الأحد، 14 ديسمبر 2014

الإنسان رمز مكاني

الإنسان كائن رمزي أساسا, الرمز يشكل وعيا وذاكرة للإنسان, يفرغ الإنسان شحناته في شكل رموز, تمثل له بعد ذلك ذاكرة تاريخية وقد يكون هذه الرمز صخرة أو بيتا أو صحراء شاسعة, الوطن في شموليته رمز لذلك، هاجس العودة للمنفيين والمبعدين هو هاجس العودة اساسا للرمز.أو مايمثله. مكان الولادة والعيش المشترك رمز للإنسان, لايمكن المحافظة على التراث عندما تزال رموزه سيتلاشى حتما مع الوقت, فالمكان أبقى من الإنسان،فاذا ازلت المكان وهو مايشكل الديمومة والزمن فان الوقت الذي يشكله الإنسان في هذه الدنيا زائل لامحاله. هذه المقدمة اراها ضرورية, لمجتمع يدخل في عملية تغيير كبيرة وسريعة تشتمل على ازالات شاسعة لبنية المكان في المجتمع القطري, خوفي على ذاكرة المواطن القطري كبير، سيبقى التاريخ رهنا لوجود جيل أو جيلين على الاكثر وبعدهما ستتعرض حتى الذاكرة الشفاهية للمجتمع للاختلال, حيث الذاكرة المكانية سبقتها في التعرض للازالة والغياب. التضييق في مفهوم الهوية مع التوسع في عملية التحديث يؤدي لاحقا لاشكالات عديدة. عندما يعرف القطري بأنه من كان يسكن هذه الارض أو المنطقة في فترة محددة سابقة ويأتي التغيير والازالة عليها بعد ذلك, تتأزم الهوية وتتشرنق وتميل الى الحدية بالتالي لأن الاتكال سيصبح على التاريخ المروي الشفاهي الذي لاتستطيع التحكم فيه. في الغرب الشعوب تمتلك ذاكرة حية نشطة نظرا لوجود المكان والشواهد التاريخية لذلك لامعارك تقام باسم كتابة التاريخ ولا قتال ينشط باسم امتلاكه، الغربي ينتج لأن ذاكرته مستريحة وتعيش العصر والمستقبل، بينما ذاكرة العربي بشكل عام عليها أن تكون فعالة ونشطة دائما خوفا من سرقة التاريخ وتجييره أو إلغائه وشطبه. تمنيت لو استبقى التحديث جميع مناطق أهل قطر كما هي حفاظا على هويتهم وعاملا اساسيا لاشعارهم بكثرتهم وان كانوا قليلي العدد والرمز المكاني بُعد سكاني وعددي في حين الكثرة العددية دون مكان لايشكلون سوى ذاكرة شعب أو مجتمع سرعان ما تتلاشى وتصبح ذكرى بعد أن كانت ذاكرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق