الثلاثاء، 21 أبريل 2015

مجتمع يحتاج الى مراجعه



الحراك الاجتماعي جزء من تكوين كل مجتمع وكل مرحله تاريخيه هي جزء من تاريخ المجتمع وشهادة إما له أو عليه, ترتقي
الاوطان بإستلهام الدروس والاعتبار من الماض ,, اخطر مايواجه المجتمعات هو الصمت المطبق وانحصار التجربه في نفس
صاحبها , وعدم نقل مراجعاتها للجيل الجديد. لقد تأثرت قطر مثل غيرها من البلدان بمحيطها العربي وتحولاته, خاصة أنها كانت
طرفا ولم تكن مركزا في ذلك الوقت,تأثرت بالافكار القوميه واليساريه عموما, لاشك أن هناك جيلا قطريا قد تأثر بهذه الايديولوجيات
والافكار عن طريق الدراسه والاحتكاك وربما الالتحاق كذلك, يخاف مجتمعنا من الفكره , ويتخندق ضمن القشره الموجوده , لذلك
ثمة خلط كبير بين محاكمة الافكار ومحاكمة معتنقيها , الافكار تذبل وتتغير , لكنها حيويه ولا تحاكم بعيدا عن محيطها الذي نشأت فيه,
و محاكمة هذه الافكار حق مشروع للباحثين والدارسين وعن طريق ذلك ينمو ويتطور المجتمع وتتضح لديه الرؤيه, كما تاثرت قطر
وبلاشك بتيارات الاسلام السياسي على اختلافها , وفي مقدمتها حركة الاخوان المسلمين , والجهاد الافغاني وغيرهما , تصوير
مجتمعنا أنه خال من التجربه , تصويرا معيبا , لماذا القلق من ذلك , ماينقصنا اليوم هو هذه الشهادات ممن عاصروا ونادوا وإعتقدوا
في حينه بتلك الافكار وتلك الايديولوجيات , فالانسان إبنُ بيئته وما يعتريها من فكر واعتقاد, أعتقد أن صدمتنا اليوم من التحول القائم
في مجتمعنا نتيجه لخلو المساحه الوسطى المراجعات الثقافيه , وخوف المجتمع من الوصمه , مجتمعنا يصم الانسان بما يعتنقه من
فكر ولو تحول عنه لاحقا , لأن طبيعة الفكر أنه يتطور ويتحول وقابل للمراجعه, المجتمع يحتاج الى شهادات فكريه كما هي حاجته الى
شهادات اداريه وحكوميه, لايمكن رصد تحول المجتمع ودرجة تقدمه من عدمها وأين يقف اليوم؟ دون هذه الشهادات, لم تعد تلك
الافكار شيئا يخفى , القوميه سواء الناصريه أو البعثيه أو تيار الاخوان أو الاحزاب الشيوعيه, ليست كلها كانت متواجده في قطر لكن
تاثيراتها بلاشك وصلت الينا, ليس كل تاريخنا هو القبيله والتاريخ الشفوي المروي عن أهل قطر وعاداتهم وكرمهم ونخوتهم, هناك
تاريخ فكر ورؤيه فكريه , تأثرا بالمحيط العربي , لقد شهدت الفتره الناصريه في اواخرها , ورأيت كيف أصبح كل أهل قطر
ناصريون, لكن لاشك انه كان هناك رموز يشار اليها بالبيان., لاشك أن هناك من أهل قطر من يعتقد بأفكار حزب البعث , كذلك ,
وهناك بلاشك من اهل قطر من هم من الاخوان المسلمين أو من يعتقد بأفكارهم, وسمعت أن هناك ماركسيون كذلك . الافكار دليل
حيوية المجتمع , مثل هذه الشهادات لو استطاع الاعلام استخراجها تحت عنوان "قومي" قديم أوسابق, أو شخص إعتنق فكرة البعث سابقا أو حتى من إعتنق الفكر الماركسي سابقا أو إخواني قطري سابقُ كان أم لاحق , ستساعد الجيل الجديد كثيرا لأنه جيل لايعرف الفرز, ولايدرك أن الفكر في حالة تحول
دائم ومستمر , فليس هو مجالا للمطلق أو للحكم المطلق, ربما ذلك يساعدنا لايجاد تصور نسبي للحقائق , لاكما نرى اليوم بين شبابنا من
تعنت وتصلب وتشبث في الرؤيه والاحتمال. كما اسلفت مجتمعنا يحتاج الى مراجعات ثقافيه واداريه, التخبط الاداري الذي نراه هو
ايضا نتيجة لغياب الشهادات المطلوبه لتجربة الجيل السابق والذي سبقه, لكن التخبط الثقاقي ربما يكون أكبر, لأنه يتعلق بالحقيقه
وتصورات المجتمع حولها , بينما الجانب الاداري يتعلق بالاداء والانجاز رغم أهميته البالغه إلا أن ليس كخطورة الايمان بأن الحقيقه
والتجربه يولدان مع الشخص , ومالانسان سوى جلباب والده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق