الخميس، 18 ديسمبر 2014

اليوم"الوطني" بين عقليتين

إنتهت الاحتفالات باليوم الوطني , وعاش الشعب فرحة كبيره , , نسى خلالها مشاكله اليوميه من ازدحام وحركة مرور مستعصيه وطويله, ولي هنا بعض الملاحظات :
أولا: ظهر بوضوح كالعاده , سيطرة العقليه "البيانيه" على جميع أوجه نشاطات الاحتفال , واللغه البيانيه لغه شموليه ليست لغة مؤشرات, فيما عدا المسير الوطني والعرض العسكري المصاحب له الذي جاء مؤشرا برهانيا , نوعيا يدل على تطور الاحتفال في هذا الجانب , فيما عدا ذلك , كما قلت جميع النشاطات الاخرى جاءت نشاطات بيانيه"لغويه"
ثانيا: قدمت قناتي قطر وتلفزيون الريان , استمرار مضخما ربما عنه في العام الماضي لهذا الاتجاه البياني اللغوي , فلم يقدما أكثر مما تقدمه أي قبيله تحتفل باليوم الوطني والقاء القصائد والشيلات.
ثالثا : تعامل الاعلام مع المناسبه وكأنها منفصله تماما عن واقع المواطن وما يدور حوله ,لم نسمع حوارا او سؤالا عن الظروف التي يأتي فيها احتفال هذا العام مختلفا عنه في العام الماضي , كتدهور اسعار النفط , وآثاره , ونتائجه وما ينبغي لمواجهته مثلا, اليوم الوطني , لحظة إحتفال مصحوبة بوعي وادراك ورؤيه , وليست لحظة احتفال معصوبة العينين".
رابعا:لانسأل مالفرق بين إحتفال هذا العام عن العام الذي مضى, لاشك هناك فرق كمي ونوعي , لم يطرح الاعلام هذا السؤال بشكل يظهر ترابط الاحتفال ببيئته المحيطه. في الاعوام السابقه كان يتطلب مني الوصول الى مكان الاحتفال في الوجبه عشر دقائق , هذا العام استغرق الأمر اخمسة وثلاثون دقيقه وبتدخل من المرور.
خامسا: كم بلغ سعر الاغنام في السوق والتضخم عموما جراء ضخامة الاحتفال ؟, القصد أن الاحتفال باليوم الوطني , كل عام يختلف عنه في العام الذي سبقه , فلاينبغي تناوله وكأنه نسخة مكرره , الا فيما يتعلق بفرحة المواطن به وبولائه لوطنه وقيادته, كيف يمكن الاحتفال به بتكلفه أقل يتحملها المواطن , مادية كانت أم نفسيه؟ كل هذه الاسئله لم يطرحها الاعلام ولا برامج الاحتفال التي ازدانت بلغه بيانيه طوبائيه , افلاطونيه.
سادسا: سمعت عن سفر الكثيريين وانتهازهم هذه الفرصه الوطنيه للسفر خارج البلاد, بينما المفترض ان يكون العكس هو الصحيح. فكيف ينمي الولاء للوطن في اولاده من يتهرب من المشاركه ولو بحضوره في يوم بلده الوطني , ثمة أسباب بلاشك؟ لم يطرحها الاعلام ولاالصحافه.
سابعا: الهدف من هذه النقاط هو محاولة الانتقال من العقليه البيانيه "المكتفيه" باللغه في التعبير عن اليوم الوطني , الى العقليه البرهانيه القياسيه و التي تظهر مؤشرات مبنيه على ماسبق وتقيس عليها ماهو قائم, ماديا ومعنويا, ليس الأمر مجرد يومين , بل هو كشف حساب يقدم للوطن وللقياده.
ثامنا:أين احتفال الجمعيات المدنيه في درب الساعي , اين جمعية القانونيين والمهندسيين وغيرهما ان وجد , هؤلاء دليل على الانتقال الى العقليه البرهانيه , الا انهما في غياب مماثل لغيابها المشهود.
تاسعا: العقليه البيانيه عقليه عدديه , عقلية كثره , وليست عقلية وجود , الوجود مكتفي بذاته , قد لايحتاج الى عدد ليثبت وجوده,
عاشرا: عشت ياوطني مزهوا بقيادتك وبرجالك الاوفياء وبحب ابنائك .

