السبت، 26 مارس 2011

أنظمه وليست دول



ثبت بالقين الغير قابل للدحض ,أن الدوله لم تقم بعد فى عالمنا العربى, وكل ماعايشناه وما نعايشه هو فقط أنظمه  تلتحف الدوله رداء يخفى عورتها  وإنكشافها, الفراغ الذى تتركه الانظمه العربيه بعد سقوطها واحدها تلو الآخر  ومواجهة بعضها لخيارات الشعوب دليل قاطع , على أننا فى مرحلة ماقبل الدوله, المرحله التى مرت على أوروبا  بعد حربها على الاقطاع  والطائفيه الدينيه أى ماقبل صلح وتسفاليا ونشوء الدوله  القوميه. عندما يصبح الفراغ هو البديل للنظام أو الحرب الاهليه , يصبح واضحا غياب وجود الدوله . الدوله كيان معنوى دستورى يقوم على مؤسسات لا أفراد, فمن يعطينى مثالا واحدا له فى عالمنا العربى, فى بعض البلدان الكبيره كمصر والباكستان وحتى تركيا الى وقت قريب إلا أنها وبفضل الوعى لدى الشعب التركى , كانت الدوله هى المؤسسه العسكريه أو الجيش, بالتالى  تنتج المؤسسه العسكريه دولتها  القائمه على حفظ الأمن  على حساب المواطنه والحقوق , فهى إحدى أشكال الدوله  القمعيه الناقصه  كدولة الطوائف أو القبيله  وجوازا تسمى دول وسقوطها يعيد المجتمع الى المربع الأول . الآن تتسابق الاثنيات والدين السياسى والطوائف لصياغة الدوله القادمه فى شرقنا المتأخر حضاريا, ويستعين كل منها بوسائل التكنولوجيا والاتصال والقنوات الفضائيه فى بث  خطابات أقل ما يقال عنها أنها  متخلفه  ولاتتسق وروح العصر . بالطبع لاتتشكل الدوله خارج مكوناتها المتواجده, ويظهر أن هذه المكونات من القوه بحيث تصيغ دولتها حسب مفهوم الغلبه وليس الانصهار قفزا على التاريخ وتأخيرا لإستحقاقاته,أكثر من تأثرها بفكر الدوله السياسى وشروط تحققه .  إعادة  بناء الدوله فعليا اليوم  قد يتطلب إعادة النظر فى توافقاتها  التى سيطر  عليها النظام عنوه, وفرضها كدوله دون مرورها بالعمليه التاريخيه اللازمه للتوافق ذاته, كما رأينا ذلك بعد إنهيار الاتحاد السوفياتى السابق. خاصة وأن الغرب يريد أن تبقى مصالحه دون مساس , فالدوله القادمه فى وطننا العربى اليوم , دوله ليست فقط استجابة لمكوناتها كما كان الامر فى السابق ولكن من الضروره أن تتوافق مع النظام العالمى الجديد, لأنها ولاده متأخره, وليست فى وقتها فعليها بالتالى التكيف  مع الخارج بقدر قدرتها على التكيف مع مكوناتها., تقسيم السودان , كان نهاية للسودان كنظام والتقسيم كان إستجابه  لولاده قيصيريه متأخره فرضتها المصلحه الملحه للنظام العالمى,أعتقد أن ليبيا كذلك مشروع قادم لولادة دولتين  وليست دوله واحده بعد نهاية نظام القذافى لنفس الشروط , بل وخوفى على القادمين الجدد من الانظمه المسماه دول , ولم تختمر الدوله ولم تنضج بعد  بين مكوناتها , ولايمسكها سوى قوة البطش البوليسى  والة الجيش  والعسكر.إإستحقاقات إقامة الدول قائمه لاتسقط بالتقادم. علينا العمل على إرساء مايمكن إرساءه من مقومات الدوله الحقيقه , بحيث يكون النظام فيها ثمرة لوجودها , وليست هى تمظهر لوجوده وسيطرته, لأنه فان وهى باقيه.

