السبت، 5 يوليو 2025

مجتمعنا بين المثقف والاستبداد الثقافي

 لايوجد مثقف في مجتمعنا بالمعنى الذي سأذكره او بالاحرى الذي ذكرته في مقال سابق والذي يعني حركة مستمره في الواقع تبحث عن التجديد المستمر    في المقابل , يوجد الكثير من صور الاستبداد الثقافي في شتى صوره سواء الديني منها أو الايديولوجي تتكاثر يوما بعد آخر لأن إستراتيجية المستبد الثقافي المثلى هي الاسقاط لكل فكر مخالف وبالتالي هو مناقض تماما  لصورة المثقف التي أشرت إليها ,   من يحمل فكرا ثابتا جاهزا يعمل على اسقاطه دائما على واقع متحرك  بشكل يحفظ له وجودة واستمرار رقابته  لايقبل اي مرجعية منافسة, والاشكالية أنه يحتل الصورة النمطيه السائده  للمثقف في المجتمع  فيعتبر المجتمع أن المستبد ثقافياً هو المثقف  أو  الصورة الاعلى  للمثقف ومادونه  ليسوا سوى مجرد  صور مشوهه , فالفنان مثلا او النحات  او الرسام  اوغير ذلك من مثقفي المهنه التي تتطلب الابداع والخروج ربما  خارج نطاق المفكر فية  ليسوا سوى بدع  ومروق . يتعتمد اشكال الاستبداد الثقافي على النص بينما يعتمد المثقف حالة المجتمع الذي يعيش فيه مصدرا  لفكرة  ونطاق حيويته , لايعني أنه مضاد للدين او لاديني , لا لكنه لايسقط النص  وفهمة الثابت له على المجتمع  بشكل يعطل فيه قوى المجتمع العقليه  ولايمارس سلطة عليا عليه, بل يخلق شعورا من التفاعل  بين ثقافة المجتمع وظروفه تجعل من  التغيير  متقبلا  .الفقيه صورة متقدمه للمثقف الديني الذي آمن بثبات   النص    كتفسير ورؤية ثابته لاتحتمل معها تغير العصر وإنما يعيش العصر في داخلها   بينما المثقف الحر في مجتمعاتنا يفترض أنه

صورة متقدمه للمثقف  الذي يواكب العصر  تخلصاً من حالة الجمود والتكرار ومحاولة اجترار الماض وسحبه ليمثل الحاضر ويستولي على المستقبل كذلك وفتح المجال الى نظرة ارحب  لتغير العصر  والمشارب بشكل  يحقق للمجتمع  صوره اسمى من صور الانسانية.   , على كل حال,تعيش مجتمعاتنا اليوم صراعا يبدو انه  حتى اليوم محسوما لصالح المثقف المستبد  على حساب المثقف الحر, بل  أنه أصبح رجل السياسة وفارس الاقتصاد ورجل الاستثمار  ومغرد تويتر  ونجم سناب شات.  

الثلاثاء، 24 يونيو 2025

الهوية وإشكالاتها4\4

 

  إن مجتمعاتنا من فرضية ثبات الهوية ورسوخها وتكورها بشكل يجعلها تخترق الزمن دون الإحساس بدورها في التجدد والتطور .

هناك عدد من الملاحظات من بينها: إن الخوف على الهوية ينطلق أساساً من عجز الثقافة من تحويل النص إلى معنى، فاحتفظنا بالهوية كنص ثابت وليس إلى معنى شعوري يتحرك مع الزمن .

  لا يتقدم المجتمع إطلاقا ما لم تكن هويته أمامه وليست خلفه. ليست هناك هوية خلف المجتمع، هناك تاريخ له سمات وتراث له مميزات يبنى عليها ويراكم حولها من خلال المرور خلال الزمن. الهوية الإسلامية هي اختراق للزمن وليس ثباتاً بحكم صلاحيته لكل زمان ومكان .

  هناك ارتباط بين ثروة المجتمع ونظرته للهوية، نظرة المجتمع للهوية بأنها ماضٍ مكتمل يجب الحفاظ عليه، يصرف الثروة باتجاه الماضي الموروث سواء كان تاريخا أو بشرا. المجتمعات المتقدمة ثروتها جزء من هويتها المستقبلية، فهل هي بانتظار المستقبل .

  الهوية التوافقية هوية سياسية، وليست دينية، هي هوية مستقبلية تستمع للآخر دون فزع، وتحاور المختلف دون خوف، فلذلك تتطور ويتطور معها المجتمع. والدين ليس مجالاً للهوية إلا ببعده الإنساني لأنه جاء ليكسر الهويات المنغلقة من طائفة وقبيلة وعائلة، نحن مجتمعات تعاني من عدم إدراك لحركة الوعي عبر التاريخ، فالدولة مرحلة من مراحل تبلور الوعي التي وصلت إليها تلك المجتمعات، بينما ظهورها لدينا سابقًا على الوعي بها، فأصبحت شكلاً من أشكال سيطرة الماضي على الحاضر لا أكثر .

مجتمعات الهوية الجاهزة

  مجتمعات الهوية الجاهزة بأنها لا تتطور ولا تتقدم لأنها ليست مجتمعات حرية حين يعتقد الناس أنهم يمارسون حريتهم، وهم لا يمارسون سوى حرية التصرف وليست حرية الإرادة، فرق كبير بين الاثنين؟.

  أن حرية التصرف ضمن ما يسمى بالهوية حرية ناقصة، لأنها محكومة أصلاً داخل إطار الهوية المعطاة، الحرية تتطلب انفتاح أفق الهوية نحو المستقبل، تعني أن تختار هويتك أو أن تصنعها أنت، لا أن يحددها المجتمع مسبقاً اعتماداً على تصور ماضوي يجري تحديثه بإعادته وتلقينه من جيل إلى آخر .

  ما أود الإشارة إليه هو ألا تبقى الهوية ربوة عالية تقف عليها وتنظر إلى العالم منها، أن يختار الإنسان من يكون، هي هويته، الدولة لا دخل لها بالهوية، كما يصرخ البعض بين حين وآخر على الدولة أن تحافظ على هويتنا، هذه دعوة للشمولية وللعبودية وليس للحرية، الدولة شكل للحكم وبينما الحرية شكل من أشكال الإنسانية، الإشكالية الأكبر حين تتدخل الدولة في فرض هوية وشكل محدد لها لتكتب تاريخاً أو تعيد هندسة المجتمع اجتماعياً، هذا كله من مثالب الخلط بين الدولة والهوية سواء .

  نحن مجتمعات امتداد وليست مجتمعات إنجاز وهنا يكمن الإشكال الكبير والصراع على التاريخ كما كان لا كما يجب أن يكون، كذلك الدين ليس مجالاً للهوية إلا ببعده الإنساني لأنه جاء ليكسر الهويات المنغلقة من طائفة وقبيلة وعائلة، نحن مجتمعات تعاني من عدم إدراك لحركة الوعي عبر التاريخ، فالدولة مرحلة من مراحل تبلور الوعي التي وصلت إليها تلك المجتمعات، بينما ظهورها لدينا سابقًا على الوعي بها، فأصبحت شكلاً من أشكال سيطرة الماضي على الحاضر لا أكثر .

 

الأربعاء، 18 يونيو 2025

مالعمل؟

 نعيش أجواء حرب أسأل الله جلت قدرته أن يخرجنا منها سالمين وأن يحفظ خليجنا ووطننا العربي من كل مكروه, في الازمات  تصيب الفكر حالة من الشلل  ويصبح البحث عن الخلاص هو ما يسيطر على الانسان  بما يعني أنه يفكر بمجاسته الاولية للبقاء على الحياة, ولكن في أزمة خانقة تحيط بخليجنا ودولنا  ولانملك لها صداً ولا ورجعاً  علينا أن نسترجع ما يجب أن نتحاشاه  مستقبلاً  وما قد ارتكبنا من أخطاء سابقاً جعل منا غير ذي تأثير حتى في مصيرنا والى أين نتجه  لدي بعض الملاحظات أود لو أسردها  أسفاً على بعض الماض واستبشاراً بمستقبل يحمله لنا الله  نتمنى أن يكون مشرقاً