التاريخ بين من يحمله ومن يتجاوزه








هناك إنسان مسير ليحمل التاريخ على ظهره، منذ ولادته، وهناك إنسان مخيرا بين أن يعيش التاريخ في يومه أو أن يتجاوزه لغده. أن تكون مسيرا لأن تحمل تاريخ أمتك دون أن تتجاوزه يعني أنك أصبحت عبدا له، في حين أنك حينما تتجاوزه بعد أن تعيشه يعني أنه أصبح رهن طاعتك وإشارتك. الفرق بين الإنسان العربي والإنسان الغربي فرق تاريخي، بين من يحمل تاريخه كما هو غثه وسمينه وبين من عايشه ويتجاوزه في كل لحظة قادمة. من الظلم أن يولد أطفالنا ليحملوا تاريخا عمره يقارب الألفين سنه، من الظلم أن يظلمهم التاريخ قبل أن يعايشوه، من السذاجة أن يظل ديدنهم على حساب حاضرهم ومستقبلهم. ما هو التاريخ أصلا؟ إنه مجموع الروايات التي تصل إلينا من الماضي، وهناك طريقان لذلك الرواية الشفاهية والمخطوطات او الكتب التاريخية التي تسجل الحوادث وكلا الطريقتان لا يمكن فصلهما عن ميول الراوي أو الكاتب أو ميول مصادره فالأجدر أن يُحمل الأمر على ذلك، لو جلست إلى أي عربي تحادثه لوجدته مفتونا بالتاريخ يعيش به ومن أجله والتاريخ في الذهنية العربية هو الماضي في حين ان الماضي جزء من التاريخ فقط لأن الحاضر تاريخ يُكتب والمستقبل كذلك تاريخ سيكتب، تجاوز التاريخ بكتابته حاضرا ومستقبلا هي الطريق لاستيعابه، الذهنية العربية عليها الانتقال من التاريخ الى صياغته وكتابته وأدوات المرحلتين مختلفة، فالعيش في التاريخ والاستغراق فيه وتذكره والفخر به يستدعي ملكات الإنسان الذهنية بشكل رجعي بينما تجاوزه يستدعي التفكير بشكل أمامي وفتوح الأفق، الفعل الأول تكراري والفعل الثاني إبداعي، تجاوز الغرب تاريخه فأبدع، تجاوز الحروب المدنية فأنتج مدنية الدولة، تجاوز تاريخ الاستبداد فأنتج الديمقراطية، تجاوز العبودية فأنتج الحرية الفردية المسؤولة، تجاوز الشمولية فأنتج الفصل بين السلطات، هذا هو التاريخ المتجاوز لذاته وعدم تكراره. الشبكة التاريخية وخيوطها العنكبوتية تحيط بالعربي من كل جهة وصوب، تاريخ العائلة وتاريخ القبيلة وتاريخ الوطن وتاريخ الأمة، شبكه من التاريخ، يعايشها العربي باستذكارها وتحفيظها لأبنائه وأحفاده وعملية الحفظ والتلقين والمشافهة، هي من تجعل من التاريخ حملا ثقيلا، لابد من كتابته ليمكن تجاوزه، الإشكالية عندما كتبناه جعلناه فوق امكانية التجاوز كتبناه كنهاية وليس كبداية او مقدمة لاستكماله واستمراره، كتبناه بتنقيته من الأخطاء فأصبح فوق التجاوز، سطرناه بطهارة الملائكة فلم يعد قادرا ان يستكين أو أن يعاش على ارض البشر. لم نقرأه جيدا وإنما حملناه والتاريخ لا يُحمل وإنما يقرأ فشاخت بذلك الأجيال دون ان تجعل منه مستقبلا واكتفت بحمله تارة وترديده تارة أخرى عندما تواتيها فرصة لالتقاط أنفاسها.Q



الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

الصراع على القبيله جزء من الصراع على الدين










الصراع على القبيله جزء من الصراع على الدين


فكرة نقاء العرق الاجتماعيه هى جزء لايتجزأ من فكره الفرقه الناجيه الدينيه, والفكرتان فى تضاد حاد مع فكرة قيام الدوله الديمقراطيه لان الدوله اساسا قامت على انقاضهما تاريخيا, اضمحلت الفكره الاولى " النقاء العرقى" فى مفهوم المواطنه بينما انزاحت الاخرى امام حيادية الدوله امام الاديان هذا هناك بعيدا عن عالمنا. لدينا تتعايش الاضداد ليستمر الوضع كما هو لا ان ينتج عنه افراز جديد يمثل خروجا من الوضع القائم كما يشير المذهب الجدلى الذى هو احد تفسيرات عملية التطور اى انه جدل سالب كما يشير "ادرنو" احد فلاسفه مدرسة فرانكفورت الاجتماعيه وهذا النوع من الجدل لايمثل تطورا بقدر ما يمثل عائقا نفسه لعملية التطور. فشكل الدوله العربيه اليوم يبدو وكأنها تعيش جدلا سالبا باحتفاضها بمكوناتها الاجتماعيه والدينيه فى حالة استعاده دائريه دائما. والحقيقه ان الدوله العربيه لم تبنى على انقاض مكوناتها الاجتماعيه والدينيه التى اشرت اليهم بفكرتى النقاء العرقى والفرقه الناجيه, ولكن قامت الى جنبهما وارتبطت معهما بحبل سرى يغذى وجودهما ووجودها فى نفس الوقت. . ما معنى ان ان يبحث الجميع عن سند تاريخي يستند اليه، ما معنى ان يزور التاريخ والاسماء ارضاءلشهيه المجتمع وقبوله, مامعنى ان تشيع فكره النقاء والتصفيه حتى بين افراد القبيله ذاتها بعد ان وحدهم التاريخ الصعب، ارضاء ورغبه فى الوصول والتقرب للدوله. ما معنى ان يصبح الدين الواحد اديانا وفرقا، ما معنى ان تنحاز الدوله لدين او لفكر دينى دون غيره وهى كيان معنوى. كل هذه المحتويات وغيرها الكثير هى من يولد الطاقه لبقاء الدوله العربيه فى حين ان اقتصادها وطريقه توزيعه هو الجزره والحلقه دائريه تغذى بعضها بعضا. من يقرأ فى ادبيات الثقافه العربيه ومنتدياتها فى هذه الايام يجد تراجعا وردَه كبيره نحو فكرتى الاصاله بما هى نقاء عرقى والدين بمعناه الضيق او كما يفهمه البعض دون البعض الاخر. لذلك ارى ان المشكله تاريخيه يخفيها العصر باكسسوراته ولكنها هى من يحرك الوعى دائما وابدا فهل من سبيل الى اعادة بناء الدوله العربيه؟ هل من سبيل من تفريغها من محتوياتها الداخليه التى تتغذى عليها لتبقى؟ فى دولنا الخليجيه للقبيله جزره وفى دول الطائفه للطائفه جزره وفى بلدان الاحزاب على شكليتها للحزب جزره وهكذا تستمر الدوله. اعتقد اولا ان طريق الخلاص يبدأ من الحفاظ على قدسية الاديان بعيدا عن استعمال الدوله السياسى لها، فحين تستقل الدوله عن الدين بمعنى ان تديره بحياديه يسهل بالتالى التعامل مع مكوناته الاجتماعيه الاخرى كالقبيله او الطائفه، ولكن حينما ندرك ان مثل هذا الاستقلال كلف الاخرين عقودا من الصراع واعدادا كبيره من الضحايا نصاب بالاحباط ونتسائل هل يبقى الاستبطان الداخلى للدين كعلاقه تبنى ولا تهدم تٌحيى ولا تُميت كما ينادى البعض ويشخص الاخرين هو ماقد يخرجنا من هذه الدائره؟ هل المنقذ هو نوع من الصوفيه تخرجنا من صرامة الفهم الاحادى وحدته وفكر الفرقه الناجيه ونقاء القبيله والتصاق شرفها بالسماء تميزا ومرجعا. هل الفهم الصحيح للاسلام هو الحل ؟ نعم كررنا هذا ونكرره دائما ولكن كيف ذلك ومن يقرر الفهم الصحيح دون غيره والكل قد يختلف على حرف من الكتاب دون السنه؟ اسئلة كثيره نطرحها فى غير زمنها فمن المسؤول عن ذلك نحن كأمه ام الزمن الذى قد حث المسير قدما دون ان يخبرنا او يدرك اننا امة تعانى من صمم تاريخى، عدم ادخال الزمن كبعد هام جدا فى فهم النصوص جعل من الامه خارج اطار الزمن ذاته وتحتفى بالاموات اكثر من الاحياء وتقضل الماضى على الحاضر فتاريخ الامه تاريخ الافراد فليس هناك صيروره تجعل من الدوله موضوعا لها فالافراد طالما كانوا احياء فهم ضمن صيرورة الزمن اما الدوله فهى فى خارجه منذ البدء. فمرض القاده وجنازاتهم والفراغ الذى يتركونه بعدهم والشقاق الذى ينشأ بعد زوالهم كلها شواهد على صيرورة الفرد الزائله واضمحلال الدوله وهشاشة عظامها.