الأربعاء، 23 مارس 2011

قيامة الاستبداد



يبدو أن الاستبداد العربى لم يمت ولم ينتهى وأستمر حتى قامت قيامته. ما نشهده اليوم من ثورات متتاليه  فى كل مفاصل الاستبداد فى عالمنا العربى يدل دلالة واضحه بأن  الشأن لم يعد دنيوى بقدر ماهو أمر أُخروى فيما يتعلق بالظلم والإستبداد , بمعنى أن الانسان العربى عجز فى دنياه من التخلص من الاستبداد فأنتظر أمر الله  وقيامته , لايمكن تصوير المشهد إلا من خلال الرؤيه الدينيه الخلاصيه, فى اقل من ثلاثة شهور تتهاوى عروشه الواحد تلو الآخر وكأنها جزء من لعبة  الدومينو  حيث التدافع المستمر والمنظم. لايمكن لمراقب أن يتصور أو أن يحلل أو أن يتوقع ما حدث قبل ثلاثه شهور فقط من الآن ما حدث وما يحدث.  ولنا هنا بعض الملاحظات
أولا:  المشهد القيامى مشهد شمولى  ومترابط ,   فالإحساس بالسيطره التامه على الداخل وضبطه إحساسا كاذبا لأن التغيير قد لاينبع من الداخل ولكن  قد يكون إمتدادا لأثر  لايمكن  صده أو مقاومته كالسيل  الذى لايكتفى بمكان سقوطه وإنما يمتد ليغطى ويغمرما حوله  وما جاوره ,فالأطمئنان  من الداخل لايعنى البته  الأمان  والبعد عن التأثر والمأمن من المشهد" القيامى"

ثانيا: لاينفع فى اللحظات الخلاصيه للشعوب رفع شعارات الاصلاح لأنه قد قضى الأمر  ورفعت الاقلام وجفت الصحف , لعل الجرعات الاصلاحيه المنهمره فى المتبقى من الزمن أن تكون كافيه ,  علِ وعسى أن لاتكون كالصلاه بعد طلوع الشمس من مغربها

ثالثا: مشهد القيامه يستلزم إزالة الآلهه الأرضيه واحدا تلو الآخر وفى وقت قياسى,  وفى منطقه واحده, وهو مشهد فريد لامثيل له, مما يدلل على أن الأمر"قيامه" وليس حدثا  فرديا  يتكرر على فترات وفى مواقع متعدده
رابعا: لايستمعون للنصح ولايعتبرون بالسنن الكونيه ولا بالنماذج التاريخيه , وهو ما يستوجب  البعد القيامى" فى الإزاله  فما نشهده  ونحن أحياء يشبه كثيرا فصل أو لحظه أو مقطع من القيامه الكبرى  يختص فقط بالاستبداد والمستبدين برقاب الشعوب.

خامسا: ضرورة الإدراك بأنها قيامه  وليست  عمليه إنتقائيه لتشابه أوضاع العالم العربى  ولتشابه أعضاء جامعته المصونه, ويشهد على ذلك قرارتها  الدائمه الموجهه لدعم الانظمه وعسكرتها ,أمنها الداخلى, حيث ثبت تاريخيا بأن قرارات وزراء الداخليه فقط هى التى يتم تنفيذها دائما بحرفيه وبدون تلكؤ, و ليس لمواجهة أى خطر خارجى طبعا وإنما لقمع  الداخل  وإطالة عهد الاستبداد.

سادسا: تحرير الناس من الاشراك بالله مهمة الرسل, ولكن عندما يعود الناس بعد ذلك للشرك مرة أخرى يتطلب الامر تدخلا ربانيا  ومشهدا خلاصيا قياميا, لقد أشركت شعوبنا بعد التوحيد   وخضعت مع مرور الزمن للالهه الانسان الضعيف وصاغت دساتيرها على ذلك النحو, من يخرج عن ذلك يخرج من المله والدين , فأصبح الدين  فى خدمه الآلهه الجديده , فإنتشرت بالتالى فتاوى السلطان وتمجيده.
سابعا: المشهد القيامى حول يوم الجمعه"عيد المسلمين" من يوم خطابه الى يوم فعل فتوالت الجمع على الظلمه والمستبدين تزحزهم عن كراسيهم  وتدفعهم للخروج والهروب والاختباء وراء مزابل التاريخ .

هذه بعض الملاحظات  ,على مشهد القيامه على الاستبداد فى منطقتنا, فهو فعلا مشهد يتطلب الاستعداد  والابدال  بالضروره  ,  وليس إنتظاره سوى الاستعداد لوقوعه وحدوثه, وإن بدت بوادره بعيده عن البعض ,إلا أنه ورب السماء أقرب   للعين من حاجبها.     

