الأربعاء، 21 مايو 2014

على مقهى....ذات صيف




تنهد بعد ان جلس على الكرسى وقال: ياعمي الله راضي على البلاد واهلها , الجو دائما جميل او ممطر والخضره في كل مكان والانسان يشعر بالحريه والنظام والقانون هو السائد ¸ثم أكد قائلا :أتصدق ان صاحب التاكسي الذي نزلت منه للتو قال لي أن رفع دعوى ضد وزير البلديه لعدم قيام الدوله بدورها في تنظيف منطقته التي يسكنها مطالبا إياه بإرجاع قيمة ضرائبه التي يدفعها لذلك.
سألته أأنت مواطن هنا , قال: نعم منذ عشر سنوات, وسألته كذلك:لم تركت وطنك , أجاب هو الذي تركني وأرغمني على الهجره, قلت له كيف ?
قال: سرقه السارقون واستولى عليه اللصوص , ولعب في خيراته الاقوياء والمتنفذون لم يعد وطنا , اصبح جحيما لايطاق, ثم اردف قائلا : اتعرف عدد العرب الهاربون طوعا وكرها من اوطانهم مقيمون في هذا البلد العلماني , انهم يتجاوزون مئات الالوف, ربعهم على الأقل او اكثر هربوا بدينهم ومعتقداتهم بعد ان ضيق عليهم هناك وسجنوا وعذبوا بسبب ذلك.
قلت له: إذن ان ترى في العلمانيه ملاذ من الاضطهاد الديني والتعسف الانساني ؟. قال لي : هي كذلك , انا امارس عباداتي في المسجد القريب من منطقتي , واصوت في الانتخابات البلديه والسياسيه , واشارك في جمعيات حقوقيه .قلت له ماسلبية العيش هنا ؟ قال السلبيات كثيره كاي مجتمع انساني, لكن الحريه هنا شى مقدس ولاتعني الانعتاق من شىء كما كنا نعتقد في اوطاننا , لاتعني الانعتاق من العبوديه أو التخلص من الاستعمار , أو من النظام الابوي الصارم. لان الاعتقاد بذلك يقوم على أن التخلص من شىء يعنى السقوط في شىء آخر, كالتخلص من الاستعمار اورثنا العسكر والقبيله , والتخلص من النظام الابوى سيورثنا الوقوع في النظام الامومي أو العائلي. الحريه هنا تعني شيئا مطلق , هي الانسان في ذاته بكل ما يحمله من صفات جينيه واجتماعيه .
قلت له: لكنهم ياتون الى بلادنا مهرولين ,أجاب: يأتون بمفهوم الثقافه المتعاليه التي حققت ذاتها الانسانيه وتبحث عن مصالحها الدنيويه بناء على ذلك ،فالغربي يأتيك , وقد سبق له اختراقك ثقافيا حتى ولوكنت اكثر منه علما وتحصيلا .
قلت له: ماذا عن الاسلام ؟ قال لي : لاتخف الاسلام ينتشر هنا بالرغم من التشويه الكبير الذي يلحق به جراء ما نقوم به كمسلمين نحمل إسمه. واسترسل قائلا : أنا احد الذين يدعون الى القراءه عن الاسلام ,وأدفع جزءا من راتبي لترجمة بعض الكتب عنه مع عدد من أصدقائي المقيمين هنا . واستمر قائلا: ليت اخواننا في وطننا العربي يدركون حساسية وضعنا في هذه البلاد ويرفقون بالاسلام الذي هو هويتنا , لاتعلم مايسبب لنا اختلافاتهم وصراعهم حوله وحول مراميه.
قلت له : ماذا عن الربيع العربي؟ قال لي: تصدق ياسيدي الفاضل أنني منذ أكثر من عقدين كنت متوقعا لحدوثه وذكر ليي سبب ذلك قائلا: كنت في إحدى دور النشر العربيه هنا , ولاحظت اندفاعا كبيرا من جانب المصطافين والسياح العرب لشراء كتابا كان نازلا للتو.. في دور النشر إسمه" سيكلوجية الإنسان المقهور" الجميع يسأل عنه ويخبر الغير ويتوافد الجميع لطلبه, من بينهم شخصيات كبيره بل ووزراء ومقربين , أدركت ان الجميع يعيش ويتمتع لكنه يدرك تمام الإدراك ان كل هذا شىء مؤقت وانه قائم على جرف هار لايلبث ان يسقط في الآتون أو القعر وأن سيكلوجية القهر متجذره وإن ما يعلوها من طبقات هي اشبه بطبقات الشحم الذي لايلبث أن يذوب . قلت له :ألا تنوي أن تعود قال: ساعود حتما الى وطني يوما ما ,دعني الان أحلُم.

