الخميس، 14 أبريل 2016

النمل الابيض



في ستينيات القرن الماضي حيث كان كفاح الشعب الامريكي  في أوجه للتخلص من العنصرية البغيضه بين السود والبيض, ذكر المناضل الامريكي الاسود مالكولم إكس أن هناك فرقا بين عبيد المنزل وعبيد المعمل أو الحقل, فعبيد المنزل منتقاه لخدمة سيده  ,ولمساعدته  في إدارة أعماله وممتلكاته وشئونه الخاصه, بينما عبيد الحقل فيفرض عليها العمل في جميع المهن والاعمال التي تتطلب جهدا مضاعفا , فيصبح جل إهتمامها ورغبتها أن تصبح من عبيد المنزل, لتتخلص من وضعها المزري في المجتمع, بينما  يعيش عبيد المنزل في خوف مستمر وقلق دائم خوفا على  خروجهم من نطاق عبودية المنزل الى حيث عبودية  الحقل, هذه الصورة التي رسمها المناضل الكبير تحكي قصة ممارسة السلطة لاسواء اساليب الانسانيه  من أجل التحكم  والسيطرة وتوليد تراتيبيه تستطيع أن تحكم من خلالها على المجتمع وأن تضبط بها مساراته وخياراته,, يخشى عبد المنزل أن ينزع سيد المنزل عنه ثقته , بينما يأمل عبد الحقل أن  يختاره السيد عبدا في قصره, لاتزال هناك أوطان  تعيش  ضمن هاذين النوعين من العبوديه,تحت  مسميات عدة منها الحاشيه والبطانه أو المهمشين أو الذين لاصوت لهم ولاواسطة لديهم من جانب آخر., مجتمع النمل تعيش الفرق في أداء الوظيفه  فقط لكنها لاتكسر التراتيبيه لأن  ذلك  خروج عن طبيعتها فبينما يعيش النمل الاسود المعروف  في بيوت  هنا وهناك على الأرض , يعيش النمل الأبيض  عادة في الخشب وعلى الخشب خلف الابواب والنوافذ في البيت , إلا أنهم في الأخير جميعا  نمل  

الاثنين، 11 أبريل 2016

غضب الشعوب بين الدين والدنيا


 

في إعتقادي ان النظام الذكي في مجتمعاتنا العربيه والاسلاميه هو ذلك الذي يحول بشتى الطرق دون وصول الوضع لديه إلى مرحلة الثورة , كما شهدنا في ثورات الربيع  العربي ,لان الثورة في مجتمعاتنا اليوم لامحالة دينية او تنتهي إلى  الدين والدين  مجموعة من الفهومات التاريخيه ينقسم خلالها المجتمع الى طوائف وجماعات وفرق تتناحر بإسم الدين, بعد سقوط الايديولوجيات القومية والوطنية  والاشتراكيه وغيرها , ودخول المنطقة ضمن حيز الحزام الطائفي , أصبحت المجتمعات تقف على  ارضية دينية و مرجعية أولى , الوعي بأن إبقاء الوضع ضمن الاشكالية الاجتماعيه القابلة للتدوال  هو منوال النظام الذكي ,  عبارة بن علي"فهمتكم الآن"  وهي فهم إجتماعي جاءت متاخرة  بعد أن أحرق البوعزيزي  نفسه قربانا  دينيا للخلاص. تعجز مجتمعاتنا اليوم من القيام بثورة إجتماعية  لتغيير نمط الانتاج فيها ليتمكن المجتمع من الحراك , كما تعجز من القيام بثورة سياسية تحدث تغييرا في أنظمة الحكم مع بقاء نمط الانتاج كما هو , فليس لها مجال آخر سوى الثورة الدينية  إذا اوصلتها الظروف السيئة لذلك, وهي هلاك للحرث وللنسل كما نرى, لان إنتحال صفة الدين عند المسلمين لقتل بعضهم البعض  هو  وقود إستمرار الثورة التي لن تكتمل لانها تتجه نحو  إحتكار الحقيقة الدينية , وما نعايشه اليوم شاهد على  الثورة بإسم الدين  وهو مشروع  لتدمير الدين ذاته, لذلك تبقى الحيلولة دون تحول غضب الشعوب إلى دين مطلب حيوي وهام جدا, يجب الوعي به , العالم كله بحاجة اليوم الى خطط واساليب تخرجه من دائرة الإرهاب والتطرف ,  تستفيد الانظمة من الدين  وتحتفل به كطير تصطاد وتقنص به كما يقول المثل الخليجي , لكنه في ذهنية الشعوب مشروع خلاص مؤجل المطلوب وضع خطط تنموية  تخرج المجتمعات من العودة الى مرجعياتها الاولي , مرجعيات ماقبل الدولة, وليس هناك حصن بعد الدولة سوى الدين ليس في صورتة المثلى ولكن  في صورته كمشروع خلاص من الدنيا.