السبت، 25 أبريل 2015

شكرا لكم لقد كرهتمونا في الأوطان



الكراهيه المستحيله هي كراهية الأوطان ليست كراهية الوطن بالعمليه السهله, ولاهي بالعمليه الممكنه مالم يسقط المعنى وتخون العباره
أسالكم بالله , لماذا يبتلع البحر يوميا عشرات من ابناء الوطن العربي, هربا من الأوطان للعيش في الجنوب الأوربي فقراء ولكن
بكرامه ؟ماذا يعني الوطن إذا لم يكن مستقبلا؟ , ماذا يعني الوطن حينما يتحول الى مجرد ماضيا مسروق؟ شكرا لكم فقد جعلتم من العيش
جحيم لايطاق. شكرا لكم لقد احلتم الدين الى خنجر مسموم وكتاب نفاق, شكرا لكم فقد جعلتم من العروبه والأخوة شيكا بلارصيد ولاحساب, شكرا
لكم فقد بعثتم أبرهة من قبره ليهدم الكعبة على رؤوس القائمين والعباد, شكرا لكم, فقد بعتمونا في سوق النخاسة والرقيق , شكرا لكم
ياقادتنا العظام وياسادتنا الكرام , فقد كرهتمونا في الاوطان , شكرا لكم جميعا على انجازكم هذا , فستحكمون من الآن بلادا ليست
كالأوطان , وشعوبا من العبيد والأقنان, شكرا لكم فقد شرعتم من الهروب بطوله ومن الفرار عزيمه ومن الغربة فضيله . شكرا لكم فقد
فرت العقول , وتسربت المواهب وتحول الطموح الى بلاده والنشاط الى صفاقه, , شكرا لكم ياحراس الأوطان , بعد أن تحولت الى
سجن كبير من المحيط الهادر الى الخليج الثائر , شكرا لوزراء الداخليه الذين قذفوا بهم الى البحر , شكرا لوزراء الخارجيه الذين
طالبوا بإستعادتهم رحمة بهم حتى يموتوا على الارض, شكرا لوزراء الاعلام الذين صوروا ماساتهم على انها خروج عن النظام,
شكرا لوزراء الاقتصاد الذين باعوا كل فواكه الوطن ومزارعه ولم يتركوا لهم سواء ملح البحر وزرقة السماء, شكرا لمفتيي الأمه
الذين فصلوا لكل شارع فيها زيا إسلاميا , ووزعوا الفتوى مع علب الشكولاته والحلوى, شكرا لجميع المجاهدين الذين إستحلوا دماء
بعضهم تبعا للقول المأثور "الاقربون أولى بالمعروف" شكرا لكل من استباح عرض الأمة خوفا عليه من أن ينتهكه الغريب مسترشدا
ب"وفي بضع أحدكم صدقه" شكرا لمن يصنع الخوف كل يوم , شكرا لمن يقطع أوصال الأطفال , ويجز الرؤوس ويمثل بالجثث شكرا
لمن يحرق الاحياء ويشوى الاجزاء ويرفع اللواء , لواء الاسلام داعيا الى هداية البشر وواعدا بالنصر والظفر, شكرا ...شكرا....شكرا
لكم جميعا فقد جعلتم من الانسان عدم ومن الهروب وطن ومن الفرار سكن , ومن الموت غرقا جنة عدن

الجمعة، 24 أبريل 2015

"مقاربات من أجل الوطن"مجلس الشورى الأول : الفكره في ريعانها

تم تشكيل مجلس الشورى الأول في قطر عام1972 عندما رأي سمو أمير البلاد آنذاك الشيخ الأب خليفه بن حمد آل ثاني أدام الله عليه
الصحه والعافيه, ضرورة تشكيل هيئه استشاريه تسدي الرأى , حينما يطلب منها. واعتقد جازما ان تلك الفكره لم تأت من
فراغ ليس بسبب الوضع الاقليمي والعالمي الذي بدأ آنذاك بالمطالبه بحق الشعوب والمجتمعات في إبداء الرأي والمشاركه في صنع
القرار, بقدر ماهو شعورالشورى
حتى تصب في المصلحه العامه للدوله وللمجتمع , ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أذكرها:
أولا:كما ذكرت بأن المجتمع القطري حتى حينه كان مجتمع تناصح وابداء الشور , فمجلس الشورى الاول كان استجابة لطلب داخلي
استشعره الامير وأراد أن ينظمه ويشرعه قانونيا بإنشاء مجلس شورى .
ثانيا:في تلك الفتره لم يكن مجلس مسؤول سواء من الوزراء او الشيوخ أو حتى الحاكم يخلو ممن يسدي المشوره والنصح, بل ان
ديناميكيه المجتمع القطري في حينه قائمة على ذلك, بما يعني أن ثمة طلب شبه فعال استشعرته الدوله فأستجابت له.
ثالثا: تشكيل مجلس الشورى الأول يدل دلالة واضحه على الايمان بالفكره التي ذكرتها , ولو تمعنت في اسماء اعضاءه للاحظت أنه لم
يحتوي على جميع قبائل قطر , بل ان هناك قبائل وعوائل كبيره لم يعين أحدا منها في حينه, دلالة على أن الاهميه كانت للفكره
ولم تكن استجابه ميكانيكيه للولاءات الأوليه والقبليه.
رابعا: غلب على تكوين المجلس الأول طابع اصحاب الرأي والتجار, لايعني أنه إحتوى كل اصحاب الرأي من أهل قطر
ولكنه إحتوى ممثلين عنهم, ولم يراع القبيله كشرط أولي أو مسبق على الرأي والمشوره.
خامسا: كان المرحوم السيد عبدالعزيز بن خالد الغانم المعاضيد رئيس المجلس , مجلس شورى لوحده, فهو قبلة لاهل قطر ساعيا بينهم
بالخير ,مصلحا لشئونهم ,داعيا لتحابهم فمجلسه مفتوح ومكانته عند اهل قطر لم تزدها رئاسة مجلس الشورى شيئا , وكذلك نائبه
السيد على بن خليفه الهتمي أطال في عمره , وبقية الاعضاء الكرام جميعا رحم الله من توفى منهم ومتع من بقي منهم بالصحة والعافيه
أمأود أن أشير إليه هو أن المجلس في حينه لم يكن معينا بقدر ماكان إفرازا حقيقيا لطبيعة المجتمع القطري لذلك لم يكن عبئا على
المجتمع بقدر ماكان ممثلا له.

سادسا:مكانة في المجتمع بلاشك كانت مختلفه عن مكانة المجالس التي أعقبته, لسببين ذاتي وموضوعي , السبب الذاتي أن أولئك
الاوائل كانوا على الفطره ويمتلكون المواجهه من اجل إبداء أرائهم والمصارحه من طبيعتهم وهذه أشياء درج عليها الاباء جميعا
وتعود عليها المجتمع حكاما ومحكومين. والسبب الموضوعي إن آلية العمل في الدوله تطورت , في حين لم يتطور مجلس الشورى
كفكره , فهو فكرة ولدت في توافق مع آلية العمل في حينها , لكن آلية العمل تطورت فيما بعد , فيما ظلت الفكره تراوح في مكانها. وهذه
مفارقه .
سابعا: لااقلل من جهد الاخوه المتواجدون اليوم في المجلس فمعظمهم من الأكفاء ومن أصحاب الشهادات والخبره كذلك وهم ابناء
مخلصين لهذا البلد ويسعون لرفعته , لكن الاشكاليه في المزاج العام في المجتمع الذي وصل الى مرحلة فقدان الأمل في تطوير الفكره,
مما ألغى بظلاله السلبيه على النظره لمجلس الشورى وأعضاءه .
ثامنا:بالضبط كما هو حاصل اليوم مع المجلس البلدي, ومقارنة بين تبلوره كفكره في الانتخابات الاولى وبين وجوده كواقع بعد أن
ثبتت الفكره ولم تتطور.
تاسعا: أن مجلس الشورى الأول كان يمثل الفكرة في ريعانها , مدفوعا بأرضيه كانت تحمل قيم ومبادىء هذه الفكره , فيما بعد
تراجعت الفكره على الارض لتختفي قيمها فيتبقى الهيكل والمبنى دونما روح أو حياه.
عاشرا:نحن اليوم في وضع مختلف تماما, سينتج أفكارا جديدا , إذا لم نقم بتأطيرها اجتماعيا وقانونيا , قد نجد مجتمعنا في حالة تقدم
إسمنتيه فقط وحالة ضمور إنسانيه وأخير أذكر "أن الانسان ليس عالما من الحتميات , بل هو عالم من الحريه

الثلاثاء، 21 أبريل 2015

إدارة شئون الموظفين وإدارة الاسكان الحكومي سابقا " الاسترزاق على حساب الاستحقاق

" حول الانسان وذاكرة المكان"
في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم كانت سياسة الدوله قائمه على توسيع الطبقه الوسطى الحكوميه في البلد قدر الإمكان من خلال
التوسع في المشروعات الاجتماعيه الاساسيه التي يحتاجها المجتمع من صحة وتعليم , بالاضافه الى سياسة التوظيف العام والاسكان
الحكومي. في حين كان النظام التعليمي خاصة في عهد الشيخ جاسم نظاما قويا شاملا وتحت رقابه صارمة من قبله رحمه الله , كذلك
كان النظام الصحي نظاما شموليا وتحت عنايه مباشره من السلطه الاعلى في البلاد ولايزال كذلك, كان نظام الترقيات وشئون
الموظفين وكذلك الاسكان الحكومي يتمتع باستقلاليه, كبيره نظرا لإدراك الدوله لديناميكية طبيعة هذه الادارتين وارتباطهما المباشر
بمصلحة المواطنين وارزاقهما, هذه الاستقلاليه , استغلها البعض أسوأ إستغلال, ووضعت ترقيات الموظفين كوسيله للإبتزاز والحصول
على مكاسب فرديه من المسؤولين والوزراء الاخرين, واذكر وأنا كنت موظفا في وزارة المواصلات أن وكيل الوزاره في حينها الاخ
أحمد معرفيه رحمه الله , لكي يحصل على ترقية لأحد موظفيه عليه مجبرا لكي يرقي المستحق من موظفيه أن يقدم قربانا للمدير أو لنائبه في حينها على شكل تذاكر سفر
مجانيه أو أية هدايا اخرى حيث كان عضوا في مجلس إدارة طيران الخليج, وكان رحمه يتافف من ذلك ويشعر بالمسؤولية كذلك امام موظفيه, وعليك القياس ايها القارىء الكريم بما تقدمه الوزارات
الاخرى من خدمات ثمنا لترقيات مستحقه لمنتسبيها.وكان نظام الترقيات مربوطا بإدارة شئون الموظفين ورغبتها وإرادتها حتى لوكانت
الترقيه مقترحه من وزيره وهو أعلى منصب في الوزاره وأكثر قربا له ولعمله ولإستحقاقه. نظام يشرع للإستبداد ويستغل أصحاب
النفوس الضعيفه لإستغلاله على حساب الموظف الكادح , بينما يقفز به من لايستحق بفعل هدية أو مصلحة شخصيه لاصحاب النفوس
الضعيفه. كذلك كان نظام الاسكان الحكومي الملحق به , الذي كان كذلك مجالا لمناورات اصحاب النفوس الضعيفه ومصالحهم
الشخصيه. فهناك بيوت تؤجر وقد لاتسكن لعدم الحاجة إليها , لكنها تحقق مصالح شخصيه للقائمين على الاداره, ويجرى إخلاء بيوت
لقطريين مستحقون لعائدها كدخل وحيد , إلا أنهم غير ذي منفعه أو غرض شخصي يستغله القائمين مباشرة أو أصحاب القرار المباشر
في الاداره. قيمة الايجارات موضوع آخر تنزل وترتفع بعيدا عن المعايير الماديه أو معايير الجوده والجاهيزيه للإسكان, فهي تتبع
مقومات وسمات أخرى لها كذلك إرتباط بالمصالح الشخصيه لذوى الشأن المباشر في إدارة الاسكان, ناهيك عن اسلوب معنوي وضيع
كان يتبعه البعض عند توصيتك لمستحق لاسكان حكومي, فتسمع كلاما جميلا من المسئول وإذا إنفرد هذا المسئول بصاحب الحاجه ,
طرده وهزئه , فيرجع اليك شاكيا أمره فتعجب من إزدواجية المعايير , معك بوجه وخلفك بوجه آخر. لذلك رأينا كيف أن عدم ا
المركزيه تحولت الى سلبيه واضحه عندما لم يتم إختيار الشخص المناسب في المكان المناسب, والمعروف أن كلتا الادارتان كانتا
تتبعان وزارة الماليه والبترول في حينه , وكان وزيرها الشيخ عبدالعزيز بن خليفه حفظه الله أكثر الناس خدمة ومساعدة لأهل قطر إلا أن النفوس الضعيفه أفسدت هذه الثقه . من
تنامي الى سمعي ذكره بإحسان في إدارة شئون الموظفين في ذلك الوقت , السيد عبدالرقيب عبدالله رحمه الله, والسيد محمد معجب الدوسري ,
وهناك بالضرورة غيرهم في المناصب الادنى, أما إدارة الاسكان فقد عرفت تفاني وإخلاص الاخ محمد بن خميس السويدي,
والاخ راجح الدوسرى , وسمعت عن الاخ سعد بن راشد الكبيسي حيث كانوا يحاولون كانوا يقومون بدور إجتماعي لمساعدة المستحقين وتعديل بعض التجاوزات وإعادة الأمور لمسارها الصحيح ما أمكنهم في حدود صلاحية وظائفهم ., أرجو ا، لايعود ذلك النمط من الاداره التي تستغل حاجة المواطن لتحقيق مآرب شخصيه ومستحقاتهم
, مثل هذا النهج اللاإنساني يجب أن تلفظه ثقافة المجتمع وتزدري أصحابه مهما تطاولت بهم الماده, وإمتلأت البنوك بأرصدتهم.