الثلاثاء، 22 مارس 2011

عندما تكون الكتابه تهمه



 سألته لمَ توقفت عن الكتابه؟ قال  لأن شرط ترقيتى فى العمل كان يعتمد على توقفى عن الكتابه, وفعلا لما  لم أعد أكتب ترقيت ولحقت بأصحابى. هذا ما قاله لى أحد الأخوه عندما سألته عن أخيه الكاتب ولمَ لم يعد يكتب.   هل صحيح أن الكتابه خطر على الوظيفه؟ أو أن الوظيفه لاتتفق مع الكتابه حيث لاتحتمل الرأى؟ هذه مشكله فعلا. حينما لاتكون   الصحافه سلطه قائمه بذاتها , يضطر منتسبوها الى الجلوس على مائدة الغير فى إزدواج رهيب بين  الرجاء والامل بين المسؤوليه ولقمة العيش. عندما تربط السلطه بين مهنة الصحافه والتجسس , ثمة خلل واضح وشىء ما يجرى فى الاخفاء لايجب الاطلاع عليه. عندما يرتبك المجتمع  فى تقييمه للكاتب بين  وطنى وباحثٌ عن المتاعب "ومحد راح ينفعك خليك بحالك أحسن" ثمة إحساس بعدم الجدوى وبالعدميه أمام الوضع المعاش. عندما تفقد الكلمه أهميتها ومكانتها والتقدير اللازم لها , ماذا عسى ينتظر المجتمع بعد ذلك؟ الكلمه الصادقه والرأى  الواضح المتجرد  هما سلاح الوطن بكل أجزائه , وهما حماية للسلطه قبل المجتمع. عندما تكون ترقيتك على حساب رأيك وموقفك, تصبح التنميه تراجع وإن كانت تحت أكبر شعار, وتصبح السلطه تسير بغير هدى  سوى هدى المنتفعين الذين يتبرأ  كل منهم مما فعله يوم الدين ويلقى باللائمه على رئيسه,أو من إتَبعه . الأسلوب القديم فى التعامل مع أصحاب الرأى لم يعد مقبولا فى هذا العصر, ولكن كون الصحافه  يتيمه فى مجتمعات  الوليمه , ثمة أساليب أخرى منها التجميد , والعزل  والتهميش  ....الخ. عندما يرضى المجتمع بأن يتحول الى مجتمع إمعات, يكون الطريق  طويلا وشاقا أمامه  ليشعر بحريته وبثقته بنفسه. عندما يشعر الكاتب بأن الكتابه تحول بينه وبين مستقبل أولاده كتهمه لاحقه لهم.  ربما يفضل أن ينضم الى طابور الإمعات وينعم باستعارة الجهل والتطنيش على أن يشقى برأيه وبعقله .الاستبداد يبدأ بمصادرة الكلمه والرأى أو عدم الأخذ بهما طالما لايشكلان خطرا ملموسا, وعند بداية شعوره بالانهيار يسارع الى طلبهما هذا مانشهده اليوم  ولكن هيهات حيث تحولا الى فعل ولم يعودا قابلان للصرف وإنما للإنصراف . لذلك الكتابه هى الدفاع الذاتى لجسم المجتمع السليم والنقد من الداخل هى المضادات الحيويه لجسم المجتمع حين يمرض, الخوف من الرأى المختلف ضعف والمسؤول الذى يحارب الموظف صاحب الرأى  مسؤول يضحى بالمسؤوليه العامه من أجل منصبه وضعفه وإن بدا بحجم وبهيبة  القياصره. عندما تكون الكتابه تهمه سيعتذر الكثيرون, سيعتذرون للمجتمع ,سيعتذرون أمام مسؤولياتهم, سيعتذرون للمستقبل ذاته, لأن التهمه من  البشاعه بحيث لايمكن  الدفاع عنها إلا بنفى الذات الحامله لها من الأساس والاصطفاف الى طابور الإمعات  المُنًعم.

