الاثنين، 26 مايو 2014

خليج "الشتائم" إلى أين؟



قال لي بعد اخذ نفسا عميقا من سيجارته: لااسمع إلا شتما وسبا وقدحا , هل كتب على هذه الأمة ان تكون أمة شتم ولطم ؟قلت له : الشتم أداة ماضويه ليس لها علاقه بالمستقبل, أجاب : بالفعل لذلك نحن نعيش الحاضر والمستقبل مشروع "شتم" مؤجل لاننظر اليه كبدايه جديده وإنما كحاضنه لمشروع شتم وسب وقذف قادم , قلت له :مالسبب في نظرك؟
قال: لأن تاريخنا تاريخ"شيطنه" وليس "تاريخ "أنسنه".قلت له : كيف ؟ أجاب :إستقرىء تاريخنا بعد الخلافه الراشده الأولى لتعرف ذلك, منذ ذلك التاريخ وجدلية الصراع تقوم على شيطنة الآخر دينيا وعرقيا, وطالما أن الأمر كذلك فإن القاموس اللغوي الوحيد الفعال هو قاموس الشتائم .
قلت له : لانريد أن نلج التاريخ المثخن الآن, دعنا نتحدث عن اليوم.
قال لي :كانت الشتيمه في الماض قصيده لاتصل الى الموجهه اليه الا بعد فتره ووقت طويل تكون كثيرا من الأمور قد تغيرت ربما , اليوم الشتيمه كالرصاصه التى تصل في حينها الى صدر المشتوم فتحيله شيطانا يرجم عبر تقنيات الاتصال الحديثه التى وضعت للإتصال والتواصل الاجتماعي فإذا بنا نحولها الى قاذفات شتم وسب ومنجنيق بذاءات .واكمل قائلا: دعني أكون صريحا معك أنظر ماذا يكتب اليوم حول الخلاف الخليجي –الخليجي اليوم من سب وقذف وشتم لرموز المنطقه وصل الى حد لم تشهده ثقافة المنطقه عبر تاريخها من بذاءه وعدم احتشام في قذف المحصنات والارحام قلت له : بماذا تعلل ذلك ياترى؟ :
اجاب:أرى القضيه من جانبان , جانب فلسفي , وجانب إجتماعي ثقافي:, فلسفيا :تاريخ المنطقه بشكل الحالي أوشك على النهايه والزوال,لم تصل الأمور منذ قيام هذه الدول الى هذا المستوى المنحدرمن تبادل الاتهامات وهذا دليل واضح على انهيار منظومة قيم كانت بمثابة الدرع الواق والاساس القوي لإستمرار هذه الانظمه. أما إجتماعيا وثقافيا فتراجع دور الطبقه الوسطى " ثقافيا" التي تملك الرأى وقادره على اسداء المشوره بتجرد , أمام شريحه جديده ريعية الثقافه وظيفية التوجه .
قلت له:كيف يمكن الخروج إذن من هذه الدائره؟
قال:إذا كانت الأمور تؤخذ بالنُذر, وبالمقدمات ,فإن شيئا ما يلوح في الأفق, حيث لايمكن ان تستمر ثقافة تشتم أو أخرى لاتتقي من الشتم.
قلت له :تلك من سنن الله , فهز رأسه موافقا , وأكمل نفسا آخر من سيجارتة التى قاربت على الانصهار وهي في فمه.