الخميس، 3 أغسطس 2023

مواطن بين ثقافة معلقة وصحافة مؤجلة

لااعرف كيف يمكننا الحديث عن الثقافه ونحن لانمتلك سوى نادي أدبي واحد تقاصر دوره حتى أصبح هزيلا لايكاد يُرى؟ لااعرف كيف يمكننا الحديث عن تطوير الصحافه في قطر ونحن لانرى برنامجا تلفزيونيا واحدا يقدمه صحفيون او أنهم ضيوفا عليه لتدوال قضايا المجتمع ؟ ". يوجد في المملكة العربيه السعوديه أكثر من أربعة عشر نادي أدبي متناثره على رقعتها الجغرافيه الكبيره , من هذه الانديه يخرج الصحفيون والادباء ومقدمي البرامج والمذيعين , قنوات التلفزه السعوديه لديها اكثر من برنامج عن الصحافه يقدمه صحفي محترف كداود الشريان وادريس الادريس والعليان والمديفر وغيرهم .لايوجد في مناطق دولتنا المختلفه نوادي أدبيه تستقطب المواهب والطاقات الادبيه وبدون نواد ثقافية تبقى الثقافة نخبوية في الادارات الحكومية, والمكاتب الرسمية فكرة النوادي الشبابيه مختلفه تماماً عن ما أقصده حتى هذه لم تعد واضحة كما كانت , النادي الأدبي أكثر شمولية ,يستضيف المفكرين والادباء وله كيانة المستقل على الأقل ثقافيا ,مناطق قطر تحتاج الى مثل هذه النوادي الثقافية . أذكر مشروع إقامة مكتبات في انحاء الدولة حيث أنني كنت اذهب الى مكتبة الريان مقابل نادي الريان سابقا لأجدها فارغة تماما وكأنها بيت مهجور الى أن أقفلت , على جانب آخر فاذا كانت الثقافة في اعتقادي أصبحت نخبوية, فإن الصحافة ادارياً نخبوية ولكن ممارسة ووجوداً وحضوراً تراجعت فيها الحياة وملامسة المجتمع ليس بفعل التقنية وانما بفعل بعدها عن رسالتها الثقافية الحقيقية كسلطةرابعة كما يقال . . أعتقد أن مهمة وزارة الثقافة ومركز الصحافةاليوم إعادة تنشيط الذهنية الثقافيه لدى أفراد المجتمع, التي ترى في الثقافة القدرة على التفكير الحر, والغريب أن قدرة المجتمع على ممارسة دوره ثقافيا في السابق كانت أكبر منها اليوم , والدليل الازدهار الذي عاشه نادي الجسره الثقافي في الثمانينيات وما حولها , إطلاق هذه الذهنية هي مسؤولية كبرى علينا القيام بها , مانقوم به حاليا , ليس إطلاقها وإنما توجيهها وهنا الخلل؟ لدينا ذهنيات تراثيه, لكن لانمتلك ذهنيات ثقافيه ناقدة " النقد هنا بمعنى محاولة الفهم" ولا صحفية تملك النظرة الفاحصة والمبادرة وحرية التفكير , والرأي , يراودني تساؤل باستمرار عن أقلام الثمانينات وعن نقاشات التسعينيات , اذكر نقاشاً للراحل الشيخ القرضاوي مع أحد الكاتبات العربيات المبدعات, لا أذكر اسمها حول موضوع التكفير استمر اسابيعاً في صحافتنا وكذلك اكثر من سجال بين الدكتور عبد الحميد الانصاري ومن يعارض فكره وتوجهه, أقلاماً جميلة في حب الوطن والغيرة عليه والتهافت على خدمته ثقافياً وعلمياً.كان من الممكن أن يترجم مثل ذلك بعد ضمور الصحافة الورقية اعلاميا من خلال برامج صحفية أو صحف إعلامية لو أن الاشكالية مجرد انتقال أو تحول ولكن يبدو ان الاشكالية وجودية وتتحمل حفراً وليس رسماً على ورقb>