الأحد، 20 مارس 2011

التدخل الاجنبى وإنتهاك الثقافه العربيه



إشكالية التدخل الاجنبى فى  الشأن العربى أيا كانت الظروف ,  كونه يفرغ الثقافه العربيه من محتواها ورصيدها التاريخى. ماذا يقول تاريخنا وثقافتنا عند تنازع الأهل فيما بينهم , ماذا يقول ديننا عندما تبغى فئة على أخرى. نعم لقد أسرف القذافى وتمادى فى القتل ويجب بالتالى إيقافه ولكن ثمة حيله للأمه لابد من ذلك ,ألا نملك القوه والجيوش . لقد أقسم البعض بأن الامه  كانت من القدره الماديه بأن تحرر الكويت من إحتلال صدام , والجميع يعلم ماجره التدخل الغربى هناك , الأمر الذى جعل من ثقافتنا منتصره لصدام واصفة إياه بالبطل الشهيد. أمة لاتستطيع أن تنتصر لثقافتها ولتاريخها ولدينها  أمه ضعيفه منتهكه, نحن نصنع من الطغاه أبطال حين نلجأ الى الاخر وثقافته وطموحه وأطماعه لقمعهم  بأسمنا وتحت رايتنا, لم تطردهم ثقافتنا  من جراء نفسها  ومع كامل عدتها وعتادها. الثقافه حين لاتتحول الى فعل فثمه عيب فيها أو فى أصحابها. كيف لايمكن لأمه  لها من الامكانيات مالها أن تعجز من جراء نفسها فى التصدى لقوات القذافى. هل حسبتم كم طائره مقاتله فى مخازنها  كلفت مليارات الدولارات؟ وكم من الاسلحه المتطوره التى تُشترى كل عام لتُخزن.؟ هل تحتاج قوات القذافى كل هذا التدخل من الدنمارك شمالا حتى إيطاليا جنوبا؟ وهل كل ذلك تحت دوافع إنسانيه؟ وبروز ساركوزى وكأنه البطل القادم بعد بوش  اليس جرجا عميقا فى تاريخنا وثقافتنا ؟ مهما كان القذافى مجرما فأهله أولى به من ساركوزى وفضائحه. سيتحول القذافى رويدا رويدا الى بطل بعد هذا التدخل الاجنبى , رغم إجرامه فى شعبه  وما مثال صدام ببعيد.  , نحن أمة تحتفظ بجثة أسمها الجامعه العربيه لتبصم على بياض للغير. نحن نملك الاواكس والأف بجميع أنواعها ونملك الصواريخ . نحن أمة لاتتعض وهذه مأساه. القذافى كان مأساه بذاته ونهاية بالتالى وبهذا

الشكل ستشكل مأساه للأمه أيضا. كم مره سنحتاج



 للغرب ليحل لنا مشاكلنا البينيه, وكم طاغيه

قادم فى الطريق , الغرب يوزع الادوار والغنائم

 تلك لامريكا وهذه لفرنسا والقادم لبريطانيا او


 إيطاليا وبعد ذلك الشرق, الصين واليابان. حماية

  الشعب الليبى مسؤوليه عربيه من الاساس , حتى

لو كانت معارك بريه وليس فقط تدخل جوى وقصف يصيب

الابرياء كما يصيب القذافى وجنوده. مأساه التدخل

فى الخليج تتكرر وبطوله قادمه لديكتاتور تتجلى

 , فالثقافه لها منطقها الذى لايتحول وإن تحول

 الواقع الهش تحتها لأنها أى الثقافه ليست فقط 

 تاريخ ولكنها جزء من الدين أو هو جزء منها,

 العبور للتاريخ لايمر من خلال ثقافات الغير , هذه

 مأساتنا التى  لاندركها بشكل يجعل منا أمه

 تتقدم ,أردنا الديمقراطيه من خارج ثقافتنا, فلم


 نستطع لها طلبا,أردنا التحديث من غير قيمنا

 , فلم يأتى وإنما جاءت قشوره تسعى, فاضت الشعوب

 بالطغيان والاستبداد فلم نتعاون جميعا فى إزالته

 وأستعنا بالاجنبى للقيام بذلك وتكفلنا بالفاتوره



 فقط. على كل حال. بودى لوكانت المشاركه القطريه

 الاماراتيه هى الاساس مع غيرها من الدول العربيه

 الاخرى إستنصارا لشعب يئن تحت سياط جلاده. ماذا

نقول للتاريخ بعد إعلان "ساركوزى" إبتداء



العمليات على أرض ليبيا العربيه, مقبرة الغزاه

 للإتيان برأس زعيم عربى حتى ولوكان طاغيه , لقد

 كان أولي بالقيام بذلك بنو أمته وأحفاد تاريخه

 وأبناء دينه الذى لايرضى ضيما لجار أو لشعب. 

 الغرب يكتب تاريخه على حسابنا وزعماؤه يتسابقون

 فى ذلك. إننا أبناء الثقافه  المغتصبه

 بإمتياز , بل وندفع فى هذا الاتجاهمن أجل الاحتفاظ 
بالكراسى ولم ندرك      أن لعبة الكراسى نفسها

 تنفى وجودها الدائم وإستمرارها.  فإلى بطل غربى


جديد وإلى ضحيه عربى جديد تُسلمه الامه  لهٌ ليبنى

   على جثته مجده وتاريخه