السبت، 29 مايو 2021

المرشح القادم بين الوظيفة والحرية

السماح للعاملين في الجهات الحكومية بالترشح لعضوية مجلس الشورى مع احتفاظهم بوظائفهم وترقياتهم واقدميتهم مدة العضوية" " هذاأحد بنود قانون الانتخاب الذي تمت موافقة مجلس الوزراء الموقر علية وتم احالته كذلك لمجلس الشورى ,بند جميل ومراعاة مقدرة من جانب الدولة بلاشك , ودليل واضح على أن المواطن يحتاج الى ذلك في هذة المرحلة حيث لايمتلك سوى وظيفتة الحكومية وامتيازاتها , ولكن في نفس الوقت يكشف عن فجوة يجب تلافيها مستقبلاً وربما في المجلس الثاني او الثالث على اقصى تقدير وهي فجوة , التصاق الفرد بالدولة دون وجود مجتمع مدني ينتمي اليه يخفف عليه اثر تركه لوظيفته بعد تقاعده , لو كان هناك مجتمع مدني له تأثير لما احتاج المشرع لهذا البند حيث ستكون مرجعيته الوسطى الثقافية هي منبع الترشيح في الاغلب وليس اي مصدر من مصادر المرجعية الاولى التي تحتاج الوظيفة ومميزاتها, ثم ان هناك القيد الذي سيفرضه هذا البند على حرية المرشح المنتخب حتى ولو كان متفرغاً تماماً اثناء عضويته الا أن ثمة تأثير سيظل ملازماً له جراء كونه موظفاً حكومياً هل سيراعي وظيفته على حساب صوته وابداء رأيه؟ , فهو موظف وله رئيس وفوقه وزير, وله مصالح مرتبطة بالوظيفة , في الوضع الطبيعي العضو المنتخب يمثل الأمة او الشعب فهو متجرد من كل قيد يعيق حريته في ابداء رأيه في المراقبة والنشريع , فعضو البرلمان صيغة نهائية غير منقوصة لتجلى الحرية في المجتمع, حتى بعد تركه للمجلس او للبرلمان فلا يزال يحمل صفة هذة الصيغة لأنها كما قلت صيغة نهاية لإنجاز الشخص أهم من مناصب الدولة بما فيها الوزارة, على الفائزين في انتخاباتنا القادمة حمل كبير في الموازنة بين الوظيفة والدور في المجلس بين الرأي المتجرد ومصلحة العمل بين مصلحة الوطن والمصالح الضيقة للأفراد , هذا قيد يجب التخلص منه في اقرب فرصة وان كانت الظروف قد فرضته في حينه , كما ذكرت مراراً نحتاج الى تقوية المجتمع المدني حتى نخرج من سجن الوظيفة الحكومية ليس فقط المادي بل وحتى المعنوي والثقافي كذلك, ثم الانفكاك من أسر الوظيفة من خلال اعتبار العضو المنتخب  صيغةً اعلى للحرية في المجتمع له كينونته المادية خارج اطار الضغوطات وله الحصانة الدستورية مالم يرتكب ما يتطلب رفعها , خوفي على الوعي من التراجع كما حصل في انتخابات المجلس البلدي السابقة حيث طغت الوظيفة على صيغة الحرية حتى اصبح الترشح له يتضاءل كل دورة عن سابقتها حتى تصحرت الدوائر الانتخابية. اللهم وفق اميرنا لما فيه خير البلاد والعباد واحفظ قطر وشعبها من كل مكروه