أولاً:هل  لا تزال فكرة"الخلاص الفردي " تعشش في رؤوسنا بعد كل الذي حصل والذي يحصل  من الامور التي جعلتنا كلنا في سلة واحدة أمام أعداءنا شرقاً وغرباً؟

ثانياً: هل لاتزل فكرة إقتسام الاوطان راسخة في مجتمعاتنا نخباً وطوائفاً بعد كل هذه النيران التي تحيط بنا من كل حدب وصوب؟

ثالثاً: هل هناك من لايزال يؤمن بعدم شرعية أنظمتنا   في دول خليجنا العربي حتى الآن رغم انهيار معظم الانظمة التي إدعت التقدمية والديمقراطية من حولنا؟

رابعاً: هل هناك من لايزال يزايد على دور الدولة  من مرجعيات صغرى كالقبيلة والطائفه ويضعها فوق مستوى الدولة واجهزتها والياتها ؟

خامساً هل هناك من لايزال يتعلق بالنقاء العرقي داخل منظومة الوطن الواحد والجسد الواحد الذي يواجه مصيراً  واحداً بكل مكوناته ؟

سادسا ً:هل  لاتزال فكرة الخليج الواحد أو أهمية الاتحاد الخليجي فكرة طوبائية  من نسج الخيال المطمئن بعد كل حالة اللاطمأنينة التي نعيشها  ونعايشها في ظل هذة الظروف ؟

سابعاً: هلا لايزال منحنى الانقسام الطائفي الديني او العرقي يتزايد  في اوطاننا  ونحن أمام العالم  مجرد عالم اسلامي متخلف   يضربون بعضنا ببعض ؟

ثامناً: هل لاتزال العروبة حكراً على عرق دون آخر والاسلام حكراً على طائفة دون غيرها , وتاريخنا  الذي نتغنى به ويعرفه العالم يشهد على أن الاسلام قام على العرب وعلى غيرهم والعروبة إحتضنت جميع الاديان والطوائف داخلها.

تاسعاً: هل هناك من لايزال أن المستقبل  له ودون غيره بعد كل هذا الزلزال المدمر منذ الربيع العربي حتى الآن؟

عاشراً: هل لازلنا نعتبر التنافس بيننا كدول خليجية له الاولوية على التكامل؟ الأمر الذي أضاع جهودنا وعطل تنميتنا الحقيقية.

أسئلة كثيرة لاتنتهي  تجعلنا نفكر اليوم مالعمل ؟غداً بعد انتهاء الغمة بإذن الله هل سنعود كما كنا  الامر الذي إستوجب كل هذه الاسئلة أم سنعتبر من النذر التي تلوح في الافق بأننا أما  قرارت جلل لابد من إتخاذها من أجل مستقبل اجيالنا الحالية والقادمةبإذن الله .

أن الله قد أعد هذه الامة لأمر لو فطنت له  لربأت بنفسها أن ترعى مع الهمل

الجمعة، 13 يونيو 2025

الارض العربية بلا مشروع

 الارض عربية والخصمان   ليسا  من العرب  ولاينتميان  الى أرض عربية , الحرب القائمة التي يعايشها المواطن العربي وتعيش أجواؤها الارض العربية بين مشروعين  أحدهما إيراني  والآخر إسرائيلي, مجال الحرب الصوتي  أرض عربية  بإمتياز , تجتاز الطائرات والصواريخ الاسرائيلية الاجواء والاراض العربية لتصل الى أهدافها  داخل العمق الايراني , كما تجتاز الصواريخ الايرانية الاجواء والاراض العربية لكي تصل الى إسرائيل. وجود عربي باهت وسط أجواء  تهدد  وجود العرب  واستقرارهم , أيران لديها مشروع وتسعى لتحقيقه بغض النظر عن  مصالح الاخرين , إسرائيل أيضا  لديها مشروع  تريد تنفيذه في المنطقة  لتمتلك الزعامة والريادة  ,كلا المشروعين المتحاربين  قائمين على حساب المشروع العربي الغائب او المغيب , حيث الارض التي   تستثمرها هذه الحرب,. غياب كامل  لأي مشروع عربي واضح لأمة تمتد من المحيط الى الخليج .نفتقد ثقافة المشروع كأمة , المشاريع  القُطرية ليست كافية  لتفعيل الدور العربي  اقليمياً وعالمياً, الصدمة من فشل المشاريع القومية العربية السابقة يجب أن لاتثنينا عن إعادة التفكير في بناء مشروع عربي  قائم على مستلزمات العصر الحالي وشروطة, تلك كانت محاولات فردية  سلبياتها اكثر من ايجابياتها لكن لايمنع من الاستفادة منها وتجاوزها , أمة بلامشروع تصبح موضوعاً للإستباحة , إذا كانت إيران مشروع قومي فإن اسرائيل مشروع غربي , الغد لايرحم من لايملك إرادته  وليس هناك إرادة فاعلة دون مشروع واضح وقابل للتنفيذ  من أجل الانسان , فأنقذوا الانسان العربي من الاستباحة

الخميس، 12 يونيو 2025

البنية الثقافية ودورها في التحول الديمقراطي

 


قوة الدولة تختلف من منطقة الى أخرى داخل عالمنا العربي الكبير وهذا الاختلاف له مدلولاته السياسية والاجتماعية وتأثيراته على تطور المجتمع وسهولة ولوجه الى المرحلة التحول الديمقراطي المنشود ففي البلدان التي لا تزال البنى الثقافية والاجتماعية فيها فاعله نرى دوراً للدولة يختلف عن تلك البلدان التي لم يعد يوجد فيها بنى تقليدية فاعله أو استطاعت الدولة أن تقضي عليها أو إذا افترضنا وجودها فأنها على الأغلب شكلية .
أستطيع أن أسوق أمثله لتوضيح ما أقصده فالمثال على وجود قوى أو بنى ثقافية فاعلية يمكن رؤيته في كل من لبنان حيث الطوائف أو اليمن حيث القبيله تلعب دوراً حاسماً في إدارة المجتمع وتحولاته في هذه البلدان نجد الدولة تتعامل بشكل سياسي يميل الى توزيع المقدرات بين هذه البنى أو القوى على نحو توافقي لتتمكن من السيطرة على زمام الأمور وهي هنا أقل بطشاً وعنفاً . في حين أن المثال على قيام الدولة بإزالة البنى الثقافية داخل المجتمع يتمثل في تونس أيام بن علي( راشد الغنوشي في إحدى حواراته ) والنتيجة لذلك امتلاك الدولة للمجتمع بشكل كلي وقضاءها على أي إمكانية للتطور في اتجاه المنحنى الديمقراطي الذى يفترض إيجاد بدائل لهذا البنى التقليدية بشكل تدريجي يمكن المجتمع من التقليل من سيطرة الدولة وبطشها .
أما المثال على شكلية هذه البنى التقليدية وعدم فاعليتها بشكل يجبر الدولة على توزيع الأنصبة فهي بلدان الخليج العربي فالقبيلة فيها رغم وجودها إلا أنه وجود شكلي لا يستطيع الوقوف أمام الدولة وجبروتها أو إجبارها على التعامل معها أو مع مؤسسات المجتمع الأخرى بشكل أكثر حيادية لأسباب كثيرة منها الندرة السكانية واعتماد الاقتصاد على الريع المستخرج بواسطة فعاليات أجنبية لا تشارك فيها القوى الوطنية إلا بالنذر اليسير والجميع يعلم لما لهذه البنى الثقافية والاجتماعية بجميع أشكالها ، القبلية والطائفية من دور كبير أثناء مرحلة مقاومة الاستعمار ومعارك التحرير الوطني في جميع بقاع أمتنا العربية ، ولكن التحول السلبي حصل بعد الاستقلال حيث امتلكت الدولة سواءً كانت على شكل الحزب الواحد أو القبيلة أو الطائفة زمام الأمور وتنكرت لتلك القوى التقليدية وماضيها وتاريخها وعملت بالتالي على تهشيمها أو أزالتها أو إبقاءها كديكور لا أكثر ولا أقل فأصبح الأمر وكأننا في حاجة الى استقلال ثان ، ليس من المستعمر هذه المرة ولكنه من الدولة بشكلها الشمولي الذى يدوس على بنى المجتمع التي يمكن تطويرها بحيث تصبح نواه للتحول الديمقراطي المنشود . أن الديمقراطية في نهاية المطاف صيغه توافقية بين العديد من الأطراف ذات المصلحة المشتركة من هذا التعايش . لذلك يتطلب الأمر تحويل هذه البنى وتطويرها الى صيغ أكثر ملائمة للعصر . 