مجتمع يحتاج الى مراجعه



الحراك الاجتماعي جزء من تكوين كل مجتمع وكل مرحله تاريخيه هي جزء من تاريخ المجتمع وشهادة إما له أو عليه, ترتقي
الاوطان بإستلهام الدروس والاعتبار من الماض ,, اخطر مايواجه المجتمعات هو الصمت المطبق وانحصار التجربه في نفس
صاحبها , وعدم نقل مراجعاتها للجيل الجديد. لقد تأثرت قطر مثل غيرها من البلدان بمحيطها العربي وتحولاته, خاصة أنها كانت
طرفا ولم تكن مركزا في ذلك الوقت,تأثرت بالافكار القوميه واليساريه عموما, لاشك أن هناك جيلا قطريا قد تأثر بهذه الايديولوجيات
والافكار عن طريق الدراسه والاحتكاك وربما الالتحاق كذلك, يخاف مجتمعنا من الفكره , ويتخندق ضمن القشره الموجوده , لذلك
ثمة خلط كبير بين محاكمة الافكار ومحاكمة معتنقيها , الافكار تذبل وتتغير , لكنها حيويه ولا تحاكم بعيدا عن محيطها الذي نشأت فيه,
و محاكمة هذه الافكار حق مشروع للباحثين والدارسين وعن طريق ذلك ينمو ويتطور المجتمع وتتضح لديه الرؤيه, كما تاثرت قطر
وبلاشك بتيارات الاسلام السياسي على اختلافها , وفي مقدمتها حركة الاخوان المسلمين , والجهاد الافغاني وغيرهما , تصوير
مجتمعنا أنه خال من التجربه , تصويرا معيبا , لماذا القلق من ذلك , ماينقصنا اليوم هو هذه الشهادات ممن عاصروا ونادوا وإعتقدوا
في حينه بتلك الافكار وتلك الايديولوجيات , فالانسان إبنُ بيئته وما يعتريها من فكر واعتقاد, أعتقد أن صدمتنا اليوم من التحول القائم
في مجتمعنا نتيجه لخلو المساحه الوسطى المراجعات الثقافيه , وخوف المجتمع من الوصمه , مجتمعنا يصم الانسان بما يعتنقه من
فكر ولو تحول عنه لاحقا , لأن طبيعة الفكر أنه يتطور ويتحول وقابل للمراجعه, المجتمع يحتاج الى شهادات فكريه كما هي حاجته الى
شهادات اداريه وحكوميه, لايمكن رصد تحول المجتمع ودرجة تقدمه من عدمها وأين يقف اليوم؟ دون هذه الشهادات, لم تعد تلك
الافكار شيئا يخفى , القوميه سواء الناصريه أو البعثيه أو تيار الاخوان أو الاحزاب الشيوعيه, ليست كلها كانت متواجده في قطر لكن
تاثيراتها بلاشك وصلت الينا, ليس كل تاريخنا هو القبيله والتاريخ الشفوي المروي عن أهل قطر وعاداتهم وكرمهم ونخوتهم, هناك
تاريخ فكر ورؤيه فكريه , تأثرا بالمحيط العربي , لقد شهدت الفتره الناصريه في اواخرها , ورأيت كيف أصبح كل أهل قطر
ناصريون, لكن لاشك انه كان هناك رموز يشار اليها بالبيان., لاشك أن هناك من أهل قطر من يعتقد بأفكار حزب البعث , كذلك ,
وهناك بلاشك من اهل قطر من هم من الاخوان المسلمين أو من يعتقد بأفكارهم, وسمعت أن هناك ماركسيون كذلك . الافكار دليل
حيوية المجتمع , مثل هذه الشهادات لو استطاع الاعلام استخراجها تحت عنوان "قومي" قديم أوسابق, أو شخص إعتنق فكرة البعث سابقا أو حتى من إعتنق الفكر الماركسي سابقا أو إخواني قطري سابقُ كان أم لاحق , ستساعد الجيل الجديد كثيرا لأنه جيل لايعرف الفرز, ولايدرك أن الفكر في حالة تحول
دائم ومستمر , فليس هو مجالا للمطلق أو للحكم المطلق, ربما ذلك يساعدنا لايجاد تصور نسبي للحقائق , لاكما نرى اليوم بين شبابنا من
تعنت وتصلب وتشبث في الرؤيه والاحتمال. كما اسلفت مجتمعنا يحتاج الى مراجعات ثقافيه واداريه, التخبط الاداري الذي نراه هو
ايضا نتيجة لغياب الشهادات المطلوبه لتجربة الجيل السابق والذي سبقه, لكن التخبط الثقاقي ربما يكون أكبر, لأنه يتعلق بالحقيقه
وتصورات المجتمع حولها , بينما الجانب الاداري يتعلق بالاداء والانجاز رغم أهميته البالغه إلا أن ليس كخطورة الايمان بأن الحقيقه
والتجربه يولدان مع الشخص , ومالانسان سوى جلباب والده