ما الدوله؟




صيغة الدولة المثلى في كونها جهازا إداريا لتنظيم حركة المجتمع ومراقبة انشطته بعيدا عن التدخل المسلوب لجهة دون غيرها أو لفكرة دون أخرى. الانتقال الى هذه الصيغة ليس من السهولة بمكان. في الاساس ليست هناك اشكال للدولة كما هو مطروح اليوم، مثل الدولة القومية أو الدولة الدينية أو الدولة الطائفية.

الدوله الحقيقيه هي التي تحل تناقضاتها لكي لاتعود أو تنتكس لحالة ما قبل الدوله, الدوله العربيه التي نراها تتساقط كل يوم لأنها كانت تعيش على تناقضاتها وتعتاش على التناقض , الى حد تصل تناقضاتها الى نقطة الصفر واللاعوده فتسقط الدوله,الدولة الدينيه او الطائفيه او القوميه خرجت من مفهوم الدولة الاسمى، أصبحت دولة منقوصه ينهشها التآكل نظرا لإلتصاقها بصفة أقلوية لجزء من السكان. لذلك ومن هنا يمكن معرفة إشكالية الدولة العربية القائمة حاليا حيث ينبثق تصورها وأفقها الابعد من نظرة قاصرة لشموليتها واستمرارها بل وتمدنها. يتعامل المجتمع المدني في الدولة الحقيقية مع التباين الديني فيها وليس مع الدولة ,الدولة تبقى حيادية، بينما المجتمع المدني واجهزته تتعامل مع الفروقات والاختلافات داخلها من خلال تصريفها في قنوات مدنيه ونقابات وجمعيات. ولا تتركها لتصطدم بالدولة ويكون الغلبة للأقوى وتنحاز الدولة بعد ذلك الى جهة أو طائفة أو دين. تقوم الدولة الحقيقة على مستويين، مجتمع مدني كالذي ذكرت ومجتمع سياسي، ينظم إفرازات المجتمع المدني سياسيا ويوضح سبل التفاعل وآلية السلطة. في مثل هذه الدولة تصبح المواطنة لا الدين أو القبيلة أو الطائفة محدد الانتماء الاول والاخير، ويصبح بناء الدولة الخارجي من القوة بمكان بحيث لا يمكن هدمه مهما تغيرت السلطة فيها وبأي شكل كان هذا التغير. حاولت الدولة القومية فيما سبق التقدم في هذا الاتجاه إلا أنها فشلت نظرا لايديولجيتها ولم تستطيع ان تفسخ للمجتمع المدني داخلها مجاله الارحب وبالتالي كانت مجتمعها السياسي محددا مستقبلا باحزاب قومية أو بحزب قومي مسيطر، كذلك الدولة الدينية وحيث الدين اساسا مجاله المجتمع المدني ويدار من خلال الدولة بحيادية، إلا انها "الدولة الدينية" أدارت هي ذاتها الدولة فإختفت الحيادية بين اطياف المجتمع وأديانه. لذلك أي تغيير في هذا النمطين من أنماط "ما قبل "الدولة" يرجع الأمر الى المربع الاول مربع ما قبل الدولة شهدنا ذلك ونشهده في عالمنا ماقبل ثورات الربيع العربي أو ما بعدها. الحقيقة المرة هي اننا كمجتمعات عربية نعيش مرحلة ما قبل الدولة بإمتياز حتى وإن إرتفعت اعلامنا فوق بناء الامم المتحدة أنها أعلام قبيلة او طائفة أو جماعة أو دين.