الحاجة الى " أنسنة" العلاقات

 التطورات السريعة التي تمر بها البلاد خاصة على الصعيد المادي ودخول المادة كعامل أساسي في رسم العلاقات وأهميتها تنقل هذا المجتمع الصغير من مرحلة نفسية متميزه كانت صفه من صفاته وعنواناً لتفرده وتميزه عن غيره من المجتمعات التي رسمت فيها المادة قيماً جديدة وبدلت الحال الى أحوال جديدة بحيث لم تعد مركزية العامل الإنساني هي المحرك للعلاقات وبالتالي شكت ولا تزال تشكو تلك المجتمعات من ذلك وتتحسر على ما مضى عندما كانت المادة تشكل هامشاً حياتياً فقط للإنسان ولم تنهش بعد من ذاته لتستقر بديلاً عنها . مجتمعنا الصغير يدخل الى مرحلة جديدة بؤرتها المادة ونقطة الامتصاص فيها المال فبالتالي يجب التنبه الى أن قوة مجتمعنا القطري هي في تلاحمه مع بعضه البعض بعيداً عن أي عوامل أخرى غير إنسانية . كانت ثمه مادة لدى الكثير في الماضي ولكنها لم تستقر لتشكل العلاقات والدرجات والتراتيب الاجتماعية لوعي أصحابها ( أي المادة ) في ذلك الوقت بأن البعد الإنساني هو الأغلى وهي ما يعول عليه ، لقد تنبه علماء مدرسة فرانكفورت النقدية لهذه المخاطر في مجتمعاتهم الأوروبية ودافعو كثيراً عن مركزية الإنسان في الكون بعيدا عن حمى الرأسماليـة الزاحفة وخشى " ماركوزه " من تحول الإنسان الى إنسان ذو بعد واحد تحركه المادة وينجذب إليها ، على كل حال لا يزال هناك كثير من الخير والأمل في مجتمعاتنا الخليجية ولا يزال هناك من يعىّ بأهمية الإنسان ومركزيته كإنسان بعيداً عن شوائب المادة ولكنه لا يجب إغفال حقيقة هامة وهي أننا ندخل عملية تطور سريعة لم يسبق أن خبرناها في سرعتها وفي حجمها ولابد أن تحدث تغيرات في شكل العلاقات وبناءها مما قد يكون له تداعيات سلبية على لحمة التكاتف والارتباط التي حرص المجتمع وحرصت القيادة على بقاءها ، نحن بحاجة الى التمسك بأنسنة العلاقات الاجتماعية ولا نجعل شيئاً آخر يطغي على هذه الأنسنه لتبقى قطر وهي في طريقها النهضوي ورغم اتجاهها السريع في طريق التحديث " قطر الرجال الأولين بحق " .

