الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

دور الجامعة


 

تشكل الجامعة الشريان النابض للمجتمعات, ففي رحابها تنشأ أهم شريحة من شرائح المجتمع متألفه من اساتذه وباحثين وطلاب و يمثل  تطلعات المجتمع وىماله نحو المستقبل , في مدرجاتها تطرح القضايا وتناقش الأمور ويُرسم الطريق الى المستقبل , كما للنخب الجامعية القدره الفائقه على التأثير في حركة المجتمع ورصد أولوياته , كما يتطلب من الاجيال القادمة الى الجامعة أن يكون لديها حد أدنى من الوعي بطبيعة الدراسة في الجامعة,بانها دراسة خارجة عن التنميط والجمود,  لذلك تجد التغيير ياتي من  المجتمعات الطلابيه ومن الجامعة, يجب أن يكون العمل الجامعي بعيداعن الشعارات الجوفاء والايديولوجيات  الرنانة, لذلك نحن بحاجة الى ثقافة تفتح المجال الجامعي للإبداع وليس  لاعادة انتاج ثقافة المجتمع المعاقة, التي نسقطها على الجامعة بتابوهاتها لنعيد انتاجها ثانية موثقة بدرجات علمية جوفاء.كيف يتحصل ذلك ؟ عن طريق عدم الهيمنة على ثقافة المجتمع  وتوجيهها بشكل يخدم فئة او طبقه معينه وتعزيز وتدعيم قيم  تخدم ايديولوجيا  معينه دون غيرها في المجتمع  , أو حصر الثقافة ضمن فهم محدد سواء كان اجتماعي أوديني غير قابل للنقاش او للتداول  بصيغة أخرى تقليل مساحة الخطوط الحمراء ما أمكن  وفصل الاجتماعي عن الديني  بحيث يدخل الطالب الى الجامعة بعقلية  لديها مساحة اكبر للتحاور والنقاش , الهيمنة على ثقافة المجتمع وعدم ترك بذور المجتمع المدني تنمو  لايساعد الجامعة على ادائها لدورها بالشكل الصحيح , الطالب لدينا يدخل الجامعة ليتحصل على شهادة   وليس للبحث لأن مجال البحث في عقليته محدود إن لم يكن مسدود , فهو مزود بثقافة مكتملة جاهزة  من مهده الى لحده ومالجامعة الا وسيلة  كوسيلة ركوب القطار للوصول الى المحطة , لذلك  كل نفس تطلقه الجامعة تخمدة ثقافة المجتمع المقفله, ولو تساءلنا ماذا قدم مثقفينا  الجامعيين سنجد انهم تحولوا الى ناشرين للثقافة السابقة على عصر الجامعة كمفهوم وكدور لانها اصلا أنشأت ضمن  مشروع الهيمنة على المجتمع وبالتالي اصبحت جزءا لايتجزأ من أدواته.  

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

ثقافة التطبيل ...مجتمع معاق

 




 اذا تحول المدح أو الذم الى ثقافه وهما في الاساس موقف فانت امام مجتمع معاق لانه حول الموقف المتغير الى ثقافه ثابته ،على كل حال ،فان طيف الحراك المجتمعى فى دول الخليج يتحرك   على خط أُفقى طرفه الأول الإحتجاج بدرجته القصوى المتمثله فى النزول الى الشارع الى طرفه الآخر  الأقصى المتمثل فى المدح الزائد عن  العاده. ولى هنا بعض الملاحظات على فكرة الاحتجاج  وغرض المديح:

أولا: المجتمع محصلة آراء   أفراده  , بهم  يصبح عددا وبإآرائهم يصبح قيمة  .

ثانيا: المد يح   هو مدح تحول الى" ثقافه"  أو طبقه تسمى "المداحون أو المطبلون"فأصبح مديحا  لايرى سوى الحسن ولو كان  الأمر سوءا وشرا مستطيرا. حتى أن المرء ليُسىء ومع ذلك يمدح على إساءته كما يذكر الشاعر محمود البارودى/ وأعظم شىءُ أن ترى المرء ظالما يُسىء/ ويتلى فى المحافل حمده.

ثالثا: المديح كثقافه هو إحتجاج سالب إنقلب على  صورته الجدليه  المتمثله  من فعل/ إحتجاج/  يمنج من تفاعلهما "حل"   إلى فعل/  عدم قدره على الاحتجاج/ مديح.

رابعا: المجتمع الديمقراطى يقوم على الرأي والرأي الآخر ويستهجن المديح  لأنه يضع العمل فى إطار المسؤوليه  والمسؤوليه  فى إطار القانون.

 خامسا: الرأي الاخر دليل على  حيوية المجتمع  والمديح "الاحتجاج السالب" دليل على  أنه مثير للشفقه.
سادسا: تتأثرجميع أوجه الاحتجاج  عندما يعجز المجتمع  عن بلورته ذاتيا أو نتيجة الخوف وتعرضه للقمع , فيشيع الابتذال فى الثقافه ويتحول النقد البناء  نقدا شخصيا وربما مؤجورا ويصبح الرأى  خادما   للإملاءات  وليس رأيا حرا .

