الثلاثاء، 22 مارس 2011

عندما تكون الكتابه تهمه



 سألته لمَ توقفت عن الكتابه؟ قال  لأن شرط ترقيتى فى العمل كان يعتمد على توقفى عن الكتابه, وفعلا لما  لم أعد أكتب ترقيت ولحقت بأصحابى. هذا ما قاله لى أحد الأخوه عندما سألته عن أخيه الكاتب ولمَ لم يعد يكتب.   هل صحيح أن الكتابه خطر على الوظيفه؟ أو أن الوظيفه لاتتفق مع الكتابه حيث لاتحتمل الرأى؟ هذه مشكله فعلا. حينما لاتكون   الصحافه سلطه قائمه بذاتها , يضطر منتسبوها الى الجلوس على مائدة الغير فى إزدواج رهيب بين  الرجاء والامل بين المسؤوليه ولقمة العيش. عندما تربط السلطه بين مهنة الصحافه والتجسس , ثمة خلل واضح وشىء ما يجرى فى الاخفاء لايجب الاطلاع عليه. عندما يرتبك المجتمع  فى تقييمه للكاتب بين  وطنى وباحثٌ عن المتاعب "ومحد راح ينفعك خليك بحالك أحسن" ثمة إحساس بعدم الجدوى وبالعدميه أمام الوضع المعاش. عندما تفقد الكلمه أهميتها ومكانتها والتقدير اللازم لها , ماذا عسى ينتظر المجتمع بعد ذلك؟ الكلمه الصادقه والرأى  الواضح المتجرد  هما سلاح الوطن بكل أجزائه , وهما حماية للسلطه قبل المجتمع. عندما تكون ترقيتك على حساب رأيك وموقفك, تصبح التنميه تراجع وإن كانت تحت أكبر شعار, وتصبح السلطه تسير بغير هدى  سوى هدى المنتفعين الذين يتبرأ  كل منهم مما فعله يوم الدين ويلقى باللائمه على رئيسه,أو من إتَبعه . الأسلوب القديم فى التعامل مع أصحاب الرأى لم يعد مقبولا فى هذا العصر, ولكن كون الصحافه  يتيمه فى مجتمعات  الوليمه , ثمة أساليب أخرى منها التجميد , والعزل  والتهميش  ....الخ. عندما يرضى المجتمع بأن يتحول الى مجتمع إمعات, يكون الطريق  طويلا وشاقا أمامه  ليشعر بحريته وبثقته بنفسه. عندما يشعر الكاتب بأن الكتابه تحول بينه وبين مستقبل أولاده كتهمه لاحقه لهم.  ربما يفضل أن ينضم الى طابور الإمعات وينعم باستعارة الجهل والتطنيش على أن يشقى برأيه وبعقله .الاستبداد يبدأ بمصادرة الكلمه والرأى أو عدم الأخذ بهما طالما لايشكلان خطرا ملموسا, وعند بداية شعوره بالانهيار يسارع الى طلبهما هذا مانشهده اليوم  ولكن هيهات حيث تحولا الى فعل ولم يعودا قابلان للصرف وإنما للإنصراف . لذلك الكتابه هى الدفاع الذاتى لجسم المجتمع السليم والنقد من الداخل هى المضادات الحيويه لجسم المجتمع حين يمرض, الخوف من الرأى المختلف ضعف والمسؤول الذى يحارب الموظف صاحب الرأى  مسؤول يضحى بالمسؤوليه العامه من أجل منصبه وضعفه وإن بدا بحجم وبهيبة  القياصره. عندما تكون الكتابه تهمه سيعتذر الكثيرون, سيعتذرون للمجتمع ,سيعتذرون أمام مسؤولياتهم, سيعتذرون للمستقبل ذاته, لأن التهمه من  البشاعه بحيث لايمكن  الدفاع عنها إلا بنفى الذات الحامله لها من الأساس والاصطفاف الى طابور الإمعات  المُنًعم.

هناك 3 تعليقات:

  1. وضعنا متدحدر .. الله يعين ..

    ردحذف
  2. لا نعرف من هو الكاتب الذي توقف عن الكتابة؟ و هل ضحى بموهبة و موقف ؟
    يحق لنا أن نتسائل هل كانت كتاباته جيدة تنشد المصلحة العامة..أم أنه استعمل الكتابة أسلوب ضغط على محيطه ثم تنازل عتها و قبض الثمن. ربما رئيسه وجد نفسه مستهدفا في مقالات معينة فأوقف ترقيته، و عندها تكون الكتابة نوع من الجبن لا كلمة صادقة و رأي واضح متجرد.

    ألا يوجد في المجتمع القطري و غيره من مجتمعات العالم أجمع كتاب يشهرون أقلامهم كسلاح (سأظل أنتقدكم حتى تعطوني المنصب الذي أريده أو المكانة التي أستحقها أو الراتب الذي أرتضيه).

    إذا كان صاحبنا الكاتب و أنت أدرى به من أصحاب الرأي الصادق المتجرد..أعتذر عن تعليقي هذا

    جميل أن تدافع عن حرية الكلمة ...و لكن أي كلمة؟ التي يتخلى عنها صاحبها لينضم إلى قافلة المنعمين (يال التضحية) أم تلك التي ينزفها الكاتب نزفاً و تعيش في دمه فلا يستطيع منها خلاصاً حتى لو أراد ذلك.
    البقاء على قيد الكتابة وحده يصنع الفرق بين الكاتب و الأدعياء.

    أطيب التحيات لقلمك النبيل

    ردحذف
  3. طالما ما يكتبه هو رأى فى الاخير لماذا الخوف منه و وطالما له حق فلم لايأخذه سواء كتب أم لم يكتب. الكاتب الذى توقف كاتب وطنى وموظف سنين طويله جدا

    ردحذف