أذا كانت عملية " الانسنه " للعلاقات تتم في السابق بشكل عفوي فأنها اليوم على ما أعتقد في حاجه الى عملية استحضاردائم لكي لا تغشى غمامه المادة على إنسانية الروح ومحوريتهافى هذه الدنيا الذاهبه

المثقف بين الثبات والطمع والزئبقية

 من الصعب على العربى ان يثبت ان موقفه تجاه اى قضيه فى بلده موقف "مبدئى" اى يقوم على الايمان بالمبدأ وليس على اى شىء اخر, ومن السهل جدا ان يقال له انه لو اصاب شيئا من الغنيمه لتغير موقفه ولربما انقلب رأسا على عقب , وحده الموقف من العقيده لدى البعض وليس الكل يمكن ان يكون استثناء . تاريخنا العربى هو تاريخ" الغنيمه بأمتياز, وتاريخ الولاءات بدرجه مماثله. لذلك يضرب المثل بالمعارضه العربيه عندما يأتى الحديث عن الظرف والانتهازيه لا عن الاجنده والمبدأ. المولاه والمعارضه فى عالمنا العربى لعبة كراسى موسيقيه كل فقره تنتهى يتغير فيها الكرسى وصاحبه من موقع الى اخر. لذلك كثير مما يثار فى الصحف والمجلات وكثير مما يكتب لايخرج تقييمه عن ذلك , لو اصابه شى من الغنيمه لانتقل الى الضفه الاخرى لايستطيع حتى الصادق اثبات غير ذلك لانه لم يتعرض للاختبار بعد. قل لى كم وزير رفض الوزاره والمنصب رغم انتقاده للسياسات وتوجهها . الموقف المبدئى يحتاج الى بنيه تحتيه مختلفه تماما غير متوفره فى عالمنا العربى, ما يفعله العربى هو اداءه للدور لااكثر ومهما كانت درجة تقمصه لهذا الدور يظل الخروج منه سهلا وميسرا. العربى صاحب مبدأ من السلطه حتى تلوح له او تغريه الغنيمه التى يقوم عليها عقله السياسى كما ذكر الجابرى رحمه الله . المبدأ من السلطه ليس هو بالضروره المبدأ من الحياه. تاريخنا شاهد على اعتذاريات مثقفينا وتراجعهم وانخراطهم وعودتهم وتنكرهم لما قاموا به والعود احمد وحتى لولم يتغير السبب او يزول ولكن ظروفهم تغيرت اما سلبا واحيانا كثيرا ايجابا.

لذلك لاتعبأ العقليه العربيه وحتى ونحن فى عصر ثورة الاتصالات وسرعة وسائل النقل بما يكتب وتعبأ به الصحف والمنتديات , لانها تدرك حسب تجربتها الطويله التاريخيه التى عاشتها او قرأتها تاريخا ان القضيه قضيه نصيب من الغنيمه لم يتحصل بعد, ولا تكترث السلطه كذلك به لانها تملك الجزره وتستعملها حين ومتى تشاء . ربما هناك استثناءات عبر التاريخ بسيطه جدا لاتكاد تذكر فى ثنائيه الفرد والسلطه بالذات. لست ممن يؤمن بالحتميات ولكن الخروج منها يتطلب حفرا تاريخيا وخروجا عن المرجعيه التاريخيه التى تؤبدها. هل يعذر العربى عندما يكون موقفه زئبقى حسب ترائى الغنيمه له ؟ الم يكن متماشيا مع تاريخه الذى يقرأه ماضيا ويعيشه ويصنعه معهم حاضرا؟ وهل يلام من ينتقد مثقفى هذا العصر بأنهم وقتيون و حسب مصالحهم ؟ جميعنا ينتقد من اجل الصالح العام الكل يقول ذلك ولكن ماذا اذا انتفى تقابل الصالح العام مع الصالح الخاص, او ماذا لو ضحكت لك السلطه يوما هل تقوى على مقاومة اسنانها الذهبيه ام انك خارج التاريخ العربى هذا هو السؤال؟