الأحد، 20 يناير 2013

الرأى العام عندما يفتقد الإستناره

يطنب البعض عندما يأتى الحديث عن  أى تشكيل  وزارى مرتقب ويبدأ الحديث عن ضرورة اختيار الوزير"الكفؤ" والذى يعمل لمصلحة

 الناس ويعمل  على قضاء حوائجهم  ويضع البعض "هشتاقا" فى تويتر   للحديث عن الوزراء القادمين  وتوقعاتهم  حول الاسماء المرشحه او المتوقعه    ويدلى الجميع برأيه ويتسابق الكل فى الاشاده ببعض والتنبيه من صفات البعض الآخر  ولاحظت مشاركه فاعله من صحفيين وكتاب  انغماسا فى الموضوع دون وعىً او إشاره   لجوهر القضيه  رغم كونهم من المفترض ان يكونوا هداه للرأى العام وليس طابورا من طوابيره,ولى هنا بعض الملاحظات.
أولا:الوزاره"الحكومه" هى السلطه التنفيذيه فى مقابل السلطتين التشريعيه"البرلمان"و السلطه  القضائيه فهى لاتعمل لوحدها  وانما  بارتباط وثيق و"تعاون"  ناهيك اذا لم يكن هناك تشابك وربما ابتلاع من جانب سلطه معينه وغالبا ماتكون التنفيذيه للسلطتين الأخرتين,  لذلك الحديث عن تشكيل وزارى وكأنه موجة الخلاص وعن الوزراء المعينين وكأنهم  وسيله للتغيير  لامبرر له وينم عن جهل  بالفكره العامه  لفلسفة الحكم.

ثانيا:التشكيل الوزارى الجديد دائما ماينم عن تغيير فى السياسه او الاستراتيجيه العامه للدوله طبقا للمتغيرات ولايأتى هكذا اعتباطا   فمن الغباء التحدث عن الوزراء كأسماء  فى حين عدم معرفة الاسباب  الحقيقيه وراء التغيير .

ثالثا: الطبيعى  أن يوضع الهدف من التشكيل الوزارى ثم  لاحقا توضع الاسماء المرشحه فالانشغال  للمتابع من المفروض ان ينصب على الهدف من التشكيل الوزارى  وليس على الاسماء, ومحاوله  الدفع لاشراك الرأى العام فى بلوره مثل هذا الهدف العام.

رابعا:الحكومه لاتعمل من دون سياسه واضحه معلنه ومصادق عليها ومراقبه كذلك من البرلمان, اذا افتقد هذا  لايجدى البحث عن وزير"كفوْ " لانقاذ المواطن,.


خامسا: لايمكن محاسبة سلطه تنفيذيه فى حين عدم اكتمال السلطتين الاخرتين القضائيه والتشريعيه , فالحماس حول الاسماء وترقبها  يدل على عدم وعى المجتمع وخلطه بين المنصب السياسى والمكانه الاجتماعيه , فى هذه الحاله يكون انجاز الوزير كإسم لاعلاقة له بالمنصب السياسى وانما يأتى كثقل اجتماعى  للشخص, لذلك فى مثل هذا الوضع أرى توزير الفعاليات الاجتماعيه المؤثره أوالتى لها قدر من التأثير  فى استصدار  مايخدم المواطن  بعيدا عن المؤهلات الاخرى.

سادسا:  انشغال الرأى العام  بالفروع  وعدم ادراكه لأصل الموضوع  خاصه من قبل العديد من الصحفيين والكتاب يدل على أن  المشكله  فى من يفترض انهم قادة الرأى العام.

سابعا: لايزال الإسم  له صداه  على حساب النظام  ولاتزال صفة الاسم "كفؤ ومب كفؤ " هى التى تقود التوجه , لذلك يتمسك الجميع بالمنصب سوى من كان كفؤ او مب كفؤ وجميعهم كفؤ لأن الخلل فى السيستم وفى الرأى العام المنقاد بعقلية الفزعه" واللى مايفزع مافيه خير. المعالجه القبليه لاتزال سائده لأمر مدنى  هام من المفترض الوعى به وادراكه  لأنه ليس غنيمه وانما مسؤوليه جماعيه
 ثامنا : هل سمعتم عن مجتمع متقدم يهتم بأسم  من يُعين وزيرا , هل يعرف الشعب البريطانى مثلا اسماء وزراءه أو هل يهمه ذلك؟ هذه هى المشكله  . أمامنا طريق طويل ولكن علينا ادراك مواطن الخلل  والوعى بها حتى يمكننا تخطيها , الرأى العام يحتاج الى من ينوره ويوضح له طريقه, اذا كانت الصحافه عبئا على الرأى العام بدلا من أن تكون منارة له ودافعا له  للخروج الى وعى أكثر تمثيلا لإرادته  فلا تنتظر من المجتمع انجازا ولاخيرا, أصحاب القلم صحفيين كانوا أم كتابا     إذا لم يمتلكوا الرؤيه  فلا حاجةللوطن فى أقلامهم  وصحفهم.
 تاسعا: الحكومه تقيم كأداء متكامل وليس كأشخاص " وزير الداخليه أحسن وزير ووزير ........  ماينفع لايقدم ولايؤخر" هذا منطق الرأى العام والصحافه مع الأسف. هناك مايسمى بالمسؤوليه التضامنيه  تضع الوزاره  كلها على ميزان التقييم  وليس وزيرا دون آخر   بالنسبه للمجتمع .

عاشرأ: الإنجاز ليس عملا مقطوعا من شجره هو ثمره لتراكم مؤسسى  يتغير من يعتلى المنصب ولكن الانجاز يتواصل , انجازاتنا مقطوعه من شجره   لأنها فرديه  ووقتيه لذا نضع إسم الوزير وقوته كمؤشر  وهذا لايستقيم فى دولة التنميه , الوعى بهذه النقطه أراه ضرورى  جدا.