه على أخرى , فالتاريخ المعنى لابد وأن يكون التاريخ الكبير تاريخ الوطن  لاتاريخ القبيله أو الطائفه أو المنطقه.

خامسا:طبيعة الشعب الذى يحكم فى الطاغيه مهمه جدا  فالطاغيه القبلى  اشكاليه أكبر من الطاغيه الايديولوجى فسقوط الايديولوجيه سقوط له او العكس ولكن القبيله فى ارضها لاتسقط وقد يعاد  ذكره والتذكير به دائما, تماما  مثل الطاغيه الدينى الذى له اتباع  انظر الى طالبان مثلا .

سادسا: اذا أمكن التخلص من الطاغيه  إنسانيا عن طريق المحاكمه, لأن الطغيان ظاهره ضد الانسانيه  وليست فقط ضد دين معين او شعب دون آخر فهو الأفضل  والاصفى للنفوس, إستعمال الشعب  لنفس آلية الطاغيه  فى التخلص منه , يعطى مؤشرا  بالنهج  والاتجاه   
سابعا: طريقة التخلص من الطاغيه  تكشف عن تحضر المجتمع وبأنه أى الطاغيه  لايتعدى كونه إستثناء عن القاعده  لايمكن أن يتكرر , وعكس ذلك ينبىء عن  ثمة قابليه لدى المجتمع واستعداد مبدئى  للطغيان اذا ما سنحت الفرصه أو حان وقتها.
ثامنا: ما كنت اتمنى أن تتحول منابر المساجد للتشفى   من مقتل القذافى فهو منتهى منذ  البدايه, وهو ظاهره موجوده وان كان  هو احد رموزها الا انها لاتزال موجوده فى عالمنا العربى فى صور متعدده, كنت اتمنى  ان ترتقى بعض المنابر الى مستوى سماحة الاسلام ,   , ولكن ان  يجب ان نعى ان الاستبداد ليس فقط  سلطوى , هو كذلك ثقافى ودينى  , تفكيك الاستبداد يبدأ قبل وصوله للسلطه  وهذه مهمة المنابر والمدارس , فالقذافى ضحيه  وجان فى نفس الوقت.أنه صوره للتضارب الثقافى الذى نعايشه بين لحظة ولادة الزعيم  وبين لحظة تمزيقه

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

كشف زيف المثقف



ينكشف زيف المثقف عندما يكون  أويشعر أنه خارج الرهان وبعيد كل البعد عن أى نقد أوتحليل وبمنأى عن أى دراسه.  عندما يشعر بأنه يستطيع أن يتحكم فى  فى عصره بينما فى الحقيقه أن عصره  هو المتحكم فيه لانه يختفى بإختفاء عصره, الثقافه  عندما تتخلى عن كونها وظيفه تنتج المثقف الاستعلائى. المثقفون لاينتجون العصر بل هم نتاجه وثمرته,مثقف السلطان , المثقف الحكومى ,  حتى مايسمى المثقف الحر هو فى الاخير مرتبط بممارسه اجتماعيه لها مصالحها ورهاناتها وأفكارها. مع تكون الايديولوجيه يسقط المثقف باكرا فى حبالها وشباكها فيعتقد واهما بحريته وبإيمانه  , للخروج من أزمة هوية المثقف  إخترعت السلطه مثقفى الصالون أو الفندق , يتقاطرون فى ردهته,  تسرقهم  أضواء و مايكروفونات  القنوات وينتهى بهم الأمر فى المطار  بشيك مالى , مثقف الشنطه هذا  مكوكى وينتظر الاشاره , هو يتكلم لكن لايتألم  مما يقوله لأنه بضاعه, بعضهم ينقلب   ويتحول  من جهه الى أخرى حسب الطلب والعرض, إختراع السلطه لهذا النمط يتماشى وطبيعتها وجاء ردا  أو مجابهة مع   نمطين من المثقفين تخشاهما فقط السلطه الغير شرعيه أو اللامنتميه     , المثقف العقائدى , والمثقف العضوى, الأول لثباته  وإيمانه بما يعتقد والآخر لإنخراطه فى عمليه التغيير  وليس اللفظ فقط وهوبالضروره عقائدى الا أنه  متحرك  ومنتمى  ويبتعد كثيرا عن التنظير,    لايمكن لها أن تتعامل معهما لإختلاف فى الطبيعه أساسا, فكان من الضرورى إيجاد البديل المناسب لهما. بالنسبه للمثقف العقائدى الثابت يتحول مع الوقت الى متفرج لإنتها عصر العقائد والايديولوجيات , أما المثقف العضوى فهو فى حاجه الى مجتمع يستجيب لعضويته  واندماجه فكلاهما  يعيشون فى زيف كذلك , الاول ذاتى والاخر مجتمعى موضوعى. بقاء وضع المثقف العربى على هذا حال جعل من السلطه  إمكانيه أخيره ولازمه للعيش وسهل عليها الانفراد  بالمجتمع وتجزئته,  لايستطيع للمثقف أداء وظيفته الحقيقيه  طالما المجتمع لايقدر فعل الثقافه والاستبصار , لايستطيع الخروج  من زيفه والمجتمع لايزال يعتقد  بنتوئه عن الجسد العام للمجتمع لذلك سيظل يعيش عملية التزييف هذه حتى  تأتى اللحظه لكى يبصر المجتمع وضعه وينكشف له الغطاء فينظر اليه ببصر من حديد