الاثنين، 24 مايو 2021

سوق"واقف" أمس واليوم

كان الرجل حينما يقول "أنا رايح السوق" لايعني فقط أنه ذاهب ليتبضع , بقدر ماهو ذاهب ليلتقي بغيره من الاصحاب والاصدقاء,كان السوق يعني الملتقي الاجتماعي الذي يكشف عن مدى ترابط المجتمع , ترابط الاقتصادي بالاجتماعي ,التقاء الفرصة بالمناسبة لذلك هناك دكاكين او محلات لها صفه اجتماعيه اكثر منها صفة تسوقيه , ايضاً تجد العديد من رجالات قطر يلبسون "البشت " حينما يذهبون الى السوق, دلالة على مكانة السوق ورمزيتة الاجتماعيه في ذلك الوقت لاحظ الفرق اليوم كيف يلبس من يذهب الى المولات و من ابناء قطر البعض وليس الكل ناهيك عن الجنسيات الاخرى , وبل ماذايعني ذهابك الى المول وبماذا يفسر ضمن تفسيرات أخرى ؟ تجد الوزير وتجد المسؤؤل وتجد المتقاعد , الجميع يذهب الى السوق ليلتقي باصحابه كان أكثر من مجرد موقع للتبضع . السوق وأعني سوق واقف بالذات في الماض له رمزيه اجتماعيه لم تعد موجودة اليوم, كان يمثل جزء من ثقافة المجتمع ومن شخصية القطري , سوق واقف الجديد لم يعد كما كان , اليوم تشعر وانت في وسطه بأنك ضمن ثقافة اخرى , ليس من ناحية الزي فقط ولكن من ناحية التصرفات والسلوكيات, الجديده بعد تلك التي كانت تعكس حقيقة المجتمع القطري , ما يحزنني هو ذهاب رمزية السوق والتاجر معا , لم يعد السوق يرمز الى المستوى الحقيقي لمعيشة المواطن ولم يعد التاجر نبيلا الى درجة ان يكون يجمع بين انسانيته واجتماعيته وبين السعي وراء الربح بأي ثمن , طغت الماده بشكل جارف على السوق وعلى التاجر, أعتقد أن سوق واقف كان يعبر عن التراث سابقا اكثر منه اليوم رغم تجديد شكله نحو التراث الا أن روحه التراثيه ذهبت مع ذهاب ذلك الرعيل وتلك الدكاكين والمحلات التي ,كانت تواصلاً وروحاً قبل اي شىء اخر , كان يأتونها إتصالا بالثقافه وتواصلاً بالمجتمع , ثقافة اجتماع وتواد و مشاركه قبل أي شىء آخر , اليوم يفتقد الروح ويفتقد رائحة البخور والعود الطيب في دكاكين تجار ذلك الزمن مقارنة بدخان الشيشه الكثيف المؤدي الى الاختناق والسعال. ويفتقد اغاني عبدالله الفضاله و اصوات محمد بن فارس اللي يبيعها "بومرداو" والتي تسمعها حين عبورك لدكانه خارجا من السوق ,ودكان الغزال لبيع خيوط الحداق الذي كنا نتكدس عنده لشراءها في اخر ايام الاسبوع للذهاب للحداق وما اكثر خياراتنا في ذلك الوقت ,سواءً السيف الشمالي أو الساحل الغربي دخان وماحولها , أو السيف الجنوبي العميق ,وليس كماهي حالة الاختناق التي نعاني منها اليوم في دولة يحيط بها البحر من جميع الجهات تقريباً كثيرة هي الدكاكين والمحلات التي كانت تحمل اسماء اصحابها اكثر من حملها لنوع البضاعة التي تبيعها دليلاً على اجتماعية المحل او الدكان السوق اليوم ضجيج أغان , وعرض ازياء , ولهجات مختلطة فيه اختلاف الا انه اختلاف لايعطي معنى بقدر ما يعطي رمزية الا ان الزمن قد تغير تغيراً مادياً فرضه قساوته على الروح وعلى الذاكرة لمن تبقى من ذلك الجيل الجميل , التغير سنة كونية لامناص منها ولا اختلاف في قبولها , لكن تدخل يد الانسان في استجلابها قبل أوانها يحدث شرخاً معنوياً وقطعاً طولياً في جسد المجتمع وفي ذاكرته , يكاد يسقطه مترنحاً حتى يسترد توازنه بعد حين.