الأحد، 19 أبريل 2015

نزع الحجاب وحرق الكتب ,الدين من الجهه الأخرى


الدعوه المليونيه لنزع الحجاب وحرق بعض الكتب الدينيه في مصر , ماذا يمثلان ؟ حقيقة , فنحن حرقنا الكتب القوميه والماركسيه والعلمانيه في السابق, وأعلنا ان السفور بمعناه المادي والمعنوي هو سبب هزيمة الأمه.لم نعد ندرك أنحن نخطو الى الأمام أم الى الخلف؟
أولا:حينما نزل الشباب في باريس عام 68 يطالبون بالتخلص من الحرس القديم والتقاليد العتيقه والثقافه الابويه,كانوا يمتلكون مرجعيات أخرى وثقافه قادره على التجدد وافق منفتح للجديد دائما, نزل سارتر وفوكو وغيرهم من فلاسفه لهم قدره على تحريك الشارع بأفكارهم وطروحاتهم الجديده . بينما من ينزل الشارع المصري هو من نفس الثقافه ودافعهم للخروج ليس وجود الجديد بقدر ماهو ردة فعل على بلوغ هذه الثقافه حدها الأطرف أو الاكثر تطرفا فكانت المطالبه بأقصى حدها المقابل , فبدلا من الحجاب نزع الحجاب , وبدلا من وجود ثقافه جديده تنشأ في المجتمع حرق كتب الثقافه السائده .
ثانيا:الاثنان وجهان لثقافه دينيه واحده , عجز أهلها عن أنسنتها فإرتدت تنتقل بين طرفيها او حديها الابعد, والدليل على ذلك كثرة المصطلحات التي تستخدمها هذه الثقافه وهي ليست من نتاجها الثقافي , لم تنتج ثقافتنا العربيه سوى مصطلحات التعصب والقبيله والثأر والاسترقاق , جاء الاسلام ليعليها ويؤنسنها إلا أن أصحابه أو قعوه في حبالها وميكانزماتها.
ثالثا: في مقابل الاسلامي المكتمل , جاء "العلماني " المكتمل, صراع بين كاملين او مكتملين يعني أنه صراع أزلي. وأحكامه أزليه وأخرويه. فبينما يذبح الاسلامي المكتمل من يخالفه , يدعو العلماني المكتمل الفتيات لنزع الحجاب والسفور. بعيدين كل البعد عن نسبية الحياه ونسبية النصوص الدينيه وتغليب الفهم الخاص على الفهم الكوني لهذه النصوص .وخصوصية العلاقه مع الله
