الأحد، 24 نوفمبر 2013

الدوله في فكر "تميم"

خطابىً صاحب السمو الامير تميم بن حمد حفظه الله يوم تسلمه مقاليد الحكم وعند افتتاحه لمجلس الشورى في دورته الحاليه وضعا حدود واضحه لموقع " الدوله" في فكر سموه. ورؤية سموه للدوله كمشروع يقيم الماض والحاضر ويرنو الى المستقبل بخطى واضحه ومدروسه . لقد نظر "هيغل" الى الدوله كونها الروح المطلق والمكان الذي يتحقق فيه الخير الأعم, أهمية فكر الدوله لدى القائد أو الأمير يحميها من أن تزوغ أوأن تتحول إلى مزرعه أو بستان أو حديقه خلفيه, ويحمي شعبها كذلك من التشرد والتقاتل والتشرذم وليست الأمثله عنا ببعيده ونحن نرى قادة وزعماء صنعوا من بلدانهم حمامات من الدم والقتل والانتقام عندما تحولت الدوله في فكرهم إلى ملك خاص ومزرعه ملحقة بقصورهم. لذلك كان أهم ماكنت أتطلع إليه في خطابى صاحب السمو الأمير حدود "الدوله" في فكر سموه ورؤية الدوله كمشروع في عقل سموه حفظه الله. ومن ذلك إستطعت أن أستشف حدود رؤية سموه للدوله وإبعادها في فكر سموه. فالدوله هي مصدر الأمان للشعب وكلما كانت القياده منحازه للدوله كفكر وكرؤيه تحقق الخير العام للشعب. على كل حال أستطيع هنا أن أضع بعض النقاط الرئيسه حول حدود مفهوم الدوله فى فكر سمو الأمير المفدى حفظه الله إستشفافا من خطابىً سموه منذ توليه مقاليد الحكم. أولا: دولة الأخلاق: أكد سموه بما لايدع مجالا للشك أن الشعب القطري شعبُ يعيش الاخلاق حياةً عبر تاريخه بل ويصدرها حتى عُرف عنه أنه شعب طيب الاخلاق , أكد سموه ذلك والدوله تشهد تزايدا سريعا في وتيرة التنميه التى تحتاج تزايدا في العماله الاجنبيه مذكرا بأن ميزة المجتمع القطري هذه ستستمر كما عهدناها سابقا حيث أنها مكوًن من مكونات الشخصيه القطريه لاغنى عنه. ثانيا: دولة المستقبل :المرتكز على قيًم الماض وحيوية الحاضر,. الماض لاينتقل , لكن قيًمه تنتقل وتتحرك والمجتمع الذكي الذي يسعى إلى إستلهام قيمُه حاضرا ونقلها مستقبلا, وقد أكد سموه على أهمية ذلك فالتمسك بالماض لايعنى التقوقع حوله وعدم فرزه, فالمهرجانات التراثيه المتزايده ليست للإعاده بقدر ماهى للتجاوز المادي مع بقاء الروح والقيم. ثالثا: دولة العيش الممكن: أشار سموه اكثر من مره الى أهمية محاربة التضخم والحد من ارتفاع الاسعار ليتمكن الجميع من العيش ,فخطورة التضخم الجامح أنه قد يقسم المجتمع الى من يملك ومن لايملك. وهو بداية لتداعيات نحن في غنى عنها , أدرك سموه ضرورة إيجاد دولة العيش الممكن وأهميتها للمستقبل كاشفا بعين ثاقبه عما يدور حولنا من مشاكل بدأت إقتصاديه لتتحول بعد ذلك إلى ثورات أتت على الأخضر واليابس. رابعا: الدوله الدور: أهم صادرات أي دوله في العالم هو دورها في محيطها وفي العالم فأكد سموه دور قطر المناصر للشعوب, والمنتصر للحقوق وللإنسان أولا وأخيرا وأكد سموه على أهمية حق جميع الشعوب في تقرير مصيرها دون تدخل أو وصاية من أحد. وأشار الى أن الدول بدورها ورسالتها وليس فقط بحجمها وتعداد سكانها. خامسا: دولة العمل: أكد سموه على أهمية العمل لدى أى شعب ينوي النهوض والتقدم وأشار أن قوة أى شعب هي في عمله وفي مايبذله من جهد لكي يتطور, معادلة الزمن والعمل هي معادلة الشعوب الحيه كلما كان تكثف مقدار العمل في أقل حيز من الزمن اانتقل معها المجتمع إلى مرحله ونقله جديده. سادسا: دولة التنظيم الإداري والقضاء على الفساد:عُرف عن سمو الأمير تميم بن حمد حفظه الله أنه يكره الفساد والمفسدين ويحب النظام والتنظيم , لذلك شرعت الدوله في عهده في اعداد الهياكل التنظيميه لجميع الاجهزه والوزارات الحكوميه وعدم ترك فرصه للفساد او للمفسدين أن يتجذروا في المجتمع . سابعا: دولة إمتداد : إستقى سمو الأمير فكر الدوله من سمو الأمير الوالد حفظه الله الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني , الذي ولجت معه الدوله تاريخا جديدا ومؤثرا على جميع المستويات الاقليميه والعربيه والعالميه, لذلك ستجد التراكم ممزوجا بخبرة الكبار وبنشاط الشباب وحيويته, خبرة الكبار وحنكة التجربه لديهم لايمكن الاستغناء عنها ولكن يمكن تفعليها بنشاط الشباب وحيويته ورؤيته البديله للأمور. ثامنا: دولة مابعد الربيع العربي: تتجه قطر نحو المستقبل بشكل سريع فتلاحم الشعب مع قيادته وثقة المجتمع بنفسه وبقيادته جعلت من فكره رغائبيا بمعنى أنه يتمنى وان ينتظر تحقق الأمنيه, فكثيرا هي الأمور الذي ينتظرها الشعب القطري من أميره وقائده الشاب, ويتطلع دائما للمستقبل بنفس وروح مستبشره إيمانا منه بأن "من يعمل الخير لايعدم جوازيه" وأهل قطر أهل خير ويستاهلون كل الخير نسأل الله أن يوفق أميرنا الشاب لما يحبه ويرضاه, وأن يحفظ سمو الأمير الوالد ويطيل عمره ويرفل عليه من ثياب الصحة والعافيه