سابعا: إذا شاعت ثقافة المديح "الاحتجاج السالب" أصبح المجتمع مسرحا مهيئا للمؤامره بأشكالها المتعدده  لتعطل الصوره الجدليه  التى تقود الى التغيير  بديناميكيه  وحيويه .

ثامنا: الثبات كثقافه موجوده فى تاريخنا العربى والاسلامى  تستمد قوتها من  فهومات وتفسيرات كثيره منها الدينى ومنها الاجتماعى , فلذلك يبدو الاحتجاج  مقصدا لكثير من  الفتاوى المستهجنة له كخروج عن الطاعه وإجتماعيا كمعصيه  لللثقافه الابويه.

تاسعا:
قيام المجتمعات على مركزية الصوت كما يوصفها "دريدا" يساعد على  تكون" الاحتجاج السالب" الذى ذكرت, مركزية الصوت تتطلب منبرا لايحتله سوى فرد معين  أيا كان شكل هذا المنبر  دينيا أم إجتماعيا,
عاشرا:  يصبح المجتمع  معرض للإنفجار  بصوره أعنف من غيرها  عندما يختفى الاحتجاج الايجابى والصحى ويشيع الاحتجاج السلبى  بصوره ممقوته لأنه سقف مقفل  وكسر لمعادلة التطور وإيقاف لمسيره التاريخ القائم على التغير المستمر..
أحد عشر: عندما تطبل الصحافة, تفقد خاصيتها  التحليلة والنقدية وعندما يطبل رييس التحرير دونما لازم يصبح عضوا في فرقة "حسب الله" الشهيره

الأحد، 6 نوفمبر 2016

الحامل الاجتماعي الذي خسرناه


  

منذ أن تم التصويت على الدستور الدائم لدولة قطر في عام 2004 وحصل على موافقة ومباركة مطلقة جاوزت 96%, تم وضع أساس لحامل إجتماعي للنهضة في دولة قطر, رغم ماقيل عن طبيعة اللجنة المشكلة لاصدارة  ورغم ماقيل عن بعض المواد الذي جاءت فيهو إلا انه كان يشكل كما قلت رافعة أو حامل إجتماعي  نحتاجة في ذلك الوقت ولكان من الممكن تطويره الآن بعد مضي أكثر من عشر سنوات  على إعتماده لو أُعتمد. لكن لم يتم شيئا من ذلك, ففقدت الدولة الحامل الاجتماعي  الذي كان من الممكن أن يُسرع ويُرشد من استؤراتيجياتها المرحلية ورؤيتها الموضوعه لعام 2030, هذه الرؤية الطموحة  التي لايمكن لها أن ترى النور دون تنسيق وتنظيم يحكمه دسنور  مفعل   رقابيا وتشريعيا , ما نسمعه هنا وهناك من اختراقات واختلاسات و استغلال للسلطة في ادارة مشاريع عظمى وتوقف بعضها  وهدر لأموالها من أطراف لاتراعي مصلحة الوطن وإنما همها الربح السريع سواء من أشخاص  أو من شركات كبرى عالمية من الشرق أو من الغرب ,غياب الحامل الاجتماعي  الفعلي لعملية التنمية هو سبب استشراء مثل هذه الافعال  والتصرفات السيئة التي تضر بالمواطن وبخيرات البلد , أذكر عندما خرجنا للتصويت للدستور كنا  في أعلى حالاتنا النفسية ايجابية وقبولا واستبصارا في خدمة هذا الوطن , هناك من يقول أن أهل قطر لايريدون مجلسا منتخبا للشورى , في حين أن   ثلث مواد الدستور كما يقول الدكتور حسن السيد استاذ القانون الدستوري تتكلم عن المجلس ودوره وتنظيمه واسس الترشح ومواصفات المرشح, كيف يصوت 98% من مجموع المصوتين بنعم على هذه  دستور هذه مواده ثم  يبدون عدم رغبة  بوجود مجلس منتخب؟ أنا أعتقد أن رؤية قطر 2030 بل والتنمية بشكل عام  في الدولة كانت ولاتزال تحتاج الى حامل اجتماعي , وضعنا لبناته في عام 2004 إلا أننا لم نكمل البناء عليه, فأقمنا وشرعنا في تنمية دون حامل إجتماعي  تستند علية مشاريع  البلد وفي مقدمتها مونديال 2022 مما سهل على ضعاف الانفس التسلل من الفجوات التي كان من الممكن أن يغطيها وجود هذا الحامل الاجتماعي الدستوري إعلاميا  وقانونيا , مما سهل على منظمات العمل الجائرة  فرصة الاختراق  دونما التوقف أمام وسط  فاعل  يتعامل معها بشكل أكثر قوة وثبات  وبمبادرة وليس ردود أفعال  من خلال الرد الاعلامي الباهت سواء بيانات رسمية  او دعوات تبدو وكأنها إستجداءات.