الأحد، 30 يوليو 2023

أزمة صحافة أم مجتمع بلا إتجاهات؟

يبد واضحاًأن أزمة الثقافة في قطر لها خصوصية غير تلك المتعلقة بتراجع قراءة الصحف الورقية بشكل عام على مستوى العالم او على الاقل على مستوى المنطقةبعد اجتياح وسائل الاتصال الاجتماعي الزمان واحتلال المكان. فالأزمة كما يبدو هيكلية أو بنيوية وليست مقصورة فقط على المستوى اللوجستي الظاهربل هي اعمق من ذلك. الآن تعاني صحافتنا من ثلاثة أمور .الأول العنصر البشري المواطن .ثانياً القارىء النوعي .ثالثاً مجتمع خال من الاتجاهات وعلى قدر من التسطيح فيما يتعلق بها. فيما يتعلق بالأمر الأول ندرة العنصر المواطن يمكن التعامل معه على المدى البعيد بالاستعانه كما قائم بالعنصر العربي الاكثر خبرة في هذا المجال وجرى التوجه على الاعتماد على خريجي قسم الاعلام في الجامعة للالتحاق بالصحف وهذا في اعتقادي ليس حلاً, حيث الصحافة رغبة وموهبة بالدرجة الاولى في حين ان معظم من يلتحق بقسم الاعلام في الجامعة هدفه التخرج وامتلاك الشهاده والبحث عن وظيفة في معظمها بعيداً عن الصحافة حيث اشتهر تخصص الاعلام بسهولته عن غيره من التخصصات , في حين أن معضلة منصب رئيس التحرير تبدو انها محكمة بعملية التدوير وحيث ان معظم رؤساء التحرير يأتون من خلفية ثقافية واحدة أما رياضية او وظيفية " موظفي حكومة سابقين" نجد ميزة كل رئيس عن اخر تأتي في قدرة علاقاته الاتصاليه بالمجتمع وليس على قدر ما يحمله من اتجاه فكري او ثقافي. أما ما يتعلق بالعنصر الثاني: القراءة فدعونا نفرق بين القارىء بشكل عام وقارىء الصحف بشكل خاص , بالنسبة للقارىء العام أوجدنا معارض للكتب سنوية , إلا أننا لاحظنا أن ظاهرة تأليف الكتب فاق وزاد على مستوى القراءة ورأينا حفلات توقيع الكتب طغى في حين أن دور النشر تشكو قلة المرتادين , لست ضد ذلك لكن لم يلمس المجتمع قيمة مضافة لتأليف كل هذا الكم من الكتب , لاأستزيد هنايبقى قارىء الصحف وهو قارىء نوعي لاتستطيع ان توجد محللين ومناقشين دون وجود لأعمدة رأي وتحليل وزوايا نقاش في الصحف اذا لم تحقق الصحيفة قارئاً نوعياً لها فهي صحيفة حائط لاأكثر . يبقى الأمر الثالث والمهم وهو: مجتمع بلا اتجاهات وهذا سبب كبير في تخلف الصحافة وندرة الصحفين وعزوف الناس عن القراءه كنا في الثمانينات والتسعينيات نشهد حراكاً صحفياً واضحاً ونقاشات ومقالات وردود واختلافات في الطرح كل ذلك اختفى اليوم وخلا المجتمع من الاتجاهات فالقضية قضية معنى لاقضية مبنى, اليوم هناك من يفكر بإعادة اصدار بعض الصحف التي اقفلت ورقياً ومنها جريدة الحياة اللندية وغيرها مجتمعاتنا تحتاج الى الصحافة الورقية , لاتزال تحتاج الى إثراء واقعها بتعدد الاتجاهات واختلاف الأراء , لعل المجتمعات الاخرى تعدت هذا المرحلة واصبحت الاتجاهات فيه افقية يمارسها المجتمع بالسليقة لكن في مجتمعاتنا لايزال الامر غير ذلك البته.