الأحد، 31 أكتوبر 2010

أى فكر تحمل؟ وليس من تكون "سؤال التحول"

ى فكر تحمل؟ وليس من تكون "سؤال التحول"
عبدالعزيز محمد الخاطر
فى حين يتعامل المجتمع فى المجتمعات المتقدمه بالهويات السياسبه او الايديولوجيه, لاتزال مجتمعاتنا تتعامل بالهويات الاوليه " القاتله" وهى هويات استئصاليه تتعامل مع الجسم وليس الفكر. الفرق بين الهويتين السياسيه او الايديولوجيه وبين الهويه الاوليه هو فى ان الاولى متحركه والثانيه ثابته فالتعامل مع الاولى فيه حراك للمجتمع  اما التعامل بالثانيه ففيه  قتل للمجتمع  . جميع الحروب قامت على  اعتماد الهويات الاولى  كهدف ومحدد اساسى  فى الحياه , العرق الآرى  وتفوق النازيه  مثالا صارخا والعنصريه الصهيونيه مثالا اخر  ومعارك المسلمين والهندوس فى الهند  كذلك. لعلى لا ابالغ اذا قلت ان كل  جهود المخلصين فى هذه الامه منذ اكثر من قرن  كان منصبا على اخراج الامه  من هويتها الاولى الى الهويه السياسيه المبتغاه ولا اعنى اخراجه اى نزعها او  التنكر لها ولكن البناء فوقها  بشكل يجعل منها مشترك انسانى لاتمايزى , محاولات طه حسين والطهطاوى ومحمد عبده ومحمد حسين هيكل  الى الراحلين مؤخرا  الجابرى وابوزيد وحتى اركون, فهم الامه لدينها جزء اساسى من هويتها السياسيه العقيده  هويه اوليه ولكن فهما بشكل متحرك يجعل منها هويه سياسيه  ايضا بمعنى يخرجها من  نسقها المغلق  ويجعل منها اكثر انفتاحا وقبولا للاخر.  حتى الان لايمكن ان  نطلق على خليجنا اى صفه ايديولوجيه كهويه سياسيه ولا حتى على دولنا العربيه  كلها ,  مسكين هو العربى يمشى بهويته الاولى  ليس له غطاء  يخرجه من غابة الهويات الاولى  التي تعتمد الاكل والنوم والتزاوج  والصراع البدنى  معايير للبقاء وعدم الفناء. حديث الديمقراطيه الطويل والممل   كان من الممكن ان يكون اجدى لو  كان بحثا عن الهويه وطلبا لها  كهويه متحركه دائما. مصيبة الامه فى العراق لها جانب قد يكون مضيئا  لو ترك  دون تدخل من دول الهويات الاوليه  المجاوره, محاوله ايجاد هويه سياسيه للمواطن العراقى  وابرازها دون خوف  وتقديم برامج سياسيه تقوم على الفكر لا على العرق او الدين عمل جيد بشرط ان يكون عراقيا صرفا  واختيارا محضا بعيدا  تأثير الاخرين . بمثل هذا قد تتطور العراق من  دائرة الهويه الاولى  الي دائرة الهويه المتعدده لتدخل بالتالى حلبة العصر وتخرج من دائرة  مجتمع الهويات" القاتله"  هكذا هو التاريخ وهكذا صيرورته  ومكره  يخرج   الفرصه من المحنه ويخرج الامل من احضان اليأس.
تتبلور الهويه السياسيه باكرا  ولكن لاتستطيع البقاء  دون بوتقة عمل  لانها  بدون ذلك قد تكون عرضه للتجريم  والمروق لان مجتمع المرجعيات الاولى مجتمع تماثلى بالضروره   والاختلاف يجرى التعامل معه فى الخفاء , هو مجتمع ايمانى  مفروض , انظر كم حزب ظهر على السطح بعد سقوط العراق وحكمه الديكتاتورى  وكم اتجاه وحزب ظهر فى اوروبا  الشرقيه بعد سقوط انظمتها الشموليه . هويات جديده للمجتمعات متجدده . ما تبحث عنه الامه هوادراك ان  الهويه السياسيه  ووسائل التعبير عنها هو الخطوه الاولى لان ادارة الاختلاف فى حينه ستتطلب معارك بارده تدار فى المجالس والبرلمانات , اما الاختلاف فى مجتمعات الهويات الاوليه فالخلاف  او حتى الاختلاف لايحتمل سوى الازاله  لانها كما قلت تقوم على التجسيد  وليس على الفكر بل على حامله.