رابعا: الخلاف حول الحجاب وطبيعته وحرمته وشكله وهل هو من المعلوم من الدين بالضروره الى غير ذلك كل هذه الامور يتحكم فيها فهمنا للدين وللشرع ولمقاصد الشريعه, كذلك حرق الكتب , فيعتمد على فهم ومقصده من يحرقها , حرقت قبل ذلك كتب إبن رشد وغيره بإسم الدين , فمن يعتقد انه باستطاعته اخراج المجتمع من التطرف باحراق كتبه , فإن الطرف الاخر كذلك ينظر الى كتبه هو بأنها تمثل تطرفا يستاهل الحرق, وإن الغاء الحجاب بقرار رسمي لم يمنع نساء الشعب التركي من التحجب. فالإثنان شكلان لثقافة واحده هي ثقافه دينيه في طبيعتها.
خامسا: العلمانيه , الديمقراطيه, الليبراليه , كل هذه المفاهيم في ثقافتنا مفاهيم دينيه في الاساس لأننا نستخدمها كرد فعل للنسق الديني المسيطر في ثقافتنا, وليست نتاج تطور حقيقي لمجتمعاتنا , فتسمع بالعلماني والليبرالي فتجده منغمسا في اطار ثقافه دينيه حتى النخاع من خلال سلوكياته وتعامله مع الريع واشكاله الماديه والمعنويه ويستجيب لدعوات الانظمه التوتاليتاريه الديكتاتوريه ويلقى المحاضرات في اروقتها وهو المعادي اسما لطبيعتها, فالثقافه العربيه ثقافه دينيه في جميع تجلياتها , بمعنى اننا لانزال في العصر الديني ثقافة ولم ندخل بعد عصر الانسان الذي يريده الدين .
سادسا:أنظر الى المسلم في العالم الحديث كيف ينتج ؟ وكيف يعمل وكيف يفكر, ستجده مختلفا جدا عن المسلم داخل ثقافته, لأنه داخل ثقافته هو جزء من ثقافه مقفله محددة الاطار مسبقا تراتيبية بالضروره, بينما هو في ثقافة العالم الاخر أمام أفق مفتوح يتطور يوما بعد آخر ويتطور اسلامه وفهمه له يوميا مع تطور المجتمع.
سابعا: لن نخرج من هذه الدائره أو من هذا "العود الابدي" حتى نحافظ على الدين ونتخلص من الثقافه الدينيه الاجتماعيه التي تحيط به وتكاد تخنقه. ما يحدث في مصر اليوم ليس ردا على الدين لو يدركون وانما اختناقا من الثقافه الدينيه التي يتطلب الخروج منها ايجاد ثقافة جديده ومجال عام آخر يحتمل الدين ويفتح دروبا في قشرة الثقافه الدينيه التي تحيط به من كل جانب , ما أراه ليس سوى ردود أفعال داخل ثقافه دينيه واحده , تلبس الحجاب مره وتنزعه مرة أخرى , وتحرق كتبا لتضع بديلا لها يحمل جيناتها من الناحية الاخرى.