الاثنين، 15 ديسمبر 2014

من أشكال الهويه المأزومه







لو يعلم من يدفع بمجتمعاتنا الى هاوية الرؤية الضيقة والبؤرة المحرقية التي تقضي على غيرها ثم تتآكل هي ذاتها من الداخل لأدرك بأن الجهل عامل أساسي وهام لتعايش المجتمعات، لو أدرك خطيب المسجد وهو يلقي خطبته أن الخطاب النسبي الذي يأخذ بالنص في ظل الظروف التي يعيشها الناس هو الخطاب الاسلامي الذي يتحقق ويتماشى مع العصر وان التفسير الكامل للقران لم يتحقق بعد ولن يتحقق الا مع إنطواء كتاب الحياة وطيه تماما, لما عشنا هذا التمزق الاسلامي الهوياتي المتشرذم,كم خرجت مساجدنا قنابل متفجرة وألغام قابلة للإنفجار. الدفع بالهوية الدينية كمحدد وحيد ,قتل مؤجل، الدفع بالمصطلح الهوياتي الديني مقدما على أوجه الهوية الاخرى إنتحار منتظر.. في زمن "الفتن" وهو مصطلح ديني ينتج مفاهيم دينية والحقيقة أن هذا الزمن ليس زمن فتنة وإنما زمن "مصالح سياسية واقتصادية" تعيش على إستهلاك مخزون الدول والحضارات الآخرى من بنى دينية واجتماعية متخلفة. ولي هنا بعض الملاحظات.





أولا: الدين ليس هدفا في حد ذاته وإنما هو وسيلة لإرشاد الناس وإسعادهم في هذه الحياة فالهدف إذا هو الإنسان.



ثانيا: "وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" الهدف الاساسي في الدنيا هو عبادة الله , لذلك جاء الرسل والانبياء لهداية البشر الى طريق هذه العباده ولكن الانسان كائن تاريخي يعيش ضمن التاريخ وضمن البيئه التي تورث الدين ذاته , معظم معتنقي الاديان إعتنقوها وراثة ,والاختلاف ميزه وضعها الله في الكون للتعايش , لذلك الاساس لكل الاديان والهدف هو التعايش وليس الاقتتال بين كل عقيده على أنها الاحق بالعباده ,لأن الجميع سينظر على أن عقيدته هي التي كذلك دون غيرها.






ثالثا: التطرف الديني في المجتمعات الصناعية ناتج عن غربة الإنسان وتهميشه أمام الآله ورأس المال فاليوتوبيا هناك يوتوبيا عدمية بينما اليوتوبيا عندنا كمسلمين أو متدينين يوتوبيا "قيامية" لذلك هي عندنا جماعية واشد تجذرا وهذه مشكلة لا يمكن مواجهتها الا بتغير جذري في فكر المجتمعات ومنعطفات تاريخية كالذي شهدتها المسيحيه مثلا "خاصة فيما يتعلق بالفهم المتشدد منه/ كالشيعيه المتزمتة أو الأصوليه السنية المتشددة"، يرسب ويطور هذه الحالة سلبيا مستوى التخلف الذي تعايشه مجتمعاتنا وسوء ادراكها لمفهوم الثروة كعامل أساسي للاستقرار بدلا من كونه عامل او محدد للسيطرة فتتخلق نفسية تنتظر المستقبل للإنتقام وليس للبناء وليس أدل على ذلك من مشاكل دول الربيع العربي التي تعاني منها اليوم، سقط المستبد ولكن تجلت نفسية التشفي والانتقام.







رابعا: تدوير التاريخ وليس تجاوزه عندما اقتنع المأمون بفكر المعتزلة حمل القوم على ذلك، اليوم هناك من يريد الإخوان وفكرهم وهناك من يريد غيرهم وهناك من يحبذ الاصوليين وسلطتهم. لم تستطع أمتنا حتى اليوم من تطوير فكر حياتي تنموي لأنها جعلت من الدين هدفا اساسيا، بمعنى نريده لأنه متدينا وليس لأنه كفوا للمهمة بعيدا عن عقيدته أو دينه طالما أنه كفو وملتزم بالقانون. ويسقط الكفوء في الانتخابات لأنه لم يعرف عنه أنه يصلي مثلا.



خامسا: السلطة في عالمنا العربي تحتاج الى الدين إن لم يكن أصلا فرداء "وجلابية" والدفع الذي نراه اليوم بالهوية الدينية الى الأمام لن يحمي السلطة بقدر ما قد ينقلب عليها لاحقا والشواهد كثيرة قديما وحديثا لأن الفهم الديني انشطاري ومتحرك وله ألوان قوس قزح.







سادسا: المفروض التخفيف من وهج يوتوبيا العصر الأول وقدسية اصحابه وتدريس التاريخ للاجيال بشكل أقل قدسية ونقاء تدريسه واقعا بشريا وتخليصه من "المدهش" بقدر الإمكان إن كان هناك ثمة أمل برجى لجيل جديد ينتظم قدما ولا ينكص على عقبيه خوفا من المجتمع المصاب بتاريخه كمرض او متلازمة أمراض وقواه الضاغطة.

سابعا: يتحول النسق السياسي الى نسق ديني لهذا الترابط والاستغلال , فيتحول الحاكم من رجل سياسه الى اشبه بالفقيه الديني أو خطيب المسجد ذو الاتباع والمريدين , لذلك يقضى على كل امكانيه للتحول الديمقراطي الذي يرى في السياسيه وسيله تغيير وليس وسيلة تأبيد .لذلك راينا صدام بين خطيب المسجد المؤثر ورئيس الدوله أو حاكمها , لأنهما يتصارعان في نفس المجال , فينتهي عادة بتطويع الدين لصالح السياسه واحيانا اخرى بإنشقاق الدين الى مع وضد السلطه.

الأحد، 14 ديسمبر 2014

الإنسان رمز مكاني

الإنسان كائن رمزي أساسا, الرمز يشكل وعيا وذاكرة للإنسان, يفرغ الإنسان شحناته في شكل رموز, تمثل له بعد ذلك ذاكرة تاريخية وقد يكون هذه الرمز صخرة أو بيتا أو صحراء شاسعة, الوطن في شموليته رمز لذلك، هاجس العودة للمنفيين والمبعدين هو هاجس العودة اساسا للرمز.أو مايمثله. مكان الولادة والعيش المشترك رمز للإنسان, لايمكن المحافظة على التراث عندما تزال رموزه سيتلاشى حتما مع الوقت, فالمكان أبقى من الإنسان،فاذا ازلت المكان وهو مايشكل الديمومة والزمن فان الوقت الذي يشكله الإنسان في هذه الدنيا زائل لامحاله. هذه المقدمة اراها ضرورية, لمجتمع يدخل في عملية تغيير كبيرة وسريعة تشتمل على ازالات شاسعة لبنية المكان في المجتمع القطري, خوفي على ذاكرة المواطن القطري كبير، سيبقى التاريخ رهنا لوجود جيل أو جيلين على الاكثر وبعدهما ستتعرض حتى الذاكرة الشفاهية للمجتمع للاختلال, حيث الذاكرة المكانية سبقتها في التعرض للازالة والغياب. التضييق في مفهوم الهوية مع التوسع في عملية التحديث يؤدي لاحقا لاشكالات عديدة. عندما يعرف القطري بأنه من كان يسكن هذه الارض أو المنطقة في فترة محددة سابقة ويأتي التغيير والازالة عليها بعد ذلك, تتأزم الهوية وتتشرنق وتميل الى الحدية بالتالي لأن الاتكال سيصبح على التاريخ المروي الشفاهي الذي لاتستطيع التحكم فيه. في الغرب الشعوب تمتلك ذاكرة حية نشطة نظرا لوجود المكان والشواهد التاريخية لذلك لامعارك تقام باسم كتابة التاريخ ولا قتال ينشط باسم امتلاكه، الغربي ينتج لأن ذاكرته مستريحة وتعيش العصر والمستقبل، بينما ذاكرة العربي بشكل عام عليها أن تكون فعالة ونشطة دائما خوفا من سرقة التاريخ وتجييره أو إلغائه وشطبه. تمنيت لو استبقى التحديث جميع مناطق أهل قطر كما هي حفاظا على هويتهم وعاملا اساسيا لاشعارهم بكثرتهم وان كانوا قليلي العدد والرمز المكاني بُعد سكاني وعددي في حين الكثرة العددية دون مكان لايشكلون سوى ذاكرة شعب أو مجتمع سرعان ما تتلاشى وتصبح ذكرى بعد أن كانت ذاكرة.