الجمعة، 16 أكتوبر 2015

إنقذونا من دواعش "اللغه"


يحار المرء وهو يطوف في شوارعنا من كثرة سفك دماء ل اللغه , اللغه تنتحر في منعطفاتنا وفي احياءنا وفي قرى دولتنا , لسان غريب , وذهن مشتت, اللافتات المعنونه أحزمة ناسفه للغه وللنطق السليم وللفطرة السليمه , ماذا نفعل بهذه الاجيال وهي تنشأ على مثل هذا التشوه بين ما ينطق وما يٌكتب. مرحلة الكتابه مرحلة أرقى من مرحلة النطق واكثر تحضرا في تاريخ المجتمعات , فالمجتمعات تنتقل من مرحلة المشافهه الى مرحلة التاريخ المكتوب لكي تتطور , ولكننا مع الاسف نفعل العكس تماما, اللغه مخزون المجتمع والنطق هو لسانه المميز , لكن الكتابه لغة عالميه , يحتاجها جميع اصحاب اللسان الواحد وغيرهم من الثقافات ,كما اشرت في مقال سابق عن فوضى اختيار المسميات للشوارع واستغراقها في التفاصيل الصغيره والاسماء الصعبه التي وقعت مصادفة , الأمر الذي أضاع الجهد والوقت ولم يؤدي الى الغرض الاسمى وهو الدلالة والعنوان , اليوم أتحدث عن مسميات القرى والفرجان القطريه الاصيله والتاريخيه في قطر التي ايضا تتعرض كتابة اسماءها لسفك لغوي فاضح , أولا دعونا نتفق أن على القادم او المقيم أن يتعلم كيف ينطق اهل البلد اسم المنطقه , وأن يتعود على ذلك لا أن نكتبها نحن خطأ لكي ينطقها هو بشكل صحيح , أذكر في اول زيارة لي في القاهره اردت ان اذهب الى شارع باب اللوق, ونطقته بالقاف المغلظه فضحك السائق وقال ليي تعني باب اللو" قلت له هناك قاف قال لاننطقها.ضاحية "النايتسبريدج" اللندنيه الشهيره التي نتسوق فيها كل عام وهي تُكتب بحرف الكاف مع أنه لايُنطق ولكن اللغه الصحيحه تستوجب كتابته , هذه أمور من صميم الثقافه . أريد من يقنعني , أن فريج "السلطه" القبيله الكريمه , يُكتب فريج إسلطه", أريد من يشرح لي أن قبيلة "الكبسه" الكريمه , تُكتب قبيلة لكبسه", أريد من يوضح لي أن قرية العوينه ,تُكتب "لعوينه" ولبصير ولعطوريه ولجمليه وغيرهم كثير . أين وزارة التربيه وهي من أقدم الوزارات في المنطقه , أين وزارة الثقافة الاعلى برجا من بين الابراج , أين مجمع اللغه إن وجد , أين لجنة المسميات ان هي لاتزال على قيد الحياه ؟,كنا في الماضي ندرس على الأقل حصتي لغة عربيه في اليوم المدرسي الواحد ,أشعر وكأن الموضوع غير ذو أهميه ونحن نعيش عصر الماده حيث طغى مسمى انواع السيارات على أسماء الاحياء والمناطق التراثيه , الجميع يحفظ مسمى ف إكس آر الذي أصبح هذا العام ف إكس أس, و جي إكس آر ويصر على نطقه سليما منعا للغلط والتداخل وينسى الجميع اليوم أن اولادنا يعانون فقرا لغويا في المدرسه ومجزرة لغويه في كل انحناءة لشارع أووقفة حول دوار, الاسم قيمته في محليته وعراقته في معناه أما نطقه فعلى الغريب أن يتعود عليه كما ينطقه أهله لاأن نشوهه كتابة من أجل أن يتمثل هو نطقه كما ينبغي , كما أن الاسم يكون في التصور قبل المولود , هذه الاحياء الجديده التي تولد مشوة الاسم ك"لوسيل" اسم مشوه لمنطقة تولد كاملة البنان والرسم , لماذا تولد بإسم قاصر , لماذا ليس "الوسيل" أضعنا لغة الضاد ونحن نبحث عن عراقة التوفل في غير أرضه , فأرتبك اللسان وكتب بالنقصان.ومشينا مشية الغربان.

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

تشكيل عقلية مجتمع "المراقبه"




لابد من المحافظه على حرمة المساجد وتوفير الراحه لمرتاديها
-المساجد رمز حضارتنا وعلينا المحافظه على حرمتها
-لابد من المحافظه على حرمة المساجد بعدم استخدام او استغلال المواقف الملحقه بها في غير اوقات الصلاه
ان المساجد بنيت لذكر الله وعبادته واداء رسالته وتبليغ نهجه ولابد من تقديرها واحترامها وحفظ حرمتها
الاستغلال الخاطىء لمواقف المساجد مخالف للقانون
رسالتنا للجميع احترام حرمة المسجد

هذه العناوين جاءت في لقاء ادارة المرور مع ادارة المساجد بشأن تنظيم استخدام مواقف المساجد كما نشرتها جريدة الشرق اليوم الاربعاء 14 اكتوبر. عندما وقعت عيني على العناوين ظننت أن شيئا جللا كبيرا وقع بحرمة المساجد ومانعا قويا منع المصلين من الوصول اليها لاداء فروضهم. أو أن المجتمع قد إنقسم بين مؤدي للصلاه وبين من يمنع من قيامها ويعرقل الاخر من أدائها,وهل يطلق على المصلين مرتادي المساجد والاخرين غير مرتادي المساجد وهو استخدام "استجمامي" الأصل, وفي أقل تقدير إفترضت أن يستخدم مواقف المساجد لضروره ما في غير أوقات الصلاه لايصلي , هذا هو انطباع القارىء لهذه العناوين , ويظهر بوضوح غلبة العقليه المروريه على الصياغه دون تفريق بين حرمة المسجد في ذاته وفي رسالته وبين عمليةتنظيم المواقف الخارجيه له .وهي عملية لاتستحق كل هذا القصف الشديد والاستخدام الكثيف لقدسية الصلاة في مجتمع متدين حتى اخمص قدميه ولاتجد مواطنا فيه لايصحو على أذان ولا ينام على آخر.توقيع خطاب النوايا بين ادارة المرور وادارة المساجد بودي لو لم يتم لأن ذلك يعطي انطباعا بأن هناك فعلا انتهاكا لحرمة المساجد وهو الأمر المستبعد والذي لايخطر ببال فرد من أفراد المجتمع , يمكن إحتواء ذلك من خلال حجز هذه المواقف بسلسله او بحاجز الكتروني او خشبي بُعيد إنتهاء كل صلاه وفتحها مع موعد الصلاة القادمه , دونما حاجه الى خطاب نوايا بين الأمن والاوقاف في مجتمع آمن ومتدين , ما أود الاشارة اليه هي أننا ننزلق تدريجيا الى مجتمع المراقبه دونما المرور بمجتمع التنظيم وبالتالي تتشكل عقلية الرقابه عند كل فرد من افراده دونما تمحيص عن مجال هذه الرقابه وشرعيته ويجرى الخلط كما نرى بين حرمة المسجد وبين تنظيم مواقفه الخارجيه لتتسع بذلك مساحة الفتوى على حساب نطاق القانون ونزيد الطين بلة والحال عسرا ونحن في متسع وفي حل"ن" من ذلك كله.