الأحد، 18 مايو 2014

قناة الريان .....سنتان تحت الشمس



تحتفل قناه الريان بإنتهاء عامها الثاني ,وهي مناسبه جيده للابتهاج وللتقييم وللمراجعه كذلك, ولايعني ذلك الانتقاص من الجهد الكبير الذي بذل سواء من قبل الاداره والعاملين فيها خلال هذين العامين المنصرمين لتتبؤأ مكانا ملحوظا بين وسائل الاعلام القطريه الاخري المحليه او الدوليه ولي هنا بعض الملاحظات:
أولا:كما يقال دائما أن القناة جاءت لخدمة التراث وبالفعل تقدم شذرات جيده من التراث إلا أن كونها كذلك إضطرت الى إفتعال تراث كذلك , فهناك نوع من التكلف في لىً اعناق الاسماء لتبدو "تراثيه" ك كلمة "نديب" مثلا بدل مندوب أو مراسل. أو كلمة "رمعه" وهي مقصوره على قلة , ولا اذكر أن اهل قطر يطلقون هذا الاسم على حل الالغاز بشكل يبدو معه تراثيا,وكذلك الألفاظ التي تدل على الأوقات ك "مسيان أو "عصيًر". أو بين الصلاتين, الالفاظ التى تدل على الوقت لاتزال تستخدم حتى اليوم في المجتمع , لكن من الصعوبه استخدامها إعلاميا أو ليس هناك داع لإستخدامها كتابيا للدلاله على تراثية القناه.
ثانيا:المجتمع القطري مكون من ثلاث فئات 1- باديه 2- حاضره باديه3- حاضره بحر , تركيز القناه مكانيا كما كان يبدو لي على الباديه وعلى الحاضره اهل البحر, في حين القطاع الاكبر في المجتمع القطري كان ولايزال هم الحاضره –الباديه , كان بودي التركيز على اماكن سكنهم وفرجانهم كالريان والبدع والرميله والجسره وهي قد ازيلت الآن إلا أنه من الضروره التاريخيه التأريخ والأرشفه لذلك أين من سكنها من رجالات قطر؟ لأن التراث أصلا "تأريخ" للمكان وللإنسان.
ثالثا: برنامج "لول" جيد لكنه لايؤرخ للانسان بقدر ما يعرض صور المكان,
رابعا:التاريخ والتراث "قيم" وليس ألفاظ, لاتحتاج قناة الريان لالفاظ قديمه لكي تثبت تراثيتها بقدر ما تحتاج الى عرض قيم التراث وتوصيلها بصوره حديثه مناسبه لشباب تويتر والفيس بوك.

خامسا: اللقاءات التى تقدمها لاتمثل اية اضافه ليس فيها برنامج حواري سوى واحد توقف وكان اشبه بالسؤال والجواب , لذلك تبدو لقاءاتها مبستره.
سادسا: أحد برامجها عن الصيد بالطرق التراثيه "القلائل" جيد إلا أنه مكلف ومتكلف لذلك يبدو وكأنه مقناص 5 نجوم ,بودي لو كان اكثر بساطه.

سابعا: سمعت عند البعض أن قناة "الريان " قناة اهل قطر , فماذا عن تلفزيون قطر إذن؟ اخشى من هذا "التكور" حول الذات بين أبناء الوطن الواحد, في مجتمع يستوعب الآن جميع االجنسيات كما حذرت سابقا من خطورة أن توضع لافته او شعارا طائفيا في حفلات عيدنا الوطني من كل عام.

ثامنا: اعتقد ان على قناة الريان اليوم الابتعاد عن الفاظ التراث نحو قيم التراث وبرامج التراث بلغه عربيه رصينه من ناحيه التقديم والكتابه لا من ناحية الحوار داخل البرامج المعنيه بعرض اشكال التراث داخل المجتمع, وإلا ستظل اقرب الى برامج الباديه منها الى قناة التراث , نريدها بمستوى الجزيره التراثيه أو ناشيونا ل جيوكرافيك أو نطمح أن تكون في مستواهم , لكن اذا استمرت بهذا المنوال فلن تضيف سوى كلمات تنبش عنها ذاكرة أناس تبقوا من "وطر مضى"
وسيختلف البعض حول نطقها , كما إختلف مذيعي القناه حول نطق كلمة "الشقب",واخيرا أشير أنني ما قصدت سوى الإصلاح من باب الحرص على وطن أحتضننا جميعا ولايزل يسقينا من نبعه كأسا فراتا