الأحد، 10 مايو 2015

"عبدالله بن حمد العطيه"رجل ضد الفساد


لم أرد ان اتكلم عنه وهو في السلطه لكيلا يؤخذ كلامي على محمل أخر لاأتوسله ولا اعنيه. اليوم هو خارج المنصب , اثقلته المناصب
حتى بدا للناس انها تبدأ عنده وتنتهي إليه ,حارب على جميع الجبهات , وخدم في جميع المجالات ابتداء من الرياضه الى الطاقه مرورا
بالماليه والداخليه ,حتى نيابة رئيس مجلس الوزراء إلى أن وصل الى هيئةالشفافيه , التي مثلت مرحلة التتويج في اعتقادي
لرحلته العمليه ليكرس مبدأالشفافيه والرقابه ويغرسه غرسا في المجتمع , حيث كان يسعى دائما. لم يتبلور
الوضع كما يجب لكن , لاينقص ذلك من جهد معالى الاخ عبدالله بن حمد العطيه شيئا يُذكر, وكما جمع المناصب , جمع التكريم من كل الجهات
الرسميه والخاصه, بالطبع لايمكن أن يكون أداؤه في جميع المسؤوليات التي ألقيت على عاتقه على مستوى واحد , فهو بشر له طاقه ,
وقدره محدوده , ما إستشعره المجتمع عنه , هو أنه يمتلك إرادة ضد الفساد ويعمل في تحقيقها ما أمكنه ذلك فإن وقع الفساد رغما أنه
فقد إحتفظ هو بنيته المقاومه لعدم القبول بالفساد و إستنكاره كوسيلة أو كمبدأ , وهي الدرجه الثالثه من درجات تغيير المنكر والفساد . حظي عبدالله بن حمد بثقة القياده
ولايزال واحتفظ بروح مرحه مع جميع افراد المجتمع , منفتح دائما للنقاش يأخذ ويُعطي , لايزعل , يستحمل , لاأقول لايخطىء
ولاأقول لم يخطىء , فمن يعمل يخطىء بالضروره وإلا فهو لم يعمل .
, لكن استطيع أن أقول أنه رجل قاوم ويقاوم الفساد ما أمكنه ذلك , بشهادة الكثيرين , ولقد كانت لي تجربه وحيدة معه في مؤسسة البريد
السابقه عندما أخبرته كتابيا فقط عن خبيرا انجليزيا يستغل منصبه ووظيفته استغلالا بشعا على حساب مصلحة المؤسسه نظرا لتمكنه
في المؤسسه وعلاقاته . والمؤسسه عاجزه عن التخلص منه , فإذا به يصدر أمرا بفصله حالا من المؤسسه بصفته نائبا لرئيس مجلس
مجلس الوزراءالمشرف على أعمال المؤسسه ,الأمر الذي غُطى فيما بعد بقرار من مجلس الاداره فأوجد ذلك ارتياحا كبيرا لدى
الجميع , هناك قصصا كثيره سمعتها عن محاربته للفساد في مؤسسة البترول ووزارة الكهرباء السابقه وغيرها من الهيئات والمؤسسات التي أوكلت إليه .قد يختلف الكثير في تقييم تجربة عبدالله بن حمد العطيه
الاداريه , وأنه حظىَ بمالم يحظ به الغير, وبأن ليس له حاجه الى الفساد اصلا , ويغفل الكثيرون عن أن الفساد ليس حاجه بقدر
ماهو خُلق. , أقاويل كثيره وعديده , لكن ما يتفق عليه الجميع إنفتاحه وتقبله للرأي الآخر المختلف وعمله الدؤوب المستمر بلا كلل
ولا تعب.في إعتقادي أن نموذج عبدالله بن حمد, كان ضرورة في مرحلة ما , ويبدو ان تكراره"النموذج" لم يعد
ممكنا , خاصة أن الدولة اليوم دخلت في قطاعات دقيقه جدا من التخصص , لكن مايمكن قرءآته واستخلاصه من نموذج عبدالله بن
حمد العطيه, هو الايمان بالعمل والتفاني فيه وبمقت الفساد والتدرج في محاربته بما ينص الحديث الشريف في محاربة المنكر. قمة التراجيديا في مجتمع اليوم أنه لاينكر ولايستنكر الفساد , مجرد إنكاره يجعل الأمر مختلفا حتى وإن لم يتم منعه أو حالت الظروف دون منعه , قلوب كثيره بالطبع تستنكر الفساد قبل المنصب ولكنها قد تمارسه بعد المنصب براحة ضمير كبيره ما توسمته من تجربة ونموذج عبدالله بن حمد العطيه الاداريه هو إنكاره ومحاربته للفساد وهو في المنصب ما إستطاع الى ذلك سبيلا وكنت أطمح في تفعيل هيئة الشفافيه والرقابة بشكل يجعل منها نموذجا اقليميا في المنطقه , لكن الذي
أعرفه أن الاخ عبدالله بن حمد العطيه ترك هيئة الشفافيه ومكافحة الفساد, ليبدأ عملا غير مدرآ للربح في مجال الاستشاره والتطوير في ابحاث الطاقه , والذي أعرفه كذلك , أنه يحمل قلبا يقاوم الفساد حتى
الإزاحه وأخيرا
أود الاشاره الى معيار هام تقوم عليه اسس تقييم التجارب الاداريه والعمليه في مجتمعنا عند السؤال عن إنجاز المسؤول طيلة تقلده المنصب , يتمثل في التساؤل التالي "هل يساعد أهل قطر أم لا"؟ وأعتقد أن الادق والاصح لصحة المعيار أن يكون السؤال"كيف يمكنه أن يساعد أهل قطر ؟"